اليابان تترقب تحفيزاً بـ175 مليار دولار

الحكومة على أعتاب تدخل جديد لحماية الين

أحد الاسواق في العاصمة طوكيو كما بدت أمس في ظل ترقب لحزمة التحفيز الاقتصادي التي تعدها الحكومة (أ.ف.ب)
أحد الاسواق في العاصمة طوكيو كما بدت أمس في ظل ترقب لحزمة التحفيز الاقتصادي التي تعدها الحكومة (أ.ف.ب)
TT
20

اليابان تترقب تحفيزاً بـ175 مليار دولار

أحد الاسواق في العاصمة طوكيو كما بدت أمس في ظل ترقب لحزمة التحفيز الاقتصادي التي تعدها الحكومة (أ.ف.ب)
أحد الاسواق في العاصمة طوكيو كما بدت أمس في ظل ترقب لحزمة التحفيز الاقتصادي التي تعدها الحكومة (أ.ف.ب)

قال الأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان توشيميتسو موتيجي إن حجم حزمة التحفيز الاقتصادي التي تعدها الحكومة يبلغ 26 تريليون ين (نحو 175 مليار دولار)، بحسب تصريحات نقلتها وكالة «كيودو» للأنباء.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» يوم الاثنين، أن موتيجي قال إن حزمة التحفيز الحالية التي تدرسها الحكومة «مختلفة بمقدار رقم واحد (خانة واحدة) بالضبط»، في إشارة إلى الحزمة التي أقرها مجلس الوزراء في سبتمبر (أيلول) الماضي، والبالغ قيمتها 2.6 تريليون ين لتخفيف تأثير ارتفاع التكاليف. وأضاف أنه سيكون من الصعب رفع أسعار الفائدة بطريقة مفاجئة على مدار العام المقبل، لكنه أضاف أن «هذا لا يعني بالضرورة عدم مراجعة السياسة النقدية الشاملة شديدة التيسير على الإطلاق».
ومن جهة أخرى، حذر وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي مجدداً من أنه سيتم اتخاذ خطوات ضرورية للتعامل مع التقلبات الحادة في سوق العملة، إذ تسبب الارتفاع اللاحق للين مقابل الدولار الأميركي في تكهنات بأن السلطات النقدية تدخلت مرة أخرى.
وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء، أن سوزوكي قال للصحافيين: «نراقب التطورات في سوق العملة... لا يمكننا التغافل عن التقلبات الحادة الناجمة عن المضاربات، ونحن جاهزون لاتخاذ خطوات ضرورية عند الحاجة». وأضاف: «نحن في موقف نواجه فيه المضاربات بصرامة».
وانخفض الدولار، الذي تم تداوله عند مستوى 149 يناً في وقت مبكر أمس، إلى حدود 145 يناً، بعد دقائق من تصريحات سوزوكي. ولا يزال الين ضعيفاً أمام الدولار، مما يعكس اتساع فجوة أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة.
وتدخلت السلطات اليابانية، يوم الجمعة الماضي، خلال ساعات التداول في نيويورك، بعدما اقترب الين من 152 مقابل الدولار. كان هذا هو التدخل الثاني منذ 22 سبتمبر عندما أنفقت اليابان قرابة 2.84 تريليون ين (19 مليار دولار) لدعم العملة.
إلى ذلك، أظهر تقرير اقتصادي نشر الاثنين تباطؤ وتيرة نمو نشاط قطاع التصنيع في اليابان خلال أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق. وذكر تقرير مصرف جيبون بنك الياباني أن مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع تراجع خلال الشهر الحالي إلى 50.7 نقطة وفقاً للبيانات الأولية، مقابل 50.8 نقطة خلال سبتمبر الماضي، وفقاً للبيانات المعدلة.
وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، فيما تشير قراءة أقل من 50 نقطة لانكماش النشاط. واستمر تراجع كل من الإنتاج والطلبيات الجديدة لدى قطاع التصنيع خلال الشهر الحالي ولكن بوتيرة أقل من الشهر الماضي.
في الوقت نفسه، استمر نمو ضغوط النفقات على مختلف مجالات التصنيع، في حين ارتفع معدل تضخم أسعار المنتجات إلى مستوى جديد. ورغم كل ذلك استمر ارتفاع ثقة الشركات في ظل الآمال في استمرار التعافي من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
في الوقت نفسه، أظهر مسح بنك جيبون الياباني ارتفاع مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات خلال الشهر الحالي إلى 53 نقطة مقابل 52.2 نقطة خلال سبتمبر الماضي. كما ارتفع المؤشر المجمع لمديري مشتريات قطاعي التصنيع والخدمات من 51 نقطة إلى 51.7 نقطة خلال الفترة نفسها.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«رؤية السعودية» تصنع الأثر في التوطين وتخفِّض البطالة إلى 7%

جانب من معرض للتوظيف أُقيم مؤخراً في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من معرض للتوظيف أُقيم مؤخراً في السعودية (الشرق الأوسط)
TT
20

«رؤية السعودية» تصنع الأثر في التوطين وتخفِّض البطالة إلى 7%

جانب من معرض للتوظيف أُقيم مؤخراً في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من معرض للتوظيف أُقيم مؤخراً في السعودية (الشرق الأوسط)

منذ انطلاق «رؤية السعودية 2030» في عام 2016، وضعت المملكة نصب عينيها هدفاً واضحاً: بناء اقتصاد متنوع ومستدام، يقل اعتماده على النفط ويستثمر في طاقات أبنائه وبناته.

وبعد نحو تسع سنوات من العمل المتواصل، تظهر النتائج اليوم واقعاً جديداً يؤكد نجاح الرؤية في ترجمة الطموحات إلى منجزات ملموسة، لا سيما في سوق العمل وتمكين الكفاءات الوطنية.

فقد تراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوياته مسجلاً 7 في المائة خلال عام 2024، ليحقق مستهدف الرؤية قبل الموعد، وهو ما يُعد إنجازاً كبيراً بالنظر إلى أن معالجة البطالة كانت من أبرز التحديات التي وضعتها الوثيقة الاستراتيجية ضمن أولوياتها. ويُعزى هذا الانخفاض اللافت إلى الارتفاع الكبير في مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل، التي بلغت 36 في المائة، بفضل سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، والمبادرات التي أعادت صياغة دور المرأة في التنمية، وفتحت أمامها آفاقاً واسعة في مجالات التعليم وسوق العمل والمناصب القيادية.

وكانت الرؤية تستهدف رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 30 في المائة بحلول عام 2030، ما يعني أن هذا الهدف تحقق قبل موعده بعشر سنوات، مما شجّع على رفع السقف إلى 40 في المائة بحلول 2030، في انعكاس واضح لفاعلية السياسات الوطنية في تعزيز التوطين والاستفادة من الكفاءات السعودية.

جانب من معرض للتوظيف أُقيم مؤخراً في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من معرض للتوظيف أُقيم مؤخراً في السعودية (الشرق الأوسط)

وفي وقت كانت سوق العمل السعودية تعتمد إلى حد كبير على القطاع الحكومي، دفعت الرؤية عجلة التغيير نحو القطاع الخاص، ليرتفع عدد السعوديين العاملين فيه من 1.7 مليون موظف في عام 2020 إلى أكثر من 2.4 مليون في عام 2024.

كما أنه في خلال عام 2024 فقط، جرى توظيف 437 ألف مواطن ومواطنة في القطاع الخاص، بدعم مالي تجاوز 7.5 مليار ريال (1.9 مليار دولار) قدّمه صندوق تنمية الموارد البشرية لبرامج التدريب والتأهيل والإرشاد المهني، في خطوة تعكس التزام الدولة بتجهيز جيل قادر على التكيّف مع متطلبات سوق العمل الجديد.

ولا تقتصر أهمية هذه الأرقام على بُعدها الإحصائي فحسب، بل تمثل مؤشراً على التحول الجذري الذي أحدثته «رؤية 2030» في بنية الاقتصاد الوطني، بعدما جعلت من مفاهيم التمكين والتنوع والاستدامة ركائز أساسية في مسار المملكة نحو المستقبل.