أنوشكا لـ «الشرق الأوسط» : الدراما الاجتماعية تستهويني

قالت إنها ستطلق قناة عبر «يوتيوب»... وتستعد لتصوير أغانٍ جديدة

تتطلع لتقديم تجارب جديدة في السينما
تتطلع لتقديم تجارب جديدة في السينما
TT

أنوشكا لـ «الشرق الأوسط» : الدراما الاجتماعية تستهويني

تتطلع لتقديم تجارب جديدة في السينما
تتطلع لتقديم تجارب جديدة في السينما

أكدت الفنانة المصرية أنوشكا أنها «تستعد لتكثيف نشاطها باعتبارها مطربة، بإطلاق قناتها الخاصة على (يوتيوب)؛ لتحفظ أعمالها الفنية، كما تُحضر لحفلات غنائية وأغانٍ جديدة».
وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن الفنان يجب أن يهتم بالحفاظ على تسجيل تاريخه، خصوصاً في ظل تغير آليات العصر»، وعلى الرغم من تقديمها أعمالاً درامية ناجحة عدة خلال شهر رمضان مثل (جراند أوتيل)، و(نجيب زاهي زركش)، و(راجعين يا هوى)، فإنها ترى أن «دراما رمضان تمثل ضغطاً كبيراً على الفنان الذي يضطر لمواصلة التصوير لأكثر من 16 ساعة أحياناً في اليوم؛ للوفاء بالتزامه تجاه العمل والجمهور».
وحول اهتمامها بالتمثيل أكثر من الغناء، قالت أنوشكا: «الحقيقة أنني مررت منذ فترة بظروف صعبة مع والدي، ولم يكن الغناء ومواعيد الحفلات تناسبني، ودائماً كنت مقتنعة بأن الفن موجود، لكن احتياج أبي وأمي لي يسبق أي شيء آخر، وأخيراً بدأت أستعيد نشاطي الغنائي، وحالياً أستعد لإطلاق قناتي على (يوتيوب)، وتصوير أغانيّ والعودة للحفلات الغنائية، فلدي اشتياق كبير للقاء الجمهور بشكل مباشر عبر الحفلات».
وعن قرار إطلاقها القناة بهدف توثيق وتسجيل أعمالها الفنية، ذكرت الفنانة المصرية: «نحن محظوظون لأن هناك ما يمكن أن نحفظ أعمالنا من خلاله، بينما فنانون كبار سبقونا لم تكن لديهم هذه الفرصة، كما أن الأغنية لا تنسب فقط للمطرب، لكن هناك مؤلفين وملحنين لا بد من ذكر أسمائهم، خصوصاً مع انتهاء عصر شريط الكاسيت الذي كنا ندوِّن على غلافه أسماء مؤلفي وملحني كل الأغاني، واليوم فرضت آليات العصر نفسها، ورغم ذلك لم أكن مبتعدة تماماً عن الغناء طوال الفترة الماضية، فقد قدمت أغنيات عديدة من خلال برنامج (صالون أنوشكا)».
وتحدثت أنوشكا عن برنامجها «صالون أنوشكا» قائلة: «سعدت به كثيراً، خصوصاً بردود أفعال المشاهدين عليه، وقد عوضني بشكل كبير عن اشتياقي للوقوف على المسرح، وقدمت ثلاثة مواسم، بواقع 36 حلقة، استضفت كثيراً من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي من الكبار والشاب وشاركتهم الغناء، وقدمت أغنيات خاصة بي، ما أشعرني بأنني لم أبتعد عن الغناء، لكن هذا لا يمنع من اشتياقي للقاء الجمهور في حفل أحضِّر له حالياً، إذ تظل مقابلة الجمهور في حفل غنائي مباشر أمراً مختلفاً تماماً».
وأضافت أنوشكا: «هناك أعمال سيتم التعاقد عليها لموسم رمضان المقبل، وعلى الرغم من سعادتي بالوجود في شهر رمضان، فإن العمل به يظل مرهقاً للغاية في ظل ظروف تصوير تستغرق 16 ساعة وأكثر في اليوم، ما يمثل ضغطاً عصبياً، رغم أن توقيت شهر رمضان معروف مسبقاً، في الوقت نفسه هناك أعمال رائعة باتت تقدم خارج الموسم الرمضاني ولا تستلزم هذا الضغط بالقدر نفسه».
وحول أكثر ما يحسم اختياراتها، أكدت الفنانة المصرية أن «رسالة العمل الذي أقدمه أولاً، فلا بد أن يحمل رسالة للناس، وأجد نفسي في الدراما الاجتماعية التي تطرح قضايا المجتمع بشكل صادق وحقيقي».
وتقول إنها «تحاول بقدر استطاعتها التركيز لتقديم أنماط مختلفة من الشخصيات»، موضحة أنه «كثيراً ما تعرض عليها أدوار المرأة (الشيك) الثرية، وتحاول ألا تتشابه في تفاصيلها لتكون مختلفة بمساعدة المخرج»؛ لأنها تعتبر أنه «لا أحد ينجح بمفرده، والمخرج تكون لديه رؤية شاملة للعمل، لذا لا بد من الحوار معه وفهم أبعاد الشخصية».
وحول نجاح مسلسل «راجعين يا هوى» وحصده جائزة أفضل عمل كوميدي في مهرجان القاهرة للدراما، علقت الفنانة أنوشكا: «هو عمل اجتماعي مثل كل أعمال الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، التي تتضمن خطوطاً درامية عديدة ومشاعر، وكوميديا تعتمد على الموقف، كما أنه يؤكد أهمية العائلة التي تحقق لنا الاطمئنان في حياتنا». وأذكر أن «الكاتب الراحل رشحني لمسلسل كان يخرجه يحيى العلمي، واعتذرت عن عدم المشاركة به، وقلت له إنني لا أجد نفسي في دور المرأة الشريرة، وبدا لي في مناقشته مثل أبي، غير أنني لم أكن أملك وقتها الحكم على بعض الأشياء بشكل صحيح، ولم أنظر لمبررات الشر للشخصية».
وعن تركيزها في السينما بعدما أتيحت لها بداية سينمائية قوية من خلال فيلم «السيد كاف» مع المخرج صلاح أبو سيف، قالت أنوشكا: «لأني مطربة كان تركيزي الأكبر على الغناء، كما أن بعض المخرجين والمنتجين كانوا قلّما يضعون دوراً رئيسياً أو مؤثراً للمطرب، اعتقاداً بأن التمثيل عنده أمر ثانوي، غير أنني كنت محظوظة بالعمل مع المخرج الكبير وفريق العمل الذي ضم أساتذة كباراً لا يتكررون مثل سناء جميل وعبد المنعم مدبولي، وأتذكر أن المخرج صلاح أبو سيف قال في برنامج تلفزيوني (أنا عايز أقول كلمة لأنوشكا، هي جواها ممثلة وبقولها تطلع الممثلة اللي مستخبية جواها)، هذه الجملة أعطتني ثقة كبيرة».
وأضافت: «أنا منفتحة على السينما، وأتطلع لتقديم تجارب جديدة بها، خصوصاً أن هذه الفترة تشهد تطوراً فنياً كبيراً، وأتمنى الاهتمام بتيسير العمل للأشياء التي تكبل صناعة السينما».



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».