فجَّرت اعترافات المطرب حسام حبيب، طليق الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب ضجة واسعة في مصر، وانقساماً كبيراً بين الجمهور، إذ تراوحت ردود الأفعال بين انتقاده، والتعاطف معه، بينما أعلن فريق ثالث عدم قدرته على اتخاذ موقف واضح بسبب ضبابية الرؤية وتناقض الروايات المختلفة؛ لكن القاسم المشترك بين الجميع هو التعاطف مع أزمة حادة تمر بها واحدة من أهم المطربات المصريات.
وتم احتجاز شيرين في إحدى المصحات النفسية للعلاج من الإدمان إلزامياً، منذ نحو 7 أيام، ما فجَّر موجة من الجدل الواسع والمستمر حتى الآن؛ لا سيما مع ابتعاد المطربة عن الأضواء تماماً.
وكان المطرب والملحن حسام حبيب قد أكد مساء أمس (الجمعة) في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج «الحكاية» على قناة «إم بي سي مصر»، أن شيرين تتعاطى بالفعل المواد المخدرة، وتثق في الناس سريعاً، ما يضعها في مشكلات مادية كبرى، مؤكداً أن «نقلها إلى المستشفى للعلاج تم بطريقة غير آدمية؛ حيث كانت حافية القدمين وترتدي البيجامة، وتعرضت للضرب عندما حاولت المقاومة، كما تعرض هو أيضاً للاعتداء حين حاول التدخل»، على حد تعبيره.
ولمح طليق شيرين في مداخلته المطولة التي حظيت بنسبة مشاهدة عالية، إلى «مسؤولية عائلة شيرين والمقربين منها؛ لا سيما أخيها ووالدتها، عن الحالة التي وصلت إليها»، وقال إنه كان يتم التعامل معها باعتبارها «منجم ذهب مستباحاً»، حسب وصفه.
ونفى حبيب أن يكون قد تعدى عليها بالضرب أو استفاد منها مادياً بأي شكل من الأشكال، مؤكداً أنه لا يزال يحبها وهي تحبه؛ لكن المشكلة تكمن في المحيطين بها؛ حسب قوله.
واشتعلت مواقع التواصل بردود فعل متباينة عقب انتهاء المداخلة؛ إذ اتهم كثيرون طليق شيرين بأنه «المتسبب الرئيسي في أزماتها المتوالية على مدار 4 سنوات، هي عمر زواجهما»، واصفين العلاقة بينهما بأنها «نموذج صارخ للعلاقة السامة»، بسبب ما قالوا إنه «استغلال وتربح وبحث عن الشهرة والأضواء» من جانبه.
واستنكر البعض «استخدام حسام المكثف للغة الإنجليزية في المداخلة، وتفاخره المتكرر بالمستوى الاجتماعي لأسرته». في المقابل، أبدى فريق اقتناعه برواية طليق المطربة، ورأى أنه تعرض للظلم والتنمر؛ حيث هاجمه الجميع دون سماع وجهة نظره، على الرغم من أنه لم يقدم أغنية واحدة طوال فترة زواجه منها، ما يدعم روايته بأنه كرس كل وقته من أجل الوقوف بجوارها في وجوه من يحاولون استغلالها.
واعتبر الناقد الفني محمد رفعت أن «أزمة المطربة شيرين عبد الوهاب تكشف عن هشاشة الإنسان إذا ما تحققت له الشهرة والثروة، دون أن يكون مستعداً أو مؤهلاً للتعامل مع الإعلام والأضواء. لذلك نجد شاباً طموحاً ومثقفاً مثل لاعب الكرة المصري العالمي محمد صلاح، يستعين بمستشار نفسي يصاحبه في أي مكان يذهب إليه، ويساعده على الاحتفاظ بسلامه واتزانه النفسي، في ظل الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها»؛ مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «في معركة شيرين وزوجها السابق حسام حبيب من جهة، وأهلها من جهة ثانية، فإن المعادلة صفرية ولا غالب ولا مغلوب فيها، فالكل خاسر والكل مهزوم ومأزوم، والكل مطعون في سمعته ومصداقيته».
وأضاف رفعت أنه «إذا كان هناك من درس يمكن أن نخرج به من مأساة مطربة كبيرة، أهدرت كثيراً من وقتها ومشاعرها، واستهلكت روحها في معارك خاسرة، فهو أن الموهبة وحدها لا تكفي، وأنه لا بد من وجود هيئة مستشارين مخلصين في الفن والقانون والميديا وعلم النفس، حول كل نجمة ونجم كبير، ترشده وتساعده على مواجهة نفسه أولاً، حتى لا يسقط في مستنقع الغرور والنرجسية، وكذلك مواجهة مؤامرات المنافسين».