تركيا: المطالبة بالمؤبد لـ«الداعشي» الصميدعي وأحد أعوانه وسجن زوجته

انطلاق محاكمتهم خلال أيام بعد قبول لائحة الاتهام

الصميدعي في أثناء اقتياده للتحقيقات (الأناضول)
الصميدعي في أثناء اقتياده للتحقيقات (الأناضول)
TT

تركيا: المطالبة بالمؤبد لـ«الداعشي» الصميدعي وأحد أعوانه وسجن زوجته

الصميدعي في أثناء اقتياده للتحقيقات (الأناضول)
الصميدعي في أثناء اقتياده للتحقيقات (الأناضول)

قبلت محكمة الجنايات العليا في إسطنبول، أمس (الجمعة)، لائحة الاتهام المقدمة من النيابة العامة بحق القيادي البارز في تنظيم «داعش» الإرهابي بشار خطاب غزال الصميدعي وزوجته وأحد أعوانه.
وطالبت نيابة إسطنبول بالحكم على الصميدعي، الذي يشار إليه على أنه قاضي «داعش» والذي أُعلن القبض عليه في إسطنبول في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي، بالسجن المؤبد المشدد بتهمة «انتهاك الدستور»، وعلى عزام علي حسين النعمة بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، وعلى مكارم طه علي، زوجة الصميدعي، بالسجن لمدة تتراوح بين 7.5 و15 سنة بالتهمة ذاتها. ومن المقرر انطلاق محاكمة المتهمين خلال أيام.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أعلن في 9 سبتمبر الماضي القبض على الصميدعي، الملقب بـ«حجي زيد العراقي»، قائلاً إنه يعد من أبرز القياديين المهمين ضمن صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي عقب مقتل زعيم التنظيم الأسبق أبو بكر البغدادي وخلفه أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي، المعروف باسم «عبد الله قرداش» و«أبو إبراهيم القرشي» في عمليتين أميركيتين في شمال سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 وفبراير (شباط) الماضي على التوالي، وتم القبض عليه في إسطنبول بعد متابعة استمرت 7 أشهر من أجهزة الأمن والمخابرات.
وأحال مكتب التحقيق في جرائم الإرهاب والجريمة المنظمة في نيابة إسطنبول الصميدعي إلى محكمة الصلح والجزاء بعد استجوابه، مطالباً بحبسه بعد اتهامه بـ«انتهاك الدستور».
وأمرت المحكمة بحبس الصميدعي على ذمة التحقيق لانتهاكه الدستور.
وجاء في قرار المحكمة أن المشتبه به تولى مهام إدارية خلال استيلاء تنظيم «داعش» الإرهابي على مدينة الموصل العراقية عام 2014، وأن قيادة التنظيم استفادت من الفتاوى الشرعية التي أصدرها، لافتاً إلى أنه تولى، بدايةً، مهمة ما يسمى «وزير التعليم»، ثم عُيِّن «قاضياً للقضاة»، وأصدر قرارات في الكثير من النزاعات، وكان يستعد لتنفيذ مهام رفيعة بتكليف من زعيم التنظيم.
وحسب تقارير مجلس الأمن الدولي، فإن الصميدعي كان يعد المشتبه المحتمل لقيادة التنظيم بعد مقتل زعيميه السابقين أبو بكر البغدادي، وعبد الله قرداش.
ويُعرف بشار خطاب غزال الصميدعي بأسماء «أبو زيد»، و«الأستاذ زيد»، و«أبو خطاب العراقي»، و«حجي زيد العراقي»، و«أبو المعز العراقي». ويعود انتماؤه الأول إلى تنظيم «أنصار الإسلام» المشكَّل في شمال العراق منذ عام 2001، والمؤلَّف من مقاتلين عرب وأكراد كانت لهم أعمال سابقة في الشيشان وأفغانستان.
وفي عام 2014 ومع سيطرة تنظيم «داعش» على مساحات واسعة من العراق وسوريا بزعامة أبو بكر البغدادي انضم الصميدعي إلى تنظيم «داعش»، ليعيّنه البغدادي في منصب كبير القضاة في الموصل في العام ذاته.
وعقب مقتل البغدادي في أواخر العام 2019 في عملية أميركية في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، صعد نجم الصميدعي كمرشح بقوة لقيادة تنظيم «داعش»، إلا أن الاختيار وقع على أبو إبراهيم الهاشمي القرشي (عبد الله قرداش)، في حين أن الصميدعي كان عضواً في الهيئة العليا المعروفة باسم «اللجنة المفوضة» منذ العام 2016 مع احتفاظه بمنصب القاضي الأعلى.
وكان الصميدعي مسؤولاً عن تحديد المناهج الشرعية وشغَل عضوية لجنة التدقيق والرقابة المنهجية التي أنشأها أبو محمد الفرقان في عام 2016، لحسم الخلافات المنهجية داخل «داعش».
في سياق متصل، ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 3 سوريين من عناصر «داعش» في ماردين جنوب شرقي البلاد، بناءً على تعليمات النيابة العامة، تحت بند «منع التنظيمات الإرهابية المسلحة من القيام بأعمال إرهابية عبر استغلال الدين». وتقرر توقيف اثنين منهم وإطلاق سراح الثالث شريطة وضعه تحت الرقابة القضائية.


مقالات ذات صلة

تحذير أممي من عودة «داعش» في سوريا

المشرق العربي غير بيدرسون المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا يتحدث إلى مجلس الأمن الدولي عبر تقنية الفيديو خلال عقد المجلس اجتماعاً طارئاً بشأن سوريا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك 3 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تحذير أممي من عودة «داعش» في سوريا

حذّر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، اليوم (الثلاثاء)، من أن الوضع في سوريا «خطير ومتغير»، وقد يؤدي إلى عودة ظهور تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا جانب من مداهمة الشرطة السويدية مقر جمعية إسلامية (أرشيفية)

اتهام 3 في السويد بتدبير جريمة إرهابية مرتبطة بتنظيم «داعش»

قال الادعاء العام في السويد، الاثنين، إنه وجّه اتهاماً إلى ثلاثة أشخاص بتدبير جريمة إرهابية مرتبطة بتنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
العالم العربي الإدارة الذاتية الكردية تُدين في بيان الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية (أ.ف.ب)

الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا تتهم تركيا بقيادة الهجوم على البلاد وتعلن التعبئة العامة

اتهمت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، اليوم (الأحد)، تركيا بقيادة الهجوم الذي تشنه فصائل مسلحة في سوريا، وأعلنت التعبئة العامة.

«الشرق الأوسط» (حلب)
أفريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نزاعات منسية خلال عام 2024

إلى جانب الحربين اللتين تصدَّرتا عناوين الأخبار خلال عام 2024، في الشرق الأوسط وأوكرانيا، تستمر نزاعات لا تحظى بالقدر نفسه من التغطية الإعلامية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

قائدا الجيشين الأميركي والروسي يجريان اتصالا هاتفيا وسط تصاعد التوتر

فرقاطة رروسية تطلق صاروخا من طراز زيركون الفرط الصوتي خلال المناورة التي جرت شرق المتوسط (رويترز)
فرقاطة رروسية تطلق صاروخا من طراز زيركون الفرط الصوتي خلال المناورة التي جرت شرق المتوسط (رويترز)
TT

قائدا الجيشين الأميركي والروسي يجريان اتصالا هاتفيا وسط تصاعد التوتر

فرقاطة رروسية تطلق صاروخا من طراز زيركون الفرط الصوتي خلال المناورة التي جرت شرق المتوسط (رويترز)
فرقاطة رروسية تطلق صاروخا من طراز زيركون الفرط الصوتي خلال المناورة التي جرت شرق المتوسط (رويترز)

قال الجيش الأميركي، أمس الأربعاء، إن قائد الأركان المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون تحدث هاتفيا مع رئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها براون مع نظيره الروسي.

وقال متحدث باسم براون في بيان إن الاثنين «ناقشا عددا من القضايا الأمنية العالمية والإقليمية بما في ذلك الصراع الدائر في أوكرانيا». وجرت المكالمة النادرة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) لكن «بناء على طلب الجنرال غيراسيموف، وافق الجنرال براون على عدم الإعلان بشكل استباقي عن المكالمة».

وذكر مسؤول أميركي لقناة «إي بي سي» أن موسكو «حذرت واشنطن خلال المكالمة من أنها ستنفذ تجارب لإطلاق صواريخ تفوق سرعة الصوت في شرق المتوسط»، وأن «على السفن الأميركية الابتعاد عن منطقة الهدف لأسباب تتعلق بالسلامة».

وقال المتحدث إن وزارة الدفاع الروسية هي من طلبت المكالمة. وزاد التوتر في الأسابيع الأخيرة بعدما أطلقت أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية على أهداف داخل روسيا على الرغم من تحذيرات موسكو بأنها ستعتبر مثل هذا الإجراء تصعيدا كبيرا.