القيود الإسرائيلية تسببت في وفاة 7 مرضى من غزة هذا العام

منع 5000 من السفر لتلقي العلاج

TT

القيود الإسرائيلية تسببت في وفاة 7 مرضى من غزة هذا العام

قال تقرير حقوقي حديث إن الإجراءات الإسرائيلية الصارمة في التعامل مع ملف المرضى في قطاع غزة، أدت هذا العام إلى وفاة 7 مرضى ومنع سفر 5000 آخرين لتلقي العلاج.
وأظهر التقرير الذي أصدره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الاثنين، أن سلطات الاحتلال عرقلت خلال الأعوام 2008 - 2021 سفر 73955 من مرضى القطاع المحولين للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة أو إسرائيل، وذلك من أصل 204086 طلب تصريح للعلاج، أي ما نسبته 36.2 في المائة من إجمالي الطلبات المقدمة فيما أعاقت منذ بداية عام 2022 وحتى تاريخ 31/08/2022 سفر 5001 مريض من أصل 13270 مريضاً بنسبة 37.6 في المائة من إجمالي الطلبات المقدمة للحصول على تصريح للسفر بغرض العلاج في مستشفيات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة أو المستشفيات الإسرائيلية.
واتهم التقرير الذي حمل عنوان «طلب العلاج تحت الدراسة»، وسلط الضوء على معاناة مرضى قطاع غزة نتيجة القيود الإسرائيلية على سفرهم للعلاج خارج القطاع، سلطات الاحتلال، بانتهاك القانون الدولي الإنساني وتنصلها من التزاماتها بضمان حق مرضى قطاع غزة بالتنقل الحر والوصول الآمن للخدمات الصحية، وحقهم في السفر للعلاج من الأمراض الخطيرة التي يعانون منها ولا يتوافر لها علاج في مستشفيات قطاع غزة.
وقال التقرير إن القيود الإسرائيلية على سفر مرضى القطاع، تعتبر من أهم المعوقات التي تحول دون قدرتهم على الوصول للعلاج المناسب والرعاية الصحية الملائمة والمقبولة. ويتطرق التقرير إلى تأثير الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 16 عاماً، وانعكاساته على المنظومة الصحية الهشة ومرافقها في القطاع، والتسبب في عجزها عن تقديم الخدمات العلاجية للأمراض الخطيرة، واضطرارها لتحويل المرضى للعلاج خارج القطاع.
وقد جاءت العراقيل الإسرائيلية وفق إفادات المرضى لباحثي المركز، على أشكال مختلفة، كحرمان المرضى من السفر للعلاج بدون إبداء أسباب «قيد الدراسة»، أو رفض طلب العلاج بدعوى توافره في قطاع غزة أو الادعاء بأن المرض لا يشكل خطراً على الحياة، وحرمان المرضى من السفر للعلاج بدعوى وجود قريب من العائلة «مخالف» للقوانين الإسرائيلية، أو منع متبرعين مرافقين من السفر مع المرضى لإجراء عمليات نقل الأعضاء وإنقاذ حياة المرضى، والتأخير والمماطلة في الرد على المرضى، ما تسبب في فقدان المرضى مواعيد المستشفيات المحولين إليها والمحددة مسبقاً، وفاقم من تدهور أوضاعهم الصحية وعرض حياتهم للخطر الشديد، وأفضى إلى وفاة عدد منهم.
وهذا ليس أول تقرير يرصد معاناة المرضى في غزة؛ ففي الشهر الماضي قدمت جمعية «أطباء لحقوق الإنسان» الإسرائيلية، التماساً إلى المحكمة العليا في إسرائيل، تطلب فيه السماح لأولياء الأمور في قطاع غزة بمرافقة أطفالهم أثناء السفر لتلقيهم العلاج في المستشفيات الإسرائيلية أو المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، وإصدار تصاريح طويلة الأمد لمرضى السرطان من القطاع.
الالتماس الذي قدم للمحكمة العليا، جاء بعد اتهامات سابقة من الجمعية للسلطات الإسرائيلية، بمنع حق العلاج لأعداد مضاعفة من القُصّر الفلسطينيين في قطاع غزة العام الماضي. وقفزت نسبة رفض طلبات القُصّر العام الماضي إلى 32 في المائة حيث تم رفض طلبات 812 قاصراً من أصل 2578، في حين تم رد طلبات 17 في المائة منهم في عام 2020 بواقع 347 من أصل 2070 طلباً.
وطالبت الجمعية في التماسها للمحكمة، بالسماح لأولياء الأمور بمرافقة أطفالهم أثناء تلقيهم العلاج الطبي، مع ضرورة معالجة الطلبات المقدمة من قبل الأطفال وأحد أولياء أمورهم بصورة فورية، على ألا يتأخر الرد أكثر من 10 أيام. كما طالبت بإصدار تصاريح طويلة الأمد لمرضى السرطان الغزيين، وألا يكون التصريح مقتصراً على المستشفى وحده، وأن تتم تسوية مسألة العبور السريع للمرضى المصابين بالأورام، عبر معبر «إيرز».
وطالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، بضرورة الضغط على إسرائيل من أجل إجبارها على القيام بواجباتها كقوة احتلال بموجب القانون الدولي الإنساني، وأكد على ضرورة متابعة الأطراف المتعاقدة لالتزامات سلطات الاحتلال بما في ذلك الالتزام بالقواعد والمبادئ الأساسية التي أقرتها الأمم المتحدة، ومن أهمها الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الجيش السوري يغلق الطرق المؤدية إلى حلب بعد أوامر بـ«انسحاب آمن»

دبابة مدمَّرة للجيش السوري في قرية عنجارة على مشارف حلب 29 نوفمبر (أ.ب)
دبابة مدمَّرة للجيش السوري في قرية عنجارة على مشارف حلب 29 نوفمبر (أ.ب)
TT

الجيش السوري يغلق الطرق المؤدية إلى حلب بعد أوامر بـ«انسحاب آمن»

دبابة مدمَّرة للجيش السوري في قرية عنجارة على مشارف حلب 29 نوفمبر (أ.ب)
دبابة مدمَّرة للجيش السوري في قرية عنجارة على مشارف حلب 29 نوفمبر (أ.ب)

قالت ثلاثة مصادر بالجيش السوري، إن الجيش أغلق الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى مدينة حلب بعد أن صدرت تعليمات للقوات باتباع أوامر «انسحاب آمن» من الأحياء التي اجتاحها المسلحون.

وذكرت المصادر بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، أن هذه الخطوة أغلقت المدينة فعلياً بعد أن أصدر الجيش تعليمات عند نقاط التفتيش خارج المدينة بالسماح فقط لقوات الجيش بالمرور والدخول.

من جهة أخرى، بات نصف مدينة حلب تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان فجر السبت، بعد يومين على هجوم مباغت شنّته تلك الفصائل على مناطق سيطرة النظام في شمال سوريا وشمال غربها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «نصف مدينة حلب بات الآن تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل موالية لها»، مضيفاً أن المقاتلين وصلوا إلى قلعة حلب.

وأشار إلى أنه «لم يحصل أي قتال، ولم تطلق طلقة واحدة، وسط انسحاب لقوات النظام».