على رغم أن الانتخابات الأميركية لا تجري في عطلة نهاية الأسبوع، غير أن حركة السير النشطة عادة في هذا اليوم من الأسبوع (الثلاثاء)، كانت محدودة نسبياً. فقد تم تعطيل المدارس لاستخدامها مراكز اقتراع، ما خفف من حركة السير بأكثر من 40 في المائة بحسب بعض الإحصاءات. وقد أظهرت جولة على بعض مراكز الاقتراع في ولاية فيرجينيا، وخصوصاً في المناطق المحيطة بالعاصمة الفيدرالية واشنطن، هدوءاً مضاعفاً أمس، في ظل ترقب بين الأميركيين لما سيسفر عنه هذا اليوم الانتخابي.
ولاحظت «الشرق الأوسط» أن نسبة كبيرة من الناخبين الذين قدموا إلى بعض مراكز الاقتراع قرب واشنطن في ساعات الصباح الأولى، كانت من البالغين، وخصوصاً من كبار السن، في ظل توقعات بإحجام الشباب عن المشاركة في التصويت. لكن دايف ليهي، السبعيني المتطوع في حملة الديمقراطيين في ثانوية ويست سبرينغفيلد، قال إنه يأمل في مشاركة الشباب (خلال ساعات بعد الظهر) لأنهم هم من يصنع التغيير، بحسب رأيه. غير أنه أبدى تشاؤماً من أن الناخبين الديمقراطيين لن يُقبلوا بكثافة على التصويت، بدليل أن عدد الأوراق التي وزعها لمساعدة الناخب الديمقراطي على اختيار ممثله لم تكن كبيرة (في ساعات التصويت الأولى). ورغم ذلك، أعرب ليهي عن شكوكه في تمكن الجمهوريين من إحداث «موجة حمراء» لأن الأميركيين منقسمون بحدة حول القيم والمرأة والمحكمة العليا وحقوق التصويت والهجرة، وبالطبع الاقتصاد.
في المقابل، قالت دومينيك روشار (60 عاماً)، المتطوعة في حملة الجمهوريين، في مدرسة ساراتوغا، إنها رغم عدم محبتها لطريقة تعبير الرئيس السابق دونالد ترمب وتغريداته وكيفية تعامله مع السياسيين، فإنه «نفذ كل ما وعد به»، ولذلك فإنها تصوت للجمهوريين. دومينيك، الكندية الأصل، حصلت على جنسيتها قبل عقد من الزمن بعد زواجها من أميركي خدم في جيش الولايات المتحدة، وهي تقول إنها ترفض تطبيق النظام الصحي الموجود في كندا في الولايات المتحدة على أساس أنه نظام اشتراكي ولا يقدم الخدمات المطلوبة. وتحمل دومينيك الديمقراطيين المسؤولية عن تغيير «وجه أميركا» وانهيار الاقتصاد وتفشي الجريمة.
في مركز انتخابي آخر في مدرسة هاي فيلد بمدينة ألكساندريا، تقول كولين وايت (55 عاماً) التي خدمت في الجيش الأميركي 11 عاماً، إنها لا تريد لأولادها أن يفقدوا القيم المحافظة والدين والكنيسة. ترفض الإجهاض وسيطرة الديمقراطيين على وسائل التواصل الاجتماعي. تضيف: «انظر إلى الصين. في حين تبني قوتها العسكرية، نقوم نحن بالتركيز على حقوق المثليين». وتوافق على أن ترمب ينفذ ما يعد به، مضيفة أنه رغم كل الملاحظات عليه «إلا أنه قائد رائع».
في المقابل، يقول لورانس ويب، إنه صوت للديمقراطيين، لأن الرئيس السابق ترمب «أزال الاحترام» بين الحزبين، بعدما كان الخاسرون والفائزون يحترمون نتائج الانتخابات، وشكك بنتائج الانتخابات ودعم المشككين فيها أيضاً و«عرّض ديمقراطيتنا للخطر. هذه الديمقراطية هي على المحك، ولا صحة لكل ادعاءات الجمهوريين، وخصوصاً القاعدة الكبيرة التي تؤمن بآرائه، بأن الديمقراطيين يتحملون مسؤولية التضخم. يتناسون أن البلاد خرجت من الجائحة ومن توقف سلاسل التوريد، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار». ويشكك ويب بـ«الموجة الحمراء»، قائلاً إن الديمقراطيين مطمئنون على الأقل بأن مجلس الشيوخ سيبقى تحت سيطرتهم.
ناخبو فيرجينيا... انقسام حزبي وترقب للنتائج
ناخبو فيرجينيا... انقسام حزبي وترقب للنتائج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة