العالم يترقب استعراض الخطة السعودية لإنقاذ الكوكب

تجربة ملهمة لزراعة 50 مليار شجرة

مشاركون في قمة «كوب 27» بمدينة شرم الشيخ أمام الجناح السعودي في قاعة المؤتمرات (أ.ف.ب)
مشاركون في قمة «كوب 27» بمدينة شرم الشيخ أمام الجناح السعودي في قاعة المؤتمرات (أ.ف.ب)
TT

العالم يترقب استعراض الخطة السعودية لإنقاذ الكوكب

مشاركون في قمة «كوب 27» بمدينة شرم الشيخ أمام الجناح السعودي في قاعة المؤتمرات (أ.ف.ب)
مشاركون في قمة «كوب 27» بمدينة شرم الشيخ أمام الجناح السعودي في قاعة المؤتمرات (أ.ف.ب)

بينما تدور كثير من النقاشات في قاعات عدة بقاعة المؤتمرات في مدينة شرم الشيخ المصرية، التي تحتضن قمة «كوب 27»، فإن ثمة حدثاً لا يقل أهمية يترقبه الجميع هنا في المؤتمر.
وخلال جولة لـ«الشرق الأوسط» في أروقة المؤتمر، أكد عدد كبير من الحضور ترقب بدء فعاليات مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» السعودية في نسختها الثانية، صباح الاثنين 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، و«منتدى مبادرة السعودية الخضراء» يومي 11 و12 نوفمبر، بعدما أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء، يوم 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، انطلاقهما في مدينة شرم الشيخ تحت شعار «من الطموح إلى العمل»، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر «كوب 27».
وتهدف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي انطلقت نسختها الأولى، العام الماضي، برعاية ولي العهد السعودي، وبمشاركة وتعاون من أكثر من 20 دولة، وتحت أنظار وإعجاب عدد كبير من دول العالم خارج الإقليم يمثلون 5 قارات، إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 10 % من الإسهامات العالمية، وزراعة 50 مليار شجرة في منطقة تتخطى مساحتها 200 مليون هكتار، وفق برنامج يُعدّ أكبر البرامج لزراعة الأشجار في العالم.
كما تستهدف المبادرة تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة 60 % من المنتجات الهيدروكربونية الإقليمية، عبر التعاون والتشارك الفعال.
وتعمل المبادرة من خلال 6 برامج ومراكز للعمل؛ أولها منصة تشاركية لتسريع إدراج تقنيات الكربون الدائري اقتصادياً، ومركز إقليمي للتغير المناخي، وبرنامج إقليمي لتخصيب السحب، ومركز إقليمي للإنذار المبكر من العواصف، ومركز إقليمي لاحتجاز وإعادة استخدام الكربون، وأخيراً مركز إقليمي للتنمية المستدامة بالمصايد السمكية.
كما تقود السعودية مبادرتين أخريين إقليميتين ذواتي حيثية، أولاهما تختص بتوفير وقود نظيف للطهي لخدمة أكثر من 750 مليون شخص على مستوى العالم، والثانية صندوق استثماري لحلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون.
وستضم النسخة الثانية من المبادرة، هذا العام، نخبة من المتحدثين والخبراء وقادة الفكر؛ لمناقشة التقدم المحرَز في تنفيذ المبادرات التي أعلنت عنها المملكة سابقاً لمواجهة التغير المناخي، إضافة إلى أفكار وبرامج جديدة لتسريع خطوات العمل البيئي في المنطقة. ويعكس شعار المنتدى، هذا العام، رؤية المملكة الرامية إلى تحويل الطموح إلى واقع من خلال تعزيز العمل المشترك لمواجهة التحديات المناخية التي تطال العالم بأسره.
وفي قائمة الحضور المتوقع، هذا العام، للمبادرة، الذي بدأت وفوده الوصول بالفعل إلى شرم الشيخ وقاعة المؤتمرات، ممثلون عن مجلس التعاون الخليجي، وممثلون لدول عربية وأفريقية، وشركاء دوليون آخرون.
وقال عدد من الحضور في مؤتمر «كوب 27»، لـ«الشرق الأوسط»، إن المبادرة السعودية «ملهمة وطموحة جداً، خاصة أن الإقليم (العربي) يقع بين صحراوين كبريين في قارتين هما الربع الخالي شرقاً في الجزيرة العربية، والصحراء الكبرى غرباً في شمال أفريقيا، وهو أحد الأقاليم الأشد تأثراً بالتغير المناخي على وجه الأرض... ولذلك من الجيد متابعة البرامج والخطط والجديد في مثل هذه المبادرات المحمودة، والتي نأمل أن تكون مثالاً يُحتذى في بقية أركان العالم. إذا رأينا نجاحاً فستكون هذه بمثابة الروشتة العملية لإنقاذ الكوكب».
وإلى جانب المبادرات الإقليمية، فإن المملكة تضع في الحسبان الوضع الداخلي، إذ تهدف مبادرة «السعودية الخضراء»؛ لكونها مبادرة وطنية سعودية طَموحاً، إلى تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال المقبلة من خلال تسريع رحلة التحوّل الأخضر في البلاد، وخفض وإزالة الانبعاثات، والتصدي لتغير المناخ. وتُعدّ المبادرة امتداداً طبيعياً لـ«رؤية 2030»، حيث تعمل على مشاركة جميع فئات المجتمع في رسم مستقبل أخضر للبلاد، من خلال تفعيل دور القطاعين العام والخاص وتمكين المواطنين من المساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية الطموحة.
وطالما أكدت السعودية بصفتها منتجاً عالمياً للطاقة، التزامها بتوسيع نطاق العمل المناخي، مع الحفاظ على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحرصها على أن تكون شريكاً فاعلاً في الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ.
كما أشارت السعودية، في مناسبات عديدة، إلى أنها ترفض الاختيار «المضلل» بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة، مؤكّدة كذلك أنه يجري الانتقال إلى الحياد الصفري بطريقة تحفظ دورها الريادي في تعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، وترمي مبادرة السعودية الخضراء إلى زراعة 10 مليارات شجرة في أنحاء السعودية، خلال العقود المقبلة، ورفع نسبة المناطق المحمية إلى 30 % من إجمالي مناطق السعودية، فضلاً عن تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)

عاد الهدوء النسبي إلى مدينة الزاوية الليبية، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، اليوم (الثلاثاء)، بعد اشتباكات مفاجئة اندلعت بين ميليشيات تابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة 5 آخرين، وتعرض بعض الممتلكات العامة والخاصة لأضرار، وسط صمت رسمي.

وتوقفت الاشتباكات، التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مساء الاثنين، في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة الزاوية بالمدينة، التي تقع على بعد 45 كيلومتراً غرب طرابلس، بين مجموعة «الكابوات» التابعة لعثمان اللهب، آمر «الكتيبة 103»، المعروفة بـ«كتيبة السلعة»، ومجموعة «الغويلات» التابعة لآمر «قوة الإسناد» الأولى محمد بحرون، الملقب بـ«الفأر»، وأدت بحسب وسائل إعلام محلية إلى خسائر في الممتلكات العامة، وإصابة عدد غير معلوم من الأشخاص، بالإضافة إلى مسجد في منطقة القتال.

ولم تعلق حكومة «الوحدة»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، أو وزارة داخليتها، على هذه الاشتباكات، التي تعد الأحدث من نوعها مؤخراً في المدينة، التي تشهد من حين لآخر اندلاع قتال مسلح بين ميليشياتها، المتنازعة على مناطق السيطرة والنفوذ.

في شأن مختلف، قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إن محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، ولجنة ترسيم الحدود، قدّما خلال اجتماعهما مساء الاثنين بطرابلس، إحاطة شاملة حول آخر التطورات في ملف الحدود البرية والبحرية بين ليبيا ودول الجوار، مشيراً إلى الجهود المبذولة في توثيق هذه الحدود، والحفاظ على السيادة الوطنية.

ونقل المنفي عن اللجنة تأكيدها أن الحدود البرية بين ليبيا ودول الجوار تم تحديدها، وفقاً لاتفاقيات تاريخية رسمية، من بينها اتفاقية 1910 بين الاستعمار الفرنسي والعثماني، التي تعدّ الإطار القانوني الأساسي لتحديد الحدود بين الدول، كما تم إعادة بناء النصب الحدودية بين ليبيا وتونس في عام 2020 لضمان وضوح الحدود، وتوثيقها باستخدام أحدث التقنيات الجغرافية.

ووفقاً للمنفي، فقد أشارت اللجنة إلى أنها تعمل بشكل مستمر بالتنسيق مع لجان حدودية مشتركة مع دول الجوار لضمان الحفاظ على استقرار الحدود، مع التركيز على تعزيز التنسيق الأمني والاقتصادي لمكافحة التهريب والهجرة غير المشروعة، بالإضافة إلى مواجهة أي تهديدات قد تؤثر على السيادة الوطنية. كما أكدت أن الحدود البرية والبحرية بين ليبيا ودول الجوار هي حدود ثابتة وفقاً للقانون الدولي، وأنها تعمل بشكل مستمر على ضمان استقرارها وحمايتها من أي تحديات قد تطرأ.

فرحات بن قدارة رئيس مؤسسة النفط الليبية (المؤسسة)

في غضون ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيان، الثلاثاء، ارتفاع إنتاج النفط والغاز، حيث سجل إجمالي الإنتاج 1572679 برميلاً يومياً، بزيادة 4775 برميلاً، بينما ارتفع إنتاج الغاز إلى 199776 برميلاً يومياً.

وأكدت المؤسسة أن الحقول النفطية تشهد عملاً مكثفاً منذ شهرين لزيادة الإنتاج، وفق استراتيجية تستهدف الوصول إلى مليوني برميل يومياً بحلول 2027، بشرط توفر الميزانية اللازمة.

وكانت المؤسسة قد أوضحت مساء الاثنين أنها حوّلت إيرادات النفط، البالغة أكثر من 14 مليار دولار منذ بداية العام، إلى المصرف المركزي دون تأخير، نافية مسئوليتها عن أي عوائق في صرف مرتبات القطاع العام. وأشارت إلى أن انخفاض الإيرادات مؤخراً نجم عن أزمة المصرف، وإغلاق بعض الحقول.