ريما بنت بندر: الخلاف بين السعودية وأميركا «اقتصادي بحت»

اعتبرت علاقاتهما أكبر من صفقة سلاح ومراجعتها «أمر إيجابي»

الأميرة ريما بنت بندر خلال مشاركتها في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض اليوم (تصوير: بشير صالح)
الأميرة ريما بنت بندر خلال مشاركتها في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض اليوم (تصوير: بشير صالح)
TT

ريما بنت بندر: الخلاف بين السعودية وأميركا «اقتصادي بحت»

الأميرة ريما بنت بندر خلال مشاركتها في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض اليوم (تصوير: بشير صالح)
الأميرة ريما بنت بندر خلال مشاركتها في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض اليوم (تصوير: بشير صالح)

أكدت الأميرة ريما بنت بندر، السفيرة السعودية لدى أميركا، على قوة ومتانة العلاقات «الاستراتيجية والمتينة» بين الرياض وواشنطن التي دامت لأكثر من 80 عاماً، مشيرة إلى أن الخلاف بينهما «ليس سياسياً، وإنما اقتصادي بحت».
ووصفت الأميرة ريما، في مقابلة مع مذيعة «سي إن إن»، بيكي أندرسون، العلاقات السعودية - الأميركية بأنها «متينة»، وقالت «لا يمكن للعالم أن يستغني عن العلاقة مع الولايات المتحدة. لا تشكيك في ذلك. وقد كانت حليفنا الاستراتيجي منذ ثمانين عاماً»، مضيفة «أسمع الكثير من الناس يتحدثون عن إصلاح أو مراجعة العلاقة مع السعودية، وأعتقد في الواقع أن هذا أمر إيجابي».
وواصلت «رغم أن علاقة الرياض بواشنطن وصلت إلى نقطة خلاف في ضوء قرار أوبك بلس خفض إنتاج النفط، إلا أن العلاقات بين الحليفين لا تزال قوية منذ فترة طويلة»، متابعة بالقول «لا بأس في الاختلاف، والكثير من الناس قد حاول تسييسه، لكنكِ تسمعينه من أصحاب الشأن الآن. الأمر ليس سياسياً، وإنما اقتصادي بحت».
وأشارت السفيرة السعودية إلى أن بلادها «لا تنخرط في سياسة أي شخص، وإنما تشارك ببساطة كميزان وعامل استقرار للاقتصاد من خلال سوق الطاقة كما فعلت تاريخياً، والقرار (في منظمة أوبك بلس) جاء بناءً على خبرة تتجاوز أربعين أو خمسين عاماً من تحديد التوجهات»، معتبرة أن العلاقات بين الرياض وواشنطن «أكبر من مجرد صفقات لبيع الأسلحة، وأكثر من مجرد علاقات لتبادل النفط».
وشددت على أن لدى بلادها سياسة التعامل مع الجميع في جميع المجالات، أولئك الذين نتفق معهم والذين لا نتفق معهم، وأنه بموجب «رؤية 2030»، فإن السعودية «تعيد صياغة نفسها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة» من خلال استثمار مليارات الدولارات في مصادر الطاقة المتجددة مع ضمان رصيد النفط، متطلعة إلى مزيد من التعاون بين الرياض وواشنطن في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة. وقالت: «نريد أن نمضي إلى الفصل التالي من الشراكة في مجال الطاقة النظيفة، لأن هذا هو المستقبل. وهذه الحجة حول أوبك اليوم تأتي لأن العالم متوتر، لكنها ليست محادثة المستقبل».
وأجابت الأميرة ريما، لدى سؤالها عن أن بلادها منحازة إلى روسيا: «المملكة ليست المملكة التي كانت عليها قبل 5 سنوات أو قبل 10 سنوات. السعودية تتبنى سياسة التعامل مع الجميع في جميع الاتجاهات سواء أولئك الذين نتفق معهم أو الذين لا نتفق معهم»، مبينة أن «العلاقة التي نملكها مع روسيا هي التي كللت جهود الوساطة السعودية بالنجاح في الإفراج عن أسرى أميركيين في أوكرانيا». وتابعت: «نحن ننظر إلى دورنا كوسيط ومحاور، لقد دعمنا أوكرانيا إنسانياً وقدمنا لها أكثر من 400 مليون. وتعاونا مع أوكرانيا وبولندا لتقديم 10 ملايين (دولار) للسماح للاجئين الذين كانوا يخرجون من أوكرانيا وينتقلون إلى بولندا بوصول آمن»، مؤكدةً أن «هذا ما نفعله نحن. هذه هي قيمة مشاركتنا. هل هذا انحياز لروسيا؟ لا».
وأبدت السفيرة السعودية في واشنطن احتراماً كبيرة لإدارة الرئيس بايدن، قائلةً «أنا أتعامل بانتظام مع الإدارة الأميركية، وبصراحة، إنها إدارة أحترمها بشدة. ولدينا صلات ونتواصل بشكل مباشر، وهذه هي الطريقة التي يتواصل بها الشركاء مع بعضهم البعض».
كان قرار منظمة أوبك بلس خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً قد سبب الذعر والهلع لدى إدارة الرئيس بايدن خاصةً أنه يأتي قبل إجراء الانتخابات التشريعية النصفية. واتهمت الإدارة الأميركية الرياض بالانحياز لموسكو، وخرج مسؤولوها للإعلان عن مراجعة العلاقات بين البلدين. وفي المقابل أوضح المسؤولون السعوديون أن القرار اقتصادي بحت يتماشى مع حماية المصالح الاقتصادية، ومع هدف تحقيق الاستقرار في الأسواق.


مقالات ذات صلة

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الحكومة الأميركية لم تُبلغه بنشر المعلومات الاستخباراتية ذات الأصداء المدوِّية على الإنترنت. وأضاف زيلينسكي، للصحيفة الأميركية، في مقابلة نُشرت، أمس الثلاثاء: «لم أتلقّ معلومات من البيت الأبيض أو البنتاغون مسبقاً، لم تكن لدينا تلك المعلومات، أنا شخصياً لم أفعل، إنها بالتأكيد قصة سيئة». وجرى تداول مجموعة من وثائق «البنتاغون» السرية على الإنترنت، لأسابيع، بعد نشرها في مجموعة دردشة على تطبيق «ديسكورد». وتحتوي الوثائق على معلومات، من بين أمور أخرى، عن الحرب التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى تفاصيل حول عمليات التجسس الأميرك

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

دعت موفدة أميركية رفيعة المستوى أمس (الثلاثاء)، البرازيل إلى تقديم دعم قوي لأوكرانيا ضد روسيا «المتنمرة»، لتثير القلق من جديد بشأن تصريحات سابقة للرئيس البرازيلي حمّل فيها الغرب جزئياً مسؤولية الحرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. والتقت ليندا توماس – غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي تزور برازيليا، مع وزير الخارجية ماورو فييرا، وزوجة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لكن لم يجمعها أي لقاء بالرئيس اليساري نفسه. وفي كلمة ألقتها أمام طلاب العلاقات الدولية بجامعة برازيليا، قالت الموفدة الأميركية إن نضال أوكرانيا يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية. وأضافت: «إنهم يقاتلون ضد متنمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
الولايات المتحدة​ زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

قال رئيس المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، إن كولومبيا هددت بترحيله بعدما فرَّ من الملاحقة إلى بوغوتا، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الخميس). وذكر غوايدو أن صوته «لم يكن مسموحاً بسماعه» في كولومبيا، حيث استضاف الرئيس جوستافو بيترو قمة دولية الأسبوع الحالي، في محاولة لحل الأزمة السياسية الفنزويلية. وقال غوايدو للصحافيين في ميامي إنه كان يأمل في مقابلة بعض مَن حضروا فعالية بيترو، لكن بدلاً من ذلك رافقه مسؤولو الهجرة إلى «مطار بوغوتا»، حيث استقل طائرة إلى الولايات المتحدة. وقامت كولومبيا بدور كمقرّ غير رسمي لسنوات لرموز المعارضة الفنزويلية الذين خشوا من قمع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

موسكو: بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
TT

موسكو: بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)

كشفت موسكو، مؤخراً، عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب دونالد ترمب الشهر المقبل.

أعلن الكرملين أنه لم يتلقَّ دعوة لحضور الرئيس الروسي حفل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب في العشرين من يناير (كانون الثاني)، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

في الوقت نفسه، دعا ترمب الرئيس الصيني شي جينبينغ لحضور حفل التنصيب في واشنطن العاصمة، على الرغم من تهديده بفرض رسوم جمركية ضخمة على السلع الصينية.

وأكدت السكرتيرة الصحافية الجديدة لترمب، كارولين ليفيت، أنه دعا شي لكنها قالت إنه «سيتم تحديد» ما إذا كان سيحضر.

وقالت ليفيت، خلال مقابلة على قناة «فوكس نيوز»: «هذا مثال على قيام الرئيس ترمب بإنشاء حوار مفتوح مع قادة الدول كلها - ليس مجرد حلفائنا، بل خصومنا ومنافسينا أيضاً... لقد رأينا هذا في ولايته الأولى... هو على استعداد للتحدث مع أي شخص وسيضع دائماً مصلحة أميركا في المقام الأول».

في مقابلة مع شبكة «إن بي سي نيوز»، الأسبوع الماضي، قال ترمب إنه «يتفق بشكل جيد للغاية» مع شي وإنهما «تواصلا مؤخراً هذا الأسبوع».

وسيكون من غير المسبوق أن يحضر أي من رئيسي روسيا أو الصين، المنافسين للولايات المتحدة، حفل التنصيب.

وقد شهد تنصيب ترمب الوشيك اندفاع الرئيس الأميركي جو بايدن للحصول على مليارات الدولارات الإضافية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا ومحاولة إنهاء حرب إسرائيل على «حماس» في غزة.

أصر الرئيس المنتخب على أن تتوصل موسكو وكييف إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقال إن أوكرانيا من المرجح أن تستعد لتلقي مساعدات عسكرية أميركية أقل.

قالت كل من إدارة بايدن المنتهية ولايتها وإدارة ترمب المقبلة إنهما تأملان في إنهاء الحرب بين إسرائيل و«حماس» قبل تنصيب الرئيس المنتخب في يناير، لكن أشهراً من محادثات وقف إطلاق النار تعثرت مراراً وتكراراً ولا يبدو أن هناك نهاية قريبة في الأفق.