الجزائر: محامون يتضامنون مع زميل لهم متهم بـ «التحريض على ضرب الاستقرار»

النيابة استدعته للتحقيق بعد كتابات له على وسائل التواصل الاجتماعي

جانب من مظاهرة المحامين بسطيف أمس (من حسابات ناشطين)
جانب من مظاهرة المحامين بسطيف أمس (من حسابات ناشطين)
TT

الجزائر: محامون يتضامنون مع زميل لهم متهم بـ «التحريض على ضرب الاستقرار»

جانب من مظاهرة المحامين بسطيف أمس (من حسابات ناشطين)
جانب من مظاهرة المحامين بسطيف أمس (من حسابات ناشطين)

شهدت مدينة سطيف، كبرى مدن الشرق الجزائري، أمس، حركة غير عادية، بسبب توافد المئات من المحامين من محافظات عدة على المحكمة المحلية؛ قصد مؤازرة زميل لهم ناشط بالحراك، يدعى منير غربي، وقف أمام قاضي التحقيق بسبب كتابات بشبكة التواصل الاجتماعي، عدّتها النيابة «تحريضاً على ضرب الاستقرار».
واعتبر المحامون استدعاء غربي «حلقة ضمن مضايقات كثيرة»، يتعرض لها - حسبهم - أصحاب الجبة السوداء، وبخاصة المدافعون عن نشطاء الحراك الشعبي المسجونون، وكذلك المتابعون بتهم ذات صلة بنشاطهم المعارض للحكومة. وشوهد ضمن المحتجين المحامي والحقوقي الكبير مصطفى بوشاشي، و«محامي الحراك» عبد الغني بادي.
وخرج غربي من مكتب قاضي التحقيق بعد ساعة من الاستجواب، وقال في فيديو نُشر على حسابات المحامين بـ«فيسبوك»، إنه متأثر للدعم والتضامن الذي لقيه من المحامين والنشطاء، لكنه لم يذكر شيئاً عن الاستجواب. في حين أكد محامون، أن سبب المتابعة منشور وضعه غربي على حسابه قبل أسابيع، يدعو فيه «العالم إلى التضامن مع الشعب الجزائري». كما حثّ الإعلام الأجنبي على «نقل ما يحدث في الجزائر». وكان يشير ضمناً إلى توالي حملات اعتقال نشطاء الحراك، الذين يعدّ المحامي غربي أحد أبرز المدافعين عنهم. ومثل هذه التصريحات في المنصات الرقمية، يكيّفها القضاء عادة على أنها «محاولات لضرب الاستقرار في البلاد، ومسّاً بالأمن العام».
والعام الماضي، نظم عدد كبير من المحامين احتجاجات بالمحاكم، بسبب سجن زميلهم الناشط السياسي عبد الرؤوف أرسلان، بعد اتهامه بالانخراط في «حركة استقلال القبائل»، التي صنّفتها السلطات منظمة إرهابية. وعدّت «منظمة محامي منطقة تبسة» (شرق)، التي ينتمي إليها أرسلان، الأفعال التي اتهمته النيابة بسببها «تندرج ضمن حرية التعبير والنشاط السياسي السلمي».
واعتقل أرسلان بمجرد أن وصل إلى المحكمة للمرافعة عن معتقلين ناشطين، حيث اقتيد من قاعة المرافعات إلى مكتب وكيل الجمهورية، الذي أبلغه أن النيابة تأخذ عليه ظهوره في فيديو وسط نشطاء ينتمون إلى التنظيم الانفصالي، المعروف بـ«ماك». وبعد أشهر في الحبس الاحتياطي نال المحامي البراءة من تهمة الإرهاب.
في سياق ذي صلة، أُعلن أمس عن استدعاء الصحافي والناشط الحقوقي، زكرياء حناش، للتحقيق القضائي يوم 13 من الشهر الحالي. وعُرف الصحافي بنشر أخبار مساجين الحراك وتطورات ملفاتهم القضائية يومياً. وأوقفته الشرطة في وقت سابق، بسبب هذا النشاط.
إلى ذلك، ذكر الموقع الإخباري العربي «الطاقة»، المتخصص في المحروقات، أن شركة «وينترشال»، التي تُعدّ أكبر منتج للنفط والغاز الطبيعي في ألمانيا، «وضعت الجزائر بصفتها المرشح الأول بخطّتها الاستثمارية في مجال الطاقة». ووفق الموقع، تخطط الشركة لزيادة استثماراتها في قطاع الغاز الجزائري، والدخول في شراكات لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة والهيدروجين، وكذلك احتجاز وتخزين الكربون.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«وينترشال»، ماريو مهران، أمس في الجزائر خلال لقائه وزير الطاقة محمد عرقاب، إن الجزائر هي «المرشح الأول لشراكة قوية في مجال الطاقة»، وعبّر عن رغبة الشركة في «تعزيز وجودها في الجزائر من خلال تنفيذ مشروعات طاقة جديدة».
وحسب «الطاقة»، فقد بحث الوزير عرقاب مع مهران «علاقات التعاون التي تجمع بين «سوناطراك» و«وينترشال»، وركّزت المحادثات على تطوير، وتعزيز علاقات التعاون والشراكة في قطاع التنقيب عن النفط والغاز في الجزائر، فضلاً عن التكوين ونقل التكنولوجيا والمعرفة. كما ناقش الاجتماع نتائج الاجتماعات بين مسؤولي «وينترشال» و«سوناطراك»، وكالة النفط وسلطة ضبط المحروقات في الجزائر.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصل الجيش السوداني، الخميس، تقدمه في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وسيطر على بلدة «الشبارقة»، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وفق مصادر محلية.

وكانت البلدة أحد أبرز أهداف الجيش في هذه الجبهة، لأنها تمكنه من الناحية العسكرية من التقدم نحو عاصمة الولاية، مدينة ود مدني.

وحقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في جنوب الجزيرة، يوم الأربعاء، حيث سيطر بالكامل على مدينة «الحاج عبد الله»، وعدد من القرى المجاورة لها، فيما تحدث شهود عيان عن توغله في أكثر من قرية قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

عناصر من «الدعم السريع» في منطقة قريبة من الخرطوم (رويترز)

وقالت «لجان المقاومة الشبارقة»، وهي تنظيم شعبي محلي، «إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد معارك طاحنة».

وأفادت في بيان على موقع «فيسبوك»، بأن الطيران الحربي التابع للجيش «لعب دوراً كبيراً في إسناد الهجوم البري، بتنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع لمنعها من التقدم».

ووفقاً للجان، فقد «استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل المنازل في البلدة».

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من قوات الجيش أمام لافتة على مدخل الشبارقة، فيما قالت مصادر أخرى، إن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات مشتركة من الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع» في الأجزاء الشرقية من بلدة «أم القرى» شرق الجزيرة، على بعد نحو 30 كيلومتراً من ود مدني.

وحسب المصادر، فإن القوات المهاجمة، تتقدمها ميليشيا «درع السودان» التي يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، فشلت في استعادة البلدة خلال المعارك الشرسة التي دارت الأربعاء.

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن المضادات الأرضية لقوات «الدعم السريع» تصدت لغارات جوية شنها الطيران الحربي للجيش على ارتكازاتها الرئيسية في وسط البلدة.

وتوجد قوات الجيش والفصائل التي تقاتل في صفوفه، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ود مدني، لكن قوات «الدعم» لا تزال تنتشر بكثافة في كل المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

ولم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش الذي شنّ هجوماً برياً يعد الأوسع والأعنف، وتمكن للمرة الأولى، من التوغل بعمق والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت بقبضة «الدعم السريع».

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، سيطرت قوات «الدعم» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.

ولكن رغم تقدم الجيش عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان في الجنوب... وفي حال فرض الجيش سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فإنه بذلك سيحاصر «الدعم» في العاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية.

واندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين من منازلهم.