أثار فوز كتلة التحالف اليميني بقيادة حزب «الليكود» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بأغلبية مقاعد «الكنيست» الإسرائيلي -حسب النتائج الأولية- تساؤلات حول مسار تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل الذي شهد تقدماً كبيراً في الأشهر الأخيرة.
واعتبر خبراء ومحللون أنه سيكون هناك بلا شك نوع من الاختلاف في الفترة القادمة عن الفترة الأخيرة التي شهدت تقارباً كبيراً وزيارات على أرفع المستويات بين أنقرة وتل أبيب، بدأت في مارس (آذار) بزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ لأنقرة، ثم رئيس الوزراء يائير لبيد في يونيو (حزيران) عندما كان وزيراً للخارجية، ثم لقائه الرئيس رجب طيب إردوغان للمرة الثانية في سبتمبر (أيلول) على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن ثم زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لأنقرة، ومباحثاته مع وزير الدفاع خلوصي أكار، ولقائه إردوغان الذي تحدد فجأة.
وذهبت المحللة السياسية الكاتبة في صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية، نيلجون تيكفيدان جوموش، إلى أن الخطوات التي تحققت في الفترة الماضية وإعادة تبادل السفراء بين البلدين، لم تكن رغبة طرف واحد، وأن أي حكومة قادمة في إسرائيل ستضع في اعتبارها المصالح المشتركة؛ لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية.
ولفتت جوموش إلى أن إسرائيل كانت شريكاً مهماً لتركيا قبل أزمة سفينة «مافي مرمرة» الشهيرة في عام 2010، لا سيما في مجالات الدفاع والأمن والاستخبارات؛ لكن الغارة على السفينة التركية والعمليات الإسرائيلية في غزة، وسوء معاملة الفلسطينيين، وقضية القدس، ومزاعم دعم تركيا لحركة «حماس»، كلها عوامل أدت إلى توتر العلاقات، وتعليق الشراكة العسكرية بين البلدين؛ لكن بدا أنه في زيارة غانتس الأخيرة تم الاتفاق على تفعيل التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي.
ورأت أن تركيا ستتمهل في الفترة المقبلة، وستراقب التطورات بعد فوز نتنياهو، ولذلك فإن إردوغان الذي كان ينتظر أن يزور إسرائيل قريباً، لن يتعجل الأمر وسينتظر حتى تتضح الأمور في إسرائيل. وفي هذه الحالة ربما تتأجل الزيارة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في تركيا في منتصف العام المقبل. واعتبرت أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لتحدي وجهة التعاون التركي الإسرائيلي، وما إذا كان بالإمكان الوصول إلى مستوى التعاون الوثيق في العلاقات بين إسرائيل وتركيا قبل عام 2010.
من جانبه، رأى الكاتب ومحلل الشؤون السياسية، سليمان سيفي أوغون، أن وصول نتنياهو والتحالف اليميني المتطرف قد يقلل من زخم التقارب التركي الإسرائيلي؛ لكن يبقى أن الأمر الذي يبعث على التفاؤل هو أن حجم التجارة ظل عند مستويات ملحوظة دون أن يتأثر، منذ الأزمة التي وقعت عام 2010، وهو أكبر مؤشر على إمكانية استئناف العلاقات التركية بشكل شامل من خلال المصالح المتبادلة.
وتابع بأن قطع العلاقات السياسية والاقتصادية في وقت واحد أمر من الصعب إصلاحه، وإذا كان البلدان قد استطاعا مؤخراً اتخاذ خطوات متقدمة في التطبيع دبلوماسياً وسياسياً، فذلك يرجع إلى حقيقة أن العلاقات الاقتصادية استمرت حتى في أكثر الفترات توتراً، وهذا يعني أن الاقتصاد قادر على فتح مجال للتطبيع السياسي.
توقعات تركية بتباطؤ التقارب مع إسرائيل مع عودة نتنياهو
أنقرة ستراقب التطورات في الأشهر المقبلة... والاقتصاد مفتاح التطبيع
توقعات تركية بتباطؤ التقارب مع إسرائيل مع عودة نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة