حواجز النظام السوري: «الخوة» للمرور وإلا تأخير أو اعتقال

صورة بثتها شبكة «درعا 24» لحاجز للنظام السوري بين درعا ودمشق يفرض الإتاوات على وسائل النقل
صورة بثتها شبكة «درعا 24» لحاجز للنظام السوري بين درعا ودمشق يفرض الإتاوات على وسائل النقل
TT

حواجز النظام السوري: «الخوة» للمرور وإلا تأخير أو اعتقال

صورة بثتها شبكة «درعا 24» لحاجز للنظام السوري بين درعا ودمشق يفرض الإتاوات على وسائل النقل
صورة بثتها شبكة «درعا 24» لحاجز للنظام السوري بين درعا ودمشق يفرض الإتاوات على وسائل النقل

يشتكي العديد من سائقي حافلات نقل الركاب والبضاعة، السلطة والسطوة التي تتمتع بها الحواجز ونقاط التفتيش التابعة للنظام السوري في جنوب سوريا.
أحد سائقي الحافلات الذي يعمل في مؤسسة خاصة لتجارة أثاث المنازل ومواد البناء في درعا، اعتبر في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن موضوع الخوات والإتاوات التي تفرضها الحواجز على الطريق «أمر أشبه بأن يكون قراراً رسمياً، لا سيما إذا ما حاولت الاعتراض أو الرفض على الدفع يتم عندها تأخيرك لساعات، ومن الممكن أن يتم تلفيق أي تهمة قد تودي بالسائق المعترض إلى الاعتقال ومصادرة البضاعة. كما أن تسعيرة الدفع تتماشى مع الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث كانت تسعيرة العبور من دون تفتيش وتدقيق وتأخير قبل سنوات بين 500 ليرة سورية و1000 ليرة. فيما اليوم لا تقل التسعيرة عن مبلغ يتراوح بين 3 آلاف ليرة سورية و10 آلاف ليرة للعناصر. وصل مبلغ دفع مقابل عدم تفتيش البضاعة أحياناً إلى مليون ليرة سورية حسب نوعيتها، رغم أن البضاعة تكون مرفقة بأوراق توضح مصدرها وجمركتها ومطابقتها للمواصفات السورية، لكن يتم تحويل البضاعة إلى ساحة التفتيش التي أنشئت بجانب كل حاجز في حال رفض الدفع ليتم إيقاف البضاعة لساعات أو أيام. ناهيك عن فقدان بعض المواد أو إتلافها خلال عملية التفتيش. وممكن أن يطلب الحاجز أغراضاً لجلبها من دمشق في طريق العودة إلى درعا مثل التبغ وألبسة ومعدات منزلية وكهربائية بحجة عدم قدرتهم على ترك مهامهم العسكرية على الحاجز. وهذا يكون على نفقة السائق».
وأضاف «أن استمرار وجود العديد من الحواجز ونقاط التفتيش خصوصاً على الطرقات الرئيسية بين المحافظات السورية أمر لافت، قد يبرر النظام استمرار وجودها بمخاوف من تهديدات باعتبار هذه المناطق نفضت غبار الحرب منذ سنوات قليلة فقط. لكن هذه الحواجز والنقاط غلب على دورها الأمني والعسكري آخر سلطوي بفرض الإتاوات المالية، التي تسمح بمرور أي شيء ممنوع أو مسموح مقابل المال».
ويقول أحد تجار الخضار في درعا، «منذ بداية دخولك إلى المدن السورية منتقلاً بين الأرياف والمدن، تتضح حالة جديدة باتت أشبه بالمعابر الحدودية الداخلية تفصل بين المناطق والمحافظات وتتمثل بالحواجز ونقاط التفتيش المنتشرة... ولا تستطيع تجاوز هذه المفاصل الأمنية من دون تقديم رشوة مالية إلى عناصر الحاجز الموجودين بهدف التفتيش». ويضيف: «قد يكون هذا المشهد المتكرر يومياً عادياً وصغيراً؛ لكنه يخفي وراءه هرماً متسلسلاً من الرشاوى والإتاوات، ويوضح حجم هذا الهرم المستفيد من ريع الحواجز التي تتبع أسلوب الفساد التضامني، أي يقسم ريع الحواجز ونقاط التفتيش بين القائمين عليه، حيث يحصل المسؤولون العسكريون على الحصة الأكبر مقابل السماح للعناصر بالاستفادة على الحاجز وقبول وفرض الإتاوات، حتى أطلق على بعض الحواجز مسمى حاجز المليون، أي الحاجز الذي يفرض مسؤولوه على عناصره جمع مليون ليرة سورية خلال فترة يتم الاتفاق عليها بيوم أو اثنين من وسائط النقل أو البضائع المتحركة ذهاباً وإياباً بين المحافظات، أي من المواطنين، سواء كانوا تجاراً أو ركاباً».
وشرح موظف في دائرة حماية المستهلك السورية، أن «تلك الخوات والإتاوات تنعكس بزيادة العبء على المواطنين. فالراكب مثلاً في إحدى وسائل النقل يدفع ضعف الأجرة المحددة مقابل عدم وقوفه لفترات طويلة على الحاجز للمرور، فيما تسعير البضائع المنقولة بحسب تكلفة وصولها إلى تاجر التجزئة مضافاً إليها تكلفة مرورها على الحواجز. وقد تصل المبالغ التي تدفع على الحواجز حتى وصول البضاعة إلى وجهتها من 400 ألف ليرة إلى مليون ليرة سورية وأكثر في معظم الأحيان تبعاً لنوعية البضاعة المنقولة؟ فتسعيرة نقل مواد البناء تختلف عن تسعيرة نقل المواد الغذائية أو الخضراوات».
وتعد تجارة المحروقات وتهريبها من أكبر الأسواق السوداء في سوريا عامة. إذ يشتغل في هذه التجارة ما يقارب 30 في المائة من الشعب السوري. وقام البعض بشراء سيارة نظامية عمومية ليس بهدف العمل أو التنقل، إنما لشراء المشتقات النفطية (مازوت - بنزين) على البطاقة الذكية الخاصة أي بالسعر المدعوم، وبيعها في السوق السوداء والاستفادة من الفارق الكبير للسعر، الذي يصل إلى 5 آلاف ليرة سورية للتر الواحد.
وتأتي في المرتبة الثانية تجارة التبغ وتهريبه. وقد ازدادت أسعاره عشرات المرات خلال السنة الحالية. والمعروف أن المسؤول عن إدخالها أو تجارتها في سوريا هي شخصيات صاحبة نفوذ في السلطة السورية.
مع بداية الأحداث السورية، تشكلت حواجز ونقاط تفتيش تركزت على الطرقات الواصلة بين المحافظات. ويقول ناشطون إن مهمة هذه الحواجز والنقاط كانت تقتصر في البداية على التدقيق وتفتيش المارة، سواء حافلات أو مواطنين، وتمارس عمليات اعتقال لمطلوبين للأجهزة الأمنية، إما بشكل تعسفي بحجة «مشتبه فيه»، أو أن يكون بحق المعتقل مذكرة بحث (أي مطلوب لأحد الأفرع الأمنية)، خصوصاً للذين كانوا من مناطق مناهضة للنظام السوري. لكنها باتت اليوم وسيلة لتحقيق المنفعة للمسؤولين عنها ضباطاً وعناصر، وأصبح فرض الإتاوات والخوات المالية على هذه الحواجز والنقاط من أبرز سماتها، ولكل حاجز ونقطة تفتيش تبعية عسكرية مختلفة عن الأخرى وتسعيرة غير محددة لعبور حافلات نقل الركاب من دون تأخير وتدقيق أو حافلات نقل البضاعة من دون تفتيش يتلفها. كما أصبحت وسيلة دخل تحقق عوائد مالية كبيرة للقائمين عليها وسط منافسة بين الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس السوري بشار الأسد والأجهزة الأمنية للسيطرة الإدارية على هذه الحواجز والنقاط لكسب ريعها، بعد أن تحولت هذه الإتاوات وكأنها وسيلة اقتصاد جديدة تقوم على نفقة الشعب.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.