البنتاغون: روسيا لا يمكنها احتلال كل أوكرانيا... ودحر قواتها قريباً احتمال صعب

ميلي: جيشها يعاني بشدة... واحتمال لوجود حل سياسي

TT

البنتاغون: روسيا لا يمكنها احتلال كل أوكرانيا... ودحر قواتها قريباً احتمال صعب

أثار تشديد موسكو على أن هدفها من مواصلة قصف المدن الأوكرانية، والبنية التحتية فيها، هو إجبار كييف على العودة إلى طاولة المفاوضات، الكثير من التساؤلات عن مستقبل «عمليتها العسكرية» المستمرة منذ 9 أشهر. ومع تزايد التقديرات بقرب دخول الاقتصاد الروسي مرحلة صعبة نتيجة العقوبات الأميركية والغربية المفروضة عليها، وما يمكن أن تُحدثه من أثر سياسي عميق، أتت التصريحات الأميركية الصريحة بوجود فرصة «لحل سياسي» بالمفاوضات مترافقةً مع حراك دبلوماسي أميركي في هذا الاتجاه، لتكشف عن جهود للاستفادة من «الإخفاقات» الروسية على جبهات القتال.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في ختام اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بأوكرانيا، أن الولايات المتحدة وحلفاءها تعمل «على تعزيز قدرة الأوكرانيين من أجل تحقيق أهدافهم وتعزيز سيادتهم على أرضهم». لكنه أضاف: «لن نملي على الأوكرانيين ما يجب القيام به، وبالنسبة إلى وضع شبه جزيرة القرم فهو أمر يعود إليهم». وأكد أوستن أن «روسيا لن تتمكن بسرعة من إعادة إنتاج الذخائر الدقيقة التي استخدمتها في أوكرانيا».
من ناحيته، قال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي، إن الهجمات الروسية على البنى التحتية لأوكرانيا تشكل «جرائم حرب»، و«حملة إرهابية» بعد «خسارتها على كل الجبهات». وأضاف ميلي أن «روسيا تختار استغلال وقتها في محاولة إعادة تنظيم صفوفها، وهي تفرض حملة إرهاب، وهي حملة من المعاناة القصوى للسكان المدنيين الأوكرانيين، بغية هزيمة الروح المعنوية الأوكرانية». وتابع ميلي: «شاهدنا قبل أسبوع انسحاباً روسياً من خيرسون مع اتخاذ مواقع دفاعية، وهو نجاح أوكراني»، لافتاً إلى أن «الأوكرانيين يحققون نجاحات على امتداد جبهات تمتد على نحو 900 كيلومتر». وبينما أشار ميلي إلى أن التحالف الدولي ركز على دعم أوكرانيا، من خلال تعزيز قدراتها الصاروخية، داعياً كييف إلى مواصلة الضغط على الروس، قال أيضاً إن «دحر كل القوات الروسية من كامل أراضي أوكرانيا في القريب العاجل احتمال صعب». وتابع أن «الجيش الروسي يعاني بشدة في أوكرانيا، وثمة احتمال لوجود حل سياسي». وأكد ميلي أن روسيا لن تتمكن من احتلال كامل أوكرانيا، وإخضاعها هو احتمال ضعيف، مؤكداً أن محاولة الروس القيام بعمليات عسكرية على عدة جبهات، أدى لتعثرهم. وفيما يتعلق بسقوط الصاروخ على بولندا، قال ميلي: «لدينا خبراء أميركيون يعملون داخل بولندا للمساعدة في التحقيقات حول حادثة سقوط الصاروخ». وأضاف: «حاولت الاتصال بنظيري الروسي بعد حادثة سقوط صاروخ داخل بولندا، ولكن دون جدوى».
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصدر استخباري مطلع أن الانفجار الذي وقع في بولندا كان بسبب صاروخ أرض - جو أوكراني من طراز «إس إيه - 10» على الأقل خرج عن مساره، وفقاً للمعلومات التي اطّلع عليها مسؤولو الاستخبارات الأميركية. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد عارض رواية أوكرانيا التي قال رئيسها فولوديمير زيلينسكي إنه لا يشك في أن الصاروخ لم يأتِ من بلاده. وقال بايدن للصحافيين: «هذا ليس الدليل»، ليعود زيلينسكي ويخفف من تأكيداته (الخميس).


مقالات ذات صلة

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا خلال إطلاق صاروخ «أتاكمز» الأميركي الصنع نحو مياه البحر الشرقي قبالة كوريا الجنوبية في 5 يوليو 2017 (رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية مجدداً وتتوعد بالرد

قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن أوكرانيا شنت هجوماً على منطقة بيلغورود بـ6 صواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع، الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ماريندرا مودي (رويترز)

تقرير: مقتل هندي في حرب أوكرانيا يجدد التوترات بين نيودلهي وموسكو

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على قضية الهنود الذين يقتلون خلال قتالهم مع الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.