إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

شرب الماء وحرقة المعدة

> ألاحظ أن شرب الماء يخفف غالبا من الإحساس بحرقة المعدة لدي، وفي أحيان أخرى يزيد الأمر سوءاً، لماذا؟
- هذا ملخص أسئلتك عن معاناتك من آلام حرقة المعدة، وملاحظة الطبيب، بعد إجراء منظار المعدة، أن لديك تسريبا معديا مريئيا يتسبب لك بهذه المعاناة.
ولاحظ معي أن حرقة المعدة هي ألم حارق يشعر به الشخص خلف عظمة الصدر مباشرةً. وفي الغالب يزداد الألم بعد الأكل، أو في المساء، أو عند الاستلقاء على الظهر. وقد يرافق ذلك إحساس بطعم مر أو حمضي في الفم. وتخف المعاناة لدى معظم الأشخاص من خلال اتخاذ تدابير الوقاية، واستخدام الأدوية التي يصفها الطبيب.
والوقاية تعتمد على إدراك آلية حصول تسريب أحماض المعدة إلى المريء. ذلك أنه عند بلع الطعام، ترتخي العضلة التي تفصل بين المريء والمعدة، كي يدخل الطعام أو السوائل إلى المعدة. ثم تنقبض، كي تمنع حصول تسريب أحماض المعدة، والطعام، إلى المريء. وعندما لا تعمل هذه العضلة كما ينبغي، يحصل تسريب الحمض إلى المريء. وبطانة المريء (بخلاف بطانة المعدة)، لا تتحمل هذا الحمض، ويشعر المرء حينها بالحرقة.
وهناك أطعمة تتسبب في زيادة حصول هذه المشكلة، مثل الطماطم المطبوخة (وليس الطازجة)، والتوابل الحارة، والبصل، والنعناع، والحمضيات، والأطعمة الدهنية، والشوكولاته، والسكريات، وغيره.
والوقاية تتطلب خفض الوزن، وتجنب ارتداء ملابس ضيقة، وتحاشي الأطعمة التي تحفز حرقة المعدة، وتناول وجبة العشاء قبل ثلاث ساعات من موعد النوم، وتجنب التدخين. وهناك أدوية يصفها الطبيب لعلاج هذه المشكلة.
وغالباً، فإن شرب الماء الصافي يمكن أن يكون مفيداً، لأنه يخفف من درجة الحموضة في المعدة، ويزيل الأحماض عن المريء. ولكن لدى البعض، وفي بعض الظروف، قد لا يكون الأمر كذلك. ليس لأن الماء لا يخفف من الحموضة داخل المعدة، بل لأن ثمة عوامل أخرى، كالسمنة أو تناول وجبة دسمة وغنية بالتوابل مثلا. وللتوضيح، وعند شرب الكثير من الماء بعد تناول وجبة دسمة، فإن الماء هنا يمثل «إضافة كتلة» إلى داخل المعدة، وبالتالي قد يحفز هذا ارتخاء عضلة أسفل المريء، كما قد يحفز المعدة على إفراز مزيد من الحمض.
ولذا يجدر للبعض، تجنب شرب الماء بكميات كبيرة بعد الوجبات مباشرة. كما يجدر بالعموم، تجنب شرب كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة. ومن الأفضل للمعدة شرب الماء ببطء، وعلى جرعات. وبعض المصادر الطبية تذكر أن شرب الماء بدرجة حرارة الغرفة، بدلاً من الماء البارد، قد لا يتسبب في هذه المشكلة. ويربطون ذلك بتأثير البرودة في تحفيز تقلصات المريء.

«الإيكو» لتصوير القلب

> كيف تتم قراءة نتائج تصوير القلب بالموجات الصوتية؟
حسين نجم - بريد الكتروني

- هذا كان سؤالك حول التقرير الذي أرسلته لنتيجة تصوير القلب بـ«الأشعة» الصوتية لك. ولم يتضح لي من رسالتك مقدار عمرك، وما هي شكواك التي استوجبت إجراء هذا الفحص القلبي لك، وما هي حالتك الصحية بالعموم.
ومع ذلك، فإن فحص تصوير القلب بالموجات الصوتية، والذي يسمى اختصاراً «إيكو»، يمكن الطبيب من رؤية القلب وهو ينبض ويضخ الدم، بغية تحديد مدى وجود أي أمراض في أجزاء القلب، واستكشاف احتمالات سببها، وتقييم تأثيراتها على عمل القلب. وتحديداً، يطلب الطبيب هذا الفحص إذا اشتكى الشخص من آلام في الصدر أو ضيق في التنفس مع بذل الجهد أو غيرها من الأعراض ذات الصلة المحتملة باضطراب عمل القلب. أو لمتابعة مريض لديه مشكلة في القلب أو تم له إجراء عمليات جراحية في القلب. وذلك للتحقق من عدة جوانب كثيرة جدا، ومن بعضها:
- مدى حجم حجرات القلب ومقدار سمك جدار حجرات القلب، ودرجة كفاءة عملها في الانقباض والانبساط.
- سلامة صمامات القلب من ناحية البنية الشكلية، وكفاءة العمل في الفتح والإغلاق.
- مدى وجود أي عيوب خلقية.
- مدى وجود أي اضطرابات في تناغم انقباض عضلة القلب.
- تقييم غشاء القلب والسائل المحيط به.
وخلال هذا التقييم الشامل، يتم إجراء قياسات لتدفق ومقدار ضغط وجريان الدم فيما بين حجرات القلب وعبر صمامات القلب، وحساب عدة مساحات في حجم الحجرات وفتحات الصمامات، وأي تضيقات أو تسريبات فيها. وكذلك دراسة مدى انبساط عضلة القلب، وغيرها من الجوانب الكثيرة التي تساعد الطبيب في تفسير الأعراض التي يشكو منها المريض بما له علاقة بالقلب، أو التأكد من عدم وجود اضطرابات قلبية كسبب محتمل للأعراض التي يشكو منها المريض.
وفي صورة التقرير الطبي الذي أرسلته، أفادت النتيجة بسلامة تلك الجوانب لديك. ولكن هذه النتائج يجدر عرضها على الطبيب الذي طلب إجراء الفحص لأنه أقدر على تطبيقها على حالتك الصحية والأعراض التي قد شكوت له منها.

طنين الأذن

• هل يحتاج طنين الأذن إلى معالجة، ومتى يكون ذلك؟
- هذا ملخص أسئلتك عن معاناتك من طنين الأذن لسنوات. ولاحظ أن طنين الأذن ليس «مرضاً»، بل هو عرض وعلامة مرضية، له علاقة بعدد من المسببات وبعدد من العوامل التي تزيد من آن لآخر في شدته وشدة المعاناة منه. والطنين شعور مزعج بسماع أصوات الرنين أو الضوضاء، حينما لا تكون هناك أصوات خارجية مسببة لسماع ذلك. وفي بعض الأحيان قد يكون صوت الطنين مرتفعاً لدرجة تعوق قدرة المرء على التركيز أو سماع الأصوات الحقيقية. وقد يكون في أذن دون أخرى أو في الأذنين كلتيهما.
وهو من أكثر أعراض الاضطرابات السمعية انتشاراً، حيث يعاني منه حوالي 15 في المائة من البالغين. ومع التقدم في العمر، ترتفع نسبة الإصابات بطنين الأذن إلى 30 في المائة فيما بين من تجاوزوا عمر 60 سنة. ورغم انتشاره، إلا أنه من النادر أن يكون طنين الأذن علامة على وجود مرض خطير بالجسم أو في منطقة الأذن.
كما لاحظ معي أن معدلات المعاناة من الطنين في الأذن ترتفع بين الذكور، والمدخنين، ومرضى السكري، ومرضى ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الكولسترول، وكذلك الأشخاص الذين تتطلب أعمالهم التعرض للضجيج.
وتفيد المصادر الطبية أن 20 في المائة من المصابين بالطنين يحتاجون تلقي معالجة طبية للتخفيف منه. خاصةً عندما يتسبب في الضيق الشديد للمريض، وكان ناتجاً عن وجود مشكلات في الأذن الخارجية، أو الأذن الوسطى، أو الأذن الداخلية، وثمة فرص لإمكانية معالجتها. أو أن يكون الطنين نتيجة تناول أحد الأدوية التي قد تتسبب في حدوث الطنين أو تزيده سوءاً، مثل بعض أنواع المضادات الحيوية وأدوية إدرار البول وبعض أدوية علاج الاكتئاب وأدوية علاج السرطان.
أما الأمر الآخر الذي سألت عنه، وهو سماع نبضات القلب في الأذن، وخاصةً عند الاستلقاء للنوم، فهو يسمى الطنين النابض. ويحصل في الغالب دون سبب أو حالة مرضية. وفي أحيان قليلة، قد يحصل نتيجة وجود اضطراب في الأوعية الدموية، ونشوء تصلب الشرايين بتراكم الكولسترول في جدرانها، ما يقلل من مرونتها في التوسع مع كل نبضة للقلب، وبالتالي يمسي تدفق الدم وارتطامه بجدران الشرايين، أكثر قوة وضجيجاً، وخاصةً عند الاستلقاء للنوم، مما يسهل على الأذن أن تلتقط صوت نبضات تدفق الدم في الشرايين الكبيرة بالرقبة، القريبة من الأذن، وكذلك عند ارتفاع ضغط الدم ووجود تضيقات الشرايين الرئيسية في الرقبة.

استشاري باطنية وطب قلب للكبار
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني:
[email protected]


مقالات ذات صلة

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات (رويترز)

كيف تتخطين «اكتئاب ما بعد الولادة»؟

يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات، وقد تستمر معهن لأشهر طويلة، وتتطور لدى بعضهن إلى حد التفكير في الانتحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف (رويترز)

أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف

كشفت دراسة جديدة أن أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نصائح لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق وسط برودة الطقس

ينصح خبراء التغذية بنصائح عدة لزيادة النشاط وتجنب التعب في الشتاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

لتطوير علاجات مضادة للهرم

د. أنتوني كوماروف (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
TT

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)

أفادت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمواعيد النوم المنتظمة، معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

ووجدت الدراسة أن أنماط النوم غير المنتظمة تزيد من خطر الإصابة بأمراض، مثل السكتة الدماغية وفشل القلب، والنوبات القلبية، بغض النظر عما إذا كان الأشخاص يحصلون على قسط كافٍ من النوم بشكل عام.

وبشكل عام، فإن كمية النوم الموصَى بها للأشخاص الذين تتراوح سنهم بين 18 و64 عاماً تتراوح بين 7 و9 ساعات في الليلة، وبين 7 و8 ساعات لمن تبلغ سنهم 65 عاماً أو أكثر.

ووفقاً للدراسة، فقد قام الخبراء بفحص بيانات 72269 شخصاً، تتراوح سنهم بين 40 و79 عاماً، شاركوا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، ولم يكن لدى أي منهم تاريخ من الأحداث الرئيسية المتعلقة بالقلب، مثل النوبة القلبية. وارتدى الأشخاص في الدراسة جهاز تعقب النشاط لمدة 7 أيام لتسجيل نومهم، ثم قام الخبراء بحساب درجة مؤشر انتظام النوم لكل شخص.

وقد رصدت هذه النتيجة التباين اليومي في وقت النوم، ووقت الاستيقاظ، ومدة النوم، والاستيقاظ أثناء الليل؛ حيث حصل الأشخاص على درجة تتراوح بين 0 (غير منتظم للغاية) و100 (نمط نوم واستيقاظ منتظم تماماً).

ووفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية، تم تقسيم جميع المشاركين في الدراسة إلى مجموعة نوم غير منتظمة (أقل من 71.6 درجة)، ومجموعة نوم غير منتظمة إلى حد ما (بين 71.6 و87.3 درجة)، ومجموعة نوم منتظمة (أعلى من 87.3 درجة SRI).

وتمت متابعة الأشخاص لمدة 8 سنوات، وخلال هذه الفترة قام الباحثون بتحليل عدد الأشخاص الذين عانوا من حالات، مثل: النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، وقصور القلب.

ووجدت الدراسة التي نُشرت على الإنترنت في مجلة «علم الأوبئة والصحة المجتمعية»، أنه حتى بعد الأخذ في الاعتبار أشياء يمكن أن تؤثر على النتائج -مثل تناول القهوة ومستويات التمارين الرياضية- فإن الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم كانوا أكثر عرضة بنسبة 26 في المائة للإصابة بسكتة دماغية أو قصور في القلب أو نوبة قلبية، من أولئك الذين ينامون بشكل منتظم. في حين كان الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم بشكل معتدل، أكثر عرضة بنسبة 8 في المائة للإصابة بذلك.

ووجد الباحثون أيضاً أن درجة مؤشر انتظام النوم كانت مقياساً مستمراً؛ حيث زاد خطر إصابة الأشخاص بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية كلما كانت أنماط نومهم غير منتظمة.

ووجدت الدراسة أن نسبة أكبر من الأشخاص الذين ينامون بانتظام (61 في المائة) استوفوا حصة النوم الموصى بها، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم (48 في المائة). ومع ذلك، لم يُحدِث هذا أي فرق في صحة القلب للأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم، والذين يواجهون خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية نفسه، حتى لو كانوا يحصلون على قسط كافٍ من النوم.

وفي المقابل، شهد الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم انخفاض معدل الخطر، إذا حصلوا على قسط كافٍ من النوم.

وقال الباحثون، بما في ذلك من جامعة أوتاوا: «تشير نتائجنا إلى أن انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية، في تعديل مخاطر الأحداث القلبية الوعائية الضارة الرئيسية».

وقالت إميلي ماكغراث، ممرضة القلب الكبيرة في مؤسسة القلب البريطانية: «ليس من الواضح بالضبط كيف يفيد النوم القلب؛ لكن الأبحاث تشير إلى أن النوم المضطرب يرتبط بمستويات أعلى من بروتين يسمى (سي آر بي)».

وتابعت ماكغراث: «هذه علامة على الالتهاب، وهي العملية المرتبطة بأمراض القلب والدورة الدموية. ويمكن أن يكون للنوم أيضاً تأثير غير مباشر على صحة القلب، من خلال التأثير على خيارات نمط حياتنا».

وتابعت: «أشارت الدراسات إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤثر على الهرمونات التي تؤثر على شهيتنا، مما يزيد من رغبتنا في تناول الأطعمة السكرية. وعلى مدى فترة طويلة من الزمن قد يؤدي هذا إلى زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية».

وأردفت: «هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتعزيز هذا الاكتشاف؛ لكن النتائج المبكرة تشير إلى وجود صلة مهمة بين النوم وصحة القلب والدورة الدموية».

وقالت إن الباحثين في جامعة برمنغهام يحققون في كيفية تسبب الأرق أو مشاكل النوم في حالة تسمى الرجفان الأذيني، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ووجدت دراسة منفصلة نُشرت في مجلة «علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي» أن الرجال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن أن يعانوا من التدهور المعرفي قبل عقد من الزمان من النساء.