أيام قرطاج السينمائية في دورتها 33

السعودية ضيف شرف... وفيلم مغربي في الافتتاح

ملصق فيلم «فاطمة... السلطانة التي لا تنسى» للمخرج محمد عبد الرحمن التازي
ملصق فيلم «فاطمة... السلطانة التي لا تنسى» للمخرج محمد عبد الرحمن التازي
TT

أيام قرطاج السينمائية في دورتها 33

ملصق فيلم «فاطمة... السلطانة التي لا تنسى» للمخرج محمد عبد الرحمن التازي
ملصق فيلم «فاطمة... السلطانة التي لا تنسى» للمخرج محمد عبد الرحمن التازي

أطلقت، أمس، تونس الدورة 33 من أيام قرطاج السينمائية، التي تستمر إلى الخامس من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث ستضاء الأنوار على نجوم السينما من 72 بلداً، وستكون المملكة العربية السعودية ضيف شرف من خلال عرض باقة من الأفلام السعودية وتنظيم ندوة فكرية حول «دور الجمعيات غير الربحية في المجال السينمائي السعودي». ومن المنتظر أن يحضر في تمثيل للسعودية وفدٌ يتكون من 40 ضيفاً في اختصاصات الإخراج والإنتاج والنقد، أما الافتتاح فسيكون مغربياً من خلال فيلم «فاطمة... السلطانة التي لا تنسى» للمخرج محمد عبد الرحمن التازي، وهو فيلم يكرم المناضلة المغربية فاطمة المرنيسي المعروفة بمناصرتها لقضايا المرأة. وستعرف هذه الدورة حضور 44 فيلماً في مختلف أقسام المسابقة الرسمية، وهي «الأفلام الروائية الطويلة » (12 فيلماً) و«الأفلام الوثائقية الطويلة» (12 فيلماً) و«الأفلام الروائية القصيرة» (12 فيلماً) و«الأفلام الوثائقية القصيرة» (ثمانية أفلام)، وستكون السينما التونسية ممثلة في مختلف أقسام المسابقة بثمانية أفلام، أي بمعدل فيلميْن في كل قسم.
وعلى مدى ثمانية أيام ستكون تونس عاصمة للسينما العربية والأفريقية والعالمية من خلال مجموع 480 فيلماً عربياً وأفريقياً، وتتنوع العروض بين الأفلام القصيرة والطويلة والروائية والوثائقية، وللأفلام التونسية نصيب مهم في هذه الدورة عبر مشاركة 109 أفلام في مختلف العروض.
وبشأن المشاركة التونسية في المسابقة الرسمية لهذه الدورة الجديدة، قالت سنية الشامخي المديرة العامة لهذه الأيام، إن تونس ستكون ممثلة من خلال فيلمي «تحت الشجرة» للمخرجة أريج السحيري، و«وحلة» للمخرج نادر الرحموني من أجل الظفر بجائزة «التانيت الذهبي» لهذه الدورة، والتتويج بـ«التانيت الذهبي» العاشر منذ إحداث هذه التظاهرة السينمائية سنة 1966، وتضم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة الشريطين «حارس العوالم» لليلى الشايبي و«دنايد إكس» لهيفل بن يوسف. أما مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فتضم «آخر يوم للشمس» لقيس الماجري و«رحلة» لجميل النجار. ويتسابق الفيلمان «ترامودول» لأدوم موسى و«05:01» لسارة بن سود على جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة.
وأكدت الشامخي أن الفيلمين التونسيين سيتنافسان على الجائزة الكبرى مع 10 أفلام أخرى، هي «ما بعد الحياة» لأنيس جاد من الجزائر، و«الطريق» لعبد الحميد عبد اللطيف من سوريا، و«العبد» لعبد الإله الجوهري من المغرب، و«وراء الباب» لمانع عدي من العراق، و«شرف» لسمير نصر من مصر، و«الثائرون» لأميل شجيفي من تنزانيا، و«أنظر إلى النجوم» لديفيد كونستانتين من جزر الموريس، و«جراح الطفولة» لموسى سان يابسا من السنغال، و«معبد الفرح» لجان أودوتان من بنين، و«قسم الرسل» لسايدو بوندوان من بوركينافاسو. وتتركب لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة من المخرج المغربي محمد عبد الرحمان تازي (رئيس) وبشرى رزة (مصر) وأبولين تراوري (بوركينا فاسو) وسيليا ريكو كلافلينو (إسبانيا) ومي المصري (فلسطين) وعبد اللطيف بن عمار (تونس) وسالم إبراهيم (الجزائر). بينما ستحتكم الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة إلى لجنة ترأسها ماري كلامونس أندري مونتابايس (مدغشقر) ومتكونة من الأعضاء كلار دياو (بوركينا فاسو) ونادية الفاني (تونس) وسعاد لبيز (الجزائر). وكشفت سنية الشامخي مديرة الدورة 33 من أيام قرطاج السينمائية عن إطلاق النسخة الأولى من «قرطاج أسبوع النقاد»، وهو قسم مخصص للأعمال الروائية الأولى والثانية. ويفتح هذا القسم الجديد من المسابقة الرسمية أبوابه أمام جميع صانعي وصانعات الأفلام من مختلف الأقطار، ويشمل عرض 7 أفلام روائية ذات حساسيات فنية مختلفة، وإبداعات سينمائية معاصرة من جميع القارات. وبعثت الهيئة المديرة للمهرجان قسماً جديداً آخر يعنى بالأطفال هو «أيام قرطاج السينمائية للأطفال». ويتضمن برنامجاً موجهاً للأطفال. وستخصص خمسة أيام من أيام قرطاج السينمائية لعروض الأفلام العالمية الجديدة التي تعقبها نقاشات تهدف إلى ترسيخ حب السينما لدى الجميع. بقي أن نشير إلى أن أيام قرطاج السينمائية في دورتها الثالثة والثلاثين ستكرم الفنان الفقيد هشام رستم، والمخرجة الفقيدة كلثوم برناز، والمخرجة الجزائرية الراحلة يمينة بشير الشويخ، والممثلة الإيفوارية ناكي سي سافاني، والمخرج المصري داود عبد السيد، والمخرج المغربي محمد عبد الرحمن تازي.
كما ستكرم نجمين في سماء الفن السابع رحلا مؤخراً وتركا إرثاً سينمائياً مهماً، هما المخرج جان لوك غودار والممثل جان لوي ترينتينيان. وبمناسبة هذا التكريم سيكون عشاق السينما على موعد مع فيلمين لعملاقي السينما الهادفة والمؤثرة. وسيتم تكريم جان لوك غودار من خلال فيلمه «بيارو المخبول» الذي رأى النور عام 1965، وهو من بين الأفلام الرائدة في سينما الطريق. وسيقع تكريم الممثل جان لوي ترينتينيان من خلال عرض فيلمه «يحيا الأحد» الذي صدر سنة 1983 وهو من إخراج فرنسوا تروفو، ويلعب فيه جان لوي ترينتينيان دور الشخصية الرئيسية.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
TT

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)

دعا حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض في الجزائر، إلى ما وصفه بـ«وضع حد للتسيير الأمني والأحادي لشؤون البلاد، والانخراط في عملية إصلاحات كبرى، قادرة على ضمان الديمقراطية السياسية، والتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي»، حسب ما أورده تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم السبت. وقال الأمين الوطني الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، يوسف أوشيش، خلال دورة استثنائية للمجلس الوطني، السبت، إنه «بات من الضروري تغيير المقاربات في ظل التغيرات الجيوستراتيجية الكبرى، التي يشهدها العالم»، داعياً إلى «تحديد مشروع وطني واضح وطموح، وإشراك جميع القوى الحية في البلاد فيه».

وأضاف أوشيش موضحاً أن ذلك يتم عبر «تبني وتشجيع الحوار، مع الاستعداد الدائم لتقديم التنازلات، وتشكيل التوافقات من أجل الحفاظ على البلاد، وتعزيز وحدتها وتماسكها». واستطرد ليؤكد أن الاستقرار الحقيقي «لن يتحقق إلا من خلال تسيير سياسي حكيم، يعتمد على بناء إطار ديمقراطي، قادر على بعث الثقة وحماية المصلحة العليا للأمة. فهذا هو الحصن الأقوى ضد كل محاولات تقويض سيادتنا وتهديد وحدتنا الترابية».

يوسف أوشيش خلال حملته للانتخابات الرئاسية (حملة المترشح)

في سياق ذلك، ذكر أوشيش أن التسيير الأمني لشؤون المجتمع، بحجة الحفاظ على النظام العام، لن يؤدي إلا إلى «إضعاف أسس المجتمع الجزائري، وتغذية مناخ الشك، والخوف والانقسام، إذ تعلمنا التجارب أن سياسات الغلق تولد التوترات، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى أزمات اجتماعية وسياسية أكثر خطورة». وعلق أوشيش، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية التي جرت بتاريخ السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي على الأحداث المتسارعة في سوريا، بالقول: «يجب أن تشكل درساً لنا، وتذكرنا بحقيقة ثابتة غير قابلة للتأويل، وهي أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومدى قدرتنا على بناء منظومة قوية ومستقلة، تمكننا من حماية أنفسنا من هذه التحولات الجيوسياسية الكبرى الماثلة أمام أعيننا»، داعياً مسؤولي البلاد وجميع القوى الحية في المجتمع إلى تعزيز المؤسسات، وتطوير الاستقلالية الاستراتيجية، وضمان الاستقرار والسلم الداخلي من خلال حوكمة عادلة، شاملة ومسؤولة، مع «الانخراط في ورشة كبيرة للسيادة والقدرة الدائمة على التكيف».

وانتقد أوشيش ما وصفه بـ«نقاشات سامة وخبيثة»، مؤكداً أنه «تقع على عاتق السلطة مقاومة كل الإغراءات السلطوية، كما تقع أيضاً على عاتق المجتمع بأسره محاربة شياطين الانقسام والتفرقة»، معتبراً أن إقالة محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، «لا تعد ذا أثر كبير، ما لم تعقبها إعادة نظر في القوانين العضوية، وفي النصوص المؤطرة للحياة السياسية بصفة عامة، وللعملية الانتخابية بصفة خاصة، لإضفاء المصداقية على العملية الانتخابية، ولاستعادة الثقة فيها، وضمان مشاركة مواطناتية فعلية».