مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

بطلاها طارق تميم وسولانج تراك

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».


مقالات ذات صلة

«اللي شبكنا يخلّصنا»... جرعة درامية للشفاء الجماعي 

يوميات الشرق جوزيف وزينة السجن جمعهما والغربة وحدتهما (الشرق الأوسط)

«اللي شبكنا يخلّصنا»... جرعة درامية للشفاء الجماعي 

مسرحية «اللي شبكنا يخلّصنا» لزينة دكاش تأخذك في رحلة فريدة من نوعها، تُهدئ من روعك وتلطّف أفكارك، ممّا ينعكس إيجاباً على مزاجك.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق جانب من أوبريت «الليلة الكبيرة» في قرية بالمنوفية (وزارة الثقافة المصرية)

أوبريت «الليلة الكبيرة» يجوب قرى مصر

يجوب أوبريت «الليلة الكبيرة» قرى مصر من خلال مشروع «مسرح المواجهة والتجوال»، الذي أطلقه «البيت الفني للمسرح»، ليقدم عروضاً مسرحية في قرى «حياة كريمة».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تُعرَض «كوما» في 8 و9 فبراير الحالي على مسرح «زقاق»... (مسرح زقاق)

«مسرح زقاق» يقدّم «كوما»... صرخة الشباب في وجه العتمة

عند كلِّ جيلٍ جديدٍ ملاحظات على الذي قبله، والعكس بالعكس. الفرق بين جيل وآخر عادة هو مدى التأثّر بالزمن الذي يعيش فيه كل منهما.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الملصق الترويجي لمسرحية المجانين (الهيئة العامة للترفيه)

محمد هنيدي يسدل الستار على مسرحية «المجانين»

أسدل الفنان المصري محمد هنيدي الستار على مسرحيته «المجانين» التي عرضت ضمن «موسم الرياض».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تقنيات الوصف الصوتي ولغة الإشارة يُتبعان في العروض المسرحية (مونو)

«مونو» يستحدث مسرحاً لذوي الحاجات الخاصة بمعايير عالمية

هذه العروض الخاصة يتّبعها مسرح «مونو» أقلّه مرة في الشهر، ضمن فترة تمتدّ من فبراير (شباط) حتى سبتمبر (أيلول) 2025.

فيفيان حداد (بيروت)

للمرة الأولى... ويليام وكيت ينشران صورة احتفالاً بـ«عيد الحب»

الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (رويترز)
الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (رويترز)
TT

للمرة الأولى... ويليام وكيت ينشران صورة احتفالاً بـ«عيد الحب»

الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (رويترز)
الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (رويترز)

نشر الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون صورة لهما في غابة، الجمعة؛ للاحتفال بعيد الحب أو ما يُعرف بـ«عيد الفالنتاين»، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

يظهر المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، المصحوب برمز قلب، الأمير ويليام وهو يقبّل زوجته على الخد بينما يمسك الزوجان بيدي بعضهما بعضاً.

الصورة مأخوذة من مقطع فيديو نشره قصر كنسينغتون نيابة عن أميرة ويلز في سبتمبر (أيلول)، حيث أعلنت أنها أنهت مسار العلاج الكيميائي المرتبط بمرض السرطان الذي عانت منه.

لقد تماثلت كيت للشفاء من السرطان الآن، وقد قامت بالكثير من الارتباطات حتى الآن هذا العام، بما في ذلك زيارة سجن لمقابلة الأمهات، ورحلة مدرسة ابتدائية إلى معرض الصور الوطني.

أسلوب شخصي للغاية

تم تصوير الفيديو الأصلي بواسطة ويل وار في نورفولك، حيث تقضي عائلة ويليام وكيت عطلات نهاية الأسبوع والعطلات المدرسية.

عندما تم إصداره، أثار الكثير من التعليقات لأسلوبه الشخصي للغاية، مع لقطات عاطفية للأمير والأميرة، ومشاهد تُظهر أطفالهما يلعبون، وتعليق صوتي من كيت.

لقد تحدثت أميرة ويلز سابقاً عن كيف غيّر مرضها وجهة نظرها للأمور، وشاركت مدى صعوبة التشخيص على أسرتها الصغيرة، ولاحظت أن ذلك «يجعلك تقدّر كل الأشياء الصغيرة في الحياة».

ولم يحتفل الزوجان بعيد الحب على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل.

أصبح الزوجان منفتحين بشكل متزايد في منشوراتهما على وسائل التواصل الاجتماعي منذ مرض الأميرة، حيث شارك ويليام حبه لها في رسالة مكتوبة أثناء الاحتفال بعيد ميلادها في يناير (كانون الثاني).

ووصفها بأنها «الزوجة والأم الأكثر روعة»، وأضاف: «نحن نحبك».