هل يتبنى السوداني السياسات الاقتصادية للحكومة السابقة؟

في مقدمتها عدم تغيير سعر صرف الدينار العراقي

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني
TT

هل يتبنى السوداني السياسات الاقتصادية للحكومة السابقة؟

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني

يكثر الحديث هذه الأيام في العراق، خاصة في أوساط النخب والمهتمين بالشؤون الاقتصادية، عن مدى قدرة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على تبني بعض القضايا الاقتصادية الحساسة التي كانت من بين أبرز «الانتقادات» التي وجّهتها قوى «الإطار التنسيقي» لرئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي، وفي مقدمة هذه القضايا خفض سعر صرف الدينار مقابل الدولار، وسياسات اقتصادية أخرى.
وقال الأكاديمي والخبير الاقتصادي نبيل المرسومي إن البرنامج الحكومي للسوداني غابت عنه تماماً قضية إعادة سعر الصرف إلى سابق عهده، حين كان الدولار يعادل 1180 ديناراً، فيما يقترب اليوم من 1480 ديناراً. وغياب ذلك من برنامج السوداني يعني أن خصوم الكاظمي، ومعظمهم من جماعات الإطار التنسيقي، كانوا يتخذون من سعر الصرف ذريعة لمهاجمته ولتأليب الرأي العام ضده، خاصة مع الارتفاع الكبير في معظم أسعار السلع الذي ارتبط بخفض سعر الصرف.
وتأكيداً لعدم نية السوداني الاقتراب من سعر الصرف، يقول المرسومي أيضاً: «لا يوجد في موازنة العراق لعام 2023 أي تعديل لسعر صرف الدولار مقابل الدينار»، ما يعزز الاقتناع بتراجع السوداني - ومن خلفه قوى الإطار المهيمنة في البرلمان - عن قضية سعر الصرف. وأشار إلى أن إعادة سعر الصرف إلى ما كان عليه قبل نحو سنتين حين اتخذ قرار التخفيض في ديسمبر (كانون الأول) 2020 يعني خسارة الحكومة وحلفائها نحو 24 مليار دولار من أموال الموازنة العامة.
وأضاف المرسومي أن أكثر من 50 نائباً وقّعوا مؤخراً طلباً بإعادة سعر الصرف السابق، إلا أن حكومة السوداني لم تظهر أدنى قسط من الحماسة في هذا الاتجاه، ما يعني أن الخطوة التي اتخذتها حكومة الكاظمي السابقة كانت صحيحة رغم الانتقادات الشديدة التي وجّهت إليها حينها، وما زالت توجهها شخصيات ومنصات كثيرة مؤيدة للإطار التنسيقي.
وإلى جانب ذلك، أشار خبراء اقتصاديون إلى أن برنامج الحكومة لم يتطرق إلى اتفاقيات اقتصادية أبرمتها حكومة الكاظمي مع دول عربية، ما كان مثار انتقاد واعتراض شديد من قبل القوى الإطارية، خاصة المرتبطة بعلاقات وثيقة مع طهران. ومن بين تلك، اتفاقية بيع النفط العراقي إلى الأردن بأسعار مخفضة، وأيضاً الاتفاقات الاقتصادية مع مصر والأردن واتفاقات الربط الكهربائي مع دول الخليج وتركيا، ما يعيد التأكيد أن «القوى السياسية العراقية تتصرف غالباً من واقع مصالحها الخاصة».
ومن بين ما يتم تداوله هذه الأيام قضية رواتب كبار الموظفين في الدولة، ودعوة السوداني التي سبقت وصوله إلى منصب رئاسة الوزراء إلى خفضها، ما يؤدي إلى توفير مبلغ 500 مليار دينار (نحو 400 مليون دولار) شهرياً، بحسب تصريح سابق لرئيس الوزراء. ويعتقد كثير من المراقبين أن السوداني لن يتمكن من فعل ذلك نظراً لارتباط معظم الوزراء والموظفين الكبار بجماعات السلطة وأحزابها النافذة، وهم غير مستعدين لخسارة جزء من امتيازاتها.
ويرى المختصون أنه بدلاً من خفض الرواتب قد يعمد السوداني إلى خفض الامتيازات والحوافز المالية المرتبطة بالمنصب التي تكون غالباً أضعاف الراتب الرسمي، وتكون تلك الحوافز عادة على شكل نثريات أو أموال مخصصة لمكتب الوزير أو المسؤول، إلى جانب مخصصات الحماية والسيارات المصفحة التي تضعها الدولة في خدمة المسؤول الحكومي الكبير.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

فرنسا: مناقشة رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي عن سوريا سابقة لأوانها

آلية للمعارضة السورية المسلحة في حمص 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
آلية للمعارضة السورية المسلحة في حمص 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

فرنسا: مناقشة رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي عن سوريا سابقة لأوانها

آلية للمعارضة السورية المسلحة في حمص 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
آلية للمعارضة السورية المسلحة في حمص 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

قالت فرنسا، الخميس، إنه من السابق لأوانه أن يبحث الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وإن التكتل سيركز أولاً على تحديد موقفه من عملية الانتقال في سوريا.

ورحّبت معظم حكومات الاتحاد الأوروبي بسقوط الأسد، لكنها تدرس مدى قدرتها على العمل مع مقاتلي المعارضة، بما في ذلك «هيئة تحرير الشام»، وهي جماعة يصنفها الاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع المقبل، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال كريستوف لوموان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحافيين، ردّاً على سؤال عمّا إذا كان بوسع باريس الضغط من أجل رفع العقوبات عن سوريا، خصوصاً فيما يتعلق بقطاع الطاقة: «نحن نتعامل مع هذا بطريقة منظمة، خطوة بخطوة».

وأضاف لوموان: «نعلم أن نظام العقوبات على سوريا شديد القسوة، لكن المناقشات في بروكسل ستُركز بشكل خاص حالياً على موقف الأوروبيين من الانتقال السياسي. وقد تأتي مسألة العقوبات تالياً».

ومنذ قطع العلاقات مع الأسد عام 2012، لم تسعَ فرنسا إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، ودعّمت المعارضة العلمانية عموماً في الخارج والقوات الكردية في شمال شرقي سوريا.

واجتمع مسؤولون فرنسيون مع ممثلين لهذه الجماعات، وقالت باريس إن الانتقال السياسي في سوريا يتعيّن أن يتسم بالمصداقية، وأن يكون احتوائياً للجميع في اتساق مع إطار العمل الذي وضعته الأمم المتحدة.

ويقول دبلوماسيون غربيون إنهم يريدون أن يروا نهج الجماعات في التعامل مع عملية الانتقال قبل اتخاذ قرارات كبيرة، مثل رفع العقوبات ورفع «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب، وصولاً إلى تقديم الدعم المالي لسوريا في نهاية المطاف.