قادة العالم يبدأون التوافد إلى مؤتمر المناخ في شرم الشيخ

نحو 110 من قادة الدول والحكومات سيقومون بمداخلات اليوم وغدا (رويترز)
نحو 110 من قادة الدول والحكومات سيقومون بمداخلات اليوم وغدا (رويترز)
TT

قادة العالم يبدأون التوافد إلى مؤتمر المناخ في شرم الشيخ

نحو 110 من قادة الدول والحكومات سيقومون بمداخلات اليوم وغدا (رويترز)
نحو 110 من قادة الدول والحكومات سيقومون بمداخلات اليوم وغدا (رويترز)

يتوافد قادة العالم، اعتباراً من اليوم الاثنين، إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ «كوب27» في مصر، فيما يتعرضون لضغوط كبيرة لتعزيز تعهداتهم المناخية إزاء الاحترار الآخذ بالارتفاع ولتوفير دعم مالي للدول الفقيرة؛ أكثر المتضررين من التغير المناخي.
وسيقوم نحو 110 من قادة الدول والحكومات بمداخلات، الاثنين والثلاثاء، أمام المندوبين المجتمعين في شرم الشيخ، في إطار «كوب27».
تأتي هذه المداخلات على خلفية أزمات متعددة مترابطة تهزّ العالم؛ وهي الغزو الروسي لأوكرانيا، والتضخم الجامح، وخطر وقوع ركود، وأزمة الطاقة، مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء، في حين سيتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة.
وهذه «الأزمة المتعددة الجوانب» قد تدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سُلّم الأولويات، رغم أن تداعياتها المدمرة تجلّت كثيراً عام 2022 مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وجفاف عاثت فساداً بالمحاصيل.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1589580100391034880
وقال سايمن ستييل، مسؤول المناخ في الأمم المتحدة، لدى الافتتاح الرسمي لـ«كوب27»، الاثنين: «كل الأزمات مهمة، لكن ما من أزمة لها تداعيات كبيرة» مثل الاحترار المناخي الذي ستُواصل عواقبه المدمرة «التفاقم».
إلا أن الدول لا تزال متّهَمة بالتقصير فيما ينبغي عليها فعله لمكافحة الاحترار. وينبغي أن تنخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45 % بحلول عام 2030 لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 طموحاً ويقضي بحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية، مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية.
لكن التعهدات الحالية للدول الموقِّعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تراوح بين 5 و10 %، مما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2.4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي. غير أنه مع السياسات المتّبَعة راهناً، يُتوقع أن يبلغ الاحترار 2.8 درجة مئوية وهو أمر كارثي، على ما تفيد الأمم المتحدة.
وفي مؤشر إلى «التراجع» الذي يخشاه كثيرون، رفع 29 دولة فقط إلى «كوب 2021» خططاً بزيادة تعهداتها بخفض الانبعاثات رغم أنها أقرّت «ميثاقاً» يدعوها إلى القيام بذلك.
وستكون الإعلانات المحتمَلة حول خفض إضافي للانبعاثات موضع ترقب كبير في شرم الشيخ.
كما يترقّب العالم باهتمام الإعلانات المتعلّقة بالمساعدات إلى الدول الفقيرة، وهي عادةً أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي، حتى لو أن مسؤوليّتها فيها محدودة، إذ إنّ انبعاثاتها من غازات الدفيئة قليلة جداً.
وفي بادرةٍ يأمل كثير من الناشطين ألا تكون رمزية فقط، قرر المندوبون إلى «كوب27»، الأحد، للمرة الأولى إدراج مسألة تمويل الأضرار الناجمة من الاحترار على جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر.
وتُقدّر هذه الأضرار بعشرات المليارات منذ الآن، ويُتوقّع أن تستمر بالارتفاع الكبير. فالفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث باكستان تسبّبت وحدها بأضرار قُدّرت بأكثر من 30 ملياراً.
وتُطالب الدول الضعيفة، إزاء هذه التداعيات، بآليّة تمويل خاصّة، إلا أنّ الدول الغنية تتحفّظ على ذلك، إذ تخشى أن تحمل المسؤولية رسمياً وتُفيد بأن نظام تمويل المناخ معقّد كفاية بحالته الراهنة.
ويجري المؤتمر في غياب طرفَين رئيسيين، إذ يغيب الرئيس الصيني شي جيبينغ عن «كوب27»، في حين أن نظيره الأميركي جو بايدن المنشغل بانتخابات منتصف الولاية، الثلاثاء، سيمرّ على شرم الشيخ سريعًا في 11 نوفمبر (تشرين الثاني).
بيد أنّ التعاون حيوي بين البلدين اللذين يُصدران أعلى مستوى من انبعاثات غازات الدفيئة، وتشهد علاقاتهما توتّراً شديداً، لكن قد يلتقي شي وبايدن، في بالي، الأسبوع التالي، على هامش قمّة مجموعة العشرين.


مقالات ذات صلة

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

خاص ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير المناخ والبيئة النرويجي توري ساندفيك يلقي بياناً خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29) في باكو 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

مؤتمر «كوب 29» يبني على بيان مجموعة العشرين للمضي في المفاوضات

رحّب المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29) بالمؤشّرات الإيجابية الصادرة عن بيان مجموعة العشرين، بشأن تمويل الحلول المناخية للدول النامية.

«الشرق الأوسط» (باكو)
أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب) play-circle 01:31

«مجموعة العشرين» تعقد قمتها وسط أوضاع عالمية غير مستقرة

تنطلق «قمة العشرين» في البرازيل وسط صعوبات التوصل إلى تسوية حول المناخ والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وفي ظل ترقب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.