«تسوية شاملة» في غوطة دمشق الشرقية

بالتوازي مع حملة دهم واعتقالات في الصبورة وقدسيا والهامة

صورة وزعتها وكالة «سانا» لعملية التسوية في الغوطة الشرقية
صورة وزعتها وكالة «سانا» لعملية التسوية في الغوطة الشرقية
TT

«تسوية شاملة» في غوطة دمشق الشرقية

صورة وزعتها وكالة «سانا» لعملية التسوية في الغوطة الشرقية
صورة وزعتها وكالة «سانا» لعملية التسوية في الغوطة الشرقية

أعلنت دمشق بدء عملية «تسوية شاملة» في منطقة دوما وما حولها وعدد من بلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في إطار اتفاقات التسوية التي طرحها النظام، وسط أجواء وصفتها بـ«الاحتفالية». ورصد موقع «صوت العاصمة» المعارض، حضور شخصيات عسكرية وسياسية وحزبية الحفل الذي أقيم في ساحة بلدية دوما، بعد فرض طوق أمني حول الساحة ونشر عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام وشرطة عسكرية روسية.
وقد أجبر النظام «الأهالي وموظفي القطاع العام وطلاب المدارس» على حضور الحفل. وأفادت وسائل إعلام رسمية في دمشق، بأن «عملية التسوية» تشمل بلدات عدرا البلد، النشابية، عربين، كفر بطنا، سقبا، عين ترما، وزملكا. فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عملية التسوية شملت مدن الغوطة الشرقية وبلداتها وعدداً من النواحي التابعة والمحيطة بها، حيث انضمت عدرا البلد، دوما، النشابية، عربين، كفر بطنا وسقبا وعين ترما، وزملكا إلى عملية التسوية، عبر دعوة عامة وُجهَتْ للأهالي لتسوية أوضاع الفارين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والمطلوبين لأجهزة النظام الأمنية، وذلك بالحضور وتقديم الطلبات في مبنى الوحدة الإدارية في الغوطة الشرقية.
واستبقت دمشق إطلاق عملية التسوية الشاملة في ريف دمشق، بتعميم بتوقيع صدر عن وزير الداخلية، اللواء محمد الرحمون، يأمر فيه جميع وحدات الشرطة بـ«عدم إذاعة البحث عن الأشخاص المشتبه بهم إلا بعد استكمال البيانات التفصيلية عنهم، بما فيها الرقم الوطني والمفتاح الخماسي». وكذلك «عدم إذاعة البحث عن الأسماء الثلاثية والثنائية، من دون بقية البيانات».
ويعد تشابه الأسماء من أكثر المسائل شيوعاً في عمليات الاعتقال التعسفي، فقد زُجّ بمئات السوريين في المعتقلات بزعم تشابه أسماء مع مطلوبين للأمن أو للخدمة العسكرية. ومنهم من قتل تحت التعذيب في الفترات الأولى من اندلاع الاحتجاجات.
يشار إلى أن النظام استعاد سيطرته الكاملة على دمشق وريفها عام 2018 بدعم عسكري روسي، وجرى إجلاء مئات المعارضين مع عائلاتهم من غير الراغبين في التسوية، إلى الشمال السوري. وهناك من اختار البقاء في الغوطة بعد الخضوع لعملية تسوية ومحاولة تدبر حياته وسط البلدات المدمرة، والخضوع لقبضة أمنية مشددة في ظل أوضاع معيشية متردية.
بالتوازي مع ذلك، ذكرت مصادر أهلية أن بلدتي قدسيا والهامة بريف دمشق، تشهدان استنفاراً أمنياً منذ يوم الجمعة، في ظل حملات مداهمة من قبل دوريات مشتركة بين الأمن السياسي والأمن الجنائي بهدف البحث عن مطلوبين. واستهدفت الحملات المنازل والمحال التجارية. وسجل نشطاء معارضون اعتقال شابين، وبحسب المصادر، سبق أن قام جهاز الأمن العسكري قبل نحو عشرة أيام، بمداهمات في الهامة، أسفرت عن اعتقال 13 شاباً رهائن وتم إطلاق سراحهم فور تسليم أحد المطلوبين نفسه.
وبالتوازي، نُصبت حواجز على مداخل بلدة الصبورة في ريف دمشق، وتسيير دوريات أمنية مشتركة مع الفرقة الرابعة لمداهمة البيوت والمزارع، وتم اعتقال نحو ثلاثين شخصاً من العمال الزراعيين. وبحسب موقع «صوت العاصمة»، فإن الحملة بدأت في 19 من الشهر الجاري ولا تزال مستمرة. وأشار الموقع إلى أن الحملة بدأت بعد أسبوع من تفجير حافلة مبيت عسكرية للفرقة الرابعة بعبوات ناسفة، قرب بلدة الصبورة وأسفرت عن مقتل 18 عنصراً بين ضابط وصف ضابط، وإصابة 27 آخرين وفق التصريحات الرسمية.
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت في 17 الشهر الجاري، قتل عشرين عنصراً من تنظيم «داعش» في ريف درعا، قالت إنهم متورطون بتفجير حافلة الفرقة الرابعة، وذلك في عملية مشتركة مع قوات تابعة للنظام.


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


مقتل فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

جثمانا القتيلين وحولهما أقاربهما في بلدة يعبد غرب جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
جثمانا القتيلين وحولهما أقاربهما في بلدة يعبد غرب جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

مقتل فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

جثمانا القتيلين وحولهما أقاربهما في بلدة يعبد غرب جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
جثمانا القتيلين وحولهما أقاربهما في بلدة يعبد غرب جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة؛ هما شاب وطفل، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا النار بعد إلقاء «عبوات ناسفة» نحوهم.

وقالت وزارة الصحة ليل الأحد: «شهيدان برصاص الاحتلال في يعبد، الشهيد الطفل محمد ربيع حمارشة (13 عاماً)، والشهيد أحمد محمود زيد (20 عاماً)»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت «وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)» أفادت بأن القوات الإسرائيلية نفذت عملية اقتحام لبلدة يعبد الواقعة غرب جنين، و«اندلعت على أثرها مواجهات، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي... بكثافة ومن مسافة قريبة صوب الطفل حمارشة والشاب زيد».

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه خلال نشاط لقواته في منطقة يعبد «ألقى إرهابيان عبوات ناسفة على جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي».

وأضاف: «رد الجنود بإطلاق النار، وحُددت الإصابات، ولم ترد أنباء عن إصابات في صفوف» الجيش الإسرائيلي.

وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، خصوصاً في شمالها، منذ اندلاع الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقتلت القوات الإسرائيلية ومستوطنون ما لا يقل عن 777 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة، وفقاً لوزارة الصحة في رام الله.

كما قتلت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين ما لا يقل عن 24 شخصاً في الفترة نفسها بالضفة الغربية، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.