يسعى مسؤولون في البيت الأبيض لترتيب اجتماع مباشر بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ، على هامش اجتماع مجموعة العشرين في إندونيسيا منتصف الشهر المقبل. لكن يبدو أنّ بكين تحاول المماطلة والتملص من الالتزام بهذا الاجتماع. إذ أشارت مصادر البيت الأبيض إلى أن المسؤولين الصينيين يعترضون على محاولات البيت الأبيض صياغة جدول الاجتماع.
وقال مصدر مسؤول، رفض الكشف عن اسمه ومنصبه، إن «التحضير لقمة رئاسية يستغرق عادة وقتاً طويلاً في الإعداد، ويقول لنا الدبلوماسيون الصينيون إن واشنطن تصدر كل يوم تصريحات ضد الصين، فكيف يمكن توقع نتيجة إيجابية من عقد اجتماع بين الرئيس شي والرئيس بايدن، كما يقولون لنا إذا لم تكن هناك إمكانية للخروج بنتيجة إيجابية فلماذا نعقد اجتماعاً».
وأكدت مصادر أخرى أن التفاوض لعقد الاجتماع مستمر، وأنه لا توجد أي مشاكل أو عراقيل، وأن الاستعدادات لعقده بدأت منذ أغسطس (آب) الماضي، في آخر مكالمة بين الرئيسين بايدن وشي اتفقا خلالها على الاجتماع وجهاً لوجه.
واكتفى مصدر مسؤول بالرد على أسئلة «الشرق الأوسط»، بأن الاجتماع بين بايدن وشي «لم يتأكد بعد».
ويرى مسؤولو الإدارة الأميركية أن هذا الاجتماع مهم، وهو فرصة لبايدن وشي لتخطي التوترات التي شابت العلاقات خلال الشهور الماضية، حين انحدرت إلى خصومة حول مسائل تايوان والتجارة وحقوق الإنسان.
لكن يبدو أن مماطلة المسؤولين الصينيين لعقد هذا الاجتماع ترجع بشكل كبير إلى تصريحات بايدن بالتعهد بالدفاع العسكري الأميركي عن تايوان إذا قامت الصين بغزوها.
وكان آخر تواصل بين الرئيسين حصل في أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي، عبر مكالمة هاتفية استغرقت ساعتين حذر فيها الرئيس الصيني، واشنطن، مما سماه «اللعب بالنار»، من خلال دعمها لتايوان عقب زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان.
ويشكل هذا الاجتماع أهمية خاصة لإدارة بايدن التي تحاول إيجاد طرق للتعاون مع الصين في مجالات مثل مكافحة التغير المناخي، ومكافحة الأوبئة والتعاون الاقتصادي.
وفي الوقت نفسه، تحشد واشنطن الحلفاء في المحيطين الهندي والهادي لمواجهة عدوانية الصين.
ويقول المحللون إن وضع الصين كأبرز تحدٍ جيوسياسي في استراتيجية الأمن القومي الأميركي يزيد من حدة المنافسة واللعبة الصفرية والمواجهة الآيديولوجية بين البلدين، خصوصاً أن واشنطن تعلن أن هدفها احتواء وقمع تنمية الصين والحفاظ على الهيمنة الأميركية.
وأوضح جون كام، وهو مؤسس «Dui Hua Foundation»، أن الغضب الصيني من هذه التصريحات يزيد من شكوك الحكومة الصينية من فوائد الاجتماع الشخصي بين الرئيس شي ونظيره الأميركي، لكن بكين لم تغلق الباب تماماً حول هذه الفكرة ويمكن توقع عقد اجتماع، في حين لم يتم الاتفاق على التفاصيل النهائية. وأشار إلى أن محاولات بكين المماطلة قد تكون مجرد محاولة للتأثير على الإدارة قبل إضفاء الطابع الرسمي على الاجتماع.
فيما يقول الباحث في مركز الدفاع عن الديمقراطيات، كريغ سينغلتون، إن إدارة بايدن تبدو أكثر حرصاً من بكين على عقد هذا الاجتماع، وليست لدى الصين حوافز كبيرة للموافقة عليه سواء بشروط واشنطن أو عبر الجدول الزمني، وربما تحاول أن تجعل البيت الأبيض يبذل جهداً أكبر في الإلحاح لبضعة أسابيع أخرى. وفي النهاية من المرجح أن تتاح لكلا الزعيمين فرصة لإجراء مناقشات وجهاً لوجه في بالي بإندونيسيا، بغض النظر عما إذا كان على جدول الأعمال اجتماع قمة رسمي، أم لا.
ويؤكد المحللون أن الوضع يزداد حدة مع تشديد الرئيس شي جينبينغ قبضته على الحكم في الصين.
ويقول مسؤولو الإدارة الأميركية إن إدارة بايدن لم تتفاجأ بفوز الرئيس الصيني شي جينبينغ بولاية ثالثة في مؤتمر الحزب الشيوعي ببكين الأحد، بل كانت كل التكهنات تشير إلى هذا السيناريو، وأن الزعيم الصيني ينوي الحكم مدى الحياة وسيطيح بكل من يقف أمامه من المعارضين.
واشنطن تسعى لقمة بين بايدن وشي... وبكين تماطل
رداً على موقف الرئيس الأميركي حيال تايوان
واشنطن تسعى لقمة بين بايدن وشي... وبكين تماطل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة