شاشة الناقد

جايمي لي كيرتس في «هالوين ينتهي»
جايمي لي كيرتس في «هالوين ينتهي»
TT

شاشة الناقد

جايمي لي كيرتس في «هالوين ينتهي»
جايمي لي كيرتس في «هالوين ينتهي»

- HALLOWEEN ENDS
- إخراج: ديفيد غوردون غرين
- الولايات المتحدة - 2022
- جيد ★★★
تروي حكاية أن المخرج ديفيد غوردون غرين وافق على تحقيق الجزء الحالي من مسلسل هالووين مقابل منحه فرصة تحقيق فيلم لاحق، تنوي إحدى شركات الإنتاج المشتركة في هذا العمل إنجازه تحت عنوان «ذا إكزورست» هو نفسه الذي حققه ويليام فريدكن، سنة 1973 عن ذلك الراهب الذي تستعين به أم فتاة لبسها الشيطان.
إذا كانت هذه الرواية حقيقية، فإن المخرج غرين سيواصل مسيرة الرعب التي بدأها بفيلم «هالووين» سنة 2018. ومن ثم واصلها بفيلم «هالووين يقتل»، وينهيها بـ«هالووين ينتهي». ثلاثيته في مسلسل بدأ سنة 1978 على يدي المخرج جون كاربنتر والمنتج مصطفى العقاد.
«هالووين ينتهي» يُقصد به أن يكون آخر هالووينات السينما. منذ ذلك الفيلم الأول. ونحن نرى القاتل الفتّاك مايكل مايرز وهو يُطحن بآلة تحويل المعادن إلى خردة للتأكد من أنه لن يعود إلى الحياة مرّة أخرى. لكن المخرج غرين يفعل أكثر من هذا التأكيد.
في الصراع بين مايرز والمرأة التي دأب على محاولة قتلها منذ أكثر من 40 سنة تخبره إنه ليس روحاً شيطانية بل مجرد «رجل». لورا (جايمي لي كيرتس) التي عاشت تحت رحمته طوال تلك السنوات تتبادل وإياه معركة يدوية بسكاكين مطبخ كبيرة (وفأس). يطعنها وتطعنه. معركة حاسمة بين الحياة والموت. مفاجأة «هالووين ينتهي»، هي أنه ليس عن مايكل مايرز، بل عن شاب اسمه كوري (روهان كامبل)، وكيف تحوّل من شاب مسالم إلى قاتل بفضل موقف المجتمع منه. هنا توجد رسالة يريد المخرج دفعها إلى الأمام وهي أن المجتمع هو المسؤول عن صنع الوحوش البشرية. هي رسالة اجتماعية تستحق الثناء ولو أنها تؤخر ظهور مايكل مايرز لما بعد منتصف الفيلم. تبدأ الحكاية بعائلة من زوجين تترك طفلها تحت رعاية كوري وتخرج لقضاء سهرة. الصبي يحب أفلام الرعب التي يشاهد أحدها على شاشة التلفزيون. حين يتوجه كوري للمطبخ يختبئ الصبي ويطلق أصوات خطر توجه كوري للبحث عنه. يدخل غرفة نوم فيقفل عليه الصبي الباب. يخلع الباب، مما يؤدي إلى ارتطامه بالصبي وسقوطه من الدور العلوي ميتاً.
بعد أربع سنوات، بات كوري طليقاً وحفيدة لوري، واسمها أليسون (أندي ماتيشاك) تقع في حبه. لكن البلدة لا تزال تسخر منه وتكرهه وهذا ما يحوله في النهاية إلى قاتل رسمي.
في حين ينجح الفيلم بتوجيه أصبع الاتهام إلى المجتمع إلا أن الرابط بين ما يحدث لكوري وبين تغييب وحش هالووين لا يخلق ما يرضي المُشاهد الذي دخل الفيلم ليرى كيف سينتهي مايرز وليس كيف سيبدأ كوري.

لقطة من «زقاق الكابوس»

- NIGHTMARE ALLEY
- إخراج: غويلرمو دل تورو
- الولايات المتحدة - 2021
- ***
تتشبع مشاهد فيلم غويلرمو دل تورو الجديد بالدكانة لكي توحي بعصر داكن، وببيئة اجتماعية لا تقل دكانة، وبشخصيات من اللون نفسه.
فيلم داكن برمته وعن قصد. تبتلع الدكانة الصورة وتأخذ الكثير من وقت المخرج لتثبيتها كحالة اجتماعية ووجدانية. هذا ما كان أقدم عليه سابقاً أكثر من مرة. في «متاهة بان» استخدم التعتيم ليبرز فحوى الحرية الممنوعة على فتاة صغيرة تبحث عن السعادة في الخيال، كما لإبراز الوضع السياسي في إسبانيا بعد الحرب الأهلية.‬
في «شكل الماء» الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم سنة 2018 قدّم صورة أخرى للضغوط العاطفية والنفسية مجسدة في امرأة تقع في حب وحش. في الوقت نفسه استخدم الدكانة ليعبر عن فترة الحرب الباردة بين الشرق والغرب وبقايا آثار الفترة المكارثية في الخمسينات.
هنا، يستخدم الدكانة ليبرز تلك الأزمنة الصعبة في الثلاثينات. بذلك هو معلق سياسي دائم في تلك الأفلام التي تنتمي إليه. أما الدكانة التي يلجأ إليها في الأفلام التي يتسلم مهام تنفيذها حسب قواعد إنتاج تقليدية، كما الحال في فيلمه التشويقي، فإنها تبدو كما لو كانت عادة يرتاح إليها.
الحكاية التي يتناولها «زقاق الكابوس» كانت ظهرت في فيلم من إخراج إدموند غولدينغ سنة 1947 وكلا الفيلمين مستوحيان، بأمانة، من رواية وضعها ويليام لندساي غريشم، تدور حول ستانتون (برادلي كوبر هنا، وتايرون باور في الفيلم السابق) له ماضٍ مشين وبلا مستقبل، يجد عملاً في سيرك كبير ليس من بين شخصياته من هو مثالي. أكثرهم مدعاة للإدانة هو ستانتون الذي يجيد التسلق على أكتاف الآخرين بدافع تحسين وضعه ولو على حساب من وثقوا به. بينهم زينا (توني كولِت) التي لديها استعراض مشبع بالخديعة لقراءة الطالع. يسرق ستانتون فكرته ويهجرها إلى امرأة أخرى.
على مدى ساعتين و50 دقيقة يعرض دل تورو عالماً ينتقد فيه نظام حياة قائم على الجريمة والخداع والنصب في مرافق الحياة المختلفة (المجتمع والدين والسياسة). ويجيد توفير تفاصيل الزمان والمكان ومعالجتهما بقدرته على إثارة الاهتمام طوال الوقت.
لكن ما هو غير معتاد في هذا الفيلم، هو أنه يخلو من الوحوش والمخلوقات غير الآدمية. ما ينجح في استعراضه هو الإشارة في أن الإنسان قد يكون هو نفسه وحشاً كحال ذلك الجنوح الغريب صوب الجريمة التي ينساق بطل الفيلم إليه.
يفتقد الفيلم توازناً بين مراحل سرده. بعضها أطول من بعض. مشاهد تريدها أن تستمر تنتهي قبل ذلك، وأخرى تدوم.

ضعيف ★ وسط ★★ جيد ★★★
ممتاز ★★★★ تحفة ★★★★★


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

هوليوود ترغب في صحافيين أقل بالمهرجانات

جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
TT

هوليوود ترغب في صحافيين أقل بالمهرجانات

جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)

عاش نقادُ وصحافيو السينما المنتمون «لجمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» (كنت من بينهم لقرابة 20 سنة) نعمة دامت لأكثر من 40 عاماً، منذ تأسيسها تحديداً في السنوات الممتدة من التسعينات وحتى بُعيد منتصف العشرية الثانية من العقد الحالي؛ خلال هذه الفترة تمتع المنتمون إليها بمزايا لم تتوفّر لأي جمعية أو مؤسسة صحافية أخرى.

لقاءات صحافية مع الممثلين والمنتجين والمخرجين طوال العام (بمعدل 3-4 مقابلات في الأسبوع).

هذه المقابلات كانت تتم بسهولة يُحسد عليها الأعضاء: شركات التوزيع والإنتاج تدعو المنتسبين إلى القيام بها. ما على الأعضاء الراغبين سوى الموافقة وتسجيل حضورهم إلكترونياً.

هذا إلى جانب دعوات لحضور تصوير الأفلام الكبيرة التي كانت متاحة أيضاً، كذلك حضور الجمعية الحفلات في أفضل وأغلى الفنادق، وحضور عروض الأفلام التي بدورها كانت توازي عدد اللقاءات.

عبر خطّة وُضعت ونُفّذت بنجاح، أُغلقت هذه الفوائد الجمّة وحُوّلت الجائزة السنوية التي كانت الجمعية تمنحها باسم «غولدن غلوبز» لمؤسسة تجارية لها مصالح مختلفة. اليوم لا تمثّل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» إلّا قدراً محدوداً من نشاطاتها السابقة بعدما فُكّكت وخلعت أضراسها.

نيكول كيدمان في لقطة من «بايبي غيرل» (24A)

مفاجأة هوليوودية

ما حدث للجمعية يبدو اليوم تمهيداً لقطع العلاقة الفعلية بين السينمائيين والإعلام على نحو شائع. بعضنا نجا من حالة اللامبالاة لتوفير المقابلات بسبب معرفة سابقة ووطيدة مع المؤسسات الإعلامية المكلّفة بإدارة هذه المقابلات، لكن معظم الآخرين باتوا يشهدون تقليداً جديداً انطلق من مهرجان «ڤينيسيا» العام الحالي وامتد ليشمل مهرجانات أخرى.

فخلال إقامة مهرجان «ڤينيسيا» في الشهر التاسع من العام الحالي، فُوجئ عدد كبير من الصحافيين برفض مَنحِهم المقابلات التي اعتادوا القيام بها في رحاب هذه المناسبة. أُبلغوا باللجوء إلى المؤتمرات الصحافية الرّسمية علماً بأن هذه لا تمنح الصحافيين أي ميزة شخصية ولا تمنح الصحافي ميزة مهنية ما. هذا ما ترك الصحافيين في حالة غضب وإحباط.

تبلور هذا الموقف عندما حضرت أنجلينا جولي المهرجان الإيطالي تبعاً لعرض أحد فيلمين جديدين لها العام الحالي، هو «ماريا» والآخر هو («Without Blood» الذي أخرجته وأنتجته وشهد عرضه الأول في مهرجان «تورونتو» هذه السنة). غالبية طلبات الصحافة لمقابلاتها رُفضت بالمطلق ومن دون الكشف عن سبب حقيقي واحد (قيل لبعضهم إن الممثلة ممتنعة لكن لاحقاً تبيّن أن ذلك ليس صحيحاً).

دانيال غريغ في «كوير» (24A)

الأمر نفسه حدث مع دانيال كريغ الذي طار من مهرجان لآخر هذا العام دعماً لفيلمه الجديد «Queer». بدءاً بـ«ڤينيسيا»، حيث أقيم العرض العالمي الأول لهذا الفيلم. وجد الراغبون في مقابلة كريغ الباب موصداً أمامهم من دون سبب مقبول. كما تكرر الوضع نفسه عند عرض فيلم «Babygirl» من بطولة نيكول كيدمان حيث اضطر معظم الصحافيين للاكتفاء بنقل ما صرّحت به في الندوة التي أقيمت لها.

لكن الحقيقة في هذه المسألة هي أن شركات الإنتاج والتوزيع هي التي طلبت من مندوبيها المسؤولين عن تنظيم العلاقة مع الإعلاميين ورفض منح غالبية الصحافيين أي مقابلات مع نجوم أفلامهم في موقف غير واضح بعد، ولو أن مسألة تحديد النفقات قد تكون أحد الأسباب.

نتيجة ذلك وجّه نحو 50 صحافياً رسالة احتجاج لمدير مهرجان «ڤينيسيا» ألبرتو باربيرا الذي أصدر بياناً قال فيه إنه على اتصال مع شركات هوليوود لحلّ هذه الأزمة. وكذلك كانت ردّة فعل عدد آخر من مديري المهرجانات الأوروبية الذين يَرون أن حصول الصحافيين على المقابلات حقٌ مكتسب وضروري للمهرجان نفسه.

لا تمثّل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» إلّا قدراً محدوداً من نشاطاتها السابقة

امتعاض

ما بدأ في «ڤينيسيا» تكرّر، بعد نحو شهر، في مهرجان «سان سيباستيان» عندما حضر الممثل جوني دَب المهرجان الإسباني لترويج فيلمه الجديد (Modi‪:‬ Three Days on the Wings of Madness) «مودي: ثلاثة أيام على جناح الجنون»، حيث حُدّد عدد الصحافيين الذين يستطيعون إجراء مقابلات منفردة، كما قُلّصت مدّة المقابلة بحدود 10 دقائق كحد أقصى هي بالكاد تكفي للخروج بحديث يستحق النشر.

نتيجة القرار هذه دفعت عدداً من الصحافيين للخروج من قاعة المؤتمرات الصحافية حال دخول جوني دَب في رسالة واضحة للشركة المنتجة. بعض الأنباء التي وردت من هناك أن الممثل تساءل ممتعضاً عن السبب في وقت هو في حاجة ماسة لترويج فيلمه الذي أخرجه.

مديرو المهرجانات يَنفون مسؤولياتهم عن هذا الوضع ويتواصلون حالياً مع هوليوود لحل المسألة. الاختبار المقبل هو مهرجان «برلين» الذي سيُقام في الشهر الثاني من 2025.

المديرة الجديدة للمهرجان، تريشيا تاتل تؤيد الصحافيين في موقفهم. تقول في اتصال مع مجلة «سكرين» البريطانية: «الصحافيون مهمّون جداً لمهرجان برلين. هم عادة شغوفو سينما يغطون عدداً كبيراً من الأفلام».

يحدث كل ذلك في وقت تعرّضت فيه الصحافة الورقية شرقاً وغرباً، التي كانت المساحة المفضّلة للنشاطات الثقافية كافة، إلى حالة غريبة مفادها كثرة المواقع الإلكترونية وقلّة عدد تلك ذات الاهتمامات الثقافية ومن يعمل على تغطيتها. في السابق، على سبيل المثال، كان الصحافيون السّاعون لإجراء المقابلات أقل عدداً من صحافيي المواقع السريعة الحاليين الذين يجرون وراء المقابلات نفسها في مواقع أغلبها ليس ذا قيمة.

الحل المناسب، كما يرى بعض مسؤولي هوليوود اليوم، هو في تحديد عدد الصحافيين المشتركين في المهرجانات. أمر لن ترضى به تلك المهرجانات لاعتمادها عليهم لترويج نشاطاتها المختلفة.