حركة أحمد مسعود تعلن توسعها في 6 مقاطعات شمال أفغانستان

ناطق باسم «جبهة المقاومة» لـ«الشرق الأوسط»: نخوض حرباً غير تقليدية ضد «طالبان»

مؤيدون للزعيم الأفغاني المعارض لحركة «طالبان» أحمد مسعود خلال تظاهرة في فيينا يوم 16 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
مؤيدون للزعيم الأفغاني المعارض لحركة «طالبان» أحمد مسعود خلال تظاهرة في فيينا يوم 16 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

حركة أحمد مسعود تعلن توسعها في 6 مقاطعات شمال أفغانستان

مؤيدون للزعيم الأفغاني المعارض لحركة «طالبان» أحمد مسعود خلال تظاهرة في فيينا يوم 16 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
مؤيدون للزعيم الأفغاني المعارض لحركة «طالبان» أحمد مسعود خلال تظاهرة في فيينا يوم 16 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)

صرح متحدث باسم «جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية» التي يقودها أحمد مسعود، نجل القائد العسكري الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود، بأن الجبهة تقاتل حركة «طالبان» في ست مقاطعات بالأجزاء الشمالية من أفغانستان، وتسعى بدأب لتوحيد الجماعات السياسية والعسكرية الأفغانية المعارضة لـ«طالبان» في إطار جبهة واحدة.
وأكد المتحدث علي ميسم نظري، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، أن «الوضع في شمال أفغانستان يسير في صالح جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية تماماً. فخلال العام الماضي تمكنا ليس فقط من الحفاظ على قواتنا، ولكن أيضاً من التوسع والنمو بشكل أقوى». ويتعارض كلامه مع تأكيدات «طالبان» أنها تسيطر على الوضع الميداني، وأن معارضيها لا يمثلون أي تهديد جدي.
وفي مقابلة مع «الشرق الأوسط»، جرت هاتفياً من دوشانبي (طاجيكستان)، قال علي نظري، وهو أيضاً رئيس العلاقات الخارجية لـ«جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية»، «إن أحمد مسعود كان يقود الجيش داخل أفغانستان ضد (طالبان)، ويقود كذلك الجهود السياسية والدبلوماسية في الخارج».
وأضاف نظري، الذي يعد مقرباً لأحمد مسعود ويقيم في طاجيكستان: «السيد مسعود على اتصال مع جميع الشخصيات والأحزاب السياسية قريبة الصلة بالسياسة الأفغانية. نحن نؤمن بالوحدة السياسية ونشارك ونعمل مع الناس من جميع المجموعات العرقية والطائفية من جميع أنحاء الطيف السياسي». وتابع أن جهودهم العسكرية كانت ناجحة بشكل كبير داخل أفغانستان، مضيفاً: «دبلوماسياً، تمكنا من تجميع كل المجموعات تحت سقف واحد في أوروبا».
وفي منتصف تسعينات القرن الماضي عندما استولت «طالبان» على كابل للمرة الأولى، شكلت الأقليات العرقية في أفغانستان، بما في ذلك الطاجيك والأوزبك وغيرهما، تحالفاً عسكرياً بقيادة أحمد شاه مسعود. واعتادت إيران والهند وروسيا تقديم الأسلحة والتمويل لهذا التحالف العسكري. ويرأس أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، التحالف الآن، ولا يبدو أن أي زعيم أفغاني بارز آخر قد انضم إلى هذا التحالف. وقد اندلع بعض القتال في الجزء الشمالي من أفغانستان، لكن التحالف فشل حتى الآن في تشكيل أي تهديد لبقاء «طالبان».
ولدى سؤاله عن الوضع العسكري في شمال أفغانستان، قال ميسم نظري، إن الوضع هناك يسير لصالح «جبهة المقاومة الوطنية» بشكل مطلق. وأضاف: «في هذا الوقت من العام الماضي كنا فقط في واديي بنجشير وأندراب، ولكننا اليوم موجودون في 12 مقاطعة، ونقاتل بنشاط في ست مقاطعات بصفة أسبوعية. كان موسم القتال الماضي الذي بدأ في مارس (آذار) وانتهى قبل أسابيع، ناجحاً للغاية بالنسبة لنا، وتمكنا من إظهار إرادتنا وقدرتنا على تحرير شعبنا وبلدنا. من ناحية أخرى، فشلت (طالبان) في شن أي هجوم مضاد خطير، وفشل كل قائد عينوه في تحقيق شيء يذكر. وكان آخر قائد عينوه هو ذاكر قيوم، وقد ورد أنه توفي بعد إصابته بجروح خطيرة في بنجشير في سبتمبر (أيلول) مع نائبه الملا هارون».
ولدى سؤاله عن حقيقة ما تردد أخيراً عن معارك بولاية بدخشان الشمالية، قال: «على مدار الشهر ونصف الشهر الماضيين، قمنا بزيادة أنشطتنا في غالبية مناطق بدخشان (التي تعد واحدة من أكبر مناطق أفغانستان من حيث عدد السكان وتقع في أقصى الشمال، وفيها العديد من الوديان الاستراتيجية التي يتعذر الوصول إليها من كابل). لدينا قواعد في غالبية مناطق بدخشان ونتحدى (طالبان) والجماعات الإرهابية الإقليمية والدولية الأخرى الموجودة هناك. في الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول) تمكنت قواتنا من تحرير مقاطعة شيكاي، واعتقال حكومة المقاطعة ومسؤولين محليين آخرين من (طالبان). ومع ذلك، بما أن استراتيجيتنا العسكرية لا تزال في مرحلتها الأولى، وهي حرب غير تقليدية، فقد انسحبنا إلى قواعدنا وتجنبنا استمرار السيطرة على هذه المنطقة». وتابع: «لقد تمكنا من إظهار قدرتنا على تحرير منطقة تبعد مئات الكيلومترات عن بنجشير بعد عام واحد فقط من تشكيل (جبهة الخلاص الوطني) (...) في العام الماضي، لم يتم إطلاق رصاصة واحدة على (طالبان) في بدخشان، لكنهم اليوم يواجهون تحديات في معظم هذه المقاطعة، وهو إنجاز عظيم لنا في هذه المنطقة الاستراتيجية».
وقال نظري، «من الناحية السياسية، قمنا بزيادة جهودنا خارج أفغانستان لتوحيد الشخصيات والقوى السياسية المختلفة من جميع أنحاء الطيف السياسي في جميع أنحاء العالم. كانت مبادرة (جبهة الخلاص الوطني) لجمع وتوحيد القادة التقليديين والأحزاب الأفغانية في تركيا لتشكيل تحالف يُعرف الآن باسم (مجلس المقاومة الوطنية لإنقاذ أفغانستان). كما قام زعيمنا أحمد مسعود مع وفده، الشهر الماضي، بزيارة إلى أوروبا، وعقدوا أول مؤتمر لمعارضة (طالبان) في فيينا. استمر هذا المؤتمر ثلاثة أيام، حيث اجتمعت شخصيات سياسية، ومثقفون، ونشطاء حقوق مدنيون، وصحافيون، وتكنوقراط وناشطون في مجال حقوق المرأة، وأصدروا بياناً مشتركاً في اليوم الثالث، وأيدوا المقاومة والبديل السياسي لمستقبل أفغانستان. نعتقد أن التحضير لبديل سياسي خارج أفغانستان لا يقل أهمية عن التوسع العسكري في الداخل لتحرير أفغانستان. نحن على الطريق الصحيح لخلق هذا البديل، ونحن على يقين من أن (طالبان) لن تكون قادرة على الحفاظ على السيطرة على معظم البلاد في المستقبل المنظور».
وتابع نظري أن أحمد مسعود، زعيم «جبهة الخلاص الوطني»، يقود حالياً «المقاومة المسلحة داخل أفغانستان والجهود السياسية والدبلوماسية خارجها». وزاد: «استطاع مسعود أن يؤسس جيشاً من لا شيء لأنه لم يكن في الحكومة، ولم تكن لديه الموارد قبل 15 أغسطس (آب) للتحضير لهذه المقاومة. كانت قراراته واستراتيجيته هي التي سمحت لـ(جبهة الخلاص الوطني) بأن تحقق نجاحاً عسكرياً كبيراً في العام الماضي. كما أن رؤيته وأهدافه لمستقبل أفغانستان سمحتا له ببناء شبكة سياسية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وجمعت حوله شخصيات وأحزاباً سياسية. وهو يعمل بلا كلل على تحقيق البديل السياسي». وزاد قائلاً: «نحن نؤمن بالوحدة السياسية، ونشارك ونعمل مع الناس من جميع المجموعات العرقية والطائفية من جميع أنحاء الطيف».
وعما إذا كانت روسيا وإيران والهند، وجميعها الآن على اتصال مع «طالبان» في كابل، مستعدة لدعم مسعود، قال نظري: «نحن نؤيد العلاقات الودية والهادفة مع جميع الدول. فـ(جبهة المقاومة الوطنية) تؤمن بأن الحياد هو السياسة التي ستؤدي إلى استقرار أفغانستان والمنطقة، ونتجنب الانحياز لأي طرف في الأمور الإقليمية والدولية. نحن لا نتلقى مساعدة من أي دولة، وقد أظهرنا في العام الماضي أننا تمكنا من الاستمرار في المقاومة وزيادة القوة والأعداد من دون الحصول على قرش واحد من أي شخص».
وعن أهدافهم العسكرية والسياسية في العام المقبل، قال نظري: «ما زلنا في المرحلة الأولى من استراتيجيتنا العسكرية، وهي التوسع إلى أكبر عدد ممكن من المحافظات وزيادة قواتنا ومواردنا. (طالبان) ليست هي الحقيقة الوحيدة في أفغانستان، ولكنها قد تكون مجرد حقيقة صغيرة في بلد توجد فيه مجموعات عرقية وسياسية وطائفية أخرى يجب أخذها في الاعتبار، والعملية الديمقراطية فقط هي السبيل إلى حكومة شرعية. بمجرد أن ننتهي من المرحلة الأولى، سنكون قادرين على الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي بدء تحرير مقاطعات ومحافظات بأكملها والحفاظ على السيطرة عليها. سياسياً، علينا الاستعداد للمرحلة الثانية أيضاً، وتحقيق البديل السياسي الذي نسعى إلى تشكيله. سيكون هناك المزيد من التجمعات والفعاليات في جميع أنحاء العالم لجمع المزيد من القوى السياسية معاً لخلق التوافق والتضامن اللازمين ضد (طالبان)».


مقالات ذات صلة

واشنطن: «طالبان» قتلت مخطط الهجوم الانتحاري على مطار كابل في 2021

العالم واشنطن: «طالبان» قتلت مخطط الهجوم الانتحاري على مطار كابل في 2021

واشنطن: «طالبان» قتلت مخطط الهجوم الانتحاري على مطار كابل في 2021

قتلت قوات «طالبان» مخطط الهجوم الانتحاري على مطار كابل خلال الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان في 2021، وفق ما أعلن البيت الأبيض أول من أمس (الثلاثاء). وفجّر المهاجم، الذي ينتمي لتنظيم «داعش»، نفسه وسط حشود كبيرة من الناس في محيط المطار في أثناء محاولتهم الفرار من أفغانستان في 26 أغسطس (آب) 2021. وأسفر الانفجار عن مقتل 170 أفغانيا، و13 جنديا أميركيا كانوا يؤمنون المطار خلال عملية الانسحاب. وكان التفجير من الأعنف في أفغانستان في السنوات الأخيرة، وأثار موجة انتقادات للرئيس جو بايدن على خلفية قراره سحب قوات بلاده بعد نحو 20 عاما على الغزو الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ البيت الأبيض يسلّم الكونغرس تقريراً سرّياً عن الانسحاب من أفغانستان

البيت الأبيض يسلّم الكونغرس تقريراً سرّياً عن الانسحاب من أفغانستان

أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أنّه سلّم الكونغرس تقريراً سرّياً طال انتظاره عن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021، مدافعاً عن مسار هذا الانسحاب، الذي أنهى 20 عاماً من المحاولات الفاشلة لهزيمة حركة «طالبان». ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إنّه ما من شيء كان بإمكانه «تغيير مسار الانسحاب»، وإنّ «الرئيس (جو) بايدن رفض إرسال جيل آخر من الأميركيين لخوض حرب كان يجب أن تنتهي، بالنسبة للولايات المتحدة، منذ فترة طويلة». وصدم الانسحاب الذي انتهى في 30 أغسطس (آب) 2021 الأميركيين وحلفاء الولايات المتحدة بعدما تغلبت «طالبان» في أسابيع على القوات الأفغا

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم 3 قتلى في هجوم روسي بمسيّرات على منطقة كييف

3 قتلى في هجوم روسي بمسيّرات على منطقة كييف

قُتل 3 أشخاص، وأصيب 7 آخرون بجروح، في هجوم بطائرات مسيّرة روسية، ليل الثلاثاء – الأربعاء، في منطقة كييف، على ما أعلنت الإدارة العسكرية الإقليمية، صباح اليوم الأربعاء. وقالت الإدارة، على منصة تلغرام، إن «موقعاً مدنياً تضرَّر في أعقاب الهجوم الليلي بطائرات مسيَّرة في منطقة كييف»، والذي تسبَّب باندلاع حريق، دون تقديم مزيد من التفاصيل، وبالأخص حول الموقع المستهدف.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الأمير البريطاني هاري خلال مشاركته في الحرب بأفغانستان عام 2012 (رويترز)

وزير الدفاع البريطاني يتهم هاري بـ«التفاخر» بقتله 25 شخصاً في أفغانستان

اتهم وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الأمير البريطاني هاري بـ«التفاخر» بعدد الأشخاص الذين قتلهم أثناء قيامه بجولة عسكرية في أفغانستان و«خذلان» زملائه في الخدمة. وانضم والاس، وهو جندي سابق، إلى قدامى المحاربين البارزين الآخرين لانتقاد مزاعم دوق ساسكس بأنه قتل 25 جندياً من حركة «طالبان»، أثناء خدمته مع الجيش البريطاني، وفقاً لصحيفة «الغارديان». وعلى الرغم من أن والاس قال إن الأمر متروك لكل فرد من أفراد الخدمة السابقين «لاتخاذ خياراته الخاصة بشأن ما يريد التحدث عنه»، لكنه لم يكن ليتحدث عن هذا الأمر في اجتماع علني. وتابع والاس: «القوات المسلحة لا تتعلق بالحصيلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم أفغان يحاولون عرض مستنداتهم على القوات الأجنبية في مطار كابل خلال عملية الانسحاب من أفغانستان 26 أغسطس 2021 (إ.ب.أ)

الجمهوريون يفتحون تحقيقات في الانسحاب «الكارثي» من أفغانستان

بدأ الجمهوريون في مجلس النواب بتحقيقاتهم في «الانسحاب الأميركي الكارثي من أفغانستان»، وأرسل رئيس لجنة الشؤون الخارجية الجديد مايك مكول رسالة إلى الإدارة الأميركية يطالبها فيها بتسليم وثائق ومعلومات مرتبطة بالانسحاب. ويقول مكول إنه «بعد انسحاب إدارة بايدن الفوضوي والمميت من أفغانستان، شعر أعداء أميركا بالقوة، وأصبحت البلاد ملاذاً آمناً للإرهابيين مجدداً». ووجه مكول، الذي توعد ببدء التحقيقات مع تسلم الجمهوريين للأغلبية في النواب، انتقادات شديدة للبيت الأبيض فاتهمه بعدم التعاون مع مطالبه بتسليم وثائق متعلقة بالانسحاب يعود تاريخها إلى أغسطس (آب) 2021، وذلك عندما كان كبيراً للجمهوريين في اللجنة.

رنا أبتر (واشنطن)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.