تركيا تستضيف جولة جديدة بين الأطراف الليبية لبحث «المناصب السيادية»

تزامناً مع ترحيب أميركي بتعهدات المبعوث الأممي

صورة وزعها مكتب المشير حفتر لزيارته معرض بنغازي للكتاب
صورة وزعها مكتب المشير حفتر لزيارته معرض بنغازي للكتاب
TT

تركيا تستضيف جولة جديدة بين الأطراف الليبية لبحث «المناصب السيادية»

صورة وزعها مكتب المشير حفتر لزيارته معرض بنغازي للكتاب
صورة وزعها مكتب المشير حفتر لزيارته معرض بنغازي للكتاب

بدأت أمس في تركيا جولة جديدة من المشاورات بين الأطراف الليبية لبحث الخلافات التي ظهرت عقب الاتفاق بين رئيسي مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، حول ملف المناصب السيادية. وقالت وسائل إعلام ليبية وتركية، أمس، إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، وصل إسطنبول، بالتزامن مع وجود رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.
وكان الدبيبة قد أعلن الجمعة رفضه الاتفاق بين صالح والمشري بشأن المناصب السيادية، وجدد مطالبته لكل من صالح والمشري بالإسراع في اعتماد قاعدة دستورية عادلة تنهي الإشكاليات القانونية التي تعرقل إجراء الانتخابات، والتي حالت دون التوجه إليها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وجاء ذلك بعد أن أعلن صالح والمشري، عقب لقائهما الجمعة في العاصمة المغربية الرباط، توصلهما إلى اتفاق حول تنفيذ مخرجات مسار بوزنيقة، والمباحثات التي عقدتها اللجنة المتعلقة بالمناصب السيادية في غضون الأسابيع المقبلة، على ألا يتعدى نهاية العام.
ولم يعلن المسؤولون الثلاثة أو تركيا عن هذه الزيارة بشكل رسمي، لكن وسائل إعلام محلية ليبية كشفت عنها في إطار ما وصفته بوساطة تركية جديدة ومحتملة، مشيرة إلى أن الدبيبة الذي رافقه محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومته، ربما يكون بصدد توقيع اتفاقية لشراء المزيد من الطائرات التركية المسيرة.
وقالت مصادر محلية إن تركيا تستهدف وقف التصعيد الإعلامي بين المشري والدبيبة، على خلفية تلاسنهما المعلن مؤخراً بسب اعتراض الدبيبة على الاتفاق، الذي أبرمه المشري مؤخراً مع صالح بشأن المناصب السيادية وتوحيد السلطة التنفيذية. وكشفت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، النقاب عن «مقترح تركي بدمج جزئي لحكومة باشاغا في حكومة الدبيبة، بما في ذلك تعيين باشاغا نائباً للدبيبة، أو تبادل رئاسة الحكومة فيما بينهما خلال الفترة المقبلة، على أمل أن يسفر ذلك عن الوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ نهاية العام الماضي».
واعتبر ناجي مختار، نائب المشري، أنه «لا خلاف على توحيد مؤسسات الدولة وتجديد الشرعية للمؤسسات السيادية»، لافتاً إلى حاجة ليبيا لحكومة موحدة لتأكيد وجودها وسيادتها، ولتجنب مزيد من الانقسام»، على حد تعبيره.
في غضون ذلك، أعلن السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، ترحيبه الحار بتعهد عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة، ببناء الإجماع الوطني من أجل المضي قدماً في الاستعداد للانتخابات، ونيّته إحياء المسار الأمني.
وكان باتيلي قد اعتبر في أول إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، مساء أول من أمس، منذ توليه مهام منصبه، أن الأزمة السياسية في ليبيا «لا تزال قائمة، دون أن تلوح في الأفق نهاية واضحة للمأزق الذي طال أمده بشأن السلطة التنفيذية».
وقال إنه شرع منذ وصوله إلى ليبيا في عقد عدة مشاورات مع طيف واسع من الفاعلين السياسيين والأمنيين والاقتصاديين الليبيين، فضلاً عن ممثلي المجتمع المدني من جميع مناطق البلاد، بهدف اكتساب فهم أفضل للتحديات الحالية والحلول الممكنة وتطلعات الشعب الليبي، لافتاً إلى أنه شدد على أهمية ضمان دعم المجتمع الدولي للجهود الليبية بطريقة منسقة، والالتفاف حول قيادة الأمم المتحدة، والامتناع عن اتخاذ أي إجراء من شأنه تعميق الانقسامات.
في سياق ذلك، أشاد ليزلي أوردمان، القائم بالأعمال الأميركي في طرابلس، بالتقدم الذي تم إحرازه في مؤتمر بنغازي 2033، والذي نظمته منظمة تنمية محلية بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتعزيز قضايا السلام والاستقرار وإعادة إعمار مدينة بنغازي. واعتبر في بيان وزعته السفارة الأميركية أن النشاط المجتمعي، الذي يتم إنشاؤه على المستوى الوطني وتنفيذه محلياً، يعد أمراً حيوياً لإحداث تغيير إيجابي. فيما أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، خلال لقائه، أول من أمس، بسفير إيطاليا، جوزيبي بوتشينو، على أهمية التوافق بين جميع أطراف العملية السياسية على قاعدة دستورية المؤسسة للاستحقاق الانتخابي. مشيراً في بيان إلى أن «الاجتماع بحث سُبل استكمال المسار الدستوري بين مجلسي النواب والدولة، والذهاب إلى إجراء الانتخابات التي يتطلع إليها الشعب الليبي».
من جهة ثانية، زار المُشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، برفقة احميدة حومة وزير الدفاع بحكومة باشاغا الموازية، أمس، معرض بنغازي الدولي الأول للكتاب، الذي يُقام تحت شعار «بنغازي الثقافة... مُستقبل الوطن»، والذي يقام بمشاركة أكثر من 200 دار نشر ومكتبة من 13 دولة عربية وأجنبية.
من جهتها، استغلت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، مشاركتها في «المنتدى الدولي للسلام والأمن» في نسخته الثامنة بدكار للتأكيد مجدداً على أن «استقرار ليبيا هو مصلحة دولية، وأن إرادة الليبيين من أجل السلام قوية».
واعتبرت أن «العبث بأمن ليبيا لتقويض استقرارها يمثل تهديداً كبيراً، ويجب أن يتحد الأفارقة لمواجهته»، كما دعت الاتحاد الأفريقي لتشكيل «فريق استجابة سريع لمواجهة أي أزمات متعلقة بأزمات الغذاء، أو تأثر إمدادات الطاقة عالمياً تسهم في تعقيد الأزمات التي تعيشها شعوب القارة».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يتصدر ملفا «المساعدات المالية» و«الهجرة» محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، خلال زيارتها إلى القاهرة، الأربعاء والخميس.

ووفق إفادة لوفد الاتحاد الأوروبي إلى مصر، الأربعاء، فإن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، و«المناقشات الجارية حول مساعدات الاتحاد الأوروبي المالية الكلية، والوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط والمنطقة المجاورة».

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». ووقع الاتحاد الأوروبي ومصر في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، اتفاقية تمويل استثماري بوصفها جزءاً من حزمة أكبر بقيمة 7.4 مليار يورو تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي ودعم استقرار مصر في ظل التحديات الإقليمية والدولية.

وأكد بيان وفد الاتحاد الأوروبي أن اجتماعات ميتسولا في القاهرة «تعد فرصة لمناقشة العلاقات البرلمانية، بما في ذلك تنظيم الاجتماع البرلماني المقبل بين الاتحاد الأوروبي ومصر في القاهرة، والمساعدة المالية الكلية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر التي تجري مناقشتها حالياً في البرلمان الأوروبي، وتدفقات الهجرة واللجوء».

صورة للبرلمان الأوروبي بستراسبورغ (د.ب.أ)

وأشار الوفد إلى أنه من المقرر أن تجتمع ميتسولا، الخميس، مع وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، حيث تتركز المناقشات على عدد من الموضوعات، من بينها «الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، والمساعدات المالية الكلية للاتحاد الأوروبي، والوضع الجيوسياسي في المنطقة، بما في ذلك الحاجة إلى إعادة تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في غزة والتطورات الأخيرة في سوريا».

وعلاقات مصر بالاتحاد الأوروبي الوثيقة، ويعد «الأوروبي» أيضاً المستثمر الرائد في مصر، حيث يبلغ رصيد الاستثمار المتراكم نحو 38.8 مليار يورو، يمثل نحو 39 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر. وتظل مصر ثاني أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب معلومات بعثة الاتحاد الأوروبي إلى مصر عبر موقعها الإلكتروني.

وكان وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري، محمود فوزي، قد أكد، الثلاثاء، حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع البرلمان الأوروبي ومواصلة التشاور بين النواب البرلمانيين المصريين والأوروبيين، «بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم الحوار البنَّاء، وتوطيد أواصر التعاون البرلماني بين الجانبين».

وأشاد الوزير المصري خلال استقباله في القاهرة سفيرة الاتحاد الأوروبي ورئيسة بعثة الاتحاد إلى مصر، أنجلينا إيخهورست، «بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي منذ صدور الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة في مارس الماضي، خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية للقاهرة»، مؤكداً «اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتطورات الإيجابية التي يشهدها التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى جانب التنسيق في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».