السفيرة البريطانية لـ«استرضاء» جبهة شرق ليبيا

التقت نواباً ومسؤولين ببنغازي... وزارت قبر المختار

السفيرة البريطانية تلتقي علي الحبري (المصرف المركزي بمدينة البيضاء)
السفيرة البريطانية تلتقي علي الحبري (المصرف المركزي بمدينة البيضاء)
TT

السفيرة البريطانية لـ«استرضاء» جبهة شرق ليبيا

السفيرة البريطانية تلتقي علي الحبري (المصرف المركزي بمدينة البيضاء)
السفيرة البريطانية تلتقي علي الحبري (المصرف المركزي بمدينة البيضاء)

كثفت السفيرة البريطانية لدى ليبيا كارولين هورندال، نشاطها في شرق البلاد، بعد تعرضها لانتقادات لاذعة وصلت إلى المطالبة بطردها، على خلفية تصريحات لها اعتبرها البعض منحازة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، التي تتخذ من طرابلس العاصمة مقراً لها.
والتقت السفير، التي سبق أن غادرت ليبيا عقب حملة المطالبات باعتبارها «شخصية غير مرغوب فيها»، عدداً من النواب والمسؤولين المحليين في شرق ليبيا، خلال اليومين الماضيين، كما حرصت على زيارة ضريح «شيخ المجاهدين» عمر المختار، بمنطقة سلوق (جنوب بنغازي)، ووضع إكليل من الزهور على قبره، وهي الزيارة التي نظر إليها البعض على أنها «استرضاء» لساسة شرق ليبيا.
وتعود قصة الانتقادات التي وجهت للسفيرة البريطانية، عندما قالت في العاشر من أغسطس (آب) الماضي، إن «استمرار عملهم مع حكومة (الوحدة الوطنية) يأتي لكونها أتت في سياق توافقي»، لكن 53 عضواً في مجلس النواب الليبي، اعتبروا هذا التصريح «تجاوزاً لقرارات مجلس النواب، وتدخلاً مرفوضاً في شؤون ليبيا الداخلية».
https://twitter.com/CaroHurndall/status/1583397782395977729
في تلك الأثناء، قسّمت الحالة المتأزمة في ليبيا السياسيين والبرلمانيين إلى فريقين، وبات كل منهما يزِن تصريحات السفيرة بما يتوافق مع صالح جبهته.
وقال الدكتور محمد العباني، عضو مجلس النواب الليبي، في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» إن حديث السفيرة البريطانية يعتبر «تجاوزاً لعملها الدبلوماسي».
وبجانب زيارتها اللافتة لقبر المختار، التقت السفيرة البريطانية، ضمن جولتها في شرق ليبيا رؤساء أربع لجان نوعية بمجلس النواب هم، يوسف العقوري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية، وعيسى العريبي، رئيس لجنة الطاقة، وطلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، إلى جانب رمضان شمبش، رئيس اللجنة التشريعية.
وتمحور اللقاء، الذي عُقد بمقر مجلس النواب بمدينة بنغازي، مساء أمس، حول مناقشة عدد من الملفات أهمها دور المملكة المتحدة في دعم الأمن والاستقرار في ليبيا، وملف الهجرة غير المشروعة وتأثيرها على أمن واستقرار المملكة المتحدة والقارة الأوروبية.
وأكد رؤساء اللجان، خلال الاجتماع بحسب البيان الصادر عنهم، «وفاء مجلس النواب بكل الاستحقاقات المناطة به لإجراء الانتخابات»، كما شددوا على «ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، وإخراج (المرتزقة) والقوات الأجنبية من ليبيا، ووضع آلية توزيع عادلة وشفافة لموارد البلاد»، بالإضافة إلى «تأكيد رفضهم التدخل في الشأن الداخلي الليبي».
وانتهى اللقاء إلى تناول ملف توحيد السلطة التنفيذية، ودعوة الشركات بالمملكة المتحدة للعمل في مجال النفط والغاز والطاقة المتجددة.
وكانت السفيرة البريطانية استهلت زيارتها إلى شرق ليبيا بلقاء نائب محافظ مصرف ليبيا المركزي علي الحبري، الذي بحثت معه في آخر جهود توحيد إدارة المصرف المركزي والمعوقات التي تحول دون ذلك، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بقرار تعديل سعر الصرف.
وطغى الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد على لقاء الحبري والسفيرة البريطانية، في ظل التطورات الأخيرة التي يعيشها العالم.
ونقل بيان المصرف المركزي بالبيضاء، عن السفيرة تأكيدها «الجهود التي تقوم بها المملكة البريطانية مع جميع الأطراف لتحقيق الاستقرار والنمو في ليبيا».
وكانت ليبيا قطعت شوطاً مهماً في توحيد المصرف المركزي المنقسم بين غرب وشرق ليبيا، تنفيذاً لتوصيات المسار الاقتصادي التي أقرها المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي عقد في برلين في يناير (كانون الثاني) 2020، لكن هذه الجهود تعثرت على خلفية الانقسام السياسي.
وحرصت السفيرة البريطانية على لقاء رئيس المجلس التسييري لبلدية بنغازي صقر بوجواري، وناقشت معه الدور الذي تضطلع به المنظمات الدولية والأممية، والأنشطة التي يجريها صندوق الأمم المتحدة الإنمائي في المجالات التعليمية والصحية والبيئية، والتدريب والتطوير للعناصر المحلية.
كما تطرق الحديث إلى مناقشة انعكاسات الوضع السياسي القائم حالياً على الشأن المحلي للبلديات والخدمات التي تقدمها للمواطنين، وأهمية الجانب الاقتصادي لتحقيق الاستقرار والوصول إلى العملية الانتخابية.
وسبق للسفيرة البريطانية زيارة مدينة بنغازي للمرة الأولى في 27 مارس (آذار) الماضي، والتقت بوجواري والحبري، ونشطاء محليين.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تسارع الجهود الأممية لإحياء العملية السياسية «المتعثرة» في ليبيا

رئيس أركان قوات الدبيبة مستقبلاً خوري (رئاسة الأركان)
رئيس أركان قوات الدبيبة مستقبلاً خوري (رئاسة الأركان)
TT

تسارع الجهود الأممية لإحياء العملية السياسية «المتعثرة» في ليبيا

رئيس أركان قوات الدبيبة مستقبلاً خوري (رئاسة الأركان)
رئيس أركان قوات الدبيبة مستقبلاً خوري (رئاسة الأركان)

قبيل إحاطة مرتقبة تقدِّمها أمام مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الحالي، تسرع القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية، ستيفاني خوري، وتيرة اجتماعاتها بمسؤولين وسفراء؛ لإحياء العملية السياسية المتعثرة في ليبيا، بينما حذَّرت السفارة الروسية رعاياها من زيارة ليبيا، وقالت إن الوضعَين العسكري والسياسي بالبلاد لا يزالان متوترَين للغاية.

الحداد مستقبلاً خوري في مكتبه بطرابلس (القيادة العامة بغرب ليبيا)

وبحثت خوري، في لقاءات منفردة، الأزمةَ الليبية وتداعياتها، وسبل حلحلتها مع سفراء اليابان ومالطا وكوريا الجنوبية. وجاءت خلاصات الاجتماعات، التي كشفت عنها البعثة الأممية في طرابلس، شبه موحدة. لكن سياسيين يرون أن التحركات الأممية تستهدف الاستماع إلى رؤية جميع الأطراف المحلية والدولية، قبيل الذهاب إلى جلسة مجلس الأمن هذا الشهر.

وبخصوص لقائها سفير اليابان إيزورو شيمورا، صباح اليوم (الخميس)، قالت خوري إنهما بحثا معاً «الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنة في ليبيا»، على اعتبار أن دولته عضو بمجلس الأمن، بالإضافة إلى جهود بعثة الأمم المتحدة لإحياء العملية السياسية.

كما تحدَّثت خوري، مساء (الأربعاء)، عن مباحثات «مثمرة» أجرتها مع سفير مالطا، تشارلز صليبا، تبادلا خلالها وجهات النظر حول الوضع الحالي في ليبيا، «وعناصر العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة». وقالت إنهما «اتفقا على أهمية توحيد مؤسسات الدولة، وتمهيد الطريق للانتخابات الوطنية».

خوري والسفير الياباني لدى ليبيا إيزورو شيمورا (البعثة الأممية)

في سياق ذلك، أوضحت خوري أنها استعرضت مع سفير كوريا الجنوبية لدى ليبيا، جيهاك جانغ، الوضع السياسي الحالي في ليبيا؛ وفحوى مشاوراتها المكثفة مع الأطراف الليبية والدولية؛ لإحياء العملية السياسية، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية لصالح أبناء ليبيا جميعاً. ونقلت عن السفير الكوري التزام بلاده بدعم جهود بعثة الأمم المتحدة؛ للحفاظ على الاستقرار في ليبيا، بما في ذلك من خلال دورها بصفتها عضواً في مجلس الأمن.

خوري وسفير مالطا لدى ليبيا تشارلز صليبا (البعثة الأممية)

وتأتي مشاورات خوري عقب لقاءات عدة عقدتها مع الساسة والقادة المحليين بشرق ليبيا وغربها خلال الأيام الماضية، حيث ناقشت الأزمة السياسية مع المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والقائد العام لـ«الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر.

وبخصوص الجانب الأمني، التقت خوري في طرابلس وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عماد الطرابلسي، ورئيس أركان القوات التابعة للحكومة الفريق محمد الحداد. وقالت رئاسة الأركان إن لقاء الحداد وخوري بحث «دور المؤسسة العسكرية»، و«أهمية إعادة توحيد الجيش في دعم الانتخابات، وتأثيرها على الوضع الأمني، والحاجة إلى بناء وصيانة مؤسسات وطنية فعّالة، وخاضعة للمساءلة تخدم وتحمي ليبيا».

في السياق ذاته، قالت البعثة الأممية إن 28 شاباً وشابة من غرب ليبيا وجنوبها اجتمعوا لمناقشة «حلول للتحديات السياسية الحالية التي يواجهها وطنهم، كجزء من الجهود المكثفة، التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قبيل إطلاق العملية السياسية».

ليبيون من جنوب وغرب البلاد يشاركون في مناقشة وضع حلول لأزمة دولتهم (البعثة الأممية)

وأوضحت البعثة، اليوم (الخميس)، أن المجتمعين أكدوا «أهمية التثقيف السياسي للشباب وترشحهم للانتخابات، ونزع السلاح، والتسريح من خلال دعم الرياضة، وأهمية إجراء مصالحة وطنية شاملة». وأبرزت خلال هذا اللقاء، الذي يأتي ضمن سلسلة برنامج «الشباب_يشارك» أن المشاركين اقترحوا حلولاً للتحديات القائمة، التي سيتم توجيهها من خلال البعثة إلى الجهات المعنية. كما ستنظم البعثة، في الأسبوع المقبل، لقاءً مماثلاً في بنغازي، يمكِّن الشباب من الشرق والجنوب من المشاركة في المسار نفسه.

في شأن مختلف، قالت السفارة الأميركية في ليبيا إن «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، ووزارة التخطيط، وقّعتا في طرابلس اتفاقية شراكة جديدة لتعزيز التعاون في تقوية أطر التخطيط والتنمية في ليبيا.

وتندرج هذه المبادرة، وفق السفارة، «ضمن برنامج تعزيز الشراكات لبناء القدرات المؤسسية (EPIC)، التابع للوكالة؛ وتهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية، وتحسين الحوكمة الفعّالة، وترشيد تخصيص الموارد لدعم الشعب الليبي».

في غضون ذلك، حذَّرت السفارة الروسية رعاياها من زيارة ليبيا راهناً، خصوصاً الجزء الغربي منها. وقالت إن ليبيا «ليست وجهة سياحية، وزيارتها لأغراض غير رسمية خطر على الحياة والصحة».

وأوضحت السفارة أن على الراغبين في زيارة ليبيا «الانتظار قليلاً إلى أن تصبح الفرصة مواتية لرؤية جمالها»، مشيرة إلى أن هذا التحذير «ينطبق على الراغبين في عبور ليبيا، سواء بحافلة أو سيارة أو دراجات نارية أو هوائية، أو غيرها من وسائل النقل».

وكانت روسيا أعادت افتتاح سفارتها بالعاصمة طرابلس في 22 فبراير (شباط) 2024، الأمر الذي وصفته سلطات طرابلس بأنه «خطوة مهمة» ستعزز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.