«لأجل وطني»... يستعرض حياة الجزائريين خلال «العشرية السوداء»

مخرجه قال لـ«الشرق الأوسط» إن الفيلم استغرق 9 سنوات من التحضير

لقطة من الفيلم (المركز الصحافي لمهرجان القاهرة السينمائي)
لقطة من الفيلم (المركز الصحافي لمهرجان القاهرة السينمائي)
TT

«لأجل وطني»... يستعرض حياة الجزائريين خلال «العشرية السوداء»

لقطة من الفيلم (المركز الصحافي لمهرجان القاهرة السينمائي)
لقطة من الفيلم (المركز الصحافي لمهرجان القاهرة السينمائي)

يستعرض الفيلم الفرنسي- الجزائري «لأجل وطني» الذي عُرض ضمن مسابقة البانوراما الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الرابعة والأربعين، حياة الجزائريين خلال «العشرية السوداء». وكان الفيلم قد عُرض للمرة الأولى عالمياً في قسم «آفاق»، ضمن مهرجان فينيسيا السينمائي.
تدور أحداث الفيلم حول عيسى، الضابط الشاب من أصول جزائرية، الذي يفقد حياته بشكل مأساوي خلال طقوس انضمام المستجدين لمدرسة سان سير العسكرية الفرنسية، بعد أن هرب من الأحداث بالجزائر في بداية تسعينات القرن الماضي مع «العشرية السوداء». وخلال الأحداث تشتعل الخلافات حول تدابير جنازة عيسى، ويحاول أخوه الأكبر إسماعيل، المتمرد بطبعه، الحفاظ على وحدة العائلة خلال محاربتهم لنيل «العدالة» لعيسى.
الفيلم من إخراج وسيناريو رشيد حامي، وشاركه في كتابة السيناريو المؤلف والفيلسوف أوليفييه بوريول، ويشارك في البطولة هيوجو بيكر، وكريم لكلو، وأليسيا هافا، ولبنى أزابال، وشين بومدين، وسمير قواسمي، وسليمان دازي، وتصوير جيروم ألميرا، وإنتاج «Mizar Films»، وتتولى توزيع الفيلم في العالم العربي شركة «MAD Solutions».
المخرج رشيد حامي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفيلم عبارة عن قصة حقيقة حدثت مع شقيقه جلال، وخلال مسيرته قام باستخلاصها وقدمها في فيلمه»، مضيفاً: «هذا الفيلم استمر تحضيره نحو 9 سنوات؛ حيث بدأت العمل عليه في عام 2013، وواصلت كتابة قصته وتطويرها لأكثر من 6 سنوات، وتوقفت لمدة عام بسبب جائحة (كورونا)، وسنة قمنا فيها بتصوير الفيلم».
وأشار حامي إلى أن «الفيلم يتطرق إلى (العشرية السوداء) التي عاشت فيها دولة الجزائر خلال بداية تسعينات القرن الماضي»، مضيفاً: «أحببت أن ألقي الضوء على حياة الجزائريين وقت (العشرية السوداء) التي مررنا بها في الجزائر، والتي بسببها خرج عدد كبير من الجزائريين لاجئين لدولة فرنسا. وأحببت أن أُظهر في الفيلم أن بطل العمل أصبح منتمياً بشكل تام لدولة فرنسا التي احتضنته منذ صغره».
وكشف المخرج الفرنسي الجزائري أنه «استلهم جزءاً من الصراع بين (قابيل وهابيل)، في الصراع بين بطلي العمل عيسى وإسماعيل».
وترى الناقدة المصرية هبة محمد، أن «المخرج رشيد حامي استطاع أن ينسج خيوط قصة الفيلم بإتقان؛ نظراً لمعايشته تلك القصة»، لافتة إلى أن «فيلم (لأجل وطني) يتميز بالصدق؛ لكونه ناتجاً عن تجربة ذاتية. وأكثر ما جذبني في الفيلم هو تناوله لحياة الجزائريين خلال فترة (العشرية السوداء)، وكيفية محاولة بعضهم الهروب من الواقع الأليم، والذهاب إلى دول أخرى مثل فرنسا للنجاة. ولكن يتبين له أن الحياة لا تعترف بالنجاة، ويُقتل في النهاية بطريقة غامضة».
وأشادت الناقدة المصرية بنهاية الفيلم، والغموض الدائم المتعلق بنهايات العرب في الخارج، قائلة إن «نهاية الفيلم كانت رائعة في تأكيد أن حقوق العربي دوماً تكون ناقصة حينما يخرج من بلده. كما أن الفيلم ترك النهاية غامضة حول كيفية موت عيسى، ولماذا لم يخبر الجيش الفرنسي أسرته عن سبب الوفاة، واكتفى بقول إنه (قتل خلال التدريبات)، لتأكيد أن عيسى حتى لو انضم للجيش الفرنسي، فهو من أصل عربي، وسيظل في نظرهم إنساناً عربياً».
يذكر أن حامي مخرج وكاتب وممثل فرنسي، ولد وعاش في فرنسا بعد فرار عائلته من الحرب الأهلية الجزائرية. بدأ مسيرته ممثلاً في 2003 بفيلم «L'esquive» مع المخرج عبد اللطيف كشيش، وأخرج وكتب 3 أفلام طويلة شاركت وفازت بكثير من الجوائز.
بعد فيلمه القصير «Point d'effet sans cause» في 2005 أخرج فيلماً متوسط الطول في 2007، بعنوان «Choisir d'aimer»، وأخرج فيلمه الروائي الطويل الأول «La Melodie» عام 2016. وترشح فيلمه «For My Country» لجائزة أفضل فيلم في قسم «آفاق» ضمن مهرجان فينيسيا السينمائي.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

منظمات تونسية ودولية تطالب باحترام «التعددية» في الانتخابات الرئاسية

فاروق بوعسكر يترأس اجتماعاً لهيئة الانتخابات التونسية (الهيئة)
فاروق بوعسكر يترأس اجتماعاً لهيئة الانتخابات التونسية (الهيئة)
TT

منظمات تونسية ودولية تطالب باحترام «التعددية» في الانتخابات الرئاسية

فاروق بوعسكر يترأس اجتماعاً لهيئة الانتخابات التونسية (الهيئة)
فاروق بوعسكر يترأس اجتماعاً لهيئة الانتخابات التونسية (الهيئة)

طالبت 26 منظمة تونسية ودولية، وحوالي مائتي شخصية، في بيان مشترك، اليوم السبت، باحترام «التعددية» خلال الانتخابات الرئاسية، المقررة في 6 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ودعت إلى تطبيق القرارات الإدارية لإعادة قبول المرشحين، الذين رفضتهم السلطة الانتخابية في البدء.

الرئيس قيس سعيد المترشح لولاية ثانية (أ.ف.ب)

وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد أشاد موقّعو البيان، من بينهم منظمات «المفكرة القانونية»، و«محامون بلا حدود»، و«الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان»، بما «أظهرته الجلسة العامة للمحكمة الإدارية وقُضاتها من تمسك بالاستقلالية، وانتصار لقيم القانون»، التي تجسّدت في قرارات المحكمة الإدارية بإعادة مرشحين استبعدوا بداية. وفي خطوة غير متوقّعة، قبلت المحكمة الإدارية طعون ثلاثة مرشحين، كانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات «إيسي» قد رفضت ملفاتهم في 10 من أغسطس (آب) الحالي. وهؤلاء المرشّحون هم القيادي السابق في «حزب النهضة الإسلامي» عبد اللطيف المكي، والوزير السابق والناشط السياسي البارز المنذر الزنايدي، والمستشار السابق للرئيس المنصف المرزوقي، عماد الدايمي.

رئيس «حزب حركة الشعب» زهير المغزاوي (أ.ف.ب)

بذلك، يضاف هؤلاء إلى الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد، ورئيس «حزب حركة الشعب» (قومي عربي) زهير المغزاوي، والصناعي عياشي زامل في السباق الرئاسي.

وشدد البيان الذي وقّعه أيضاً أكثر من 180 شخصية من المجتمع المدني، من بينهم عميد كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس وحيد الفرشيشي، والحقوقية سناء بن عاشور، والناشطة السياسية شيماء عيسى، على أن «للمحكمة الإدارية (...) وحدها صلاحية النظر في نزاعات الترشح للانتخابات الرئاسية».

وكان البيان يشير بشكل صريح إلى تصريحات رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فاروق بوعسكر، لوسائل إعلام محلية، الخميس، لجهة أن «مجلس الهيئة سينعقد للاطلاع على هذه الأحكام وحيثياتها وتعليلاتها، وسنتخذ القرار حول القائمة النهائية، آخذاً في الاعتبار أحكاماً جزائيةً صادرةً بخصوص تزوير تزكيات».

وفُسِّرت تعليقات فاروق على أنها احتمال لأن ترفض الهيئة طلبات الترشّح الجديدة، إذا كان المتقدمون يخضعون لملاحقات أو إدانات قضائية.

القيادي السابق في «حزب النهضة» عبد اللطيف المكي (رويترز)

كما دعا البيان «هيئة الانتخابات إلى التزام القانون، والابتعاد عن كل الممارسات التي من شأنها المس بشفافية العملية الانتخابية ونزاهتها».

وحذّر «من خطورة الاعتداءات المتكررة على حرية الإعلام»، داعياً «السلطة العامة (...) إلى احترام حرية الإعلام، وحق المواطن في المعلومة، وإلى الابتعاد عن إرهاب الصحافيين».

وطالب الموقّعون «باحترام حق الناخب التونسي في أن ينتخب من يحكمه، بعيداً عن أي تلاعب أو تدخل، وفي سياقات تضمن نزاهة الانتخابات وتعدديّتها وشفافيتها».