تكرار محاولات الانتحار يعيد فتح ملف العلاج النفسي في مصر

إصابة شاب بعد إلقاء نفسه من أعلى سور القلعة

«فتاة المول» إحدى وقائع الانتحار التي شهدتها مصر خلال الأشهر الماضية
«فتاة المول» إحدى وقائع الانتحار التي شهدتها مصر خلال الأشهر الماضية
TT

تكرار محاولات الانتحار يعيد فتح ملف العلاج النفسي في مصر

«فتاة المول» إحدى وقائع الانتحار التي شهدتها مصر خلال الأشهر الماضية
«فتاة المول» إحدى وقائع الانتحار التي شهدتها مصر خلال الأشهر الماضية

حلقة جديدة من مسلسل حوادث الانتحار في مصر، تجددت، أمس (الأحد)، بعد محاولة الشاب «مصطفى» الانتحار بإلقاء نفسه من أعلى سور القلعة بمنطقة الخليفة بالقاهرة، وذلك عقب إجراء «بث مباشر» على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، لينتهي البث بأصوات كثيرة حول الهاتف، الذي تبين أنه سقط من يد الشاب بعد القفز.
ورغم أن المحاولة باءت بالفشل، حيث يتلقى الشاب حالياً العلاج داخل أحد المستشفيات لتعرضه لبعض الإصابات والكسور نتيجة قفزه من أعلى السور؛ فإن الواقعة جددت الجدل مجتمعياً وإلكترونياً حول تزايد معدلات الانتحار خلال السنوات الماضية، كما أعادت فتح ملف أهمية العلاج النفسي في مصر.
وبحسب الحكومة المصرية؛ فإن بياناً للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء حصر حالات الانتحار في عام 2018 في 67 حالة.
وشهدت مصر على مدار الأشهر الماضية عدة وقائع شهيرة للانتحار، ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، منها واقعة انتحار شاب خلال «بث مباشر» على «فيسبوك» مستعيناً بحبات «حفظ الغلال»، احتجاجاً على تعرضه لـ«الظلم» - حسب قوله - من قبل أحد أقاربه الذي وجه له اللوم بجملة «أنتظرك في الآخرة»، ولم تفلح محاولات الإنقاذ لينتهي «اللايف» بالوفاة.
وشهد مطلع العام الحالي واقعة انتحار الفتاة «بسنت خالد»، التي اشتهرت بـ«ضحية الابتزاز الإلكتروني»، بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني من جانب 5 شباب عبر نشر صور مفبركة لها، باستخدام أحد برامج تعديل الصور، ثم نشرها على موقع «فيسبوك»، حيث لم تتحمل الفتاة - التي كانت تقيم بكفر الزيات بمحافظة الغربية - المعاناة النفسية جراء انتشار تلك الصور المفبركة في بلدتها، وأقدمت على إنهاء حياتها. وهي الواقعة التي عوقب فيها المتهمون بـالسجن بمدد تتراوح بين 5 و15 سنة.
سبق ذلك، حادثة انتحار الشابة «ميار محمد»، المعروفة إعلامياً بـ«فتاة المول»، بإلقاء نفسها من أحد المراكز الشهيرة في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، حيث أظهر مقطع مصور تم تداوله بشكل واسع على المنصات الرقمية، الفتاة وهي تقف على أحد المقاعد ثم تعبر في هدوء إلى الحاجز الموجود بالطابق السادس، لتلقي بنفسها دون تردد وتسقط جثة هامدة. وبيّنت التحقيقات أن الفتاة انتحرت بسبب معاناتها من مشاكل وخلافات أسرية.
الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة، يوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن هؤلاء المنتحرين ليسوا مرضى، ولكنهم شخصيات غير ناضجة، يعانون من اضطرابات، لافتاً إلى أهمية التوعية بالطب النفسي والصحة النفسية في شؤون الحياة، قائلاً: «كل شيء في العلاقات الإنسانية والتعاملات اليومية وأعمالنا وكل أمور حياتنا ترتبط بالناحية النفسية، فهي عنصر مهم جداً يجب أن نجعل له الأولوية في حياتنا».
وحول وصمة العلاج النفسي التي تثني الكثيرين عنه، يقول «فرويز»: «هي صورة أخذت من الأفلام السينمائية القديمة التي صورت المرض النفسي على أنه وصمة، ولا يدرك من يقتنع بها أنها كانت توظف فقط لأجل الضرورة الكوميدية ولإضحاك المشاهدين، وليس لها وجود على أرض الواقع». مبيناً أنه يجب التخلص من تلك الصورة بزيادة الوعي، وتغيير الوعي المجتمعي بإدراك أهمية الطب النفسي، وهي مسؤولية تقع على جهات عديدة، في مقدمتهم رجال الدين، الذين يحارب بعضهم الطب النفسي، ثم وسائل الإعلام، التي يجب أن تدار بحنكة ووعي.
وحول زيادة معدل الانتحار، أوضح استشاري الطب النفسي أن دخول منصات التواصل الاجتماعي على خط وقائع الانتحار بتصوير المنتحرين لحظاتهم الأخيرة قد روج لتلك الفكرة، فمع زيادة هذه المقاطع مع درجة قليلة من الوعي ووجود اضطرابات نفسية عالية، يلجأ هؤلاء المضطربون إلى تكرار ما يرونه على السوشيال ميديا».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


ترحيب أممي بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات سودانية

عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
TT

ترحيب أممي بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات سودانية

عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)

رحب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر، اليوم (الثلاثاء)، بإعلان رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أمس، السماح لمنظمات الأمم المتحدة بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات بالبلاد.

وقال فليتشر عبر حسابه على منصة «إكس»، إن زيادة الرحلات الجوية الإنسانية ومراكز الإغاثة «سيسمح لنا بالوصول إلى مزيد من السودانيين لتقديم الدعم لهم».

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، اليوم، إنه التقى مع فليتشر وأبلغه بأن المجلس لديه «معلومات مؤكدة» عن استخدام قوات «الدعم السريع» لمعبر أدري الحدودي مع تشاد لأغراض عسكرية.

وأضاف عقار عبر حسابه على منصة «إكس»، أنه طالب فليتشر خلال اللقاء «بتعزيز إيصال المساعدات إلى دارفور، لا سيما أننا بحاجة لمزيد من الدعم في غرب السودان».

وأشار إلى أنه طلب من المسؤول الأممي أيضاً بأن يبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، «بعدم وجود مجاعة في السودان كما يزعم البعض»، واصفاً إياها بأنها «دعاية سياسية».

كما بعث المسؤول السوداني برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مفادها «أنهم إذا أرادوا التعاون وبناء الثقة والعمل المشترك مع حكومة السودان، فعليهم أن يكونوا أكثر دقة في تناول القضايا التي ترتبط بالأوضاع الإنسانية» في البلاد.

وأعلن مجلس السيادة السوداني، أمس، أن البرهان وجه بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام مطار مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، ومطار مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومطار مدينة الدمازين في إقليم النيل الأزرق «مراكز إنسانية لتشوين مواد الإغاثة».

كما سمح رئيس المجلس بتحرك موظفي وكالات الأمم المتحدة مع القوافل التي تنطلق من تلك المناطق، والإشراف على توزيع المساعدات والعودة إلى نقطة الانطلاق فور الانتهاء.