إسرائيل تلاحق المنهاج الفلسطيني في حقائب طلاب القدس

اقتحمت مدرسة الإيمان وأخضعت طلابها للتفتيش

إضراب شهدته مدارس القدس في سبتمبر رفضا لأسرلة المناهج (وفا)
إضراب شهدته مدارس القدس في سبتمبر رفضا لأسرلة المناهج (وفا)
TT

إسرائيل تلاحق المنهاج الفلسطيني في حقائب طلاب القدس

إضراب شهدته مدارس القدس في سبتمبر رفضا لأسرلة المناهج (وفا)
إضراب شهدته مدارس القدس في سبتمبر رفضا لأسرلة المناهج (وفا)

اقتحمت طواقم من وزارة المعارف الإسرائيلية «مدرسة الايمان» في بلدة بيت حنينا شمال القدس، وراحت تفتش حقائب طلبة المدرسة بحثاً عن مناهج فلسطينية، في تطبيق عملي لقرار «التفتيش» على المدارس بالمدينة، للتأكد من المناهج التي تدرس فيها.
وجرى اقتحام مباني «مدرسة الإيمان» بفروعها الثلاثة («الأساسية للبنات»، و«الأساسية للبنين.أ»، و«الأساسية للبنين.ب») بالقوة، ثم جرى اقتحام الصفوف وتفتيش الحقائب وتصوير الكتب. وقال زياد شمالي، رئيس اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس، إن الاقتحام «خلف جواً من الرعب بين الطلاب، وتسبب في اصطدام مع الإدارة العامة ومديري المدارس».
وتحاول إسرائيل السيطرة على نظام التعليم في القدس (الشرقية) التي تعتمد مدارسها منذ قدوم السلطة الفلسطينية، قبل 24 عاماً، المنهج الفلسطيني في جميع مدارسها المتنوعة، ونجحت في السنوات القليلة الماضية في حذف مواد كثيرة من هذه المناهج بعد أن أعادت طباعتها. لكنها صعدت أكثر هذا العام بعدما سحبت في يوليو (تموز) الماضي، الترخيص الدائم من 6 مدارس في مدينة القدس، ومنحتها ترخيصاً مؤقتاً لمدة عام، بحجة «التحريض في الكتب المدرسية». وشمل القرار «الكلية الإبراهيمية» في الصوانة.
وخاطبت الوزارة مدارس أخرى عدة في المدينة، مهددة بسحب ترخيصها في حال العثور على كتب مدرسية فلسطينية محددة تحتوي على «مواد تحريضية»؛ على حد تعبيرها. وطالبت وزارة المعارف الإسرائيلية بتصحيح المناهج الفلسطينية في المدارس العربية، وأبرزت نسخاً عن كتب تحوي ما عدّته تحريضاً، مثل دروس تتحدث عن الأسرى الفلسطينيين، ومنع الجيش الإسرائيلي سيارات إسعاف فلسطينية من أداء عملها، وأزمة المياه التي تسببها السيطرة الإسرائيلية على منابع المياه الفلسطينية، وبعض الدروس التي تعالج نكبة عام 1948 عندما احتلت إسرائيل 77 في المائة من فلسطين، ونفذت مجزرة بحق سكانها، ودمرت 531 قرية فلسطينية، وتسببت في هجرة مليون فلسطيني، ونكسة 1967.
وتستند إسرائيل في حربها على المدارس، بالإضافة إلى أنها الجهة المسيطرة على المدينة، إلى حاجة المدارس في المدينة بشتى أنواعها إلى دعم مالي أو ترميم أو مساعدات أو توظيف معلمين، وتقوم بالمساومة عليها. وتخضع 70 في المائة من المدارس لسيطرة المؤسسة الإسرائيلية؛ 45 في المائة تابعة لها، و25 في المائة يجري تمويلها من «المعارف» الإسرائيلية.
واحتجاجاً على بدء عمليات التفتيش، نظم معلمون وطلاب وعدد من الأهالي وقفة أمام «مدرسة الإبراهيمية» ورفعوا لافتات كتب عليها: «مدارس القدس ستبقى رافضة للاحتلال» و: «لن ندرس أبناءنا إلا المنهاج الفلسطيني».
وكانت «لجنة أولياء طلاب القدس» قد وزعت المنهاج الفلسطيني على الطلبة أكثر من مرة، متحدية القرار الإسرائيلي منع تدريسه في القدس. ولا تتوقف حرب إسرائيل على المناهج الفلسطينية عند القدس؛ بل أيضاً في الضفة الغربية وقطاع غزة كذلك، بوصفها «تحريضية».
ونجحت إسرائيل أكثر من مرة في دفع الأميركيين والأوروبيين إلى مراجعة المناهج الفلسطينية، والضغط على السلطة الفلسطينية بشأنها، كما ضغطت من خلالهم على وكالة «أونروا» لاستبدال هذه المناهج في مدارسها داخل المخيمات في الضفة وغزة، لكن الفلسطينيين يقولون إن المناهج الفلسطينية كانت وستبقى شأناً سيادياً بامتياز؛ لارتباطها الوثيق بالهُوية الفلسطينية والرواية الوطنية.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

تركيا تعلن عودة 7621 سورياً إلى بلادهم في 5 أيام

TT

تركيا تعلن عودة 7621 سورياً إلى بلادهم في 5 أيام

سوريون ينتظرون العودة إلى بلدهم من تركيا عند معبر في ولاية هاتاي التركية (أ.ف.ب)
سوريون ينتظرون العودة إلى بلدهم من تركيا عند معبر في ولاية هاتاي التركية (أ.ف.ب)

أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، عودة 7 آلاف و621 سورياً إلى بلادهم خلال الفترة من 9 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بحسب ما أوردته وكالة أنباء «الأناضول» الحكومية التركية، اليوم (الأحد).

وأفاد يرلي قايا، في منشور عبر منصة «إكس»، بأن عدد السوريين الذين عادوا من تركيا «بشكل طوعي وآمن ومشرف ومنتظم» خلال الأيام التي سبقت الإطاحة بنظام بشار الأسد، كان 310 في 6 ديسمبر (كانون الأول)، و176 في 7 ديسمبر، و240 في 8 ديسمبر.

وأشار إلى أنه «بعد تحرُّر سوريا، عاد 1259 سورياً في 9 ديسمبر، و1669 في 10 ديسمبر، و1293 في 11 ديسمبر، و1553 في 12 ديسمبر، و1847 في 13 ديسمبر».

وكان الوزير يرلي قايا قد أعلن، الاثنين الماضي، أن عدد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا يبلغ مليونين و936 ألف شخص، وفق ما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وفي 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، سيطرت المعارضة السورية على العاصمة، دمشق، وقبلها على مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد استمر 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.