فلسطينيون يلجأون للكهوف للتصدي لمحاولات إسرائيل تهجيرهم من قراهم

فلسطينيان يجلسان في كهف بمنطقة مسافر يطّا (رويترز)
فلسطينيان يجلسان في كهف بمنطقة مسافر يطّا (رويترز)
TT

فلسطينيون يلجأون للكهوف للتصدي لمحاولات إسرائيل تهجيرهم من قراهم

فلسطينيان يجلسان في كهف بمنطقة مسافر يطّا (رويترز)
فلسطينيان يجلسان في كهف بمنطقة مسافر يطّا (رويترز)

يحاول مئات الفلسطينيين التصدي لمحاولات السلطات الإسرائيلية طردهم من قراهم وهدم منازلهم من خلال العودة إلى العيش في كهوف تحت الأرض، وفقاً لما أكده تقرير جديد نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وبحسب التقرير، فقد وافقت المحكمة العليا الإسرائيلية في شهر مايو (أيار) الماضي، على طرد نحو 1200 فلسطيني من عدد من القرى حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من استخدام الأرض في ساحة تدريب عسكرية بالذخيرة الحية.

وقد يمهد ذلك الطريق لواحدة من كبرى عمليات الطرد الجماعي للفلسطينيين منذ عام 1967، التي تقول الأمم المتحدة إنها قد ترقى إلى مستوى «جريمة حرب».
ويكافح سكان القرى المنتشرة عبر التلال المنحدرة في المنطقة المعروفة باسم مسافر يطّا، جهود تهجيرهم من منازلهم مع إعداد الكهوف الموجودة تحت الأرض لاستيعابهم هم وعائلاتهم.
ومسافر يطا هي عبارة عن مجموعة من 19 قرية فلسطينية في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية.
ومن بين هذه القرى، قرية خربة الفخيت، التي قالت إحدى ساكناتها وتدعى وضاح أيوب أبو سبها (65 سنة): «ليس لدينا منزل نسكن فيه ولا خيمة - ليس لدينا خيار سوى العيش في الكهف، بداية حياتي كانت في الكهف، وستكون نهاية حياتي فيه».
وقديماً، كان سكان قرية خربة الفخيت والمجتمعات المحيطة بها، يعيشون في الكهوف المنتشرة في المنطقة.
وهدمت السلطات الإسرائيلية منذ فترة طويلة المنازل والمباني الأخرى في المنطقة، متذرعة ببعض الحجج مثل عدم وجود تصاريح البناء، التي نادراً ما تمنحها الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين.
لكن كثيراً ما كان السكان يقومون بإعادة بناء هذه المنازل.
ولكن بعد المرة الثالثة التي هُدم فيها منزل السيدة أبو سبها، انتقلت عائلتها مؤقتاً إلى عيادة غير مستخدمة وبدأت في تجهيز كهف أسفل قريتها للعيش فيه. ويتم الوصول إلى الكهف من خلال حظيرة تحتفظ فيها الأسرة بأغنامها.
ومن جهته، قال جابر علي دبابسة، أحد سكان قرية خلة الضبع بمنطقة مسافر يطا، الذي قرر تجهيز كهف لعائلته بعد أن هدم منزله وأعيد بناؤه خمس مرات: «لن نخضع لخطة إسرائيل لإرغام الناس على الفرار من المنطقة».
وأضاف: «إذا لم نصنع الكهوف، فأين سنعيش؟ يمكنهم هدم منزل ومصادرة خيمة، لكن الكهوف يصعب عليهم هدمها. سنعيش بالطريقة التي عاش بها أسلافنا».
وساعدت مجموعات الإغاثة السكان في صناعة الكهوف وتجهيزها، من خلال صب الخرسانة على الأرضيات الترابية، وتغطية الجدران الحجرية، وتقسيم الكهوف إلى غرف، حيث إن هذه الإجراءات كانت مكلفة لمعظم العائلات.
إلا أن كثيراً من هذه الكهوف ما زالت تفتقر إلى الكهرباء أو المساحات المزودة بفتحات للطهي.
وإلى جانب عمليات الهدم، شاركت إسرائيل فيما تسميه الأمم المتحدة «إجراءات قسرية» لجعل الحياة صعبة على الفلسطينيين في المنطقة، ومصادرة المركبات، وتقييد وصول منظمات الإغاثة، وإقامة نقاط تفتيش بين القرى التي يمكن أن تجعل من الصعب على الأطفال والمعلمين الوصول إلى المدارس.

وقالت نوا ساتاث، المديرة التنفيذية لجمعية الحقوق المدنية في إسرائيل: «النقل القسري مخالف لاتفاقيات جنيف، ولا يعني الترحيل دائماً تعبئة الناس في شاحنات ونقلهم بعيداً، فسوء معاملة السكان من أجل تحفيزهم على المغادرة يعد أيضاً نقلاً قسرياً».
وقالت السلطة الفلسطينية إن تهجير سكان المنطقة من شأنه أن يرقى إلى مستوى التطهير العرقي.
وتبرر وزارة الدفاع الإسرائيلية قرارها بتهجير السكان وهدم المنازل وإعلان مسافر يطا ساحة تدريب عسكرية بالذخيرة الحية ومنطقة إطلاق نار بقولها إن الفلسطينيين لم يعيشوا في هذه المنطقة بشكل دائم قبل عام 1980 بل بشكل موسمي فقط، في حين علق السكان على هذا الأمر بقولهم إن لديهم سندات ملكية للأراضي، تعود إلى ما قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)
توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)
TT

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)
توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا، منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة، الذي أدّى إلى إسقاط الرئيس بشار الأسد.

مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا)، في بيان: «حتى 12 ديسمبر (كانون الأول)، نزح 1.1 مليون شخص إضافي في مختلف أنحاء البلاد منذ بدء تصعيد الأعمال القتالية في 27 نوفمبر (تشرين الثاني). معظم هؤلاء نساء وأطفال».