ماذا يعني تتويج «بطلوع الروح» بجوائز «الموريكس» اللبنانية؟

«أفضل مسلسل» و«أحسن ممثلة»... وجائزة خاصة لإلهام شاهين

المسلسل مستوحى من قصة سيدة مصرية داخل مخيم الروج
المسلسل مستوحى من قصة سيدة مصرية داخل مخيم الروج
TT

ماذا يعني تتويج «بطلوع الروح» بجوائز «الموريكس» اللبنانية؟

المسلسل مستوحى من قصة سيدة مصرية داخل مخيم الروج
المسلسل مستوحى من قصة سيدة مصرية داخل مخيم الروج

ثلاث جوائز تُوج بها مسلسل «بطلوع الروح» في حفل توزيع جوائز «الموريكس دور» اللبنانية في دورتها الـ22 لهذا العام، التي أقيمت الأحد، فقد حظي العمل المصري بجائزة أفضل مسلسل عربي، وفازت منة شلبي بجائزة أفضل ممثلة عربية، كما تم تقديم جائزة خاصة للفنانة المصرية إلهام شاهين عن دورها في المسلسل، إلى جانب تكريمها عن مسيرتها الفنية. بينما غابت المخرجة كاملة أبو ذكري التي نشرت على صفحتها بـ«فيسبوك» خبر تتويج المسلسل بهذه الجوائز قائلة: «الحمد لله»، لتتوالى عليها التهاني التي تؤكد تميز العمل واستحقاقه الجوائز.
وعبرت منة شلبي عن سعادتها بما حققه المسلسل من نجاح جماهيري والجوائز التي حصل عليها، مؤكدة في تصريحات صحافية: «سعادتي كبيرة بالجائزة وبكل الجوائز التي حصل عليها (بطلوع الروح)»، وأضافت: «شكراً لهذا التكريم ودائماً نتجمع في حب لبنان».

منة شلبي تتسلم جائزتها
كما أكدت إلهام شاهين، سعادتها الكبيرة بالجائزة لأنها عن دور مهم في حياتها، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذا الدور الذي جسّدته بالمسلسل لزعيمة من تنظيم داعش بمثابة رسالة مهمة، وهي أنني أقف في محاربة المتاجرين بالدين والمتطرفين فكرياً وأخلاقياً، وقد قدمت شخصية واحدة منهم لكي أكشف حقيقتهم أمام العالم، وتعرضت لهجوم كبير بمجرد ظهور صورتي على الأفيش وقبل عرض المسلسل، وهذا يعكس خوفهم من قوة تأثير الفن وقدرته على أن يفضح كل المتاجرين بالدين والمأجورين والمرتزقة الذين أصبحت الحروب بالنسبة لهم مهنة، دون عقيدة أو مبدأ»، على حد تعبيرها.
وأشارت إلهام إلى أن «المسلسل جاء على مستوى فني عالٍ جداً، إذ أتاح له المنتج اللبناني صادق الصباح كل الإمكانات لتقديم عمل على مستوى متميز، كما أن كاملة أبو ذكري مخرجة عظيمة سبق وقدمت أعمالاً رائعة، لكن هذا العمل يعد تتويجاً لها كمخرجة، وقدمت نانسي عبد الفتاح مديرة التصوير صورة رائعة، والحقيقة أن كل العاملين أمام الكاميرا أو وراءها قدموا أجمل ما لديهم، وجميع الممثلين من مصر والدول العربية والأجانب كانوا على مستوى متميز، كما أن كتابة السيناريو كانت رائعة لأن المؤلف محمد هشام عبية أوصل الرسالة ببساطة ومشاعر عالية دون خطب، وبطريقة إنسانية وصلت لمشاعر كل الناس. لذا فقد جاء العمل نموذجياً واختير من أهم عشرة أعمال أثناء عرضه، ثم تصدرها وأصبح الأول، وهذا دليل على أهميته وأن رسالته وصلت للناس.
منة شلبي في المسلسل
وكان مسلسل «بطلوع الروح» قد تنافس بقوة على جائزة أفضل عمل بمهرجان القاهرة للدراما، كما كشفت ذلك الناقدة خيرية البشلاوي عضو لجنة تحكيم المهرجان لـ«الشرق الأوسط»؛ حيث حصل على جائزة أفضل ممثلة لمنة شلبي وأفضل إخراج لكاملة أبو ذكري، وتقول عنه: «هو عمل متكامل تطرق لقضية مهمة تؤرق العالم كله وهي الإرهاب، مقدماً معالجة في منتهى القوة، ومعبراً عنها بكل أدواته، فقد صورت الكاميرا في أماكن ضيقة كواليس تنظيم داعش الإرهابي، وكانت المخرجة كاملة أبو ذكري على وعي كامل بحركة الكاميرا وتكوين المشهد».
وتضيف البشلاوي: «بالنسبة للمثلين فقد كانوا في قمة الأداء، وكان اختيار إلهام شاهين لهذا الدور موفقاً، لأنها سيدة شجاعة جداً ولها موقف واضح ومعلن من الجماعات الإرهابية، وقد أدت دورها بمنتهى الفهم لطبيعة الشخصية الإرهابية المتلونة كأنثى، والمجرمة كإرهابية، وبالنسبة لمنة شلبي فلم تكن هناك غلطة واحدة في أدائها، وكان هناك إجماع عليها، فقد أدت بفهم كبير لطبيعة الدور كأم ملتاعة تجد نفسها في متاهة وسط عالم أسود، كامرأة تواجه محنة ليست عادية مع زوج مخدوع، وأدت مشاهدها بتفوق وإتقان».
يذكر أن مسلسل «بطلوع الروح» عرض خلال شهر رمضان الماضي ودارت أحداثه في 15 حلقة، وجمع بين ممثلين مصريين وعرب وأجانب، وتناول قصة زوجة مصرية تتعرض لخداع زوجها الذي يستدرجها إلى تركيا ويختطف طفلها المريض إلى الحدود السورية بإيعاز من صديقه القيادي في «داعش»، وينتهي بها المطاف في معسكرات التنظيم؛ حيث تعيش وطفلها أهوالاً صعبة، ولاقى المسلسل عند عرضه اهتماماً كبيراً من الجمهور العربي، وتصدر استفتاءات عديدة كأفضل الأعمال الرمضانية.


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.


مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».