تترقب الأوساط الإقليمية والدولية، تطبيق الحكومة الإثيوبية وغريمتها «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» شمال البلاد، «اتفاقية السلام» الموقعة أخيراً في جنوب أفريقيا، والهادفة إلى إنهاء صراع دموي بدأ قبل عامين.
وتعهد الطرفان باحترام وتنفيذ بنود الاتفاق، التي تقضي بوقف الأعمال العدائية ونزع أسلحة المتمردين بشكل منهجي ومنظم وسلس ومنسق. ووصف محمد العروسي، عضو البرلمان الإثيوبي، الجمعة، جهود تحقيق السلام بأنها «خطوات جبارة» متمثلة في تقديم المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، موضحاً أن «أهمية السلام هي سد الثغرات أمام التدخلات الخارجية في إثيوبيا».
واعتبر العروسي، في تصريحات لوكالة الأنباء الإثيوبية، تحقيق السلام «نجاحاً للاتحاد الأفريقي في إسكات صوت البنادق في الداخل الإثيوبي»، مشيداً بدور الاتحاد في حل المشكلات الأفريقية وفق شعاره (لكل مشكلة أفريقية حلول أفريقية). وشدد على أن معضلات السلام في إثيوبيا هي التدخلات الخارجية، وأن ذلك العبء تحملته الحكومة وعملت جاهدة على تحقيق السلام.
دولياً، أبدت تركيا استعدادها لدعم عملية بناء السلام في إثيوبيا، وعبّرت في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن «سعادتها» باتفاق السلام، وقالت: «نأمل أن يكون الاتفاق الذي تم التوصل إليه مثمراً».
فيما اعتبر الأمين العام لـ«إيغاد» ورقنه جبيه أن «اتفاقية السلام الموقعة ستخلق فرصة لجميع الإثيوبيين للحفاظ على سلامهم الدائم من خلال وقف إطلاق النار في المنطقة وإنهاء الصراع»، داعياً جميع الأطراف المشاركة في محادثات السلام إلى العمل الجاد من أجل تنفيذ الاتفاقية.
بدورها، قالت السفارة الروسية في أديس أبابا، في بيان، إن الاتفاقية الموقعة ستضع «أساساً متيناً لإعادة تأهيل المناطق المتضررة وضمان السلام والازدهار لجميع الإثيوبيين».
ودعت الجزائر، الرئيس الحالي للقمة العربية، الطرفين لاستعادة التعايش المنسجم في منطقة تيغراي بين مختلف التركيبات البشرية بإثيوبيا، وأن تعمل الأطراف الموقعة على التطبيق الفعلي للاتفاق شكلاً ومضموناً.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال ياسين بعقاي، رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية، إن الأوساط الإقليمية والدولية مترصدة الآن لمدى الالتزام الطرفين بتطبيق الاتفاق، خصوصاً ما تعلق بوقف إطلاق النار ونزع السلاح، واستئناف المساعدات العاجلة للمتضررين، تمهيداً للبدء في إعادة الإعمار وسيطرة الحكومة الفيدرالية.
وبموجب الاتفاق، تتولى قوات الأمن الفيدرالية الإثيوبية السيطرة الكاملة على جميع المرافق والمنشآت الفيدرالية والبنية التحتية الرئيسية مثل المطارات والطرق السريعة داخل إقليم تيغراي.
وأرغمت الحرب، التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، بسبب الصراع حول النفوذ السياسي، أكثر من مليوني شخص على النزوح من ديارهم، وأودت وفق أرقام أميركية، بأرواح ما يصل إلى نصف مليون شخص.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قد أشار في خطاب وجهه للإثيوبيين في ملعب أربا مينشت، تعقيباً على اتفاق السلام، إلى أن الجانبين توافقا على قبول أن سيادة إثيوبيا ووحدة أراضيها غير قابلتين للتفاوض. ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن أحمد أن «فكرة إلغاء الانتخابات غير الشرعية التي أُجريت في إقليم تيغراي واستبدال انتخاب قانوني بها، قد تم قبولها لأن إرساء الشرعية هو أساس وجود الدولة».
تيغراي: ترقب لتنفيذ اتفاق السلام ودخول المساعدات الدولية
عقب تعهد الحكومة والجبهة الشعبية بالالتزام بإنهاء الحرب
تيغراي: ترقب لتنفيذ اتفاق السلام ودخول المساعدات الدولية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة