دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، مناصريه إلى أوسع مشاركة في الانتخابات الإسرائيلية التي تجري الثلاثاء المقبل، قائلاً: «إنها جولة مصيرية من أجل مستقبل الدولة العبرية».
وخاطب لبيد الإسرائيليين قبل يومين من الانتخابات، خلال جولة في هرتسليا التقى خلالها ناخبيه قائلاً: «خذ جميع أصدقائك وعائلتك يوم الثلاثاء، واذهب للتصويت وحدد المستقبل. مستقبل البلد ومستقبل أطفالنا».
وتشهد إسرائيل، الثلاثاء، خامس جولة انتخابية في أقل من أربع سنوات، في صراع متجدد ومحتدم بين معسكر اليمين الذي يرأسه بنيامين نتنياهو زعيم حزب «الليكود»، ومعسكر الائتلاف الذي يرأسه يائير لبيد زعيم حزب «هناك مستقبل» ورئيس الوزراء الحالي.
ويسعى نتنياهو من خلال هذه الانتخابات للعودة إلى الحكم، لكن استطلاعات الرأي لا تعطي الفوز الحاسم لأي من المعسكرين، على الرغم من أنها تشير إلى أن معسكر أحزاب اليمين بقيادة نتنياهو سيحصل على 59 - 60 مقعداً، بينما يحصل معسكر أحزاب الائتلاف على 56 - 57 مقعداً.
ويحتاج أي معسكر إلى 61 مقعداً فأكثر من أجل تشكيل حكومة أغلبية، وهو ما يتوقع أن يتأتى لنتنياهو في حال عدم تجاوز حزب ما، وخصوصاً بين الأحزاب العربية، نسبة الحسم.
ودخلت إسرائيل دائرة مفرغة من الانتخابات منذ عام 2019، وهو العام نفسه الذي شهد توجيه لائحة اتهامات بالفساد لنتنياهو.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان)، وثلاثة استطلاعات للرأي أجرتها صحيفة «معريف»، و«القناة 12» الإخبارية، و«القناة 13» الإخبارية، أن كتلة نتنياهو المكونة من أربعة أحزاب ستفوز بـ60 مقعداً من مقاعد البرلمان الإسرائيلي، البالغ عددها 120، في تصويت الثلاثاء الوشيك.
وتوقعت الاستطلاعات أن يفوز التحالف الحالي بـ56 مقعداً.
وبحسب استطلاع «القناة 12»، وهو آخر استطلاع أُجري قبل الانتخابات، سيحصل «الليكود» بزعامة نتنياهو على 31 مقعداً، وحلفاؤه في، «الصهيونية الدينية» 14 مقعداً، و«شاس» 9 مقاعد، و«يهدوت هتوراة» 6 مقاعد.
أما معسكر الأحزاب التي تُشكل الائتلاف الحالي، فسيتمثل، بـ«هناك مستقبل» الذي يرأسه لبيد بـ25 مقعداً، و«المعسكر الوطني» بـ12 مقعداً، و«يسرائيل بيتينو» بـ6 مقاعد، و«ميرتس» بـ5 مقاعد، و«العمل» بـ4 مقاعد، و«القائمة الموحدة» بـ4 مقاعد.
وبحسب الاستطلاعات فإن أحزاب «ميرتس»، و«العمل»، و«الجبهة العربية للتغيير»، و«القائمة الموحدة»، موجودة في «منطقة الخطر»، وعليه فإن عدم تجاوز أحدها نسبة الحسم، سيمنح على الأرجح نتنياهو الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة.
وعملياً تتمحور هذه الانتخابات حول نتنياهو، يفوز أو لا يفوز، بعد أن أخفق غداة الانتخابات الأربعة الماضية، في تشكيل الائتلاف اليميني الذي كان يطمح إليه.
ومقابل نتنياهو، يبرز لبيد رئيس الوزراء الحالي، الذي بدأ حياته كمذيع تلفزيوني ثم وزير مالية، ويأتي في المرتبة الثانية وفي تنافس مباشر مع «الليكود»، ووزير الدفاع، بيني غانتس الذي يترأس حزب «الوحدة الوطنية» المنتمي ليمين الوسط، والذي من المتوقع أن يفوز بمقاعد أقل بكثير من نتنياهو ولبيد، وهو الأمر الذي لم يمنعه من إعلان نفسه المرشح الوحيد القادر على التفوق على نتنياهو، من خلال تشكيل تحالفات جديدة ورئاسة حكومة موسعة لإخراج إسرائيل من أزمتها الدستورية.
أيضاً يحضر في هذه الانتخابات بقوة، إيتمار بن غفير وهو برلماني متطرف، وقد يشكل وجوده اختباراً لعلاقات إسرائيل الخارجية إذا تم تعيينه فعلاً وزيراً في حكومة قد ينجح نتنياهو في تشكيلها.
وتشير التوقعات إلى أن قائمة مشتركة تضم حزب بن غفير اليميني «القوة اليهودية» وفصائل أخرى قد تأتي في المرتبة الثالثة.
وتثير شعبيته المتزايدة بعض القلق في الداخل والخارج.
هناك أيضاً العرب في إسرائيل، الذين يمكن لأصواتهم أن تغير شكل الانتخابات. ويمثلون نحو 20 في المائة من السكان ولا يحظون بالتمثيل المناسب في البرلمان.
وآخر انتخابات جرت في 23 مارس (آذار) 2021، وكانت الرابعة خلال عامين.
آنذاك تصدّر «الليكود» النتائج بحصوله على 30 مقعداً تلاه حزب «يش عتيد» برئاسة لبيد مع 17 مقعداً.
وعلى الرغم من تكليف نتنياهو في السادس من أبريل (نيسان) تشكيل فريق حكومي جديد وأُعطي مهلة حتى الرابع من مايو (أيار)، فإنه فشل في مهمته، ما دفع رؤوفين ريفلين الرئيس الإسرائيلي وقتها إلى الطلب من لبيد محاولة تشكيل الحكومة.
وفي 13 يونيو (حزيران)، منح البرلمان الإسرائيلي ثقته للائتلاف الحكومي الجديد برئاسة بنيت.
وتولّى لبيد، حقيبة الخارجية، وهكذا تمت إطاحة نتنياهو بعد 12 عاماً متواصلة في الحكم.
بعد ذلك واجه الائتلاف بوادر انهيار بعدما خسر أغلبيته في الكنيست، وخسر تمرير قوانين قبل أن يعلن بنيت ولبيد في 20 يونيو (حزيران) عزمهما تقديم مشروع قانون لحلّ البرلمان، وهو ما تم في 30 من الشهر نفسه، وتقرّر إجراء انتخابات جديدة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني).