إدانة مسؤول رفيع في وزارة الدفاع العراقية بتهم فساد

إطاحة قيادي في «داعش» بكركوك

صورة نشرها حساب «تويتر» للناطق باسم القوات المسلحة العراقية للقيادي المكنى أبو حمزة المتويني بعد اعتقاله في كركوك
صورة نشرها حساب «تويتر» للناطق باسم القوات المسلحة العراقية للقيادي المكنى أبو حمزة المتويني بعد اعتقاله في كركوك
TT

إدانة مسؤول رفيع في وزارة الدفاع العراقية بتهم فساد

صورة نشرها حساب «تويتر» للناطق باسم القوات المسلحة العراقية للقيادي المكنى أبو حمزة المتويني بعد اعتقاله في كركوك
صورة نشرها حساب «تويتر» للناطق باسم القوات المسلحة العراقية للقيادي المكنى أبو حمزة المتويني بعد اعتقاله في كركوك

كشفت هيئة النزاهة العراقية، الاثنين، عن صدور حكم بالسجن الحضوري على مسؤول رفيع في وزارة الدفاع العراقية على خلفية تهم فساد. ومن جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الإطاحة بعنصر بارز في تنظيم «داعش» بمحافظة كركوك الشمالية.
وقالت هيئة النزاهة في بيان، بشأن المسؤول في وزارة الدفاع، إن «المدان ارتكب مخالفات في عقدين لتجهيز الوزارة بأسلحة خفيفة وأحدث عمداً ضرراً بأموال ومصالح الجهة التي يعمل بها، وقام بصرف أكثر من (15 مليون دولار) لشركة رغم عدم التجهيز».
ونوه البيان بأن «محكمة جنايات الكرخ - الهيئة الثالثة، أصدرت حكمين حضوريَّين بالحبس بحقِّ نائب الأمين العام لوزارة الدفاع سابقاً، في قضيتي توقيع عقودٍ لتجهيز وزارة الدفاع بالعتاد، وأن المُدان ارتكب مخالفات في العقد الأول الخاص بتجهيز الوزارة بعتاد (45/5) ملم خلافاً للسياقات القانونيَّة في التعاقد، إذ بلغ سعر الإطلاقات النارية المُثبت في العقد 26 سنتاً للإطلاقة الواحدة، في حين أن السعر الحقيقي لها يتراوح بين 3 و5 سنتات»، لافتاً إلى أن «المُدان ارتكب مخالفات أخرى عند توقيع العقد تمثَّلت بعدم وجود شهادة فحصٍ وقبولٍ للعتاد، وعدم وجود مستندات تسلم؛ ما أدى إلى إحداث الضرر عمداً بمصلحة الوزارة».
وأوضحت أنّ «نائب الأمين العام لوزارة الدفاع سابقاً ارتكب مخالفات في عقد آخر لتجهيز الوزارة بأسلحة خفيفة وعتادٍ بمبلغ (15.542.930) مليون دولار أميركي، وعدم تجهيز المواد المتعاقد عليها؛ بالرغم من صرف المبلغ المذكور، كما أن إبرام العقد هو خارج صلاحية المدان».
ووجدت المحكمة، بحسب البيان، وبعد اطلاعها على أقوال الممثل القانوني لوزارة الدفاع الذي طلب الشكوى ضد المدان وتقرير ديوان الرقابة المالية وأقوال الشهود، أن الأدلة «كافية ومقنعة للإدانة؛ فأصدرت قرارها بالحبس الحضوري وفق أحكام المادة (340) من قانون العقوبات».
ويأتي حكم الإدانة ضد المسؤول السابق بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس الوزراء الجديد محمد شياع السوداني إلى هيئة النزاهة واجتماعه مع المسؤولين فيها، وتشديده على «عدم وجود خطوط حمراء أمام أي ملف فساد مرتبط بجهة سياسية أو أي شخصية كانت»، بحسب بيان لرئاسة الوزراء.
وتعهد السوداني بعزم حكومته «تقديم كل الدعم إلى هيئة النزاهة، سواء على مستوى الإجراءات التنفيذية أو في الجانب التشريعي، عبر تقديم مشاريع قوانين تتصدى للفساد وتسهم في إغلاق منافذه».
وكشف السوداني عن نية الحكومة «تشكيل فريق داعم لهيئة النزاهة يتخذ الصفة القانونية، ولا يتعارض مع صلاحيات الهيئة ومهامها المناطة بها وفق قانونها النافذ رقم 30 لسنة 2011 المعدّل».
ويعتقد السوداني أن «الهدف لا يقتصر على زج الفاسدين في السجون، بل يتعدى إلى تقديم الإجراءات الوقائية للحد من الفساد، وزرع ثقافة النزاهة وعفة اليد والحفاظ على المال العام، والحيلولة دون تورط الموظفين في مخالفات أو جرائم فساد».
من جهة أخرى، وفيما لم يصدر عن القضاء أي بيان بشأن ذلك، تحدث ناشطون عن تأجيل النطق بالحكم على قاتل الخبير الأمني هشام الهاشمي إلى نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهو التأجيل السابع على التوالي بحسب المصادر، ما يفتح الباب واسعاً أمام التكهنات المتداولة بشأن سعي بعض الفصائل المسلحة والنافذة إلى إطلاق سراح القاتل الذي اعترف علناً في تسجيلات بثتها قناة «العراقية» الرسمية منتصف يوليو (تموز) 2021، بعد إلقاء القبض عليه، والقاتل أحمد الكناني يعمل ضابطاً في وزارة الداخلية ويتهم بانتمائه إلى أحد الفصائل المسلحة، قام باغتيال الهاشمي في يونيو (حزيران) 2020، أمام منزله في حي زيونة ببغداد.
وكانت محكمة الجنايات في مدينة الديوانية الجنوبية أصدرت، الأسبوع الماضي، حكماً بالإعدام ضد قاتل الناشط المدني ثائر الطيب خلال احتجاجات أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
أمنياً، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، الاثنين، القبض على القيادي الإرهابي المكنى «أبو حمزة المتويتي».
وقال رسول في بيان: «نفذ جهاز مكافحة الإرهاب عمليَّة نوعية أسفرت عن إلقاء القبض على القيادي الإرهابيّ المُكنَّى أبو حمزة المتويتي».
وأضاف أن «الإرهابي عنصر أمني في قاطع الداخل ضمن ما يعرف بولاية كركوك الذي عمل سابقاً كآمر لكتيبة الاقتحامات لما تعرف بفرقة الفُرقان بولاية نينوى التابعة لعصابات (داعش) الإرهابية».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

وسيلة اتصال حيوية رغم انخفاض الطلب عليها... مَن يستخدم أجهزة «البيجر»؟

أجهزة «بيجر» معروضة في غرفة الاجتماعات بمبنى شركة غولد أبولو في تايبيه (رويترز)
أجهزة «بيجر» معروضة في غرفة الاجتماعات بمبنى شركة غولد أبولو في تايبيه (رويترز)
TT

وسيلة اتصال حيوية رغم انخفاض الطلب عليها... مَن يستخدم أجهزة «البيجر»؟

أجهزة «بيجر» معروضة في غرفة الاجتماعات بمبنى شركة غولد أبولو في تايبيه (رويترز)
أجهزة «بيجر» معروضة في غرفة الاجتماعات بمبنى شركة غولد أبولو في تايبيه (رويترز)

مع تحول الجولات إلى أداة اتصال رئيسية في العالم، أصبحت أجهزة الاتصال اللاسلكي المعروفة باسم «بيجر» شيئاً من الماضي إلى حد كبير، مع انخفاض الطلب عليها بعد أن وصل إلى ذروته في التسعينات من القرن الماضي، وفق تقرير أعدته وكالة «رويترز».

لكن هذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة ما زالت وسيلة حيوية للاتصال في بعض المجالات، مثل الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ بفضل متانتها وعمر بطاريتها الطويل.

وقال جراح كبير في أحد المستشفيات الكبرى في بريطانيا إن «أجهزة البيجر تعد الطريقة الأقل تكلفة والأعلى كفاءة للتواصل مع عدد كبير من الناس فيما يتعلق بإرسال رسائل لا تحتاج إلى ردود»، مضيفاً أن أجهزة «البيجر» تُستخدم على نطاق واسع من قبل الأطباء والممرضات في كل هيئة الصحة الوطنية في البلاد.

وأوضح أنها «تُستخدم لإخبار الناس إلى أين يذهبون ومتى ولماذا».

وتصدرت أجهزة الاتصال اللاسلكي «البيجر» عناوين الأخبار أمس (الثلاثاء) عندما تم تفجير آلاف الأجهزة التي يستخدمها أعضاء «حزب الله» في وقت واحد بجميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة ما يقرب من 3000.

وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) هو الذي زرع متفجرات داخل الأجهزة.

وكانت هيئة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة تستخدم نحو 130 ألف جهاز «بيجر» في عام 2019، وهو رقم يعادل أكثر من عشرة في المائة من كل أجهزة «البيجر» في العالم، بحسب بيانات حكومية. ولم تتوفر أرقام أكثر حداثة من هذا التاريخ.

يحمل الأطباء العاملون في أقسام الطوارئ بالمستشفيات هذه الأجهزة في وقت العمل.

وقال طبيب كبير في هيئة الصحة الوطنية إن العديد من أجهزة الاتصال اللاسلكي يمكنها أيضاً إرسال صفارة إنذار ثم بث رسالة صوتية إلى مجموعات بحيث يتم تنبيه الفرق الطبية بأكملها في وقت واحد لوجود حالة طوارئ. وهذا غير ممكن باستخدام الجوال.

وقال مصدر مطلع من المؤسسة الملكية الوطنية لقوارب النجاة للوكالة إن المؤسسة تستخدم أجهزة البيجر لتنبيه أطقمها. ورفضت المؤسسة التعليق.

الجوالات

أجزاء من «بيجر» بعد انفجاره في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (أ.ف.ب)

قد يكون تتبع أجهزة «البيجر» أصعب من تتبع الجوالات لأنها تفتقر إلى تقنيات الملاحة الحديثة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس).

وقد جعلها هذا خياراً شائعاً بين المجرمين، خاصة تجار المخدرات في الولايات المتحدة في الماضي.

لكن العصابات تستخدم الجوالات بشكل أكبر هذه الأيام، وفقاً لما قاله كين غراي، العميل السابق بمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي للوكالة.

وأضاف: «لا أعرف ما إذا كان أي شخص يستخدمها (أجهزة البيجر)... لقد انتقلوا جميعاً إلى الجوالات والهواتف مسبقة الدفع»، التي يمكن التخلص منها بسهولة واستبدال جوال آخر بها برقم مختلف، مما يجعل من الصعب تتبعها.

وقال غراي، الذي خدم لمدة 24 عاماً في مكتب التحقيقات ويدرس الآن العدالة الجنائية والأمن الداخلي في جامعة نيو هيفن، إن المجرمين تغيروا مع مرور الوقت والتكنولوجيا الأحدث.

وبلغت سوق أجهزة «البيجر» العالمية، التي كانت ذات يوم مصدراً رئيسياً للإيرادات لشركات مثل موتورولا، 1.6 مليار دولار في عام 2023، وفقاً لتقرير صادر في أبريل (نيسان) عن شركة كوجنتيف ماركت ريسيرش.

ويمثل هذا جزءاً ضئيلاً من سوق الجوالات العالمية، التي قدرت بنحو نصف تريليون دولار بنهاية عام 2023.

لكن الطلب على أجهزة «البيجر» يتزايد مع زيادة عدد المرضى مما يخلق حاجة أكبر للاتصال الفعال في قطاع الرعاية الصحية، وفقاً للتقرير، الذي توقع نمواً سنوياً مركباً بنسبة 5.9 في المائة من عام 2023 إلى 2030.

وذكر التقرير أن أميركا الشمالية وأوروبا هما أكبر سوقين لأجهزة «البيجر»، حيث تحقق 528 مليون دولار و496 مليون دولار من الإيرادات على التوالي.