حفتر يهدد بـ«خوض حرب فاصلة» إذا فشلت المساعي السلمية

رأى أن المسارات السابقة للحل وصلت إلى طريق مسدود

جانب من احتفال السفارة التركية في طرابلس بمرور 99 عاماً على تأسيس الجمهورية التركية (مجلس الدولة)
جانب من احتفال السفارة التركية في طرابلس بمرور 99 عاماً على تأسيس الجمهورية التركية (مجلس الدولة)
TT

حفتر يهدد بـ«خوض حرب فاصلة» إذا فشلت المساعي السلمية

جانب من احتفال السفارة التركية في طرابلس بمرور 99 عاماً على تأسيس الجمهورية التركية (مجلس الدولة)
جانب من احتفال السفارة التركية في طرابلس بمرور 99 عاماً على تأسيس الجمهورية التركية (مجلس الدولة)

صعّد المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، نبرة تهديداته تجاه تركيا، وهدد مجدداً بشن «حرب فاصلة لتحرير البلاد من الوجود العسكري لتركيا والمرتزقة الموالين لها».
وأضاف حفتر في كلمة ألقاها مساء أمس بمناسبة زيارته لمدينة الجفرة «إذا فشلت كل المساعي السلمية لخروج المحتلين، فليس أمامنا إلا أن خوض معركة تحرير فاصلة، مهما كلفت من ثمن ووقت دون تردد بكل ما أوتينا من قوة وإرادة».
وأضاف في إشارة إلى تركيا «الداعي للحرب هو من أنزل عساكره ومرتزقته طمعاً في ثرواتنا وعقد صفقات العار مع من باعوا شرفهم»، مؤكداً على أنه «لسنا دعاة حرب، بل دعاة سلام وتعاون بين الشعوب بعلاقات الاحترام وحسن النوايا والمصالح المشتركة».
وأوضح، أن الجفرة سجلت في التاريخ فصولاً مشرّفة من الجهاد ضد المستعمرين، وقاومت الحكم العثماني المتخلف الجائر البغيض، واعتبر أن التجارب القاسية لا تؤدي إلا إلى المواجهة مع الشعب، وتحدي إرادته. وتابع «سنخوض هذه المعركة مهما كلفت من ثمن ووقت دون تردد بكل ما أوتينا من قوة وإرادة وسنحرص على الموت أكثر من حرصهم على الحياة وكل شبر من ليبيا خط أحمر أمام المطامع الاستعمارية».
وقال حفتر «لن نسمح بأن تصبح ليبيا مرتعاً للقوى الاستعمارية الساعية لعلاج أزماتها المتفاقمة من ثروات الليبيين»، لافتاً إلى أن «كل المسارات السابقة وصلت بنا إلى طريق مسدودة، ولم يعد بوسعنا إلا الاعتماد على أنفسنا لتقرير مصيرنا بإرادتنا الحرة مع كامل تقديرنا لكل الجهود المحلية والدولية».
واتهم بعض الأطراف، التي لم يحددها، بالسعي «لإدارة الأزمة دون حلها لإطالة عمرها بحجج واهية ومبادرات مشبوهة»، وأضاف، لن نسمح باستمرار هذا العبث المخجل والتفريط بشبر واحد مهما كلفنا.
وبعدما أعلن «اقتربنا من وضع النقاط على الحروف واتخاذ القرار الحاسم وبإرادة شعبية خالصة، لتحديد المسار نحو استعادة الدولة وبناء مؤسساتها»، حثّ الليبيين على «التمسك بحق تقرير المصير وعدم الاعتماد على أي إملاءات خارجية»، وقال «لا تسمح لنا ضمائرنا الحية ودماء شهدائنا وجرحانا أن نبيع الوطن مقابل ما في الدنيا من كنوز».
وتابع «لقد أثبتت التجارب، المتنوعة شكلاً والمتكررة مضموناً، أن أي توجه للحل الشامل، يتجاهل قبولها من الشعب لن يكتب لها النجاح»، محذراً من أن تلك التجارب لن يترتب عنها إلا إضاعة الوقت والجهد، وتفاقم الأزمة والمعاناة، من مبدأ أنه لا نيابة في تقرير المصير.
ولفت حفتر إلى أن «التجارب القاسية، خلال السنوات العشر الماضية، علمتنا أن فرض النيابة في تقرير المصير، يعني السير في طريق مسدودة».
وعلى الرغم من ذلك، أضاف حفتر «نرى أنه من واجبنا تسهيل مهام المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، إذا ما لمسنا في مساعيه الجدية والإخلاص والصراحة والشفافية والانحياز التام لمصلحة الشعب الليبي والالتزام بما تعهد به، وعدم التأثر بالضغوط الخارجية».
ونبّه إلى أن المشهد الليبي اليوم يختلف عما كان عليه بالأمس، وتابع «لا تسمح لنا أخلاقنا ولا شرفنا العسكري أن نعتدي على أرزاق الآخرين، أو أن يسيل لعابنا إلى ما في جيوبهم من مال».
وتزامنت هذه التصريحات مع احتفال أقامته السفارة التركية بأحد فنادق العاصمة طرابلس، بمناسبة الذكرى الـ99 لإعلان تأسيس الجمهورية التركية، بمشاركة الجنرال عثمان ايتاجي، قائد القوات التركية في المنطقة الغربية، وخالد المشري، رئيس مجلس الدولة، وعدد من مسؤولي المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة وقياداتها العسكرية.
وبينما تفقد مختار الجحاوي، آمر شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب «السرية 60» بمدينة الزاوية؛ للوقوف على مدى جاهزيتها ومتابعة تنفيذ المهام الموكلة إليها، أعلن جرحى ميليشيات «بركان الغضب» في المدينة إغلاق مدخلها «بوابة الصمود» بسواتر ترابية، لمطالبة حكومة الدبيبة بصرف تعويضات مالية لاستكمال علاجهم.
بدوره، قال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، إنه ناقش مساء أمس، بمقر إقامته بالجزائر مع رئيس بعثة الأمم المتحدة عبد الله باتيلي، آخر التطورات التي تشهدها ليبيا، وخاصة الوضع السياسي والاقتصادي والأمني، وسُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، للوصول للانتخابات، وأهمية مشروع المصالحة الوطنية لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
وكان المنفى وصل في وقت سابق إلى العاصمة الجزائرية، للمشاركة في أعمال الدورة العادية الـ31 لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، وحيث استقبله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والأمين العام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وقالت السفارة الفرنسية، إن اجتماع وفد فرنسا الذي ضم بول سولير، مبعوثها الخاص، ومصطفى مهراج سفيرها لدى ليبيا، مع فتحي باشاغا، رئيس الوزراء المعين من قِبل البرلمان الليبي، تناول ضرورة استكمال القاعدة الدستورية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن، بما يتوافق مع رغبة ليبيا.
وأوضحت، أن الوفد ناقش أيضاً مع عبد الله اللافي، نائب المنفي، الاستقرار والمصالحة، استكمال القاعدة الدستورية، الانتخابات البرلمانية والرئاسية، أهمية عمل اللجنة العسكرية المشتركة «5 + 5» والحوار الاقتصادي، مشيرة إلى اجتماع مماثل مع المشري تناول أهمية الحوار بين مجلسي النواب والدولة وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بشكل سريع وفق تطلعات الليبيين.
بدورها، بثت السفارة الأميركية في العاصمة طرابلس مساء أمس مقطعاً مصوراً عبر موقع «تويتر» للقائم بأعمالها ليزلى أدورمان أوردمان، بمناسبة انتهاء زيارته للمدينة، حيث أشاد بما وصفه «تجربة الضيافة الليبية الدافئة»، لافتاً إلى أنه استمع لعدد من قصص النجاح من الشباب الليبي خلال تلك الزيارة.
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1587152193567834112


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)
TT

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

ألقت قوات مكافحة الإرهاب في تركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت ولايات عدة.

وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، إنه جرى القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش»، في إطار عملية مركزها مديرية الأمن العام بالعاصمة أنقرة، شملت أيضاً ولايات إسطنبول، وسكاريا، وسامسون، وماردين.

وأضاف يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس»، الخميس، أن العملية انطلقت، بموجب مذكرات اعتقال صدرت من النيابات العامة في الولايات الخمس، وشاركت فيها قوات مكافحة الإرهاب، بالتنسيق مع مديرية الأمن العام في أنقرة.

وتابع أنه نتيجة العمليات، التي جرى فيها القبض على 47 من عناصر التنظيم المشتبه بهم، جرى ضبط مسدسات غير مرخصة وعدد كبير من الوثائق التنظيمية والمواد الرقمية العائدة لـ«داعش».

وشدد يرلي كايا على أن أجهزة الأمن التركية لن تتسامح مع أي إرهابي، وستواصل معركتها دون انقطاع.

وتُنفذ أجهزة الأمن التركية حملات متواصلة على خلايا وعناصر «داعش»، أسفرت عن القبض على آلاف منهم، فضلاً عن ترحيل ما يقرب من 3 آلاف، ومنع دخول أكثر من 5 آلاف البلاد، منذ الهجوم الإرهابي، الذي نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنَّى «أبو محمد الخراساني»، في نادي «رينا» الليلي بإسطنبول، ليلة رأس السنة عام 2017، ما أدَّى إلى مقتل 39 شخصاً، وإصابة 79 آخرين.

إحدى المداهمات الأمنية على عناصر «داعش» في إسطنبول (إعلام تركي)

ويُعدّ تنظيم «داعش»، الذي صنَّفته تركيا تنظيماً إرهابياً منذ عام 2013، المسؤول أو المنسوب إليه مقتل أكثر من 300 شخص في هجمات بتركيا بين عاميْ 2015 و2017.

وعادت هجمات «داعش» للظهور مرة أخرى في بداية العام الحالي، بالهجوم على كنيسة سانتا ماريا في حي سارير بإسطنبول، في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، والذي أسفر عن مقتل شخص واحد.

وأسفرت الجهود، التي تبذلها أجهزة الأمن التركية، عن ضبط كثير من كوادر تنظيم «داعش» القيادية، وكثير من مسؤولي التسليح والتمويل والتجنيد، خلال الأشهر الستة الأخيرة.

وجرى التركيز، خلال الفترة الأخيرة، بشكل كبير على العمليات التي تستهدف الهيكل المالي للتنظيم.