ماذا بين أسرة حسني مبارك و«الغارديان»؟

«علاء» يواصل انتقاداته للصحيفة البريطانية

ماذا بين أسرة حسني مبارك و«الغارديان»؟
TT

ماذا بين أسرة حسني مبارك و«الغارديان»؟

ماذا بين أسرة حسني مبارك و«الغارديان»؟

فتح علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، فصلاً جديداً من «المعارك الافتراضية» مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، التي دأب على توجيه انتقادات حادة لها عبر صفحته الشخصية على موقع «تويتر».
وفي أحدث انتقاد من نجل الرئيس الأسبق، علق علاء مبارك على تقرير نشرته الصحيفة، وتناولت فيه قمة المناخ التي تستضيفها مصر حالياً، وأشارت فيه إلى أن مصر «تسعى إلى تلميع صورتها بملف حقوق الإنسان» عبر استضافة القمة.
وقال علاء في التغريدة التي حظيت بتفاعل كبير ما بين مؤيد ومعارض: «تخرج (الغارديان) بوجهها القبيح وبتمويلها المشبوه وتاريخ بنشر الأكاذيب منها أكذوبة الـ70 ملياراً إلى اتهام مصر بعدم الشفافية مع أزمة (كورونا)... إلخ... وأخيراً أن مصر تستغل مؤتمر المناخ لتنظيف سمعتها! من الواضح أن نجاح المؤتمر بحضور أبرز زعماء العالم أمر لم تتحمله الجريدة وتمويلها المشبوه».
https://twitter.com/AlaaMubarak_/status/1591520322129653761
وهذه التغريدة ليست الأولى في هذا الصدد، بل مثلت حلقة من سجال ممتد بين الابن الأكبر للرئيس المصري الأسبق وبين «الغارديان»، التي نشرت أكثر من تقرير حول ثروة الرئيس الأسبق وأسرته، وهو ما قابله علاء مبارك بانتقادات حادة لدقة ومصداقية الصحيفة، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو بإصدار بيان رسمي باسم أسرة الرئيس الراحل في فبراير (شباط) من العام الحالي، ووجه فيه انتقادات لاذعة لما نشرته الصحيفة حول «تسريبات عن ثروة أسرة الرئيس غير المفصح عنها في أحد البنوك السويسرية الكبرى».
وهدد علاء وجمال مبارك بملاحقة الصحيفة قضائياً، وحثا «وسائل الإعلام على أن تكون التغطية الإعلامية في هذا الصدد مبنية على الوقائع الموضوعية بدلاً من الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة والتي تحركها في معظمها اعتبارات سياسية وافتراضات كاذبة»، حسبما ورد في البيان.
كما شن علاء مبارك عدداً من الهجمات على الصحيفة في سياق انتقاده لـ«عدم حيادية وسائل الإعلام» في التعامل مع قضية ثروة الرئيس المصري الأسبق وأسرته.
وأشار في إحدى تدويناته عام 2018 إلى أن «أكذوبة أموال مبارك المنهوبة تستحق لقب أكذوبة القرن بلا منافس، والحقيقة أن الذي تم نهبه أكبر وأخطر بكثير من أكذوبة أموال مبارك المنهوبة وهو نهب وسرقة عقول الناس»، واستطرد: «بدأ هذا النهب في 2011 في (الغارديان) عن ثروة قيمتها 70 مليار دولار، ثم جون كيري عضو مجلس الشيوخ الذي أعلن تجميد 31.5 مليار لمبارك في أميركا».
ولم يفوت علاء مبارك مناسبة، إلا واستخدمها في توجيه انتقاداته اللاذعة لـ«الغارديان»، ومنها تدوينته في مارس (آذار) 2020 والتي هاجم فيها تناول الصحيفة لمدى انتشار فيروس كورونا في مصر، وفي هذه التدوينة اعتبر الصحيفة البريطانية «أخطر من فيروس كورونا»، وغرد قائلاً: «فيروس لا يقل خطورة عن فيروس كورونا في سرعة الانتشار وربما يكون أخطر هو فيروس (الغارديان)؛ من شائعة الـ70 ملياراً، والكثير من الأكاذيب خرجت علينا الجريدة منذ أيام بوجهها القبيح تنشر بيانات وأرقاماً غير صحيحة ومضللة عن حجم انتشار (كورونا) بمصر وتعمد الإساءة لمصر كما حدث مراراً من قبل».
https://twitter.com/AlaaMubarak_/status/1244181342134435840
ثم عاد علاء مبارك في الثاني من أبريل (نيسان) 2020 ليسخر من إغلاق مقر صحيفة «الغارديان» بالقاهرة بسبب فيروس «كورونا»، وغرد قائلاً: «مرة أخرى يخرج علينا فيروس (الغارديان) بتمويله المشبوه ليتحدث عن عدم شفافية مصر مع أزمة (كورونا)، المثير للسخرية أن هذا الفيروس القبيح هو الذي يحدثنا عن الشفافية ومن شفافيته تجاهله تقرير منظمة الصحة العالمية حول جهود مصر في مكافحة (كورونا) والشفافية التي تعمل بها مع مستجدات الوباء».
https://twitter.com/AlaaMubarak_/status/1245774097327538179
ولم تكن صحيفة «الغارديان» وحدها في مرمى انتقادات نجل الرئيس الأسبق، بل طالت تلك الانتقادات كل من تحدث عن ثروة مبارك وأسرته، ومن بينهم وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، وأحد الشخصيات العالمية البارزة في مجال مكافحة التغيرات المناخية حالياً، والذي استقبله علاء مبارك بتغريدة ساخرة استبق بها حضوره لقمة المناخ الحالية بشرم الشيخ قائلاً: «مرحباً بجون كيري في مؤتمر المناخ: (يا ريت حد يسألوا عن تصريحه في 2011 بتجميد 31 مليار دولار ونصف لمبارك وعقارات تم تجميدها في أميركا أخبارهم إيه؟ يا ريت نسمعه وهو بيقول: ياه ده موضوع قديم قوي لسه فاكرين ده كان مجرد تصريح ولع الدنيا وبعدين قلنا إنها غلطة غير مقصودة».
https://twitter.com/AlaaMubarak_/status/1589718968712904705


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مطالب بالتحقيق في «وقائع فساد» كشفها «المحاسبة» الليبي

الدبيبة وشكشك رئيس ديوان المحاسبة في ليبيا (ديوان المحاسبة)
الدبيبة وشكشك رئيس ديوان المحاسبة في ليبيا (ديوان المحاسبة)
TT

مطالب بالتحقيق في «وقائع فساد» كشفها «المحاسبة» الليبي

الدبيبة وشكشك رئيس ديوان المحاسبة في ليبيا (ديوان المحاسبة)
الدبيبة وشكشك رئيس ديوان المحاسبة في ليبيا (ديوان المحاسبة)

فتح تقرير ديوان المحاسبة الليبي لعام 2023، الذي تم تسريبه قبل صدوره رسمياً، باباً جديداً من الانتقادات الموجهة للسلطة التنفيذية في طرابلس والمؤسسات التابعة لها، بعدما كشف عن «وقائع فساد»، وسط مطالب سياسية ومجتمعية بفتح تحقيق فيما تضمنه من تجاوزات.

وتنوعت أشكال الإنفاق و«التجاوزات المالية»، التي أوردها تقرير الديوان، الذي يعدّ أكبر جهاز رقابي في ليبيا، بين رواتب قطاع السفارات والقنصليات والبعثات الليبية لـ3478 موظفاً، منهم 1923 دبلوماسياً، و1555 عمالة محلية، والإنفاق ببذخ على شراء سيارات فارهة للمسؤولين، واستئجار طائرات خاصة.

المنفي والدبيبة في لقاء سابق (المجلس الرئاسي الليبي)

وأفاد التقرير بأن رواتب قطاع السفارات والقنصليات والبعثات وصل إلى 1.5 مليار دينار. (الدولار يساوي 4.8 دينار في السوق الرسمية)، كما أظهر تخصيص قرابة 50 مليون دينار لبند «سيارات»، وقرابة نصف مليار دينار للتدريب ضمن نفقات المؤسسة الوطنية للنفط.

ورغم ما كشف عنه التقرير من «تجاوزات مالية» أثارت حفيظة جل الليبيين الذين يعانون في صرف رواتبهم الشهرية، فقد قال عضو مجلس النواب، جبريل أوحيدة: «ما نتوقعه من فساد وهدر للمال العام أكبر مما ورد في تقرير ديوان المحاسبة».

شكشك رئيس ديوان المحاسبة في ليبيا (ديوان المحاسبة)

كما رصد التقرير إنفاق نفقات بدل سكن موظفي ديوان مجلس الوزراء ما مجموعه 847 ألف دينار، وسداد الحكومة 316.44 ألف دينار مقابل حجوزات فندقية لفترات طويلة لأشخاص، دون توضيح صفاتهم أو تبعيتهم، إلى جانب صرف 717 ألف دينار لشركة (ر. ال) التموينية، مقابل خدمات إعاشة استمرت بالوتيرة نفسها حتى في شهر رمضان.

وأرجع أوحيدة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ازدياد حجم التجاوزات المالية إلى «غياب المتابعة والمحاسبة، وشرعنة الأجسام التنفيذية من الخارج، والصرف بترتيبات مالية خارج قوانين الميزانية، وما إلى ذلك من انقسام وفوضى».

النائب العام المستشار الصديق الصور (المكتب الإعلامي للنائب العام)

ولم يستثن التقرير أي جهاز من الأجهزة الليبية، حيث رصد إنفاق 10 آلاف دولار مقابل إقامة وفود رئاسية لليلة الوحدة في جناح فندقي خلال زيارتها إلى نيويورك، رغم وجود مقر ليبي لضيافة الشخصيات المرموقة. كما تضمن التقرير صرف 720 ألف دينار، مقابل توفير طائرة لنقل نائب رئيس المجلس الرئاسي إلى دولة غينيا مؤخراً.

وأظهر التقرير أيضاً توسع حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في الإنفاق بشكل كبير، بداية من الصرف على «رحلات الطيران» قيمتها أكثر من مليوني ونصف مليون، وصولاً إلى إنفاقها 665 ألف دينار على «إحياء ليلة القدر» خلال شهر رمضان الماضي، بالإضافة إلى تخصيص نحو نصف مليون دينار لإقامة ندوة تتعلق بالانتخابات.

وقال الباحث والمحلل السياسي الليبي، محمد إمطيريد، إن هذه المخالفات ستتطلب إجراء تحقيقات موسعة ضد حكومة الدبيبة، متوقعاً أن يبدأ خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، في التحرك، وكذلك النائب العام المستشار الصديق الصور.

إمطيريد توقع أن يبدأ خالد المشري في التحرك للتحقيق في التجاوزات التي أبرزها التقرير (المكتب الإعلامي للمجلس)

ورأى إمطيريد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن ظهور هذه التقارير عادة ما يستهدف إزاحة الحكومة، وهو ما يقصد به راهناً الدبيبة، وذكّر بالتقارير التي أصدرها الديوان في الأعوام السابقة ضد حكومة فائز السراج السابقة، والصديق الكبير، محافظ المصرف المركزي المقال.

ويعتقد إمطيريد أن الولايات المتحدة «تقف وراء صدور مثل هذه التقارير. وديوان المحاسبة يبدأ في الضغط عندما يأخذ الضوء الأخضر منها ومن لندن، ويعمل على تحقيق رغبات المجتمع الدولي بالضغط، الذي يكون ربما لإنهاء حالة الخمول السياسي في ليبيا، وتحقيق الاستقرار».

لكن «الديوان» استبق تلك الاتهامات، وحذر من «الانحراف بالتقرير عن مساره المهني والموضوعي، واستغلاله في الصراعات السياسية أو لتحقيق أغراض خاصة». ودافع عن نفسه قائلاً إنه يمارس مهامه، وفقاً للقانون والمعايير الدولية، وأوضح أنه يهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة والنزاهة في بيئة القطاع العام، ومعالجة أوجه عدم الالتزام، أو القصور والضعف في الأنظمة والسياسات المعمول بها، بما يضمن حسن إدارة المال العام وتوجيهه بالشكل الصحيح.

يشار إلى أن تقرير 2022 تضمن أيضاً «وقائع فساد» كثيرة، بداية من «اختلاس المال العام عن طريق عقود وهمية»، «والتوسع في إبرام عقود للتوريد»، بالإضافة إلى إنفاق الملايين على شراء سيارات، فضلاً عن إقامة أشخاص لا تربطهم علاقة وظيفية بديوان الحكومة في فنادق خارج البلاد.

وإلى جانب ما رصده التقرير من «تضخم الرواتب في وزارة الداخلية، والإسراف في التكليف المباشر والتعاقدات غير الضرورية»، تحدث أيضاً عن «سوء إدارة الموارد والمخصصات المالية في وزارة الدفاع»، بالإضافة إلى «الانحراف في توجيهها عن التوجيه السليم بما يخدم بناء وتنظيم المؤسسة العسكرية».

وأمام استفحال التجاوزات ووقائع الفساد، تساءل أوحيدة: «مَن سيحاسب من في ظل هذا النهب للمال العام؟».

وللعلم، فإن مكتب النائب العام فتح تحقيقات عديدة فيما تضمنه تقرير الديوان لعام 2022.