بدأ القضاء الإيراني، أمس السبت، محاكمة خمسة موقوفين في طهران يواجهون تهماً قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، على خلفية احتجاجات تشهدها البلاد منذ أسابيع في أعقاب وفاة مهسا أميني، وفق ما أعلنت السلطة القضائية.
وأفاد موقع «ميزان أونلاين» التابع للقضاء في إيران، بأن «جلسة الاستماع الأولى لعدد من المتهمين في أعمال الشغب الأخيرة بدأت صباحاً في المحكمة الثورية في طهران برئاسة القاضي أبو القاسم صلوتي».
ومن المتهمين محمد قبادلو الذي يُحاكم بتهمة «الإفساد في الأرض» بسبب «مهاجمته أفراد الشرطة بسيارة، ما أدى لوفاة عنصر وإصابة خمسة آخرين».
ووجهت لسعيد شيرازي تهمة مماثلة لـ«تحريضه الشعب على ارتكاب جرائم».
إلى ذلك، يواجه كل من سامان صيدي ومحمد بروغني ومحسن رضا زاده تهمة «الحرابة» وهي أيضاً قد تصل عقوبتها إلى الإعدام في إيران.
وكانت السلطة القضائية أعلنت توجيه الاتهام لأكثر من ألف شخص في عموم البلاد في قضايا مرتبطة بالاحتجاجات.
واندلعت في إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات على خلفية وفاة أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران؛ لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في إيران.
وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، غالبيتهم من المحتجين، وتم توقيف مئات آخرين في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات الإيرانية، وما يرى فيه المسؤولون «أعمال شغب».
- تنديد أميركي
من جانبها، نددت الولايات المتحدة بالسلطات الإيرانية التي يشتبه في أنها منعت دفن صحافي، قائلة إن إيران تخشى الصحافيين حتى بعد وفاتهم.
وتوفي الصحافي رضا حقيقت نجاد الذي عمل في المنفى لصالح «راديو فردا»، وهي إذاعة ممولة من الولايات المتحدة تبث باللغة الفارسية، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) في مستشفى في برلين إثر إصابته بمرض السرطان، وفق ما ذكرت المنصة الإعلامية التابعة لإذاعة «أوروبا الحرة».
وذكر «راديو فردا» نقلاً عن عائلته أن عملاء لـ«الحرس الثوري» احتجزوا جثة الصحافي البالغ 45 عاماً لدى إعادتها إلى إيران لمنع دفنه في مدينته شيراز.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين: «نشعر بالاشمئزاز لمعرفتنا أن الحرس الثوري الإيراني احتجز رفات رضا في المطار، ويضغط على عائلته للموافقة على دفنه في مكان آخر».
ودعا السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن الجثة «فوراً» وإعادتها إلى العائلة، مشيراً إلى أن ما حدث يكشف حجم الترهيب الذي تتعرض له الصحافة في إيران.
وقال إن «طريقة التعامل مع رضا حقيقت نجاد تسلط الضوء على مدى الخوف الذي تشعر به القيادة الإيرانية من الصحافيين حتى بعد وفاتهم».
- قلق الأمم المتحدة
كما تشعر الأمم المتحدة بالقلق إزاء الوفيات في احتجاجات إيران، إذ أعربت عن «قلقها المتزايد» إزاء تقارير عن الوفيات في الاحتجاجات المتواصلة في إيران. وقال متحدث باسم المنظمة الدولية: «نحن ندين جميع الحوادث التي أسفرت عن وقوع وفيات أو إصابات خطيرة للمتظاهرين، ونؤكد مجدداً أنه ينبغي على قوات الأمن تجنب جميع أشكال الاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة ضد المتظاهرين السلميين».
وأضاف المتحدث: «يجب محاسبة المسؤولين عن ذلك».
وحثت الأمم المتحدة الحكومة الإيرانية في طهران على احترام حقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه يمكن، ويجب، السيطرة على الأزمة عبر الحوار.
واجتاحت الاضطرابات إيران عقب وفاة الفتاة مهسا أميني، التي توفيت خلال حجزها من جانب الشرطة، ومنذ وفاتها تظاهر الآلاف في جميع أنحاء البلاد ضد أساليب الحكومة القمعية ونظام الحكم في طهران.
- ناشطات إيرانيات
تسلط الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، الضوء في الأمم المتحدة على احتجاجات تشهدها إيران بسبب وفاة أميني.
وحسب مذكرة اطلعت عليها «وكالة رويترز» ستعقد الولايات المتحدة وألبانيا اجتماعاً غير رسمي لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء. ومن المقرر أن تتحدث الإيرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، والممثلة والناشطة الإيرانية المولد نازانين بونيادي في الاجتماع.
وجاء في المذكرة أن «الاجتماع سوف يسلط الضوء على القمع المستمر للنساء والفتيات وأفراد الأقليات الدينية والعرقية في إيران. وسيحدد فرص تشجيع إجراء تحقيقات موثوق بها ومستقلة في انتهاكات وتجاوزات الحكومة الإيرانية لحقوق الإنسان».
ومن المقرر أيضاً أن يلقي محقق الأمم المتحدة المستقل المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن، كلمة في الاجتماع الذي يمكن أن تحضره دول أخرى أعضاء في الأمم المتحدة، وجماعات حقوقية. وتحولت الاحتجاجات إلى انتفاضة شعبية من الإيرانيين الغاضبين من جميع الطبقات لتشكل أحد أكبر التحديات أمام القيادة الإيرانية منذ ثورة 1979. وألقت إيران باللوم في الاضطرابات على أعدائها «الأجانب وعملائهم».
- استخدام العنف
واتهمت بعثة إيران إلى الأمم المتحدة في نيويورك، الولايات المتحدة وحلفاءها بإساءة استخدام منابرها «لتعزيز أجنداتها السياسية».
وقالت: «في ضوء نفاقها، والكيل بمكيالين، والتطبيق الانتقائي لحقوق الإنسان نجد أن مزاعم الولايات المتحدة بدعم النساء الإيرانيات خادعة وتفتقر إلى حسن النية». وقالت جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 محتجاً قتلوا، واعتقل الآلاف في أنحاء البلاد. ولعبت المرأة دوراً بارزاً في الاحتجاجات التي قمن خلالها بنزع الحجاب عن رؤوسهن وإضرام النيران فيه.
وتأجج الغضب بعد ظهور تقارير تحدثت عن مقتل عدد من الفتيات في مقتبل العمر خلال الاحتجاجات.
وجاء في المذكرة حول الاجتماع المزمع أنه «سيؤكد استمرار الاستخدام غير القانوني للقوة ضد المحتجين، وملاحقة النظام الإيراني المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين في الخارج لاختطافهم أو اغتيالهم، في تعارض مع القانون الدولي». وحث المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، السلطات الإيرانية على معالجة «الشكاوى المشروعة للسكان، بما في ذلك ما يتعلق بحقوق المرأة».
القضاء الإيراني يبدأ محاكمة محتجين يواجهون عقوبة الإعدام
واشنطن تندد باحتجاز السلطات جثة صحافي
القضاء الإيراني يبدأ محاكمة محتجين يواجهون عقوبة الإعدام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة