خامنئي يتوعد بالرد على هجوم شيراز... ورئيسي يربطه بالاحتجاجات

وزير الداخلية أحمد وحيدي ومحمد مخبر نائب الرئيس الإيراني خلال جولة تفقدية للمصابين في شيراز أمس (أرنا)
وزير الداخلية أحمد وحيدي ومحمد مخبر نائب الرئيس الإيراني خلال جولة تفقدية للمصابين في شيراز أمس (أرنا)
TT

خامنئي يتوعد بالرد على هجوم شيراز... ورئيسي يربطه بالاحتجاجات

وزير الداخلية أحمد وحيدي ومحمد مخبر نائب الرئيس الإيراني خلال جولة تفقدية للمصابين في شيراز أمس (أرنا)
وزير الداخلية أحمد وحيدي ومحمد مخبر نائب الرئيس الإيراني خلال جولة تفقدية للمصابين في شيراز أمس (أرنا)

توعّد المرشد الإيراني علي خامنئي بالردّ على هجوم استهدف ضريحاً وأودى بحياة 15 شخصاً، وأعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عنه، وسط تضارب في الرواية الرسمية.
وسيزيد الهجوم الضغط على الحكومة التي تواجه مظاهرات متواصلة واسعة النطاق منذ وفاة مهسا أميني، الكردية البالغة من العمر 22 عاماً، بعد احتجاز الشرطة إياها في 16 سبتمبر (أيلول).
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي إن من يقفون وراءه «سيعاقَبون بالتأكيد». ونقلت «رويترز» عن بيان لخامنئي تلاه التلفزيون الرسمي: «يجب علينا جميعاً التصدي للعدو وعملائه الخوَنة أو الجهلاء. يجب على أجهزة الأمن والقضاء والنشطاء في مجال الفكر والشعب الاتحاد ضد الاستخفاف بأرواح الناس وأمنهم ومقدساتهم».
جاء الحادث في يوم اشتبكت فيه قوات الأمن مع محتجّين خرجوا للتظاهر في ذكرى مرور 40 يوماً على وفاة أميني.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن «أعمال الشغب» تمهِّد الأرضية لوقوع هجمات «إرهابية»، وأكد أن إيران ستردّ على هجوم شيراز، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية.
وكرر رئيسي تصريحات سابقة أدلى بها في تفسير سبب الاحتجاجات، وقال، في خطاب في محافظة زنجان بشمال غرب البلاد: «نيّة العدو هي إعاقة تقدم البلاد، ومن ثم أعمال الشغب هذه تمهّد الطريق أمام أعمال إرهابية». وأضاف: «لذا يأتون إلى مرقد شاه جراغ ويطلقون النار على الأبرياء الذين كانوا يقومون بعبادة الله، ومن ثم يتبنى داعش المسؤولية».
أما وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان فقد ذكر، في بيان، أن إيران «لن تَدَع الهجوم يمرّ دون رد»، مضيفاً أن «الهجوم يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد»، لافتاً إلى أن «هناك معلومات موثوقة بأن الأعداء وضعوا مشروعاً متعدد المستويات لزعزعة أمن إيران». وتابع: «بالتأكيد لن نسمح بأن تكون مصالح إيران وأمنها الوطني ألعوبة بأيدي الإرهابيين والأجانب الذين يتدخلون في شؤون البلاد بذريعة حقوق الإنسان».
وقال عبد اللهيان، في بيان نقلته وسائل الإعلام الحكومية: «بالتأكيد لن نسمح للإرهابيين والمتطفلين الأجانب الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان، بالعبث بالأمن القومي لإيران ومصالحها. هذه الجريمة جعلت النوايا الآثمة لمروّجي الإرهاب والعنف في إيران واضحة جلية».
من جانبه ألقى وزير الداخلية أحمد وحيدي باللوم على الاحتجاجات التي تجتاح إيران، في تمهيد الطريق لهجوم شيراز.
وقال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي: «نقول بحزم: نار غضب وانتقام الشعب الإيراني الواعي ستلقّنهم جزاء عملهم المخزي»، حسبما أوردت وكالة «رويترز»، نقلاً عن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».
واستهدف الهجوم الذي نفّذه شخص مسلّح جرى توقيفه من قِبل قوات الأمن، ضريحاً يُنسب إلى أحمد بن موسى الكاظم؛ شقيق الإمام الرضا، ثامن الأئمة المعصومين لدى الشيعة، ويُلقب بـ«شاه جراغ». ويُعدّ هذا المرقد الواقع في شيراز، مركز محافظة فارس، من أبرز المزارات الدينية في جنوب إيران. ووفق التلفزيون، أصيب 19 شخصاً بجروح.
وقدمت السلطات الإيرانية روايات متضاربة حول الحادث. وتحدثت وسائل الإعلام الإيرانية بدايةً عن أن 3 مسلحين نفّذوا الهجوم، وجرى توقيف اثنين منهم، إلا أن كاظم موسوي، مسؤول السلطة القضائية بمحافظة فارس، ومركزها مدينة شيراز، أبلغ التلفزيون الرسمي بأن «إرهابياً واحداً فقط كان ضالعاً في هذا الهجوم». وصرح مسؤول بارز بأن المسلح الموقوف في حالة حرجة، بعدما أطلقت الشرطة النار عليه. ونقلت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن إسماعيل محبي بور، مساعد حاكم إقليم فارس؛ حيث وقع الهجوم، القول بأن «الإرهابي منفذ هجوم الضريح في حالة حرجة... ولم نتمكن بعدُ من استجوابه».
وأظهرت لقطات سجلتها كاميرات مراقبة أمنية وبثّها التلفزيون الرسمي، الخميس، المُهاجم وهو يدخل الضريح بعد أن خبّأ بندقية في حقيبة وأطلق النار، بينما كان المصلّون يحاولون الفرار والاختباء في الممرات.
وظهر بعدما ألقت الشرطة القبض عليه عقب إصابته بالرصاص. وقالت وسائل إعلام رسمية إنه ليس إيرانياً، لكنها لم تكشف عن جنسيته. ودعا مسؤولون إلى الحداد ثلاثة أيام في محافظة فارس الجنوبي بعد الهجوم الذي وقع في شيراز.
في هذه الأثناء، أدانت كل من مصر ولبنان وقطر والعراق والصين الهجوم «الإرهابي» في شيراز.
وقال محبي بور إن السلطات ستقوم بتشييع قتلى الهجوم، السبت المقبل.
تزامن الهجوم في شيراز مع دعوات نشرها ناشطون لتجمع سنوي كبير، السبت، في موقع أثري على بُعد 60 كيلومتراً شمال المدينة، لإحياء ما يَعتبره بعض الإيرانيين «يوم كوروش»؛ وهو من المناسبات التي ظهرت في السنوات الأخيرة؛ في محاولة من الناشطين الإيرانيين إحياء رموز الحضارة الفارسية القديمة.
وخلال السنوات الأخيرة، حاولت السلطات تقييد وصول الإيرانيين واعتقلت عدداً من الأشخاص الذين سافروا من مختلف أنحاء البلاد إلى موقع «تخت جمشيد»، الذي يضم قبراً يُنسب إلى كوروش مؤسِّس السلسلة الأخمينية، في 529 قبل الميلاد.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إقفال مدارس في إيران جراء موجة صقيع وعاصفة رملية

تلوث الهواء يضعف الرؤية في العاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)
تلوث الهواء يضعف الرؤية في العاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)
TT

إقفال مدارس في إيران جراء موجة صقيع وعاصفة رملية

تلوث الهواء يضعف الرؤية في العاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)
تلوث الهواء يضعف الرؤية في العاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)

أعلنت إيران إغلاق المدارس والإدارات العامة في عدد من المحافظات، الأحد، بسبب موجة صقيع تضرب البلاد ونقص في إمدادات الطاقة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

ورغم أن إيران تملك ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإنها اضطرت إلى ترشيد استهلاك الكهرباء في الأسابيع الأخيرة بسبب نقص الغاز والوقود اللازمين لتشغيل محطات الإنتاج.

كما تعاني شبكة الكهرباء في إيران من نقص الاستثمار في البنية التحتية، ويعود ذلك جزئياً إلى العقوبات الغربية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أن المدارس والمؤسسات الحكومية أغلقت في محافظات غيلان، وغولستان، وأردبيل الشمالية، وكذلك محافظة البرز غرب العاصمة طهران «بسبب الطقس البارد ومن أجل ترشيد استهلاك الوقود».

وأضافت أن قرارات مماثلة اتخذت بسبب البرد في محافظات أخرى بينها طهران، ومازندران في الشمال، وكرمانشاه في الغرب، وقزوين في الوسط، وخراسان الجنوبية في الشرق.

وحض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الخميس، المواطنين على خفض التدفئة «درجتين» لتوفير الطاقة، في إطار حملة روجت لها حكومته.

كما ضربت عاصفة رملية جنوب غربي إيران، الأحد، متسببة أيضاً في إغلاق المدارس والمؤسسات وإلغاء رحلات جوية بسبب سوء الرؤية، على ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

ولف ضباب كثيف محافظتي خوزستان وبوشهر النفطيتين الحدوديتين مع العراق، الواقعتين على بُعد أكثر من 400 كيلومتر على خط مستقيم من طهران.

وفي صور نشرتها «وكالة الأنباء الإيرانية» تكاد الأبنية تختفي جراء الغبار المسيطر في حين وضع سكان كمامات في الشارع.

في جنوب غربي إيران، أغلقت المدارس والمرافق العامة أبوابها، الأحد، وعلقت كل الرحلات الجوية حتى إشعار آخر بسبب سوء الرؤية التي لا تتعدى المائة متر على ما ذكرت وكالة «تسنيم» للأنباء.

في آبدان في جنوب غربي البلاد عدَّت نوعية الهواء، الأحد، «خطرة» مع مؤشر عند مستوى 500 أي أعلى بـ25 مرة من تركز الجزئيات الصغيرة الملوثة PM2.5 في الجو التي تعد مقبولة من جانب منظمة الصحة العالمية.

وتصل عاصفة الرمل والغبار هذه من العراق المجاور مع جزئيات قد تصيب مواطنين بمشاكل في التنفس تستدعي دخولهم المستشفى.