العراق: السوداني يضع اللمسات الأخيرة على تشكيلة حكومته

طلب من رئاسة البرلمان تحديد جلسة منح الثقة

لحظة تكليف الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد لمحمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة (إ.ب.أ)
لحظة تكليف الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد لمحمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة (إ.ب.أ)
TT

العراق: السوداني يضع اللمسات الأخيرة على تشكيلة حكومته

لحظة تكليف الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد لمحمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة (إ.ب.أ)
لحظة تكليف الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد لمحمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة (إ.ب.أ)

فيما تسربت نصف كابينة رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد شياع السوداني إلى وسائل الإعلام، فإن مكتبه بدأ، الأربعاء، عملية التدقيق النهائي للأسماء المرشحة لشغل الوزارات. وقال المكتب الإعلامي للسوداني، في بيان، إن «عملية التدقيق تتم عبر فحص الأسماء من قبل لجان مختصة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الداخلية – الأدلة الجنائية، وهيئتي النزاهة والمساءلة والعدالة». وأضاف البيان أن اللجان المذكورة «ستقوم بالتأكد من الشهادات الدراسية التي قدمها المرشحون، وأيضاً التحقق مما إذا كان هناك قيد جنائي بحق أحدهم، والتأكد من سلامة موقفهم في هيئتي النزاهة والمساءلة والعدالة، وسيتم استبعاد أي مرشح يؤشر عليه في سجلات الدوائر الرقابية والأمنية المذكورة».
يأتي ذلك بعد طلب رسمي تقدم به السوداني إلى رئاسة البرلمان العراقي بتحديد جلسة للبرلمان الخميس لغرض منح الثقة لوزارته. وفيما أكد مصدر مقرب من السوداني لـ«الشرق الأوسط» أن «اللجان التي باشرت عملها لغرض التدقيق سوف تنهي عملها في اليوم نفسه، بحيث تكون الكابينة جاهزة للتصويت الخميس»، فإن مصدراً مقرباً من رئاسة البرلمان أكد أن «طلب السوداني بتحديد جلسة لنيل حكومته الثقة غير ملزم للبرلمان». وأضاف المصدر أن «رئاسة البرلمان سوف تقرر هي بعد اجتماع لرئيس البرلمان (محمد الحلبوسي) ونائبيه إمكانية عقد الجلسة الخميس من عدمه حيث يتطلب الأمر إجماع الرئاسة».
وفي حال عقدت الجلسة الخميس، فإنه طبقاً للمعطيات المتوفرة وبرغم استمرار الخلافات حول بعض الوزارات لا سيما داخل المكونين الكردي والسني، سوف تنال الثقة بسهولة من قبل البرلمان، حيث لا توجد كتلة معارضة داخله يمكن أن تؤثر على النصاب أو تعارض منح الثقة للوزراء.
وطبقاً للمعلومات المتداولة والمتطابقة بين الكتل السياسية التي رشحت الأسماء المتداولة، فإن للسوداني سمى مرشحي أربع وزارات من بينها الكهرباء والصحة والدفاع والداخلية، وهو أمر يحصل للمرة الأولى، لا سيما للوزارتين السيادتين الدفاع (حصة المكون السني) والداخلية (حصة المكون الشيعي).
إلى ذلك وطبقاً لوزير سابق، فإن «الخلافات الكردية ـ الكردية والسنية ـ السنية لا تزال قائمة بشأن بعض الوزارات والمناصب، من بينها منصب نائب رئيس الوزراء». الوزير السابق، وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال إن «بعض المناقلات حصلت على صعيد بعض الوزارات لا سيما بين وزارتي التعليم العالي والتربية اللتين يخضع توزيعهما للتوازن المكوناتي ففي حين أصبحت إحداهما من حصة السنة فإن الأخرى تكون حكماً من حصة الشيعة وبالعكس، وهو ما حصل بالفعل، حيث جرى بشأنهما خلاف لم يحسم إلا في الساعات الأخيرة»، مبيناً أن «الخلاف السني ـ السني لا يزال يتمحور حول طريقة توزيع بعض الوزارات بين كتلتي السيادة وعزم، لكن ليست على صعيد تدوير الوزراء بل زحفت إلى المناصب السيادية مثل رئاسة البرلمان ومنصبي نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء». أما على صعيد الخلاف الكردي ـ الكردي، فإنه وطبقاً للوزير نفسه فإن «الخلاف يتمحور حول عدد الوزارات المخصصة للكرد مع عائدية كل وزارة لأي من الحزبين الرئيسيين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني)، فضلاً عن طبيعة كل وزارة»، موضحاً أنه «فيما حسمت وزارة الخارجية للديمقراطي الكردستاني وبشخص وزيرها نفسه فؤاد حسين فإن وزارة العدل حسمت لصالح الاتحاد الوطني والمرشح لها خالد شواني، بينما بقيت وزارتي عائدية وزارة البيئة والإعمار والإسكان موضع خلاف بينهما».
وفي هذا السياق، يرى أستاذ الإعلام الدولي في الجامعة العراقية الدكتور فاضل البدراني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «عدم اكتمال الكابينة يدلل على وجود خلافات بين القوى الحزبية على أسماء المرشحين لبعض الوزارات التي تم تأجيلها لوقت لاحق، ودون منح السوداني أريحية الاختيار».
وأضاف البدراني أن «ذلك يدلل أيضاً على تمسك الأحزاب بسلوك ديكتاتوري درجت عليه ضد مَن يكلف بتشكيل الحكومة، وتجاهلها لاستحقاقات الشعب». وأشار إلى أن «التعجيل بطرح الكابينة منقوصة سيمنح السوداني بعد نيل الثقة أن يكون قوياً في فرض رأيه باختيار المرشح الأفضل». وحول استمرار الخلافات السنية حول حصصهم من المواقع والوزارات، يقول البدراني إن «السنة بينهم خلافات عميقة مثل بقية المكونات الشيعية والكردية، سببها التنافس الحزبي للوجود بالكابينة الحكومية لخدمة مصالحها الذاتية، وأتصور أنه بالنهاية سيتوافق السنّة على الحصص ضمن تسويات تخدمهم ولا تخدم الشعب»، على حد قوله.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».