أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيلتقي نظيره الصيني شي جينبينغ في الرابع عشر من الشهر الحالي على هامش قمة العشرين؛ لمناقشة الكثير من القضايا الإقليمية والدولية.
وهذا أول اجتماع شخصي بين الرئيسين منذ تولي بايدن منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، وينوي بايدن خلاله مناقشة ما أسماه «الخطوط الحمراء» في العلاقات والرغبة في إدارة المنافسة بين البلدين «بمسؤولية»، ووضع العلاقات في إطار المنافسة العادلة وليس الصراع.
ونفى بايدن، في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس الأربعاء، استعداده لتقديم تنازلات للصين، وقال: «لست على استعداد لتقديم أي تنازلات، وهذا ما أخبرت به الرئيس الصيني منذ البداية، وقد قلت للصينيين إنني أبحث عن المنافسة وليس الصراع، ولذا فإن ما أريد أن أحققه خلال اللقاء حينما نتحدث هو توضيح خطوطنا الحمراء».
وأشار مسؤولو البيت الأبيض إلى قضايا رئيسية عدة في اللقاء المرتقب، هي: إدارة المنافسة بين البلدين بمسؤولية، وما يتعلق بالممارسات الاقتصادية الضارة للصين، وتايوان، وحقوق الإنسان، إضافة إلى الحرب الروسية في أوكرانيا، واستفزازات كوريا الشمالية، ودفع الجهود لمواجهة التحديات المناخية.
وشدد مسؤول بالبيت الأبيض، في مؤتمر عبر الهاتف صباح أمس، على أهمية اللقاء وعدم وجود بديل للدبلوماسية لدفع بعض النقاشات المهمة إلى الأمام، متوقعاً أن تكون المحادثات موضوعية ومتعمقة لكي يفهم كل طرف وجهة نظر الطرف الآخر، والمخاوف لدى كل طرف.
وأكد الرئيسان بايدن وشي حرصهما على إدارة العلاقة الاستراتيجية لبلديهما. ووصفت إدارة بايدن الصين بأنها المنافس الذي لديه النية والقدرة على إعادة تشكيل النظام الدولي، بينما طالبت بكين الولايات المتحدة بالتوقف عن محاولة احتواء صعودها، واعترضت على التعريفات الأميركية على الواردات الصينية، وعلى مساندة واشنطن لتايوان التي تعتبرها بكين جزءاً من الصين.
جولة بايدن
غادر بايدن، مساء الخميس، العاصمة الأميركية واشنطن في جولة خارجية تشمل ثلاث دول، هي: مصر وكمبوديا وإندونيسيا، حيث سيناقش العديد من قضايا السياسة الخارجية الأميركية بعد حالة الاطمئنان التي سادت البيت الأبيض والحزب الديمقراطي جراء نتائج انتخابات التجديد النصفي، وانحسار الموجة الحمراء التي كان الجمهوريون يروجون لها.
وتشمل أجندة الرئيس بايدن التوقف في المحطة الأولى، في مدينة شرم الشيخ المصرية، للمشاركة في قمة المناخ العالمية للأمم المتحدة، ويلتقي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة مجموعة من القضايا. وأوضح البيت الأبيض أن النقاشات تشمل تأثير وتداعيات أزمة المناخ على المنطقة والتأثير العالمي للحرب الروسية ضد أوكرانيا، وكيفية تحفيف التوترات الإقليمية وتعزيز الشراكة الأمنية والاقتصادية بين الولايات المتحدة ومصر، إضافة إلى حقوق الإنسان.
ومن المقرر، وفق مسؤولي البيت الأبيض، أن يطرح بايدن خلال كلمته أمام «كوب 27» في شرم الشيخ، الرؤية الأميركية للحد من الانبعاثات الكربونية، وكيفية مساعدة الدول على مواجهة تأثيرات التغير المناخي. ويواجه بايدن تحدياً داخلياً ودولياً للوفاء بتعهداته لخفض الانبعاثات الأميركية المضرة للمناخ بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2030، حيث تعد كل من الولايات المتحدة والصين من أكبر الدول الملوثة للبيئة.
المحطة الثانية ستكون مدينة بنوم بنه في كمبوديا؛ للمشاركة في القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرقي آسيا يومي 12 و13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث سيعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة تجاه رابطة الآسيان وأهمية التعاون لضمان الأمن والازدهار في المنطقة التي يبلغ عدد سكانها مليار شخص.
ومن المقرر أن يعقد بايدن لقاء ثنائياً مع رئيس وزراء كمبوديا هون سين، كما يلتقي على هامش القمة مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول؛ لمناقشة الجهود للتصدي للتهديدات والاستفزازات المستمرة من قبل كوريا الشمالية.
في المحطة الثالثة، في مدينة بالي بإندونيسيا، يشارك بايدن في قمة العشرين يوم الاثنين 14 نوفمبر. وأوضح مسؤولو البيت الأبيض أنه سيعمل مع مجموعة العشرين لمواجهة تحديات رئيسية، مثل التغير المناخي، وحرب روسيا على أوكرانيا.
ومن المقرر أن يلتقي مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، صباح الثلاثاء، كما يلتقي مع رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، التي تستضيف جلسة البنية التحتية والاستثمار والتي تهدف لحشد 600 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة مع مجموعة السبع؛ لحماية مصالح الأمن الاقتصادي.
وعلى الرغم من اعتذار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن المشاركة في القمة، فإن حرب أوكرانيا ستكون محور الكثير من النقاشات. وكان بايدن قد ترك الباب مفتوحاً، الشهر الماضي، أمام اجتماع محتمل إذا أراد بوتين التفاوض حول إطلاق سراح نجمة كرة السلة بريتني غرينر. ولا تزال التوترات عالية بين روسيا والغرب حول مسارات الحرب في أوكرانيا، وسط مخاوف من ارتفاع تكلفة الطاقة في أوروبا، مع انخفاض إمدادات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية، وهو ما يقلق إدارة بايدن في أن يؤدي إلى شق الموقف الموحد الأميركي-الأوروبي تجاه روسيا.
وبعد مشاركته في جلسات العمل الأولى والثانية لقمة مجموعة العشرين، سيقوم بايدن، صباح الأربعاء، بغرس أشجار المنغروف مع قادة مجموعة العشرين، ثم يتوجه إلى قاعدة غوام العسكرية مغادراً إلى مدينة هونولولوفي بولاية هاواي، ثم إلى العاصمة واشنطن.
جولة بايدن تشمل «كوب 27» و«آسيان» و«قمة الـ20»
سيناقش «الخطوط الحمراء» مع نظيره الصيني... ويلتقي قادة اليابان وكوريا الجنوبية
جولة بايدن تشمل «كوب 27» و«آسيان» و«قمة الـ20»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة