نسخة سادسة من معرض للكتاب في القامشلي السورية

مشاركة 15 دار نشر بـ 13 ألف عنوان

نسخة سادسة من معرض للكتاب في القامشلي السورية
TT
20

نسخة سادسة من معرض للكتاب في القامشلي السورية

نسخة سادسة من معرض للكتاب في القامشلي السورية

تحتَ شعار «الكتب ثروة العالم»، انطلقت فعاليات الدورة السادسة لمعرض «هركول للكتاب» في مدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، بمشاركة 51 دار نشر ونحو 130 ألف كتاب تنوّعت بين كتب سياسية وأدبية وثقافية وفنية، إلى جانب مشاركة كتب خاصة بعالم الأطفال. وتشارك في هذه الدورة دور نشر عربية من العراق ولبنان، إضافةً لدور نشر كردية محلية ومن تركيا وإقليم كردستان العراق. ويستمر المعرض حتى 29 من الشهر الحالي على أن تتخلّله فعاليات ثقافية وفنية ومحاضرات أدبية وتكريم أدباء وأصحاب دور نشر وتوقيع كتب منشورة حديثاً بحضور مؤلفيها.
وقال مرهف الفهد رئيس هيئة الثقافة بالإدارة «الذاتية لشمال وشرق» سوريا الراعي الرئيسي لتنظيم المعرض؛ إن دورة هذا العام تشمل مجموعات غزيرة ومتنوعة من الكتب تناسب جميع الشرائح للباحثين والمهتمين ومن الأطفال وجيل الشباب، مشيراً إلى أن هيئة الثقافة تدعم هذه الأنشطة وتهتم بنجاحها وتنضم دورياً في كل عام منذ 6 سنوات لحرصها على تطوير العلم والمعرفة في المنطقة.
ومن الدور السورية المشاركة، دار تكوين وأوغاريت وكنعان وأرام والحوار والتنوع وصفحات وورد وكيوان والزمان ورسلان وعلاء الدين، إلى جانب مشاركة دور نشر عراقية مثل «المدى» وابكالو والمعقدين وفرويد وداربين، ومن بين دور النشر العربية الأخرى «دار المتوسط» التي مقرها الرئيسي في إيطاليا، والتي شاركت بنحو 200 عنوان.
يقول الناشر خالد أمين صاحب دار أوغاريت السورية عن المشاركة العربية: «أثرت سنوات الحرب السورية الدائرة منذ 11 عاماً في هذا البلد سلباً على وصول الكتب العربية لمناطق الجزيرة السورية. أما اليوم فنجد أنها تساهم بعناوين ثقافية وأدبية ومعرفية مهمة».
أما عبد الله شيخو صاحب دار نقش والتي تهتم بترجمة الكتب إلى اللغة الكردية، والتي تشارك هذا العام بأكثر من 15 عنوانا؛ فيقول: «تأتي أهمية هذا المعرض بتوفير إصدارات جديدة للقارئ، متجاوزة ظروف الحرب الدائرة في سوريا. ورغم محدودية مشاركة دور النشر، لكن إقامة المعرض في مدينة صغيرة مقارنة بالمدن السورية المركزية وفي مثل هذه الظروف إنجاز في حد ذاته».


مقالات ذات صلة

يوسا في بغداد: «هذا ليس حسناً يا سيدي!»

كتب ماريو فارغاس يوسا

يوسا في بغداد: «هذا ليس حسناً يا سيدي!»

استمع يوسا على هامش جولاته عبر العراق لأشخاص ممن سُجنوا أو تعرضوا للتعذيب فترة الحكم البعثي وزار سجن «أبو غريب».

ندى حطيط (لندن)
كتب ديفيد دويتش

المسكونون بشغف الأسئلة

كتبتُ غير مرّة أنّني أعشق كتب السيرة الذاتية التي يكتبها شخوصٌ نعرف حجم تأثيرهم في العالم. السببُ واضحٌ وليس في إعادته ضيرٌ: السيرة الذاتية

لطفية الدليمي
كتب هانز كونغ

هانز كونغ والحوار مع الإسلام

كان العالم اللاهوتي الكاثوليكي السويسري هانز كونغ (1928-2021) متحمساً جداً للحوار مع الإسلام. والكثيرون يعدونه أكبر عالم دين مسيحي في القرن العشرين

هاشم صالح
ثقافة وفنون هاروكي موراكامي

هاروكي موراكامي شخصية العام الثقافية في «جائزة الشيخ زايد للكتاب»

أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للغة العربية، عن اختيار الكاتب الياباني العالمي هاروكي موراكامي شخصية العام الثقافية.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
ثقافة وفنون «ملصقات بيروت» للروائي ماجد الخطيب... رحلة باتجاه واحد

«ملصقات بيروت» للروائي ماجد الخطيب... رحلة باتجاه واحد

حين يقرر الإنسان السفر، تراوده مشاعر القلق والترقب، لكنه يجد في التجربة مغامرةً وتجديداً

حمدي العطار (بغداد)

تجليات حضور الورود... فنياً وأدبياً

تجليات حضور الورود... فنياً وأدبياً
TT
20

تجليات حضور الورود... فنياً وأدبياً

تجليات حضور الورود... فنياً وأدبياً

تطوف الكاتبة الصحافية الزميلة منى أبو النصر في كتابها «الحالة السردية للوردة المسحورة» بين فنون شتى، فهي لا تتوقف عند حدود الأنواع الأدبية المعروفة من شعر ورواية وقصة قصيرة، وإنما تتعداها إلى فضاءات الفنون المختلفة، من سينما ومسرح وباليه وغناء وفنون تشكيلية، فبدا خطابها النقدي هنا عابراً للنوع والفنون، بحثاً عن تجليات رمزية الوردة فيها جميعاً، فالوردة هي البطل والغاية من الكتاب، والمؤلفة تبحث عن كيفية حضور أنواع الورود والزهور، وحمولاتها الدلالية والجمالية.

تتخفف أبو النصر من أي التزام أكاديمي، ومن ثم فالكتاب أقرب إلى قراءة ثقافية حرة ومرنة، محاولة تقديم استبصارات طازجة، تتوسل بقدر كبير من النصوص المقروءة والمرئية والمسموعة.

عشرات الأفلام العربية والعالمية، والمسلسلات، ودواوين الشعر لشعراء عرب وعالميين، وعشرات الروايات والمجموعات القصصية واللوحات التشكيلية، والأساطير، والأغاني، كانت هي ميدان عمل هذا الكتاب، ومجال بحثه، ومادته الخام متعددة الوجوه. مساحة كبيرة وممتدة زمنياً وجمالياً، تعتمد عليها المؤلفة في قراءتها لتجليات حضور الورود، مما يستلزم معرفة واسعة، وخبرة حقيقية بهذه الحقول الجمالية المختلفة والنوعية، بحثاً عن هدفها النهائي، وما يمكن أن يمثل حلقة وصل بين كل فن وآخر، فالزهور بمثابة عامل مشترك بين كل الفنون، ولا فن يخلو من تمثيلات متعددة لها.

الحياة الشخصية لبعض الفنانين والأدباء لم تكن بعيدة عن تناول الكتاب، مثلما توقفت طويلاً عند حب الكاتب الكولومبي غابريال غارثيا ماركيز للزهور الصفراء، وكيف كان لا يمكنه الكتابة دون وجود باقة منها على مكتبه، وأثر ذلك على أعماله، وكذلك العلاقة الفريدة بين الشاعرة الأميركية إميلي ديكنسون والزهور في حديقة منزلها، حتى أصبحت مشهورةً بين المحيطين بها بأنها «بستانية»، وكيفية تأثير زهور النرجس في أشعارها، إذ «كانت تخلق حولها مقاربات فلسفية عن الحب والفقد والموت والقدر، مستعينة بخبرتها ومعرفتها الدقيقة بأنواع الورود وتوظيفها في القصائد التي كانت تحمل إيقاع الطبيعة نفسها، بفصولها وعواصفها وتقلباتها».

اللافت هنا أن أبو النصر تكشف عن وجود آخر مخاتل للوردة تاريخياً، وكذلك تمثيلات للشر، من خلال الورود المسمومة، التي تخفي - تحت جمالها الخارجي - حمولاتها الشريرة أداةً للقتل، فوراء شكلها المخملي تكمن أحياناً قسوة مستترة، سرعان ما تباغت بحضورها الفتاك، كما فعلت في الحقيقة مع ريلكه، الشاعر الألماني الذي قتلته وردة، أو مع سقراط الذي تقول إحدى الروايات إن «زهرة الشوكران قتلته». وتنتقل الكاتبة من هذه الشرور الواقعية للورود، إلى شرورها في الأعمال الفنية، كما في قصة أوسكار وايلد «العندليب والوردة»، أو في رواية باتريك زوسكيند «العطر»، وكيف منحت الورود للبطل «غرينوي» سر الحصول على عطر العذراوات، ومن ثم بدأ مسيرته كقاتل متسلسل. وتتبع أثر تلقي أمل دنقل للورود، كهدايا، أثناء مرضه، وكيف كان يتلقاها كأنها تمثيل للحظة القطاف والانتهاء، وتعبيره عن هذه المعاني في ديوانه الأخير «أوراق الغرفة 8»، فضلاً عن حضور الورود الطاغي على شواهد القبور، فتبدو الوردة رفيقة الموت كما هي رفيقة الحب والحياة. وكيف يمكن أن تكون الوردة تحيةَ تقدير لراقصات الباليه حين يقدمها لهم الجمهور بعد نهاية العرض، في حين تكون نذير شؤم إذا قدمها الجمهور لهن قبل العرض.

وكما أن الكتاب وموضوعه ليسا تقليديين، فإن عناوين الفصول ابتعدت كذلك عن النهج التقليدي، واتسمت بطابع سردي أكثر مثل «حمل الزهور إليّ»، و«ست وردات حمراوات إلى الأبد»، و«الوردة فعل شرير»، و«طوق فحديقة فأدغال» و«لأنها تحب الأزهار وتقول أشياء غريبة». وحرصت الكاتبة على تصدير كل فصل (14 فصلاً) بمقتبسات من شعراء وروائيين كبار، عربياً وعالمياً، لها علاقة وثيقة بالورود من ناحية، وبطبيعة كل فصل من ناحية أخرى. وفي الأخير يبدو الكتاب نزهة رشيقة ومرحة في بساتين أدبية وسينمائية وتشكيلية، مفعمة بالمعلومات الثقافية والجمالية.