وزير الشؤون الإسلامية: السعودية حريصة على إنقاذ حاضر اليمن ومستقبله

خلال الاجتماع الأول لبرنامج التواصل مع العلماء ورؤساء الجهات الإسلامية العاملة

وزير الشؤون الإسلامية: السعودية حريصة على إنقاذ حاضر اليمن ومستقبله
TT

وزير الشؤون الإسلامية: السعودية حريصة على إنقاذ حاضر اليمن ومستقبله

وزير الشؤون الإسلامية: السعودية حريصة على إنقاذ حاضر اليمن ومستقبله

شدّد وزير الشؤون الإسلامية السعودية على أن بلاده، حريصة على أن يكون اليمن في أمن وأمان، وسلامة وسعادة لإنقاذ حاضر اليمن ومستقبله، وقال: إن السعودية ومؤسساتها وشعبها تبذل الكثير، لتحقيق هذا الأمر، جاء ذلك خلال ترؤس وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ الاجتماع الأول لبرنامج التواصل مع علماء اليمن، ورؤساء الجهات الإسلامية العاملة، وهيئات علماء المسلمين، والجمعيات التي لها فاعلية في المجتمع اليمني، وذلك في مقر الوزارة اليوم (الاثنين)، بالرياض.
وأوضح آل الشيخ، أن هذا البرنامج يأتي في إطار برنامج شامل لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بهدف التواصل مع علماء العالم الإسلامي، ومؤسساته، ودور الفتوى، ومراكزه، وجمعياته، والعاملين مع العلماء، والدعاة، من منطلق مد الجسور والتعاون على البر والتقوى بوصفه أصلا شرعيا عظيما يجب الحرص عليه.
وأشار إلى أن الاجتماع حلقة مهمة في التواصل مع علماء اليمن، فيما يحتاجون إليه خاصة في ضوء ما يجري في اليمن من أحداث صعبة وما تحقق من نجاحات كبيرة في عملية "عاصفة الحزم" بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واستجابة لنداء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وما تحقق بعد ذلك من مرحلة "إعادة الأمل" وإغاثة الشعب اليمني من الظلم الذي تعرض له، مبيناً أن رؤية الملك سلمان بن عبد العزيز في إعادة الأمل لليمن تنبع من حرصه على الشعب اليمني، واستتباب أمنه، وإبعاده عن المستقبل الأسود الذي لا يعلم بتسلط ميليشيات الحوثي المتمردة وأعوانهم من أتباع المخلوع علي عبدالله صالح.
وشدّد وزير الشؤون الاسلامية، على أن المملكة حريصة على أن تكون اليمن في أمن وأمان، وسلامة وسعادة لإنقاذ حاضر اليمن ومستقبله، موضحًا أن المشاركين في الاجتماع عبروا عن شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، وولي ولي عهده، على جهودهم التي بذلت من أجل اليمن، وجعلتهم في اطمئنان وإعادة الأمور إلى نصابها، كما شكروا الملك سلمان بن عبد العزيز، على إنشاء مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للإغاثة الإنسانية.
وقال آل الشيخ: نحن "سعداء جداً بهذا الاجتماع، وهذه فاتحة للقاءات التشاورية مع هذه النخبة من علماء اليمن، ولا شك أن وجود هذه النخبة وكل له مكانته الكبيرة في اليمن، وله تأثيره، وأتباعه، ومن ينتظر قوله، وفعله، وتأثيره، ونقله للصورة، مفيدا بأن الاجتماع كان ناجحاً بروح التفاعل التي كانت في نقاشاته واتفاق الرؤى على ضرورة عودة أهل العلم إلى مركزهم المعلوم بين أفراد الأمة وأخذهم بزمام المبادرة".
وفي سؤال حول عقد اجتماع آخر غير الذي تم اليوم، قال وزير الشؤون الاسلامية، بحسب المقترحات التي جاءتنا سوف ندرس هذه المقترحات التي قدمها عدد من المتحدثين من علماء اليمن الشقيق، وتخضع للدراسة، وأنا متفائل بأن هذا البرنامج "برنامج تواصل مع علماء اليمن" سوف يكون له ثماره الكبيرة مستقبلاً ــ بإذن الله.
وعن فحوى الاجتماع قال الشيخ صالح آل الشيخ : إن هذا اللقاء تشاوري أول في برنامج كبير وأخذنا أفكار المشايخ، وسوف تدرس هذه الأفكار، وسوف تحدد بعد ذلك البرامج المناسبة لها، ويعلن في حينها.
وشدد على ضرورة التعاون، وعودة العلماء إلى التأثير، والنظر إلى ما في اليمن من تحديات، والإسهام في حلها، فكلمة العلماء كلمة مسموعة، والإعلام الشرعي ضرورة أن يعود، وأن يؤثر على الناس، لأن الإعلام في داخل اليمن مشوه، فلا بد أن يكون للعلماء حلقات إعلامية في الإعلام المرئي، أو المسموع أو في قنوات التواصل الاجتماعي لإيصالها للناس هناك، لتطمينهم وللتأثير عليهم.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.