لبنان يدخل اليوم الفراغ شبه الشامل بانتهاء ولاية عون

مع فشل التوافق على انتخاب رئيس وعدم تأليف حكومة وتحول البرلمان إلى هيئة ناخبة

TT

لبنان يدخل اليوم الفراغ شبه الشامل بانتهاء ولاية عون

يدخل لبنان اليوم الفراغ شبه الشامل مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، وتحوّل البرلمان إلى هيئة ناخبة، كما عجز المسؤولون عن تأليف حكومة بعد نحو خمسة أشهر على تكليف نجيب ميقاتي بتشكيلها، وهو الأمر الذي نتج عنه سجال وكباش سياسي ودستوري، لا سيما بعد رسالة بعث بها عون قبيل ساعات من مغادرة القصر الرئاسي إلى البرلمان طالباً منه نزع التكليف من الرئيس المكلف.
وفيما يسود الترقب في لبنان ما ستحمله مرحلة الفراغ المقبلة، كان عون قد حذّر قبيل مغادرته القصر مما وصفه بـ«انزلاق البلاد إلى فوضى دستورية» بسبب عدم القدرة على انتخاب رئيس جديد خلفاً له، وذلك مع اعتباره وفريقه السياسي أن حكومة تصريف الأعمال لا يحق لها تولي صلاحيات رئيس الجمهورية، وهو ما أدى بعون قبل ساعات من انتهاء ولايته إلى توقيع استقالة حكومة تصريف الأعمال، كما شنّ في «خطاب الوداع» يوم الأحد خلال مغادرته القصر، هجوماً على «السلطة الحاكمة» محمّلاً إيّاها مسؤولية فشل عهده.
لكن في المقابل، يرى فريق آخر، وعلى رأسهم رئيس الحكومة المكلف وعدد من الخبراء الدستوريين أن الحكومة وإن كانت في مرحلة تصريف الأعمال يحق لها تولي صلاحيات رئيس الجمهورية، وهو ما عبّر عنه ميقاتي صراحةً مع تأكيده عدم نيّته التصعيد. وقال في حديث تلفزيوني مساء أول من أمس، بعد رسالة عون إلى البرلمان: «الدستور لا يسمح بالفراغ، بل هناك شغور رئاسي، والنص واضح بأن مجلس الوزراء يأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية في حالة الشغور»، مع تأكيده أنه لن يدعو إلى «جلسة لمجلس الوزراء إلا عند الضرورة القصوى، ولا أرغب في المشكلات، وحريص جداً على بقاء جميع الوزراء، ولن تجمعنا إلا المصلحة الوطنية».
ومع تحول البرلمان اللبناني اليوم، في الأول من سبتمبر (أيلول)، بعد انتهاء ولاية عون، إلى هيئة ناخبة متفرغة لانتخاب رئيس للجمهورية، أي لا يحق له التشريع، فإن المعطيات السياسية لا تعكس أي اتفاق وشيك على مرشح للرئاسة، وذلك في ظل الانقسام والخلاف بين الحلفاء فيما بينهم والخصوم على حد سواء، وعدم قدرة أي فريق على الحصول على أكثرية الأصوات لانتخاب رئيس محسوب على هذا أو ذاك.
إذ فيما اجتمع قسم من المعارضة على ترشيح النائب ميشال معوض، لم يعلن حتى الآن فريق «حزب الله» وحلفاؤه عن مرشحه. وبعدما اقترعت كتلهم النيابية في جلسات الانتخاب الأربع الماضية بالورقة البيضاء يبدو أن هذا الوضع لن يبقى على ما هو عليه، والخلاف بين حليفي الحزب سيخرج إلى العلن، مع رفض «التيار الوطني الحر» انتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وإمكانية التوجه لترشيح رئيسه جبران باسيل أو شخص محسوب عليه، وهو ما أعلنه أمس النائب في «التيار» أسعد درغام، بالقول في بيان له: «سنذهب إلى تسمية مرشح للرئاسة إمَّا من التكتل وإما من خلال دعم مرشح من الخارج، وهناك قناعة بعدم القدرة على الاستمرار بالورقة البيضاء»، مؤكداً أنه «إذا قرر جبران باسيل الترشح للرئاسة وهو مرشح طبيعي وهذا حقه، سنعمل جميعاً لدعم الترشيح، فهذا طموحنا». ورأى أنه «لا يمكن للثنائي الشيعي الاستمرار في دعم ترشيح سليمان فرنجية، المطلوب دعم مرشح يمكنه الوصول إلى الرئاسة، فهناك توازنات في البلد لا يمكن تجاوزها، ولا رئيس من دون موافقة القوات والتيار. لذلك أدعو إلى ضرورة التفكير والتخلي عن ترشيح فرنجية، وعدم البحث باسم آخر معناه استمرار الفراغ».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

واشنطن تعلن عن أول انسحاب إسرائيلي في لبنان بموجب اتفاق وقف النار

بدء انتشار الجيش اللبناني في الخيام (مديرية التوجيه)
بدء انتشار الجيش اللبناني في الخيام (مديرية التوجيه)
TT

واشنطن تعلن عن أول انسحاب إسرائيلي في لبنان بموجب اتفاق وقف النار

بدء انتشار الجيش اللبناني في الخيام (مديرية التوجيه)
بدء انتشار الجيش اللبناني في الخيام (مديرية التوجيه)

أعلنت الولايات المتّحدة الأربعاء أنّ الجيش الإسرائيلي نفّذ أول انسحاب لقواته من بلدة الخيام في جنوب لبنان، مشيرا إلى أنّ الجيش اللبناني حلّ محلّ القوة الإسرائيلية المنسحبة، وذلك تطبيقا لاتفاق واشنطن وباريس وأوقف الحرب بين الدولة العبرية وحزب الله.

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان إنّ قائدها الجنرال إريك كوريلا "كان حاضرا اليوم في مقر التنفيذ والمراقبة أثناء أول انسحاب تنفذه القوات الإسرائيلية وحلول القوات المسلّحة اللبنانية محلّها في الخيام بلبنان في إطار اتّفاق" وقف إطلاق النار. ونقل البيان عن كوريلا قوله "هذه خطوة أولى مهمة في تنفيذ وقف دائم للأعمال العدائية، وهي تضع الأساس لتقدّم مستمر". وبحسب سنتكوم فقد التقى الجنرال كوريلا في بيروت قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون وناقش وإياه "الوضع الأمني الراهن والمتغيّر في سوريا، وتأثيره على الاستقرار في المنطقة، وسبل تعزيز الشراكة العسكرية بين الجيش اللبناني والقيادة المركزية الأميركية".

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في منشور على منصة إكس إنَّ "تمركز وحدات الجيش في منطقتي الخيام ومرجعيون اليوم يمثّل خطوة أساسية لتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، تنفيذا لقرار وقف إطلاق النار". وطالب ميقاتي إسرائيل بوقف "خروقاتها لوقف إطلاق النار والتي أدَّت اليوم إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى"، مشدّدا أيضا على أنّ "المطلوب كذلك العمل على انسحاب إسرائيل الكامل من كلّ المناطق التي تحتلّها".

بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ لواءه السابع "أنجز مهمته في الخيام في جنوب لبنان". وأضاف البيان "وفقا لتفاهمات وقف إطلاق النار وبتنسيق من الولايات المتحدة، ينتشر جنود من القوات المسلحة اللبنانية في المنطقة بالاشتراك" مع جنود من اليونيفيل، قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.وتزامن هذا الانسحاب مع غارات جوية إسرائيلية على جنوب لبنان أوقعت خمسة قتلى، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وجاءت الغارات رغم سريان هدنة دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد مواجهة مفتوحة استمرت أكثر من شهرين بين حزب الله وإسرائيل خلفت نحو أربعة آلاف قتيل في لبنان وتسبّبت بدمار واسع في مناطق تعد معاقل للحزب المدعوم من إيران. وسُجّلت انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار منذ بدء سريانه.

وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق حدودية في جنوب لبنان خلال 60 يوما، وتعزيز الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة لانتشارها في الجنوب عند الحدود الشمالية للدولة العبرية. وبموجب الاتفاق، تتولى لجنة خماسية مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروقات التي يبلغ عنها كل طرف.