المبادرات البيئية تقفز بالسعودية 10 مراكز في مؤشر المستقبل الأخضر العالمي

تقدمت في محاور انبعاثات الكربون وتحولات الطاقة وسياسات المناخ

مشهد من منطقة عسير جنوب السعودية حيث تقوم الحكومة بجهود مكثفة لزيادة عمليات التشجير (الشرق الأوسط)
مشهد من منطقة عسير جنوب السعودية حيث تقوم الحكومة بجهود مكثفة لزيادة عمليات التشجير (الشرق الأوسط)
TT

المبادرات البيئية تقفز بالسعودية 10 مراكز في مؤشر المستقبل الأخضر العالمي

مشهد من منطقة عسير جنوب السعودية حيث تقوم الحكومة بجهود مكثفة لزيادة عمليات التشجير (الشرق الأوسط)
مشهد من منطقة عسير جنوب السعودية حيث تقوم الحكومة بجهود مكثفة لزيادة عمليات التشجير (الشرق الأوسط)

تمكنت المبادرات والبرامج البيئية بما فيها مبادرتا «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، وكذلك الاقتصاد الدائري الكربوني وتحولات الطاقة، من تقدم السعودية في مؤشر المستقبل الأخضر للعام الجاري، الصادر من مجلة «إم آي تي تكنولوجي ريفيو» التابعة لمعهد «ماساشوستس للتقنية» -أحد أفضل الجامعات في العالم- عشرة مراكز مقارنةً بالعام الفائت.
وسجلت السعودية تقدماً ملحوظاً في كثير من محاور المؤشر الرئيسة والفرعية، تتويجاً للجهود والبرامج والمبادرات التي قادها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، أبرزها إنشاء المحميات الملكية التي تهدف لزيادة الغطاء النباتي، إضافةً إلى نهج «الاقتصاد الدائري للكربون» والمبادرات الخضراء، التي تعد ركائز رئيسية لرسم خريطة الطريق للوصول إلى مستهدفات الدولة في مواجهة تحدي التغير المناخي.
وأشار تقرير المؤشّر إلى تحسن ترتيب السعودية في محور انبعاثات الكربون 27 مرتبة، محققةً المركز الـ19 عالمياً، مدفوعاً بإعلان البلاد مضاعفة المستهدف من إسهاماتها الطوعية المحددة وطنياً، بتخفيض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنوي بحلول 2030، أي ما يعادل أكثر من ضعف ما سبق الإعلان عنه في 2015 الذي بلغ 133 مليون طن.
وأسهم في تقدّم ترتيب البلاد إعلانها عن طموحها الوصول للحياد الصفري في 2060، من خلال تطبيق نهج «الاقتصاد الدائري للكربون»، بما يتوافق مع خططها التنموية وجهودها لتمكين تنوعها الاقتصادي، وبما يتماشى مع «خط الأساس المتحرك» الذي ورد في الإسهامات الوطنية المحددة، وكذلك بما يحفظ ويعزز دورها الريادي في أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، في ظل نضج وتوفر التقنيات اللازمة لإدارة وخفض الانبعاثات.
وأطلقت السعودية في هذا الإطار، البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون، بعد أن تبنّت قمة مجموعة العشرين العالمية هذا النهج الشامل خلال استضافة الرياض للقمة في 2020.
وفي محور تحولات الطاقة، تحسن ترتيب السعودية 12 مرتبة لتصل إلى المركز الـ12، في الوقت الذي حققت فيه المرتبة الأولى في المؤشر الفرعي الخاص بنمو إنتاج الطاقة المتجددة، حيث قاد هذا التقدم إعلان الرياض استهدافها رفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المُستخدم في إنتاج الكهرباء إلى ما يقارب 50 في المائة بحلول 2030.
وبخصوص محور المجتمع الأخضر، حلّت الدولة في المركز 26 عالمياً، وكان من أبرز جهودها في هذا المجال وجود المركز السعودي لكفاءة الطاقة، وكذلك إطلاق أكثر من 27 مواصفة وتنظيماً لرفع كفاءة الطاقة في الأجهزة والمباني، واعتماد المواصفة السعودية لكفاءة وقود السيارات، وإنشاء شركة «ترشيد» لتنفيذ مشروعات كفاءة الطاقة في المباني والمنشآت الحكومية، وتركيب أكثر من 10 ملايين عداد ذكي في شبكات الكهرباء.
وتقدمت البلاد 13 مرتبة في محور سياسات المناخ في المؤشر، انطلاقاً من تحديثها الإسهامات الوطنية الطوعية، وإعلانها عن مجمع مشروعات احتجاز وإعادة استخدام الكربون، وعن تأسيس منصة الرياض الطوعية لتداول وتبادل تأمينات وتعويضات الكربون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي باتت المنصة الرئيسية في المنطقة والوجهة الأساسية للشركات والقطاعات المختلفة التي تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون أو الإسهام في ذلك.
وطوَّرت الدولة إطار عمل شمولي للتمويل الأخضر، للمساعدة على تحقيق طموحها الوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060، ويتسق هذا الإطار مع اتفاقية باريس المناخية، ونهج «اقتصاد الكربون الدائري»، ويسمح هذا الإطار بالوصول إلى أسواق الدين العالمية المرتبطة بأهدافٍ صديقة للبيئة.
ويقيّم مؤشرُ المستقبل الأخضر 76 دولة من حيث قدرتها على تطوير مستقبل مستدام منخفض الانبعاثات، ويقيس تحول اقتصادات تلك الدول نحو الطاقة النظيفة في الصناعة والزراعة والمجتمع من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة والابتكار والسياسات الخُضر.
وينقسم المؤشر إلى خمسة محاور هي: انبعاثات الكربون، وتحول الطاقة، والمجتمع الأخضر، والابتكار النظيف، وسياسات المناخ، وتُقيّم البلدان من خلالها فتعطى كل دولة تصنيفاً عاماً، وتتفرع منها محاور تحسب نتائجها بصورة تراكمية.
وكان منتدى مبادرة «السعودية الخضراء»، الذي عُقد في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الفائت، قد أعلن عن حزمة أولى تزيد على 60 مبادرة ومشروعاً جديداً تصل قيمة الاستثمارات فيها إلى أكثر من 700 مليار ريال (186.6 مليار دولار) للإسهام في تنمية الاقتصاد الأخضر، حيث تدعم مبادرة الرياض جميع جهود العمل المناخي في ظل رؤية واحدة تُمهد الطريق للوصول إلى الحياد الصفري.


مقالات ذات صلة

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي

الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط) play-circle 01:31

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي على المشاريع التنموية وفق الإستراتيجيات القطاعية>

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية متحدثاً في ملتقى «الميزانية السعودية 2025» (الشرق الأوسط)

الجدعان في ملتقى الميزانية: «رؤية 2030» هدفت إلى المحافظة على مالية مستدامة

قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، إن النمو المستدام يعتمد على مالية مستدامة، وأن «رؤية 2030» هدفت للمحافظة على مالية عامة مستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أمس (الثلاثاء)، ميزانية عام 2025 بإيرادات متوقعة عند 1.184 تريليون ريال.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس) play-circle 00:51

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

النفط يستقر مع إعلان وقف إطلاق النار وترقباً لاجتماع «أوبك بلس»

ناقلة نفط راسية في ميناء نيويورك (رويترز)
ناقلة نفط راسية في ميناء نيويورك (رويترز)
TT

النفط يستقر مع إعلان وقف إطلاق النار وترقباً لاجتماع «أوبك بلس»

ناقلة نفط راسية في ميناء نيويورك (رويترز)
ناقلة نفط راسية في ميناء نيويورك (رويترز)

استقرت أسعار النفط خلال التعاملات المبكرة يوم الأربعاء، مع تقييم الأسواق للتأثير المحتمل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، وقبل اجتماع «أوبك بلس» يوم الأحد المقبل.

وبحلول الساعة 01:14 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت سِنتَين إلى 72.79 دولار للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4 سنتات، أو 0.1 في المائة، إلى 68.73 دولار.

وهبطت أسعار النفط الثلاثاء، بعد أن وافقت إسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار مع «حزب الله» اللبناني. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا حيز التنفيذ يوم الأربعاء، في الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت غرينتش). ويمهد الاتفاق الطريق لإنهاء صراع أودى بحياة الآلاف، منذ اندلعت شرارته بسبب حرب غزة العام الماضي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه مستعد لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، ولكنه «سيرد بقوة على أي انتهاك» من جانب «حزب الله».

وقال هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس «إن إس تريدنغ»، وهي وحدة تابعة لشركة «نيسان» للأوراق المالية: «يحاول المشاركون في السوق التكهن بما إذا كان سيتم الالتزام بوقف إطلاق النار». وقال مصدران في «أوبك بلس» الثلاثاء، إن دول المجموعة تناقش تأجيلاً إضافياً لزيادة في إنتاج النفط كان مقرراً أن تبدأ في يناير (كانون الثاني)، وذلك قبل اجتماع يوم الأحد، لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج خلال الأشهر الأولى من 2025.

وتضخ المجموعة نحو نصف النفط العالمي، وكانت تخطط للتراجع تدريجياً عن تخفيضات إنتاج النفط، مع الإقدام على زيادات صغيرة على مدى عدة أشهر في عامي 2024 و2025. لكن تباطؤ الطلب الصيني والعالمي وارتفاع الإنتاج خارج المجموعة قوَّض هذه الخطة.

وفي الولايات المتحدة، قال الرئيس المنتخب دونالد ترمب إنه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة، على جميع المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا. وقال مصدران مطَّلعان على الخطة لـ«رويترز» الثلاثاء، إن النفط الخام لن يُعفى من العقوبات التجارية.

في غضون ذلك، قالت مصادر في السوق -نقلاً عن بيانات معهد البترول الأميركي، الثلاثاء- إن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت، بينما ارتفعت مخزونات الوقود الأسبوع الماضي. وتراجعت مخزونات الخام 5.94 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين لهبوط بنحو 600 ألف برميل.