هل تشهد «جبهة إخوان لندن» خلافات حول بديل منير؟

إسناد مهمة القائم بأعمال «المرشد» إلى «الزايط» لحين ترتيب انتخابات

إبراهيم منير (تويتر)
إبراهيم منير (تويتر)
TT

هل تشهد «جبهة إخوان لندن» خلافات حول بديل منير؟

إبراهيم منير (تويتر)
إبراهيم منير (تويتر)

هل تشهد «جبهة لندن» إحدى الجبهات المتصارعة على قيادة تنظيم «الإخوان» الذي تصنفه مصر «إرهابياً» خلافات حول قيادة الجبهة بعد رحيل إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان»؟ ومن المرشحون لخلافة منير؟ وما موقف الجبهة عقب إسناد مهمة القائم بأعمال «المرشد» مؤقتاً إلى محيي الدين الزايط لحين إجراء انتخابات؟ جميعها تساؤلات تشغل الخبراء والمراقبين. في حين رجح باحثون في الحركات الأصولية أن «تشهد (جبهة لندن) حالة من الخلاف حول بديل منير». وأرجعوا ذلك إلى «عدم وجود إجماع على قيادات معينة داخل الجبهة».
وأعلنت «جبهة لندن» التي يقيم غالبية أعضائها في العاصمة البريطانية «تمسكها بقيادة (الإخوان) وإعادة بناء مؤسسات التنظيم». وأشارت في بيان صحافي (السبت) إلى أن «اجتماعات الجبهة منعقدة منذ الإعلان عن وفاة منير لترتيب الأوضاع، وستبقى منعقدة لحين الإعلان عن القائم بأعمال المرشد الجديد». ووفق البيان فإن «منير قد كلف في حياته الزايط، وهو نائب رئيس (الهيئة العليا) بتنظيم (الإخوان) التي تقوم بمهام (مكتب الإرشاد) بمساعدته في ترتيب الأمور الإدارية».
وأعلن إبراهيم منير في وقت سابق حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا. وقام بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن مكتب إرشاد «الإخوان». وسبق ذلك حدوث تصعيد «لافت» بتشكيل «جبهة لندن» لـ«مجلس شورى جديد»، وإعفاء أعضاء مجلس «شورى إسطنبول» من مناصبهم. ويتنافس على قيادة التنظيم مع «جبهة لندن»، كل من «جبهة إسطنبول» بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، و«تيار التغيير» أو «الكماليون» الذي أسسه في السابق محمد كمال، مؤسس الجناح المسلح لـ«الإخوان» وقُتل في عام 2016.
وأعلن (الجمعة) وفاة إبراهيم منير، عن عمر ناهز 85 عاماً. والزايط، هو من قيادات «شورى لندن»، ومدرج على «قوائم الإرهاب» المصرية، ومتهم في قضايا (عنف وإرهاب) بمصر. وتولى في وقت سابق قيادة المكتب الإداري لـ«الإخوان» بمحافظة الجيزة، وكان مسؤول العمل الطلابي بالتنظيم، وهو من أبناء التأسيس الثاني لـ«الإخوان» في سبعينات القرن الماضي، وكان من قيادات «الجماعة الإسلامية» قبل الانضمام لـ«الإخوان».
وقال الباحث المصري المتخصص في الحركات الأصولية، عمرو عبد المنعم، إن «محيي الدين الزايط، هو طبيب مصري، وأحد قيادات (مكتب الإرشاد)، وهو الأقدم حالياً داخل الجبهة، ومسؤول (لجنة فض المنازعات أو التحكيم) ما بين المجموعات بالتنظيم، وكان من المؤيدين لطريقة منير في إدارة أزمة التنظيم». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، «قد لا يكون على الزايط إجماع كبير داخل (مجموعة لندن)، وهو مرفوض تماماً من قبل (جبهة إسطنبول)».
وفي أول تصريح له، قال الزايط، خلال لقاء مع قناة «الجزيرة القطرية» (السبت) إنه «سيتولى القيام بالمهام الإدارية داخل (الإخوان) مؤقتاً حتى يتم استكمال المؤسسات الداخلية للتنظيم»، موضحاً أن «(جبهة لندن) سوف تعلن خلال أقل من شهر (كافة الأمور الإدارية الجديدة)».
ووفق الزايط فإنه «سوف يعمل على (جمع شمل الإخوان)، وعدم دخول التنظيم في الصراع على السلطة بمصر». وأعلنت «جبهة لندن» أخيراً عن وثيقة ذكرت فيها أنها «سوف تنسحب من أي صراع على السلطة بمصر». وكانت «جبهة لندن» قد حركت في وقت سابق فكرة «المصالحة» مع السلطات المصرية. ونقل مصدر مطلع على شؤون التنظيم أن «مجلس (شورى لندن) شكل مجموعة مُصغرة من (الإخوان) وبعض المتحالفين معهم، للتواصل مع السلطات المصرية وطلب المصالحة، في مقابل تجميد النشاط السياسي للتنظيم داخل مصر نهائياً».
وأكد الزايط في تصريحاته أنه «ليس هناك انقسام في التنظيم، وخلال الفترة الأخيرة حاول البعض منازعة إبراهيم منير، الذي أدار التنظيم واستطاع خلال الفترة الماضية (لم شمل الإخوان)».
من جهته رجح عبد المنعم أن «تشهد (جبهة لندن) حالة من (الخلاف الكبير) حول بديل منير، حيث لا يوجد إجماع على قيادات معينة داخل الجبهة»، لافتاً إلى أن «أبرز القيادات التي كانت مع منير، هم محمد البحيري، ومحمد جمال حشمت، ومحيي الدين الزايط، لكن لا يوجد عليهم إجماع كبير الآن»، موضحاً أن «تولي الزايط (جبهة لندن)، (كان لقيادة الأزمة)، وسيحاول أن يدير الجبهة والتنظيم، حتى موعد الانتخابات والتي سوف تتم في الغالب من خلال المكاتب الإدارية والشعب لاختيار قائم بأعمال المرشد».
وأضاف عبد المنعم «يتم حالياً فض ما يطلق عليها (الأجندة السوداء)، وهي الأجندة التي بها جميع أسرار (مكتب لندن بقيادة منير) خاصة فيما يتعلق بالأوضاع المالية، فـ(مجموعة شورى لندن) تتطلع الآن على الأجندة لإعادة تدوير الأموال من جديد وتقديمها للأشخاص الذين سوف يتولون المسؤولية».
وهنا أكد عبد المنعم أن «مصطفى طُلبة، الذي يترأس «لجنة للقيام بأعمال المرشد» التي شكلها «مجلس شورى إسطنبول» في وقت سابق عقب عزل إبراهيم منير من منصبه، يحاول أن يسيطر على (مجموعة لندن) بفكرة (لم الشمل)، في محاولة للسيطرة على (جبهة لندن)»، موضحاً أن المتنافسين لخلافة منير داخل «جبهة لندن»، هم «محمد جمال حشمت، وحلمي الجزار، ومحمد البحيري، ومحمود الإبياري، فضلاً عن الزايط، لكن المؤشرات ترجح فرص الجزار ثم البحيري».
وحول ارتفاع نفوذ «جبهة إسطنبول» عقب تطورات «جبهة لندن» أشار الباحث المصري المتخصص في الحركات الأصولية إلى أن «المشهد سوف يبقى كما هو، عبارة عن صراع بين الجبهات الثلاث (لندن) و(إسطنبول) و(تيار التغيير) وفق مصالح هذه الجبهات وخياراتها»، لافتاً إلى أن «رحيل إبراهيم منير لن يؤثر في (جبهة محمود حسين) كثيراً؛ لكن قد يؤثر في (مجموعة لندن)، ويكون هناك ثلاثة خيارات أمام (قيادات جبهة لندن) هي (أن يجمد كثير منهم أنشطته، أو ينتقل بعضهم ويرتب وضعه داخل (جبهة إسطنبول)، أو يظل التنافس قائما بين الجبهتين كما هو، خاصة مع تصعيد القائم الجديد بأعمال المرشد».
ويرى المراقبون أنه «قد تتصاعد خلافات كبيرة بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) خلال الفترة المقبلة، حيث ترى (مجموعة إسطنبول) أنها الأحق بمنصب القائم بأعمال المرشد خاصة محمود حسين، إلا أن ترشحه للمنصب الآن، قد يعتريه مانع لائحي، بسبب إحالته للتحقيق من قبل إبراهيم منير في وقت سابق، فضلاً عن فصله من منصبه الإداري».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)
الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)
TT

كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)
الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

يواجه الكاتب الجزائري - الفرنسي الشهير بوعلام صنصال، عقوبة سجن تتراوح بين 12 شهراً و5 سنوات، بسبب تصريحات مستفزة بالنسبة للسلطات، أطلقها في فرنسا، تخص الجزائر والمغرب و«بوليساريو»، والاحتلال الفرنسي لشمال أفريقيا خلال القرنين الـ19 والـ20.

وأكدت وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، في مقال شديد اللهجة ضد صنصال وقطاع من الطيف الفرنسي متعاطف معه، أنه موقوف لدى مصالح الأمن، وذلك بعد أيام من اختفائه، حيث وصل من باريس في 16 من الشهر الجاري، وكان يفترض أن يتوجه من مطار العاصمة الجزائرية إلى بيته في بومرداس (50 كم شرقاً)، عندما تعرض للاعتقال.

الروائي المعتقل بوعلام صنصال (متداولة)

وفيما لم تقدم الوكالة الرسمية أي تفاصيل عن مصير مؤلف رواية «قرية الألماني» الشهيرة (2008)، رجح محامون تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، أن يتم عرضه على النيابة قبل نهاية الأسبوع الجاري (عمل القضاة يبدأ الأحد من كل أسبوع)، بناء على قرائن تضعه تحت طائلة قانون العقوبات.

وبحسب آراء متوافقة لمختصين في القانون، قد يتعرض صنصال (75 سنة) لتهم تشملها مادتان في قانون العقوبات: الأولى رقم «79» التي تقول إنه «يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات كل من ارتكب فعلاً من شأنه الإضرار بالمصلحة الوطنية، أو أمن الدولة، أو تهديد سيادتها». والمادة «87 مكرر»، التي تفيد بأنه «يعتبر عملاً إرهابياً أو تخريبياً كل فعل يستهدف أمن الدولة، والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي».

وإن كانت الوقائع التي يمكن أن تُبنى عليها هذه التهم غير معروفة لحد الساعة، فإن غالبية الصحافيين والمثقفين متأكدون أن تصريحات صنصال التي أطلقها في الإعلام الفرنسي، هي التي ستجره إلى المحاكم الجزائرية. ففي نظر بوعلام صنصال فقد «أحدث قادة فرنسا مشكلة عندما ألحقوا كل الجزء الشرقي من المغرب بالجزائر»، عند احتلالهم الجزائر عام 1830، مشيراً إلى أن محافظات وهران وتلمسان ومعسكر، في غرب الجزائر، «كانت تابعة للمغرب».

وذهب صنصال إلى أبعد من ذلك، عندما قال إن نظام الجزائر «نظام عسكري اخترع (بوليساريو) لضرب استقرار المغرب». كما قال إن فرنسا «لم تمارس استعماراً استيطانياً في المغرب؛ لأنه دولة كبيرة... سهل جداً استعمار أشياء صغيرة لا تاريخ لها»، ويقصد بذلك ضمناً الجزائر، وهو موقف من شأنه إثارة سخط كبير على المستويين الشعبي والرسمي.

الروائي الفرنسي - الجزائري كمال داود (أ.ب)

وهاجمت وكالة الأنباء الجزائرية بشدة الكاتب، فيما بدا أنه رد فعل أعلى سلطات البلاد من القضية؛ إذ شددت على أن اليمين الفرنسي المتطرف «يقدّس صنصال»، وأن اعتقاله «أيقظ محترفي الاحتجاج؛ إذ تحركت جميع الشخصيات المناهضة للجزائر، والتي تدعم بشكل غير مباشر الصهيونية في باريس، كجسد واحد»، وذكرت منهم رمز اليمين المتطرف مارين لوبان، وإيريك زمور رئيس حزب «الاسترداد» المعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين الجزائريين في فرنسا، وجاك لانغ وزير الثقافة الاشتراكي سابقاً، وكزافييه دريانكور سفير فرنسا بالجزائر سابقاً الذي نشر كتاب «الجزائر اللغز» (2024)، والذي هاجم فيه السلطات الجزائرية. كما ذكرت الوكالة الكاتب الفرنسي - المغربي الطاهر بن جلون.

إيريك زمور رئيس حزب «الاسترداد» اليميني (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

كما تناول مقال الوكالة أيضاً الروائي الفرنسي - الجزائري كمال داود، المتابع قضائياً من طرف امرأة ذكرت أنه «سرق قصتها» في روايته «حور العين» التي نال بها قبل أيام جائزة «غونكور» الأدبية. وقالت الوكالة بشأن داود وصنصال: «لقد اختارت فرنسا في مجال النشر، بعناية، فرسانها الجزائريين في مجال السرقات الأدبية والانحرافات الفكرية».

يشار إلى أن الإعلام الفرنسي نقل عن الرئيس إيمانويل ماكرون «قلقه على مصير صنصال»، وأنه يعتزم التدخل لدى السلطات الجزائرية لإطلاق سراحه. ورأى مراقبون في ذلك محاولة من باريس للضغط على الجزائر في سياق قطيعة تامة تمر بها العلاقات الثنائية، منذ أن سحبت الجزائر سفيرها من دولة الاستعمار السابق، في يوليو (تموز) الماضي، احتجاجاً على قرارها دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء. كما طالبت دار النشر الفرنسية «غاليمار» بـ«الإفراج» عن الكاتب الفرنسي - الجزائري صنصال بعد «اعتقاله» على يد «أجهزة الأمن الجزائرية»، غداة إبداء الرئاسة الفرنسية قلقها إزاء «اختفائه». وكتبت دار النشر في بيان: «تُعرب دار غاليمار (...) عن قلقها العميق بعد اعتقال أجهزة الأمن الجزائرية الكاتب، وتدعو إلى الإفراج عنه فوراً».

الرئيس إيمانويل ماكرون أبدى «قلقه على مصير صنصال» وأكد أنه يعتزم التدخل لدى السلطات الجزائرية لإطلاق سراحه (الرئاسة الجزائرية)

ويعاب على صنصال الذي كان مسؤولاً بوزارة الصناعة الجزائرية لمدة طويلة، «إدراج الجزائر شعباً وتاريخاً، في أعماله الأدبية، كمادة ضمن سردية ترضي فرنسا الاستعمارية». ومن هذه الأعمال «قرية الألماني» (2008) التي يربط فيها ثورة الجزائر بالنازية، و«قسم البرابرة» (1999) التي تستحضر الإرهاب والتوترات الاجتماعية في الجزائر. و«2084: نهاية العالم» (2015) التي تتناول تقاطع الأنظمة المستبدة مع الدين والسياسة.