تحذيرات من اعتداءات إيرانية وشيكة على دول المنطقة

مجلس الأمن يعقد اجتماعاً لمناقشة قمع طهران للاحتجاجات

وقفة احتجاجية لمؤيدي النظام الإيراني أمام السفارة الألمانية في طهران أمس (أ.ف.ب)
وقفة احتجاجية لمؤيدي النظام الإيراني أمام السفارة الألمانية في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من اعتداءات إيرانية وشيكة على دول المنطقة

وقفة احتجاجية لمؤيدي النظام الإيراني أمام السفارة الألمانية في طهران أمس (أ.ف.ب)
وقفة احتجاجية لمؤيدي النظام الإيراني أمام السفارة الألمانية في طهران أمس (أ.ف.ب)

قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أمس إن الولايات المتحدة قلقة من تهديدات من إيران للسعودية وإنها لن تتردد في الرد إذا لزم الأمر.
أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وسعوديين قولهم إن المملكة العربية السعودية شاركت معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة تحذّر من اعتداءات وشيكة من قبل إيران على أهداف في المملكة.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة والسعودية ودولاً أخرى مجاورة رفعت من حالة التأهب في صفوف قواتها العسكرية، من دون توفير معلومات إضافية. وقال المسؤولون السعوديون، بحسب الصحيفة، إن إيران تخطط لشن اعتداءات على كل من المملكة العربية السعودية وأربيل في العراق، وذلك في «محاولة من النظام الإيراني لتشتيت الانتباه عن المظاهرات التي تعم البلاد».
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض «نحن قلقون من التهديدات، ونبقى على تواصل مستمر مع السعوديين عبر قنوات عسكرية واستخباراتية. ولن نتردد في التصرف دفاعاً عن مصالحنا ومصالح شركائنا في المنطقة».
في طهران، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية النائب وحيد جلال زاده إنه إذا لم تتوقف السعودية عن دعم الاحتجاجات فإنها «ستواجه إجراءات مضادة من الجمهورية الإسلامية»، مشيراً إلى أن طهران وجّهت رسائل إلى الرياض «عبر دول صديقة». ونقلت مواقع إيرانية عن جلال زاده: «نعتقد أن المملكة العربية السعودية يجب أن تعوض وتتوقف عن دعم مثيري الشغب».
وكان بيان لوزارة الاستخبارات الإيرانية وجهاز استخبارات «الحرس الثوري» قد اتهم السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وعدة دول بالوقوف وراء الاحتجاجات.
وستعقد الولايات المتحدة وألبانيا اجتماعاً غير رسمي لمجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، لبحث قمع الاحتجاجات في إيران التي أشعلتها وفاة شابة في حجز الشرطة.
وستتحدث أمام الاجتماع الإيرانية شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والممثلة والناشطة نازانين بنيادي، الإيرانية المولد. وحثّت طهران دول العالم على عدم حضور اجتماع تنظمه الولايات المتحدة.
وكتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد عرفاني، في رسالته الموجهة للدول الأعضاء في المنظمة الدولية، أن «الولايات المتحدة ليس لديها قلق حقيقي وفعلي بشأن وضع حقوق الإنسان في إيران أو في أي مكان آخر». ووصف الاحتجاجات بأنها قضية داخلية، وكتب أنه ستكون هناك «نتائج عكسية فيما يتعلق بتعزيز حقوق الإنسان» إذا ناقش مجلس الأمن الدولي هذه القضية.
وكتب عرافاني يقول: «الولايات المتحدة تفتقر للمؤهلات السياسية والأخلاقية والقانونية المطلوبة لعقد مثل هذا الاجتماع، ما يشوه المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان»، حسب «رويترز».
وقالت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن اجتماع يوم الأربعاء يهدف إلى «تسليط الضوء على القمع المستمر للنساء والفتيات وأفراد الأقليات الدينية والعرقية في إيران»، وتحديد سبل تعزيز التحقيقات الموثوقة والمستقلة في انتهاكات حقوق الإنسان في إيران. وشكّك عرافاني في التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن المرأة الإيرانية، ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى «الاعتراض صراحة على مثل هذه الممارسات المتهورة والخطيرة التي تحاول الولايات المتحدة من خلالها خلق مثل هذه السابقة الخطيرة، وتسييس قضايا حقوق الإنسان من أجل تحقيق أجندتها السياسية».
إلى ذلك، نظم أنصار المؤسسة الحاكمة في إيران وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الألمانية، للتنديد بـ«الدور الألماني» في تأجيج الاحتجاجات، غداة انتقادات ألمانية شديدة اللهجة لقمع المحتجين في إيران.
إلى ذلك، أدانت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك الهجوم على وقفة احتجاجية قبالة السفارة الإيرانية في برلين وانتقدت الحكومة الإيرانية بحدة مجددا.
و قالت بيربوك في العاصمة الأوزباكية على هامش زيارتها الحالية لوسط آسيا،» من يعتقد أن بإمكانه أن يجلب التخويف والترهيب ضد المتظاهرين إلى شوارعنا في ألمانيا أيضا، فهو مخطئ ويجب أن يضع في حسبانه أنه ستتم مواجهته بكل صرامة من جانب دولة القانون».وأوضحت أنه لن يتم التسامح مع تهديد حرية التعبير عن الرأي. كان مجهولون هاجموا حافلة تقل مسكنا نقالا قبالة السفارة الإيرانية مطلع الأسبوع الجاري، وكان يجري استخدام هذه الحافلة كمقر احتجاجي.
وحسب بيانات الشرطة، وقع شجار بين ركاب الحافلة الأربعة ومهاجمين ملثمين، وأسفر الاشتباك بالأيدي عن إصابة ثلاثة أشخاص ليلة السبت/الأحد قبل الماضية. ويُعْتَقَد أن المشتبه بهم لاذوا بالفرار بسيارة بعد الهجوم.
وقالت بيربوك:»أي مستقبل لحكومة توسع شبابها ضربا؟» وتابعت أن « القسوة المنفلتة التي تتعامل بها القوات المسلحة الإيرانية مع الناس وضرب فتيات حتى الموت واغتصاب نساء وخطف المئات، تزداد سوءا يوما بعد يوم».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

إسرائيل تستعد لـ «رد قاسٍ» على إيران

دمار في أحد شوارع حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية بعد غارة إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)
دمار في أحد شوارع حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية بعد غارة إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تستعد لـ «رد قاسٍ» على إيران

دمار في أحد شوارع حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية بعد غارة إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)
دمار في أحد شوارع حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية بعد غارة إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)

يستعد الجيش الإسرائيلي لـ «رد جاد وقاسٍ» على الهجوم الباليستي الإيراني، إذ أكدّت قيادته أن الضربة التي شنتها طهران «لن تبقى دون رد». جاء ذلك في وقت قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «تعرضنا لأكبر هجوم في التاريخ ولا يمكن لأي دولة أن تقبل ذلك، ولهذا سنرد»، مضيفاً: «وعدتكم (أي الإسرائيليين) بتغيير موازين القوى ونحن نقوم بذلك الآن».

وفيما أجرى الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين، دعا الرئيس جو بايدن تل أبيب إلى تجنب استهداف المنشآت النفطية الإيرانية. بدوره، أكد الرئيس السابق المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، دونالد ترمب، تأييده ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

من ناحية ثانية، استمر الغموض حول مصير هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله»، بعد غارة إسرائيلية استهدفته في ضاحية بيروت الجنوبية؛ حيث كان مجتمعاً مع ضباط في «الحرس الثوري» الإيراني. وفيما أفادت مصادر لبنانية بفقدان الاتصال معه، قال «حزب الله» إنه يتعرض لـ «حرب نفسية» تتعلق بمصير قادته. كذلك التزمت طهران الصمت حيال تقارير تحدثت عن إصابة قائد «فيلق القدس»، إسماعيل قاآني، في الغارة.

في غضون ذلك، توعد رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هليفي، بـ«مواصلة الضغط على (حزب الله)»، بعدما كان الحزب أعلن استهدافه شركة «صناعات عسكرية» إسرائيلية شرق عكا، وإطلاقه أكثر من مائة صاروخ على شمال إسرائيل منذ صباح السبت.