رئيسي يهاجم بايدن وتعهده «تحرير إيران» ... الاحتجاجات تدخل الأسبوع الثامن

طهران أحيت ذكرى اقتحام السفارة الأميركية > تجدد المسيرات المناهضة للنظام ... إمام جمعة زاهدان يدعو لـ«استفتاء شعبي»

لافتة رفعها محتجون وشعار «نسترد إيران» (تويتر)
لافتة رفعها محتجون وشعار «نسترد إيران» (تويتر)
TT

رئيسي يهاجم بايدن وتعهده «تحرير إيران» ... الاحتجاجات تدخل الأسبوع الثامن

لافتة رفعها محتجون وشعار «نسترد إيران» (تويتر)
لافتة رفعها محتجون وشعار «نسترد إيران» (تويتر)

دخلت الاحتجاجات الإيرانية أسبوعها الثامن على وقع توسع الانقسام في الشارع، ففي حين نظمت السلطات مسيرات سنوية في الذكري 43 على اقتحام السفارة الأميركية، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والذخائر الحية لتفريق المسيرات المناهضة للنظام مع تمحورها على مراسم أربعين ضحايا حملة القمع.
وقال الرئيس الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الجمعة، إن بلاده «تحررت» من الولايات المتحدة قبل 43 عاماً، رداً على الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تعهّد «تحرير» الجمهورية الإسلامية، في سجال يتزامن مع إحياء ذكرى اقتحام سفارة واشنطن في طهران عام 1979، واحتجاز 52 رهينة أفرج عنهم بعد 444 يوماً، وتسبب في قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن.

صورة تظهر قوات الأمن ونقل جثة متظاهر في كرج (تويتر)

وأتى إحياء الذكرى هذه السنة بينما تواصلت احتجاجات على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق. وقضى أكثر من 300 شخص في حملة القمع التي تشنها السلطات لإخماد الحراك الاحتجاجي، بينهم 46 طفلاً، وعناصر من قوات الأمن، وأوقف مئات في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، خصوصاً المرشد علي خامئني.
وتناصب كل دولة الأخرى العداء منذ ذلك الحين، وفي الوقت الذي حثت فيه السلطات الإيرانية أمس (الجمعة)، قوات الأمن على القضاء بسرعة على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي امتدت إلى جميع طبقات المجتمع، ظهرت توترات ثنائية جديدة.
وانتقد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نظيره الأميركي، بعد يوم واحد من تعهد جو بايدن «تحرير إيران». وأعربت دول غربية عدة دعمها للاحتجاجات، وفرضت عقوبات على طهران على خلفية «قمع» التحركات. وجدد بايدن الخميس، دعمه للمحتجين، في كلمة خلال حملة انتخابية بكاليفورنيا، بينما تجمع عشرات المتظاهرين خارج مكان الحملة حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين. وقال بايدن دون أن يسهب: «لا تقلقوا، سنُحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريباً جداً».

متظاهرون في مدينة زاهدان أمس (تويتر)

والجمعة، ردّ رئيسي على ما أدلى به بايدن «قبل ساعات»، قائلاً: «إيران تحررت قبل 43 عاماً ولن تكون أسيرتكم». وقال إن «الشعب الإيراني العظيم لن يركع أمامكم». وأضاف: «هل نحن نتوقف بعد تهديداتكم وعقوباتكم؟ إنكم تسعون إلى إبطاء وتيرة التنمية في إيران، والولايات المتحدة تعلم أن إيران في حال التقدم، ولهذا تسعى لعزل إيران عن المجتمع الدولي، لكنهم فشلوا في كل خططهم ضد بلدنا».
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، رفع المشاركون في إحياء «يوم مقارعة الاستكبار العالمي» العلم الإيراني، وهتفوا «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل». كما حملوا لافتات كتب فيها «إيران قوية» و«أنا مطيع لأمر القائد» وصور الخميني وخامنئي. وحذّر رئيسي الجمعة، من أن العدو «يريد زعزعة الأمن والاستقرار في إيران ويريد استهداف ثقتنا بأنفسنا ووحدتنا وتكاتفنا»، وحذّر رئيسي الجمعة، من أن العدو «يريد زعزعة الأمن والاستقرار في إيران ويريد استهداف ثقتنا بأنفسنا ووحدتنا وتكاتفنا».
وبدورها، أفادت «رويترز» بأن رئيسي وصف المحتجين بـ«الخونة المخادعين». وأقر رئيسي بوجود انقسام في البلاد، عندما قال: «من يرسخ الاضطرابات والفوضى وأعمال الشغب، عليه أن يعلم أنه يتحرك في إطار الاستراتيجية الأميركية والأعداء، قصداَ أو سهواً». وفي المقابل، قال إن «من يعمل على تعزيز الأمن والإنتاج والتقدم والعلم و(...) زيادة حركة قطار التقدم في البلاد، عليه أن يعلم أنه يتحرك في استراتيجية الثورة والجمهورية الإسلامية». وختم قوله إن «هذه هي الثنائية في البلاد».

رئيسي يلقي كلمة في طهران أمس (إ.ب.أ)

واتهم رئيسي الأميركيين بـ«السعي وراء وهم مزيف بنسخ نموذج ليبيا وسوريا في الجمهورية الإسلامية»، وخاطب الأميركيين قائلاً: «كم مرة عليك أن تجرب خططك في إيران؟ كم مرة يجب أن تخذلك الأمة الإيرانية في هذه المؤامرات؟ لماذا لا تتعلم من هذه التجارب؟».
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات من مدن عدة بينها مشهد (شمال شرق) وأصفهان (وسط) وشيراز (جنوب)، تظهر مشاركة حشود الجمعة.
من جانبه، وصف وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ما قاله بايدن بـ«النفاق». وكتب على «تويتر» يقول: «أيد البيت الأبيض بشكل مزداد العنف والإرهاب في أعمال الشغب التي وقعت مؤخراً بإيران، بينما يحاول في الوقت نفسه الوصول إلى اتفاق نووي».
وفي وقت لاحق، قال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الرئيس جو بايدن كان يعبر عن تضامنه مع المحتجين في إيران من خلال القول أمام حشد من أنصاره: «سنحرر إيران».
وفي الأثناء، وصفت الخارجية الإيرانية اجتماع مجلس الأمن الأربعاء، حول الاحتجاجات الإيرانية، الذي حضره المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد عرافاني، بأنه «اجتماع معادٍ لإيران»، و«تدخل في شؤون دولة مستقلة من أعضاء الأمم المتحدة»، وقالت إن «إجراء كهذا انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة وضد مبادئ القانون الدولي».
ودعا محمد حسيني، نائب رئيسي، قوات الأمن إلى «العمل بسرعة لإنهاء أعمال الشغب». ومن جانبه، نفى المتحدث باسم الحكومة، علي بهادري جهرمي تقييد الإنترنت في البلاد، وقال إن «شبكة الإنترنت ليست محجوبة، لكن المنصتين (إنستغرام) و(واتساب) محجوبتان».
وتلعب النساء، اللاتي أحرق بعضهن الحجاب خلال الاحتجاجات، وطلبة الجامعات، دوراً بارزاً في المظاهرات، التي تدعو إلى موت خامنئي، لكن جميع شرائح المجتمع تشارك فيها.

تظاهرة مؤيدة للحكومة في ذكرى احتلال السفارة الأميركية في طهران أمس (رويترز)

وتحولت مراسم الأربعين لضحايا القتلى خلال الأيام العشرة الأخيرة إلى بؤرة للاحتجاجات. وفي أصفهان، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والذخائر الحية لتفريق المشاركين في أربعين شيرين علي زاده، التي قتلت بينما كانت تقضي إجازة مع طفلها بمحافظة مازندران الشمالية.
وأشارت منظمة «هه نغاو» الكردية إلى تجدد الاحتجاجات في مدينة سنندج وبوكان شمال غربي البلاد مساء الجمعة.
- استفتاء حول السياسات
وتجددت الاحتجاجات في عدد من مدن محافظة بلوشستان بجنوب شرقي إيران، التي سقط فيها أكثر من 90 قتيلاً في 30 سبتمبر(أيلول)، بعدما أطلقت السلطات النار على محتجين إثر استياء عام في المنطقة من اغتصاب فتاة بلوشية على يدي قيادي في الشرطة، وتوسع الغضب مع تمدد الاحتجاجات العامة، إثر وفاة الشابة مهسا أميني، في أنحاء البلاد.
ودفعت وسائل الإعلام الحكومية بروايتها حول تجدد الاحتكاكات في بلوشستان. وأفادت وكالة «إيرنا» الرسمية بأن عدداً من الشرطيين أصيب الجمعة، بحجارة رشقها متظاهرون في خاش قرب زاهدان (جنوب شرق) عند الخروج من صلاة الجمعة. كذلك، أضرم متظاهرون النار في مركز للشرطة ورددوا شعارات مناهضة للحكومة. وأظهر مقطع فيديو بثته وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» مصارف وسيارات محترقة.
وشارك حشد كبير من المشاركين في صلاة جمعة زاهدان في مسيرة احتجاجية. وأظهرت تسجيلات فيديو نشرها حساب «تصوير 1500»، الذي يحظى بعدد كبير من المتابعين على «تويتر»، أن قوات الأمن استخدمت الذخائر الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في زاهدان وخاش وسراوان وإيرانشهر. وردد المحتجون شعار «الموت للباسيج» و«الموت لخامنئي».
وأظهر مقطع مصور بثه «تصوير 1500» متظاهرين هناك يرشقون قوات الأمن بالحجارة، بينما سُمع دوي طلقات نارية.
بدوره، واصل خطيب الجمعة ومفتي أهل السنة في إيران عبد الحميد ملازهي، انتقاداته للسلطات من منبر خطبة الجمعة، داعياً المسؤولين إلى سماع صوت الناس الذين «نزلوا للشارع لمدة 50 يوماً»، وإذ دعا إلى إجراء استفتاء شعبي بحضور مراقبين دوليين، لـ«تغيير السياسات على أساس مطالب الشعب»، في الوقت نفسه، حض أجهزة الدولة على الاعتراف بنتائج الاستفتاء.
وعزا عبد الحميد ثورة 1979 إلى «فقدان الحرية». وقال إن «غالبية الإيرانيين مستاؤون من الأوضاع السياسية للبلاد»، وإذ دعا المسؤولين إلى الإذعان بمطالب الشعب الذي يشكل الأصل والمحور، أكد أن «أعلى المسؤولين في البلاد يستمدون شرعيتهم من هذا الشعب»، معرباً عن أسفه بأن «الجميع كان يعتقد أنه تم القضاء على التمييز وعدم المساواة ويتمتعون بنعمة المساواة، وهذا لم يتحقق». وانتقد عبد الحميد «الإعدامات والاعترافات المتلفزة»، مشدداً على أنها «تضر الإسلام وإيران». وقال أيضاً إن «غالبية النساء الإيرانيات يكرهن الحجاب حالياً». وتابع: «لقد تم عدم احترام النساء... لكنها عندما تحرم من كل شيء ولا يهم نظام الحكم سواء غطاء الرأس، تحرق النار بالوشاح».
كما أشار عبد الحميد إلى «تجاهل» الرؤساء الإصلاحيين لتوصياته بشأن تولي من ينحدرون من الأقليات العرقية، والنساء وأتباع الطوائف في الحكومة. وقال: «تريدون أخذ الأمة إلى الجنة تحت الإجبار، لكن اعلموا أنه لا الشيعة ولا السنة سيذهبون إلى الجنة بالجبر». وحذر أيضاً من ابتعاد المجتمع الإيراني عن الدين بسبب أداء المسؤولين، وقال إنه «لو لم يكن هذا الأداء، لما ظهر هذا النفور. لا تسمحوا بأن يزداد البغض للدين، يجب التدبير، حتى الآن لم تستطلعوا آراء الإيرانيين، الآن اسألوهم واستشيروهم».
- 300 قتيل
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) الجمعة، إن 300 محتج لقوا حتفهم في الاضطرابات حتى أول من أمس (الخميس)، بينهم 47 قاصراً، إضافة إلى 37 من قوات الأمن. وأضافت أن أكثر من 14 ألف شخص اعتقلوا، بينهم 385 طالباً، في الاحتجاجات التي خرجت في 134 مدينة وبلدة و132 جامعة.
وقال سعيد غولكار، الأستاذ المساعد بجامعة تينيسي في تشاتانوغا لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «إيران مسؤولة عن تطرف الاحتجاجات وقمع المتظاهرين بعنف». وأضاف: «الناس فقط يردّون على القمع الوحشي للدولة».
وقالت منظمة «هه نغاو» الحقوقية التي تتخذ من النرويج مقرّاً، إن «الجمهورية الإسلامية تفقد سيطرتها المؤثرة في معظم المدن الإيرانية ولا يمكنها استعادة هذه السيطرة من خلال ارتكاب الجرائم». وأضاف: «هذه هي لحظة سقوط النظام».
وألقت قوات الأمن الإيرانية القبض على صحافية أجرت مقابلة مع والد مهسا أميني التي أثارت وفاتها في سبتمبر (أيلول)، أحدث احتجاجات عامة مناهضة للنظام.
وبحسب منظمة «هه نغاو» الحقوقية التي تتخذ من النرويج مقرّاً، إنه جرى الأحد، إلقاء القبض على نازيلا معروفيان، الصحافية المقيمة في طهران والتي تتحدّر، مثل أميني، من سقز بمحافظة كردستان غرب إيران.
واعتُقلت معروفيان في منزل أقربائها كما نُقلت إلى سجن إيفين في طهران، حسبما أكدت المنظمة غير الحكومية، مشيرة إلى مكالمة هاتفية أُجريت مع عائلتها.
وكانت الصحافية التي تعمل لصالح موقع «رويداد 24» قد نشرت مقابلة مع أمجد والد مهسا أميني، في 19 أكتوبر (تشرين الأول) في جريدة «مستقل» الإصلاحية. ومنذ ذلك الحين، سحب موقع «مستقل» المقابلة، ولكن نسخة منها تفيد بأنّ الأب ينفي تفسيرات السلطات الإيرانية التي تفيد بأنّ ابنته كانت تعاني من مشاكل صحية. وكانت المقابلة بعنوان «والد مهسا أميني: إنهم يكذبون!».
وفي غضون ذلك، أعربت أسرة المصورة الصحافية يلدا معيري عن قلقها من عدم تمكنها من الاتصال بابنتهم منذ الأسبوع الماضي. واعتقلت معيري في الأسبوع الأول من الاحتجاجات ونقلت إلى سجن إفين.
ووفق لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقرّاً، فقد اعتُقل 54 صحافياً خلال حملة قمع الاحتجاجات. ومنذ ذلك الحين، أفرج بكفالة عن نحو 10 منهم فقط.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

قائد «الحرس الثوري»: «حزب الله» فرض إرادتَه على إسرائيل

سلامي يتوسط الرئيس مسعود بزشكيان وقائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني خلال مراسم ذكرى سليماني في طهران الخميس الماضي (تسنيم)
سلامي يتوسط الرئيس مسعود بزشكيان وقائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني خلال مراسم ذكرى سليماني في طهران الخميس الماضي (تسنيم)
TT

قائد «الحرس الثوري»: «حزب الله» فرض إرادتَه على إسرائيل

سلامي يتوسط الرئيس مسعود بزشكيان وقائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني خلال مراسم ذكرى سليماني في طهران الخميس الماضي (تسنيم)
سلامي يتوسط الرئيس مسعود بزشكيان وقائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني خلال مراسم ذكرى سليماني في طهران الخميس الماضي (تسنيم)

قال قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، إن جماعات «محور المقاومة»، بما في ذلك «حزب الله» اللبناني، «فرضت إرادتها على إسرائيل»، فيما قال عضو في لجنة الأمن القومي البرلمانية إن بلاده دربت 130 ألفاً من المقاتلين في سوريا، متحدثاً عن جاهزيتهم للتحرك.

وتوجه سلامي، الاثنين، إلى مدينة كرمان، في جنوب وسط إيران، حيث مدفن الجنرال قاسم سليماني، المسؤول السابق عن العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، الذي قُتل في غارة جوية أميركية مطلع عام 2020.

ونقلت وسائل إعلام «الحرس الثوري» عن سلامي قوله: «العدو منهك، ولا يعرف ماذا يفعل؛ لم يعد لديه مكان للهروب». وتابع أن «جبهة المقاومة» اليوم في ذروة «قوتها»، مشيراً إلى «حزب الله»، وقال إن الجماعة الموالية لإيران «فرضت إرادتها على إسرائيل، والحكاية مستمرة».

وتعرَّض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها؛ حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال المتحدث باسم «الحرس الثوري»، الجنرال علي محمد نائيني، في مؤتمر صحافي، إن «سماء الأراضي المحتلة مفتوحة وغير محمية بالنسبة لنا». وأضاف أن «الجمهورية الإسلامية كانت مستعدة تماماً للمعارك الكبرى والمعقدة والصعبة على أي مقياس منذ وقت طويل».

أتى ذلك، في وقت نفت وزارة الخارجية الإيرانية تصريحات منسوبة لوزير الخارجية، عباس عراقجي، بشأن «خطورة الحكومة الإسلامية في سوريا».

وقال المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي دوري، إن الأنباء التي تحدثت عن ذلك «غير صحيحة. هذه الأخبار ملفقة حقاً، ومصممة لإثارة الفتنة بين دول المنطقة؛ وهناك الكثير منها».

وأضاف: «مواقف إيران تجاه سوريا واضحة، ومنذ بداية الأحداث تم التأكيد على أننا نحترم اختيار الشعب السوري، وما يقرره الشعب السوري يجب أن يُحترم من قبل جميع دول المنطقة». ونقلت وكالة «أرنا» الرسمية قوله إن «الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها مهم لنا وللمنطقة بأسرها، وفي الوقت نفسه، طرحنا المخاوف المشتركة».

وأضاف: «يجب أن تتمكن سوريا من اتخاذ قراراتها بشأن مصيرها ومستقبلها دون تدخلات مدمرة من الأطراف الإقليمية أو الدولية، وألا تتحول بأي حال من الأحوال إلى مأوى لنمو الإرهاب والعنف».

مصير حزين

وقبل ذلك، بساعات، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن الجنرال قاسم قريشي، نائب رئيس قوات «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري»، مساء الأحد، إن «سوريا اليوم محتلة من ثلاث دول أجنبية».

وأضاف قريشي: «نرى مصيراً حزيناً لسوريا، نشهد أقصى درجات الحزن والأسى لشعب سوريا».

وقال إن «سوريا التي كان من المفترض أن تكون اليوم في سلام كامل، أصبحت تحت سيطرة أكثر من 5 مجموعات انفصالية وإرهابية، فضلاً عن احتلالها من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وتركيا».

في سياق موازٍ، قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، النائب أحمد بخايش أردستاني، إن «قوات المقاومة في سوريا مستعدة لتفعيلها بأي لحظة»، متحدثاً عن تدريب 130 ألف مقاتل «مقاوم» في سوريا.

ورجح النائب أن تزداد «النزاعات المسلحة» في سوريا، وقال في تصريح موقع «إيران أوبزرفر»، إن «هناك العديد من العوامل التي تشير إلى استمرار التوترات العسكرية في سوريا، ويبدو أن الصراعات المسلحة في البلاد ستستمر وربما تزداد».

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع المرشد الإيراني علي خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل». وقال إن إيران ليس لديها «وكلاء» في المنطقة، و«لن تحتاج إلى قوات تعمل بالنيابة إذا ما أرادت اتخاذ إجراء في المنطقة».

وأشار النائب إلى أن «قوات المقاومة السورية ساعدت في حفظ بشار الأسد وهزيمة (داعش)، لكن الجيش السوري منعهم من الانضمام إلى هيكل الجيش. وعندما نفذت (تحرير الشام) عمليات ضد الأسد، توقفت قوات المقاومة عن مساعدته. هذه القوات لا تزال موجودة ولديها القدرة على النشاط، ومن غير المحتمل أن يقبل العلويون الحكومة الجديدة إلا إذا زادت الحكومة قوتها الاقتصادية أو ضمنت استقرارهم الاقتصادي».

إيران وسوريا الجديدة

وأوضح أن «تصريحات المرشد بشأن الشباب السوري لا تعني أن إيران ستدعم فصائل المقاومة السورية، بل تعني أن الحكومة الجديدة في سوريا لا تستطيع مواجهة التحديات العديدة التي ستواجهها». وتوقع بذلك أن «تعاني البلاد من مشكلات أمنية ومعيشية كبيرة، وفي هذه الظروف، سيبدأ الشباب في سوريا في التحرك بشكل تلقائي، وسيشكلون تنظيمات لمواجهة الحكومة السورية الجديدة».

أما سياسة إيران تجاه سوريا، فقد أكد أردستاني أنها «تلتزم الصمت حالياً، لكن هذا الصمت لا يعني اللامبالاة، حيث إن حكام سوريا الجدد يواجهون تحديات كبيرة لتشكيل حكومة قوية في سوريا، ولا حاجة لإضافة تحديات جديدة لها».

وقال إن القيادة السورية الجديدة «لا تمانع من خلق نوع من الثنائية، أو القول إن الجمهورية الإسلامية تتدخل في شؤون سوريا، لأن حسب زعمهم لا يجدون دولة أضعف من إيران».

وأضاف في السياق نفسه: «ليست لديهم القوة أو الرغبة في مواجهة إسرائيل، وهم يتلقون دعماً مباشراً من تركيا. كما يسعون لجذب استثمارات الدول العربية دون أن يكون لديهم اهتمام بمواقفها، لكنهم لا يمانعون في اتخاذ موقف معادٍ لإيران».

بشأن روسيا، أوضح أنها «لن تتخلى عن نفوذها في سوريا، إذ حرصت على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط ولا ترغب في فقدان قواعدها البحرية في شمال غرب سوريا».

وأعرب أردستاني عن اعتقاده بأن إنشاء نظام ديمقراطي في سوريا «يتطلب قادة يؤمنون بالديمقراطية، وهو غير متوقع في ظل جماعات مثل (تحرير الشام) التي لا تتوافق مع الديمقراطية الغربية». وأضاف أن «الخلافات بين الفصائل المسلحة في سوريا تجعل من الصعب تسليم الأسلحة للحكومة الجديدة».

وأشار أردستاني إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا قد يسعون لإبعاد أحمد الشرع، بسبب رفضه «تشكيل حكومة علمانية»، لافتاً إلى أن الشرع «يفضل كسب رضا الدول الأجنبية على إرضاء شعبه مما يضعف فرصه في كسب ثقة السوريين».

واتهم النائب الحكام الجدد في سوريا بتجاهل «السيادة السورية» بعدما قصفت إسرائيل مئات النقاط من البنية التحتية السورية بعد سقوط النظام السابق.

وأضاف أن حديث الإدارة الجديدة في دمشق عن «القيم العالمية يهدف لتثبيت حكمهم»، مرجحاً أن القوى الكبرى «قد تسعى مستقبلاً لاستبدال شخصية تؤمن بالعلمانية والديمقراطية الغربية بهم، مما قد يحفز الدول العربية على الاستثمار في سوريا».

كما تحدث عن «تبعية» حكام سوريا الجدد للدول الأجنبية، موضحاً أن «تحرير الشام» وأحمد الشرع يعتمدان على تركيا ودول أخرى. كما أضاف أن العلويين والأكراد، الذين يشكلون أقليات كبيرة في سوريا، يرفضون التعاون مع الحكومة المؤقتة ويخوضون صراعات مع الجماعات المتحالفة مع «تحرير الشام».

وقال إن «الأكراد، أكبر أقلية عرقية في سوريا، يخوضون معارك مع بعض المعارضين المسلحين المتحالفين مع (تحرير الشام)، في وقت يحظون فيه بدعم أميركي، بينما تسعى تركيا للقضاء على الجماعات المسلحة الكردية في شمال سوريا».