جرعة «كورونا» الثالثة «فعالة» لمرضى تليف الكبد

باحثون وصفوا نتائج الدراسة بـ«المفاجئة»

مركز للتلقيح ضد «كورونا» (رويترز)
مركز للتلقيح ضد «كورونا» (رويترز)
TT

جرعة «كورونا» الثالثة «فعالة» لمرضى تليف الكبد

مركز للتلقيح ضد «كورونا» (رويترز)
مركز للتلقيح ضد «كورونا» (رويترز)

يرتبط تليف الكبد بانخفاض الاستجابة للقاحات «الرنا مرسال»، المخصصة لـ«كوفيد - 19»، كما يتضح من النتائج بعد جرعتين، ومع ذلك، فإن نتائج دراسة جديدة تدعم بقوة إعطاء اللقاحات المعززة الموصى بها لهؤلاء المرضى.
وفي هذه الدراسة الجديدة التي نشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية «أمراض الكبد»، وشملت أكثر من 26 ألف مريض يعانون من تليف الكبد، وجد الباحثون أن الجرعة الثالثة أدت إلى انخفاض بنسبة 80 في المائة في حدوث المرض، وانخفاض بنسبة مائة في المائة بحالات المرض الشديدة أو الحرجة، وانخفاض بنسبة مائة في المائة بالوفيات المرتبطة بالمرض.
ويقول بينو جون، من قسم أمراض الجهاز الهضمي في كلية الطب جامعة ميامي، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 25 أكتوبر (تشرين الأول): «لقد أثبتت مجموعتنا سابقاً أنه في المرضى الذين يعانون من تليف الكبد، كانت الفاعلية المرتبطة بجرعتين من لقاحات (الرنا مرسال) أقل وأبطأ، مقارنة بتلك التي تظهر في السكان الأصحاء».
ولأن المرضى الذين يعانون من تليف الكبد معرضون بشكل خاص لتأثير «كوفيد - 19»، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات المرض والوفيات، مقارنة بمن لا يعانون من أمراض الكبد، كان السؤال الذي طرحه الباحثون، هو: ما الفائدة الإضافية للجرعات المنشطة من اللقاحات لمرضى تليف الكبد؟
ويضيف جون: «كانت المفاجأة بالنسبة لنا، أن النتائج أكدت الفوائد الكبيرة للجرعة المنشطة الثالثة».
وأجرى الباحثون دراستهم على مرضى تليف الكبد الذين تلقوا جرعتين أو ثلاث جرعات من لقاحات الرنا مرسال (لقاح فايزر – بيونتك) و(لقاح موديرنا)، وأشارت النتائج إلى أنه يجب تشجيع مرضى تليف الكبد على تلقي جرعة ثالثة للحماية الفعالة لأنها تبدو فعالة للغاية ضد النتائج الشديدة للمرض.
وأظهرت النتائج أن تلقي الجرعة الثالثة من اللقاح يرتبط بانخفاض بنسبة 80 في المائة في تطور المرض وأعراضه، وانخفاض بنسبة مائة في المائة في الحالات الحادة أو الحرجة، وحالات الوفاة المرتبطة بالمرض، مقارنة بالمشاركين المصابين بتليف الكبد الذين تلقوا جرعتين فقط.
ويقول جون إن هذا التخفيض المرتبط بالجرعة الثالثة أعلى بكثير من ذلك الموصوف لدى السكان الأصحاء، ويشير إلى أن جرعة ثالثة من اللقاح قادرة على التغلب على ضعف استجابة اللقاح في تليف الكبد. ويضيف: «لقد توقعنا أن توفر الجرعة الثالثة حماية أكبر مقارنة بجرعتين، ومع ذلك، كان حجم الانخفاض ملحوظاً، بل وأكبر مما لوحظ في السكان الأصحاء، وتظهر نتائجنا أن مرضى تليف الكبد يجب أن يتلقوا بالتأكيد جرعة التطعيم الثالثة، وربما جميع المعززات الآن الموصى بها».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
TT

تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)

طوّر فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ في كوريا الجنوبية، طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء لتسريع اندماج العظام مع الزّرعات الجديدة بعد إجراء جراحات العظام. وقد ثَبُت أن الطلاء المطور يقلّل من وقت الالتئام إلى أسبوعين فقط، ممّا يسرّع معدل التعافي بعد الجراحة إلى الضعف، فضلاً عن تقليل خطر رفض الجسم للغرسات.

ويستكشف حالياً، الفريق صاحب الابتكار، بقيادة البروفيسور كيلفن يونغ واي كوك، من قسم جراحة العظام والصّدمات، كلية الطب السريري في جامعة هونغ كونغ (HKUMed)، تطبيق هذه التكنولوجيا في جراحات استبدال المفاصل الاصطناعية، بما في ذلك جِراحات استبدال الركبة التي تُجرى بشكلٍ شائع في هونغ كونغ.

وفي بيان صحافي صدر الجمعة، قال يونغ واي كوك: «أثبتت التّجارب على الحيوانات أن هذه الطريقة تعمل على تسريع عملية دمج العظام مع الغرسة بشكلٍ كبيرٍ، مما يؤدي إلى زيادة مضاعفة في معدل الاندماج».

ووفق النتائج المنشورة في دورية «أدفانسد فانكشينال ماتيرالز»، فإن عملية دمج العظام مع الغرسة تسارعت من 28 يوماً إلى 14 يوماً فقط، مما أدى إلى مضاعفة السرعة بشكل فعّال.

وتُمثّل هذه الدراسة أول دراسة تَستخدم تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية بشكل غير جراحي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تقدّمٍ كبيرٍ في تطوير مواد حيوية جديدة قادرة على التّحكم عن بُعد في البيئة المناعية للعظام.

ويمكن أن يؤدي الاضطراب في البيئة المناعية العظمية أثناء مرحلة ما بعد الزّرع إلى ارتخاءِ الزرعة الجديدة، وإطالة وقت التعافي وزيادة المضاعفات بعد الجراحة، مما يؤدي في النهاية إلى فشل الزرعة. ولمعالجة هذه التحديات، طور فريق جامعة هونغ كونغ الطبية طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (NIR)، يؤثر بشكل إيجابي على استجابة الخلايا المناعية، ممّا يُقلل بشكلٍ فعّالٍ من الالتهاب الحاد خلال المرحلة الحاسمة بعد الزرع.

وتتضمن هذه العملية توليد تيار ضوئي يُحفِّز تدفُّق الكالسيوم المتزايد في نوعٍ من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا البلعمية، مما يخلق بيئة مناعية عظمية أكثر ملاءمة. وهذا يُعزّز بدوره تكوين العظام، وبالتالي تسريع عملية دمج العظام بالزرع.

وتلعب الخلايا البلعمية دوراً محورياً في عملية تجديد العظام، وهي من بين الخلايا المناعية الأولى التي تستجيب، فتبدأ تفاعلاً متسلسلاً ضرورياً لتكامل العظام مع الغرسة.

وعند إدخال الغرسات، تُصبح هذه الخلايا المناعية نشِطة وتحفّز استجابة التهابية حادة، وتُطلِق السيتوكينات المؤيّدة للالتهابات، لتسهيل تجنيد الخلايا الجذعية المتوسطة (MSCs) وبدءِ عملية تجديد العظام. لذلك، من الأهمية في مكان استعادة بيئة متوازنة بين العظام والغرسة، خصوصاً بعد مرحلة الالتهاب الأولية، لمنع الالتهاب طويل الأمد وضمانِ نجاح تكامل الغرسة.

وعادةً ما يجري طلاء الغرسات العظمية بثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2)، وهو غير سامٍ لخلايا العظام والبكتيريا، ولكن لديه حدود في استجابته للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

في هذه الدراسة، استخدم فريق البحث هيدروكسيباتيت (HA)، المكوِّن الأساسي للعظام والأسنان، لتطوير سطحٍ قابلٍ للإثارة يستجيب للتيار الضوئي.

ويُولِّد الطلاء الجديد إشارات ضوئية كهربائية عند تعرّضه للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء، ممّا يقلّل بسرعة من الالتهاب الحاد ويخلق بيئة مناعية مفيدة مصمّمة لحالة المريض، ويؤدي في النهاية إلى تسريع تكامل العظام مع الغرسة ويجعل الغرسات أكثر أماناً.

وأضاف البروفيسور يونغ واي كوك قائلاً: «نجح فريقنا في تطوير آلية جديدة تعمل على تعديل تمايز الخلايا المناعية بشكل غير جراحي وفقاً لدورة المناعة لدى المريض واحتياجاته»، وتابع: «هذا الاكتشاف له تأثيرٌ عميق على معدل نجاح جراحة العظام ويوفر اتجاهاً جديداً لمعالجة التّحديات السريرية، مثل رفض الزرع».