كيف يسهم التعاون الدولي في مواجهة «أزمة المناخ»؟

مبعوث المملكة حذر من «تراكم المشكلات»

جانب من فعاليات جلسة «ضرورة التعاون» ضمن مبادرة منتدى «السعودية الخضراء» (الشرق الأوسط)
جانب من فعاليات جلسة «ضرورة التعاون» ضمن مبادرة منتدى «السعودية الخضراء» (الشرق الأوسط)
TT

كيف يسهم التعاون الدولي في مواجهة «أزمة المناخ»؟

جانب من فعاليات جلسة «ضرورة التعاون» ضمن مبادرة منتدى «السعودية الخضراء» (الشرق الأوسط)
جانب من فعاليات جلسة «ضرورة التعاون» ضمن مبادرة منتدى «السعودية الخضراء» (الشرق الأوسط)

حذر عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء والمبعوث السعودي لشؤون المناخ، من «تراكم المشكلات المناخية». وقال خلال منتدى «مبادرة السعودية الخضراء»، اليوم (السبت)، إن «الأزمات المناخية تعد مصدراً للصراع، لا سيما مع تأثيرها على الأمن الغذائي والاقتصادي»، داعياً إلى «تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهتها».
وشهدت مدينة شرم الشيخ المصرية، على مدار يومين، النسخة الثانية لمنتدى «مبادرة السعودية الخضراء»، الذي يعقد في إطار مؤتمر المناخ «كوب 27».
وأكد الجبير، في الجلسة التي حملت عنوان «ضرورة التعاون»، «التزام السعودية بالعمل من أجل مستقبل أفضل لكوكب الأرض». وقال إنه «إذا لم يتعاون العالم الآن لحل المشكلات المناخية فإنها ستدفننا».
وأوضح أن «أزمة المناخ لا تعترف بجنس أو نوع أو حدود»، ما يفرض على الجميع «تحمل المسؤولية لمواجهتها»، مشيراً إلى مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» التي أطلقت المملكة نسختها الثانية من شرم الشيخ قبل أيام. وأضاف أن «السعودية لديها مسؤولية كدولة مصدرة للبترول، ومن هنا جاء إطلاق المبادرة التي من بين أهدافها زرع 50 مليون شجرة، وتوفير تمويل يقدر بنحو نصف مليار دولار للتصدي للتصحر، إضافة إلى العمل مع دول المنطقة من أجل خفض الانبعاثات، وتعزيز صناديق الأمن الغذائي، والانتقال نحو التحول الأخضر».
واستعرض مبعوث المناخ 17 مبادرة سعودية أخرى للطاقة المتجددة. وقال: «على دول العالم المشاركة في هذا الزخم المناخي والعمل على تنفيذ المبادرات لمواجهة أزمات الكوكب».
وأطلقت السعودية قبل أيام النسخة الثانية من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بالتزامن مع مؤتمر المناخ «كوب 27».

بدورها، قالت السفيرة باتريسيا إسبينوزا، الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول المناخ، في كلمتها خلال الجلسة، إن «الاتفاقية الإطارية ومؤتمر المناخ يوفران فرصة لقادة المجتمع الدولي للتجمع ومناقشة الأزمة المناخية، بالمشاركة مع ممثلين للقطاع الخاص والمجتمع المدني، وممثلي مؤسسات التمويل الدولية، ما يخلق حالة من الزخم ينبغي استغلالها لتنفيذ أفعال على الأرض».
من جانبه، قال نايجل توبينغ، رائد الأمم المتحدة للمناخ في مؤتمر «كوب 26»، الذي عقد العام الماضي في بريطانيا، إن «مؤتمر الأطراف في شرم الشيخ (كوب 27) أطلق أجندة للتكيف المناخي، تضم 30 نقطة، تشمل حلولاً تنفيذية على جميع دول العالم العمل على تحقيقها لإنقاذ ملايين البشر المهددين بسبب التغيرات المناخية».
وتطرقت المناقشات إلى العلاقة بين الأمن والمناخ، حيث أكد الجبير أنه «دون أمن واستقرار لا يمكن لأي دولة في العالم أن تنخرط في مسار التنمية»، لافتاً إلى أهمية «التعليم والتثقيف وتشجيع القطاع الخاص على فهم التحول الأخضر وفوائده الاقتصادية».
فيما شددت اسبينوزا على «أهمية التعاون الدولي»، باعتباره «المسار الأفضل» لمواجهة الأزمة المناخية. وقالت إن «مواجهة هذه الأزمة والاستثمار فيها يجب ألا تتم من منظور تقديم المساعدة للآخرين، بل العكس على الجميع أن يدرك أن الحد من التغيرات المناخية يسهم في درء مخاطر اقتصادية، وأنه في مصلحة الجميع». وأضافت أن «الأمن والمناخ هما قضية واحدة، فلا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في ظل استمرار الأزمة المناخية».
وطالبت إسبينوزا بـ«إصلاح النظام التمويلي الدولي»، وقالت إن «مؤسسات التمويل الدولية لا تستجيب لاحتياجات الكوكب في ما يتعلق بالقضايا المناخية»، مشددة على أنه «لا يمكن حل الأزمة المناخية دون تعاون الجميع؛ الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات التمويلية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة مستقبلاً نظيره الهنغاري بيتر سيارتو (إ.ب.أ)
وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة مستقبلاً نظيره الهنغاري بيتر سيارتو (إ.ب.أ)
TT

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة مستقبلاً نظيره الهنغاري بيتر سيارتو (إ.ب.أ)
وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة مستقبلاً نظيره الهنغاري بيتر سيارتو (إ.ب.أ)

في إطار الدينامية الدولية التي يقودها العاهل المغربي، الملك محمد السادس، لدعم سيادة المغرب على الصحراء ومخطط الحكم الذاتي، أعربت هنغاريا عن دعمها للجهود التي يبذلها المغرب لحل قضية الصحراء، ولمخطط الحكم الذاتي المقدم سنة 2007، عادّةً إياه «الأساس الأكثر مصداقية» لتسوية هذا النزاع.

وعبرت هنغاريا عن هذا الموقف، في بيان مشترك تم التوقيع عليه عقب لقاء، جرى أمس الأربعاء في الرباط، بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيره الهنغاري بيتر سيارتو، بحسب «وكالة الأنباء المغربية».

وخلال اللقاء جدد الوزيران «دعمهما للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، ولجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل لقضية الصحراء، وفقاً لقرارات مجلس الأمن».

وجاء في البيان المشترك أن المغرب وهنغاريا يؤكدان على «دورهما الإيجابي والبنّاء في الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم في منطقتيهما»، معربين عن «تشبثهما بهذه المبادئ، وكذا بالحل السلمي للنزاعات، واحترام الوحدة الترابية وسيادة الدول».

وبهذا الموقف المعزز الجديد، تسهم هنغاريا في توطيد الزخم الذي تكرس في الآونة الأخيرة بخصوص قضية الصحراء، الذي يرحب به القرار الأخير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويحث على اغتنامه على نحو جيد.

في سياق قريب، أشرف الوزير بوريطة، أمس الأربعاء أيضاً، مع نظيرته المدغشقرية، رافارافافيتافيكا راساتا، على تدشين سفارة جمهورية مدغشقر بالرباط. وفي كلمة ألقاها خلال هذا الحفل، أكد السيد بوريطة، أن تدشين هذه السفارة يأتي في وقت يحتفل فيه البلدان هذه السنة بالذكرى الثلاثين لتأسيس علاقاتهما الدبلوماسية. وقال إن فتح هذه التمثيلية الدبلوماسية «يشكل مرحلة مهمة، وسيعطي زخماً جديداً للعلاقات التاريخية والمتميزة بين المغرب ومدغشقر».

من جانبها، أكدت راساتا أن هذه السفارة ستتيح الدخول إلى مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، وستمنح لمدغشقر فرصة الاستفادة من التجربة المغربية في عدة مجالات.

وجرى حفل تدشين سفارة مدغشقر بحضور أعضاء السلك الدبلوماسي الأفريقي المعتمدين بالرباط، وكذا أعضاء الجالية الملغاشية المقيمة بالمغرب.

وتشكل سفارة مدغشقر التمثيلية الدبلوماسية الأفريقية الـ42 بالمغرب، وهو ما يرفع عدد السفارات بالرباط إلى 116، بالإضافة إلى 55 منظمة إقليمية ودولية، مما يعزز مكانة الرباط بوصفها عاصمة دبلوماسية دولية وأفريقية.