مقتل مسؤول التجنيد في «داعش» بدرعا

الفرقة الرابعة تخلي حاجزها بعد شكاوى من ممارستها انتهاكات

TT

مقتل مسؤول التجنيد في «داعش» بدرعا

عثر الأهالي في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي جنوب سوريا، مساء أول من أمس، على جثة تعود لقيادي في تنظيم «داعش» ينحدر من مدينة جاسم، يُدعى رامي الصلخدي، بعدما كانت مجموعات محلية قد ألقت القبض عليه أثناء العمليات العسكرية ضد خلايا التنظيم التي تشهدها المدينة منذ أسبوع.
وقالت مصادر من مدينة جاسم إن الصلخدي من أبرز المخططين لمشروع «داعش» في المدينة، وهو مسؤول عمليات التجنيد في المنطقة، وقُبض عليه في أحد المقارّ الخاصة بالتنظيم في المدينة.
وحصلت المجموعات المحلية منه على معلومات جديدة حول «داعش» في مدينة جاسم، وأماكن تواجد أفراد الخلية، وهو ما استدعى استنفاراً جديداً من المجموعات المحلية وطلب مؤازرة من اللواء الثامن المدعوم من حيميم الخميس؛ لملاحقة فلول خلايا «داعش» المتبقية في المدينة، وسط استمرار إعلان حالة الحظر في المدينة لليوم السابع.
وأفادت شبكة «درعا 24» بأن القيادي في تنظيم «داعش» انشق، في وقت سابق، عن الجيش السوري، وانضم إلى الفصائل المحلية المعارضة، قبل أن ينضم لاحقاً إلى «داعش»، وأن صلة قرابة تربطه بالقيادي في تنظيم «داعش» أبو عبد الرحمن العراقي الذي قُتل مؤخراً في المعارك الدائرة بمدينة جاسم.
وتعرَّض علاء رضوان أبو قياص؛ وهو قيادي في جماعة محلية مرتبطة بالمخابرات العسكرية في مدينة درعا وتُعرَف محلياً باسم جماعة الكسم؛ نسبة لمتزعمها مصطفى الكسم، لعملية اغتيال في حي المنشية بالمدينة، بعد أن أطلق عليه مسلّحون مجهولون النار بشكل مباشر.
وقالت مصادر محلية من مدينة درعا البلد إن المستهدف بالعملية الأخيرة من أبرز الشخصيات التي يعتمد عليها متزعم المجموعة الكسم في عمليات الخطف واعتقال مطلوبين وتنفيذ الاغتيالات في المنطقة.
وقبل أيام قامت مجموعة «مصطفى الكسم» التابعة للأمن العسكري، باعتقال أشخاص من قوات اللواء الثامن في مدينة درعا المحطة، ما دفع الأخيرة إلى قطع «الأوتوستراد الدولي دمشق - درعا – عمان»، عند جسر بلدة أم المياذن، وأسْر عناصر الحاجز التابع لجهاز الأمن العسكري في قوات النظام السوري المتواجدة هناك. وانتهت الحادثة بالإفراج عن المحتجَزين من قوات اللواء الثامن بعد تدخل المسؤول عن جهاز الأمن العسكري العميد لؤي العلي وإجبار مجموعة الكسم على إطلاق سراحهم.
وفي السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا، قال مدير تحرير شبكة «السويداء 24» لـ«الشرق الأوسط»، إن إخلاء حاجز الفرقة الرابعة قبل أيام، جاء بعد مطالب عدة قدّمتها المحافظة للجهات المسؤولة عنهم في دمشق، وبعد أيام من طرح التسويات من جديد في المحافظة، وذلك نتيجة انتهاكات وإتاوات مالية كان يفرضها الحاجز على الحافلات المارّة من خلاله، من دمشق إلى السويداء، وبالعكس.
وأصبح الحاجز أشبه بمَعبر حدودي تتعرض فيه كل أنواع البضاعة للجمركة غير الشرعية وغير القانونية، حيث كان حاجز الفرقة الرابعة يفرض مبالغ مالية طائلة على المواد الصناعية والزراعية وغيرها، الداخلة والخارجة من السويداء. وتختلف المبالغ التي كان يفرضها الحاجز بحسب أهمية البضاعة المنقولة، ومنها ما تصل تكلفة السماح له بالمرور إلى 100 ألف ليرة سورية.
وكان لحافلات نقل الركاب نصيبها من سطوة حاجز الفرقة الرابعة، حيث فرض عليها مؤخراً مبالغ مالية حتى لا تخضع لتفتيش دقيق والتأخير، والأمر كان مرتبطاً بمزاجية العناصر المناوبين على الحاجز. ووصلت شكاوى عديدة لمسؤولين في الفرقة الرابعة عن ممارسة هذا الحاجز، وكان ردّهم أن رِيع الحاجز يعود للقصر الجمهوري، ووزير شؤون القصر منصور عزام، في وقت يقود الفرقة الرابعة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، والمعروفة بسلطتها الواسعة في سوريا.
وتنتشر حواجز للفرقة الرابعة على الطرق الرئيسية في عموم سوريا، وخاصة في الجنوب. وباتت المنطقة الجنوبية غارقة بالمخدرات وشحنات تهريبها إلى الدول المجاورة على الرغم من انتشار العديد من الحواجز العسكرية التي تبرر أنها تهدف لمكافحة عمليات التهريب وملاحقة المخرّبين.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.