آمال بنجاح قمة بايدن وشي في وقف التصعيد بين واشنطن وبكين

مسؤولون يدفعون لاستئناف الحوار حول المناخ

لقاء بالفيديو بين بايدن وشي في 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
لقاء بالفيديو بين بايدن وشي في 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

آمال بنجاح قمة بايدن وشي في وقف التصعيد بين واشنطن وبكين

لقاء بالفيديو بين بايدن وشي في 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
لقاء بالفيديو بين بايدن وشي في 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

يلتقي الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يحكم لولاية ثالثة القوة العالمية الثانية، نظيره الأميركي جو بايدن على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، الأسبوع المقبل. وسيكون هذا أول اجتماع بين الزعيمين منذ تولي بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة. وكان جو بايدن وشي جينبينغ أجريا محادثات خمس مرات عبر الهاتف أو عبر الفيديو، لكن لقاءهما المقبل سيكون الأول حضورياً منذ يناير (كانون الثاني) 2021.
ومن المقرر أن يجتمع الزعيمان، الاثنين، لمناقشة «الجهود الرامية إلى المحافظة على خطوط التواصل بين البلدين وتعميقها، وإدارة المنافسة بشكل مسؤول، والعمل معا حيث تلتقي مصالحنا»، بحسب البيان الصادر عن البيت الأبيض. ويضيف البيان أن المناقشات ستتناول أيضاً «التحديات العابرة للحدود التي تؤثر على المجتمع الدولي، ومجموعة من القضايا الإقليمية والدولية».
ولا شك أن الجانبين يُقبلان على المحادثات الثنائية بسقف توقعات منخفض، لا يشمل تحقيق اختراقات في القضايا الخلافية الكثيرة بين البلدين، أو حتى أمل تخفيف التوترات بشكل كبير. إلا أن الجانب الأميركي يأمل، وفق تصريحات مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحافيين، أن يتمكن الرئيس الأميركي من «بناء الأرضية» لعلاقة ثنائية تمنع تحول الخلافات إلى صراع، وتسمح بالتعاون المثمر في مجالات مثل المناخ والتهديد الكوري الشمالي.
وحتى من دون تنازلات حقيقية من أي من الجانبين، فإن هذه القمة تعد فرصة نادرة لبحث القضايا ذات اهتمام مشترك بين واشنطن وبكين. فالاقتصاد العالمي الذي يواجه ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار وتدهوراً في الدخل الحقيقي، يعمق من الأزمات المتزامنة على خطوط الصدع الجيوسياسي جراء تداعيات الحرب الأوكرانية، والتوترات في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، والتجارب الصاروخية لكوريا الشمالية وتهديداتها النووية.
غير أن العديد من المحللين يعتقدون أن النجاحات قد تكون في القضايا الجانبية، حيث يشكل لقاء بايدن وشي، فرصة لتقييم كل طرف موقف الطرف الآخر، بشأن القضايا الرئيسية. ويلفت هؤلاء إلى أن موقف بايدن يبدو أكثر قوة اليوم، بعد نجاحه وحزبه في تفادي «هزيمة كبيرة» في الانتخابات النصفية. في المقابل يأتي شي إلى الاجتماع متسلحاً بحزب ملتف حول قيادته.
ومع ذلك، فإن المشاكل المطروحة لا تزال مستعصية على الحل، بعد أن زادت الصين من ضغوطها على تايوان منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في أغسطس (آب) الماضي، وتفاقم الخلاف التجاري، حيث فرضت الولايات المتحدة قيوداً جديدة على بيع الرقائق المتقدمة.
في المقابل، يواجه بايدن «صقوراً» من المتشددين من الحزبين، الأمر الذي من شأنه أن يبعد أي تغيير في موقف واشنطن من بكين، ويقلص بالتالي من مساحة المناورة بين الرجلين. فالصين التي قطعت المحادثات حتى بشأن قضايا مثل التحقيقات الجنائية والمناخ بعد زيارة بيلوسي، قد تجد نفسها مضطرة إلى إيجاد خطاب آخر غير التصعيد مع واشنطن. ومع تعهد البلدين بالعمل على وقف الاحتباس الحراري والاستثمار في الاقتصاد الأخضر، قد تتيح المحادثات الجديدة بين بايدن وشي فرصة استئناف للحوار بين البلدين في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ الجاري في شرم الشيخ.
ويقول بعض مسؤولي إدارة بايدن إنهم يبحثون عن مجالات الاهتمام المشترك التي يمكن أن تؤدي إلى مناقشات ودية ومثمرة، وقد يكون تغير المناخ إحدى القضايا القليلة التي يمكن الاتفاق عليها. وهو ما عبر عنه الإعلان الأخير عن نية المسؤولين عن ملف المناخ في البلدين، العودة إلى المفاوضات قريباً. كما عدت تصريحات القيادة الصينية خلال مؤتمر الحزب الشيوعي، التي ورغم أنها حملت «لغة قوية»، لكنها كانت تشير إلى الاستعداد للتواصل، بعيداً عن التهديدات. وهو ما قد يجد ترجمته في تخفيف حدة التوتر، على الأقل مع أستراليا، كاختبار أولي عن رغبة الصين في الحد من التوترات في المنطقة.
وأكد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أن إدارة بايدن اتبعت نهجاً تجاه الصين يقوم على الأساسيات نفسها: «الاستثمار في أسس قوتنا هنا في أميركا، ومواءمة جهودنا مع شبكة من الحلفاء والشركاء، والتنافس بمسؤولية للدفاع عن مصالحنا ومصالح الدول ذات التفكير المماثل وتعزيزها». وأضاف أن الاجتماع بين الرئيسين سيكون فرصة «متعمقة وموضوعية لفهم أولويات ونيات بعضنا البعض بشكل أفضل، ومعالجة الاختلافات، وتحديد المجالات التي يمكننا العمل فيها معاً؛ لأن العمل معاً لمعالجة المشكلات المشتركة هو لفائدة المنطقة، وهذا ما يتوقعه العالم من القوى المسؤولة».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب يعين جنرالاً سابقاً مقرباً منه موفداً إلى أوكرانيا وروسيا

ترمب وكيلوغ خلال لقاء سابق عام 2017 (أ.ف.ب)
ترمب وكيلوغ خلال لقاء سابق عام 2017 (أ.ف.ب)
TT

ترمب يعين جنرالاً سابقاً مقرباً منه موفداً إلى أوكرانيا وروسيا

ترمب وكيلوغ خلال لقاء سابق عام 2017 (أ.ف.ب)
ترمب وكيلوغ خلال لقاء سابق عام 2017 (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الأربعاء)، أنه عيّن الجنرال السابق كيث كيلوغ المقرب منه للغاية، موفداً إلى أوكرانيا وروسيا، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكتب ترمب على منصته «تروث سوشال»: «هو معي منذ البداية. معاً، سنحصل على السلام بالقوة وسنجعل أميركا والعالم آمنين مجدداً».

ووجه ترمب انتقادات شديدة بشأن مليارات الدولارات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، ووعد بوضع حد للحرب بين موسكو وكييف حتى قبل أن يتم تنصيبه في يناير (كانون الثاني)، ولكن من دون أن يشرح كيفية قيامه بذلك.

وسبق للجنرال السابق كيلوغ أن ترأس مجلس الأمن القومي، أي مكتب السياسة الخارجية في البيت الأبيض، خلال ولاية ترمب الأولى.