أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها أرسلت صواريخ نظام الدفاع الجوي «هوك»، إلى جانب أربعة أنظمة دفاع جوي من طراز «أفينجر» وصواريخ «ستينغر» إلى أوكرانيا، كجزء من حزمة المساعدة الأمنية من «السحب الرئاسي» بقيمة تصل إلى 400 مليون دولار. ويأتي الإعلان عن الحزمة الجديدة، على الرغم من تداول أنباء عن تباين في وجهات النظر، بين القيادات العسكرية والمدنية في إدارة بايدن، حول التفاوض بين أوكرانيا وروسيا.
وكشفت وسائل إعلام أميركية عن أن إعلان الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن على الأوكرانيين أن يحاولوا تعزيز مكاسبهم على طاولة المفاوضات، يعكس خلافات ظهرت على أعلى مستويات إدارة بايدن. العسكريون يدعون إلى الضغط على أوكرانيا للسعي إلى إنهاء دبلوماسي لحربها مع روسيا، بينما قال مستشارون مدنيون بأن الوقت مبكر جداً.
وذُكر أن الجنرال ميلي طرح القضية في اجتماعات داخلية، قائلاً بأن الأوكرانيين «حققوا قدر ما يمكن أن يتوقعوه بشكل معقول في ساحة المعركة قبل حلول فصل الشتاء، ولذا ينبغي عليهم محاولة تعزيز مكاسبهم على طاولة المفاوضات».
وأوضح الجنرال ميلي موقفه، في مقابلة على قناة «سي إن بي سي» مساء الخميس، قائلاً: «لقد رأينا قتال الجيش الأوكراني للجيش الروسي يصل إلى طريق مسدود»... الآن، ما يخبئه المستقبل غير معروف بأي درجة من اليقين، لكننا نعتقد أن هناك بعض الاحتمالات لبعض الحلول الدبلوماسية».
لكن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان حرص على القول إن «الولايات المتحدة لا تضغط على أوكرانيا»، وإنها «لا تصر على الأمور معها، وما نقوم به هو التشاور كشركاء وإظهار دعمنا، ليس فقط من خلال البيانات العامة أو الدعم المعنوي، ولكن من خلال الدعم المادي لنوع المساعدة العسكرية التي ذكرتها من قبل».
واعتبرت تصريحاته، بأنها إشارة واضحة عن رفض إدارة بايدن، أو على الأقل المسؤولين السياسيين المدنيين فيها، للحديث عن «تفاوض» بين كييف وموسكو، في الوقت الذي لم يبد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أي إشارات بهذا المعنى. ونقل عن مسؤولين سياسيين كبار معارضتهم للتفاوض الآن، مؤكدين أن أيا من الجانبين غير مستعد للتفاوض، وأن أي توقف في القتال سيعطي فقط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة لإعادة تنظيم صفوفه، أو إفهامه أنه كلما أطال الحرب حصل على فرصة أفضل للتفاوض.
ورغم أن العديد من مستشاري بايدن، يرجحون في نهاية المطاف أن تتم تسوية الحرب من خلال التفاوض، غير أنهم لا يرون أن اللحظة الراهنة مناسبة والظروف لم تنضج بعد، وينبغي ألا تظهر الولايات المتحدة بأنها تضغط على الأوكرانيين للتراجع فيما «لديهم الزخم الآن».
وعلى الرغم من إعلان إدارة بايدن عن المساعدة الجديدة، فإنها لم تشمل تسليم أوكرانيا طائرات من دون طيار من طراز «غراي إيغل إم كيو - 1سي» الأكثر تطوراً وبعيدة المدى، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، أو من منظومات الصواريخ بعيدة المدى، التي تطالب بها كييف. وحرص الرئيس بايدن على الإشارة إلى ذلك في خطابه يوم الأربعاء، عندما قال إنه لا يقدم «شيكاً على بياض»، وأن ضوابط عدة تقف وراء قراراته، على رأسها الخوف من استعمال تلك الأسلحة لاستهداف العمق الروسي. غير أن رده الغامض حول قضية التفاوض يثير ارتباك حلفاء واشنطن.
وقال بايدن: «يبقى أن نرى ما إذا كان سيصدر قرار بشأن ما إذا كانت أوكرانيا مستعدة للتسوية مع روسيا أم لا». ورغم مسارعته نفي أي ضغط على أوكرانيا، بشأن التخلي عن أراضٍ، قائلاً إن «الأمر متروك للأوكرانيين، وأن لا شيء يتعلق بأوكرانيا من دون أوكرانيا»، «ولن نخبرهم بما يتعين عليهم فعله»، غير أن رحلة سوليفان إلى كييف الأسبوع الماضي، اعتبرت بأنها ربما كانت لحض زيلينسكي على إظهار الاستعداد للتفاوض، وعن ماهية «السلام العادل»، بحسب ما نقلته «نيويورك تايمز».
وبخصوص المساعدات العسكرية، قالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ، إنه بسبب الهجمات الجوية الروسية المستمرة على البنية التحتية الأوكرانية، فإن تعزيز قدرات الدفاع الجوي الإضافية قضية بالغة الأهمية. وقالت إن صواريخ «هوك»، التي سيتم تجديدها باستخدام أموال مبادرة المساعدة الأمنية، ستكمل التزام إسبانيا الأخير بتقديم قاذفات «هوك» لمساعدة أوكرانيا. وأضافت أن أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى «أفينجر» ستمكن أوكرانيا من حماية قواتها والبنية التحتية الحيوية من هجمات الطائرات المسيرة والهليكوبتر. وتتضمن المساعدة ذخيرة لمنظومة صواريخ «هيمارس»، و21 ألف طلقة مدفعية من عيار 155 ملم، و500 طلقة مدفعية عيار 155 ملم دقيقة التوجيه، و10 آلاف قذيفة هاون عيار 120 ملم، و100 مركبة هامفي، و400 قاذفة قنابل يدوية، وأسلحة صغيرة مع أكثر من 20 مليون طلقة، وبصريات ومعدات الهدم لإزالة العوائق، ومعدات الحماية من الطقس البارد.
وقالت سينغ إن الوزير لويد أوستن سيستضيف، الأسبوع المقبل، افتراضياً في البنتاغون الاجتماع السابع لمجموعة الاتصال الدفاعية عن أوكرانيا، التي تضم 50 دولة. وكان مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، قد أعلن أن هذه المساعدة الجديدة تأتي في أعقاب تشاوره مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وفريقه على الأرض في كييف الأسبوع الماضي، حول ما تحتاجه أوكرانيا لتكون في أقوى موقع ممكن في ساحة المعركة.
وأضاف في مؤتمر صحافي، الخميس، في البيت الأبيض، أن وسائل الدفاع الجوي هذه، أمر بالغ الأهمية بالنسبة لأوكرانيا، حيث تواصل روسيا استخدام صواريخ «كروز» وطائرات دون طيار إيرانية الصنع لمهاجمة البنية التحتية المدنية الحيوية. وأكد أن هذه المعدات ستكمل مساهمات الدفاع الجوي الأخرى التي أعلن عنها حلفاؤنا وشركاؤنا في سياق مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية التي يرأسها الوزير أوستن.
تباين بين العسكر والمدنيين في إدارة بايدن من قضية التفاوض بين كييف وموسكو
مساعدة جديدة بقيمة 400 مليون دولار لا تشمل أسلحة بعيدة المدى
تباين بين العسكر والمدنيين في إدارة بايدن من قضية التفاوض بين كييف وموسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة