الأوبرا المصرية تعرض «نيران الأناضول»

العمل الراقص يستلهم ملامح من التراث التركي

تميزت الفرقة بعروضها المبهرة (دار الأوبرا المصرية)
تميزت الفرقة بعروضها المبهرة (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تعرض «نيران الأناضول»

تميزت الفرقة بعروضها المبهرة (دار الأوبرا المصرية)
تميزت الفرقة بعروضها المبهرة (دار الأوبرا المصرية)

تستقبل دار الأوبرا المصرية العرض التركي «نيران الأناضول» الذي يستلهم ملامح التراث التركي في تابلوهات راقصة لأحد أشهر فرق الرقص الفلكلوري في تركيا، وذلك في إطار مساعي الأوبرا لتقديم مختلف الفنون العالمية خلال احتفالات الكريسماس، ومع بداية العام الجديد.

العرض الذي وصفته الأوبرا المصرية بـ«الأسطوري» ومن المقرر تقديمه في 3 ليالٍ على المسرح الكبير نهاية شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، شهد إقبالاً كبيراً من الجمهور، وفق معايير شباك التذاكر، مما يعكس رغبة الجمهور المصري في تلقي المواد الإبداعية الجادة، حسب بيان للأوبرا المصرية، الأربعاء.

وتستهدف فرقة «نيران الأناضول» التي تأسست عام 1999 تحت مسمى «سلاطين الرقص»، وقدمت عروضاً سابقة في مصر، نشر التراث التركي بكل ما يحمله من سمات فلكلورية جاذبة وذات طابع فني جماهيري، وتأتي عروضها في مصر من إخراج المدير الفني للفرقة مصطفى إردوغان، وتصميم رقصات ألبير أكسوي.

فرقة «نيران الأناضول» قدمت عروضاً سابقة في القاهرة (دار الأوبرا المصرية)

ونجحت الفرقة خلال عروضها السابقة بمصر في تحقيق قاعدة ضخمة من متذوقي الفنون الراقية، بحسب كلام الدكتورة داليا زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، التي أوضحت أن العرض المنتظر يضم تابلوهات حركية تستلهم ملامح التراث التركي المميز في صياغة إبداعية معاصرة لينتج مزيجاً فنياً فريداً يحمل رسائل سامية عن الحب والسلام والتعايش الإنساني، لافتة إلى أن عروض هذه الفرقة تعبر عن «القدرة الفائقة للقوى الناعمة على تدعيم روابط الصداقة بين الشعوب».

وكانت دار الأوبرا المصرية أعلنت عن تقديم الباليه الكلاسيكي العالمي «كسارة البندق» ضمن احتفالات أعياد الكريسماس في 7 حفلات على المسرح الكبير بالأوبرا، من 26 إلى 30 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بقيادة المايسترو نادر عباسي، وإخراج أرمينيا كامل، وهو الباليه الذي كتب موسيقاه الروسي تشايكوفسكي عام 1891 مستلهماً إحدى قصص الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما، الأب الذي اقتبسها بدوره من رواية «كسارة البندق وملك الفئران»، لإرنست هوفمان.

وأعرب مصطفى إردوغان، مؤسس فرقة «نيران الأناضول»، عن سعادته بالعودة إلى القاهرة مجدداً، وتقديم العروض في دار الأوبرا التي وصفها بمنارة الإبداع الجاد في الشرق الأوسط، وأشار إلى الفخر بمشاركة تراث بلاده مع الجمهور المصري، واعداً بتقديم عرض مبهر، من خلال تكامل العناصر الفنية من موسيقى وإضاءة وديكور وملابس، إلى جانب التناغم الحركي للعارضين.

الإضاءة والأزياء أكثر العناصر المميزة في عروض «نيران الأناضول» (دار الأوبرا المصرية)

من جانبه عدّ الناقد الفني المصري أحمد السماحي، عروض «نيران الأناضول» من الفرق «المهمة جداً على المستوى الفني والتقني»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مثل هذه العروض تعبر عن الرسالة الحقيقية لدار الأوبرا، ودورها في تقديم العروض الراقية والجادة والممتعة للجمهور في ظل الفوضى التي تشهدها الساحة الفنية على مستويات عدة».

ووصف السماحي الفرق الأجنبية التي تأتي إلى مصر بأنها تكون «على درجة عالية من الكفاءة والإتقان والإبداع لأنها تكون بمثابة سفير لبلدها»، عادّاً استضافة فرقة «نيران الأناضول» أو غيرها من الفرق الأجنبية بالأوبرا أحد الأدوار المهمة للتبادل الثقافي بين مصر ودول العالم.

وتلقي فرقة «نيران الأناضول» الضوء على التراث الثقافي الثري للأناضول، وفق بيان الأوبرا، وتعد من أفضل فرق الرقص في العالم، ونظمت من قبل جولات فنية في مختلف دول العالم وحققت نجاحاً كبيراً، ومن الدول التي شهدت عروضها سابقاً مصر، والولايات المتحدة الأميركية، والبحرين، وألمانيا، وبلجيكا، وسويسرا، والصين، والأردن، وهولندا، وقدمت أكثر من 8500 ليلة عرض حضرها أكثر من 50 مليون مشاهد. وحظيت الفرقة بإشادات نتيجة براعة أعضائها في التعبير عن فلكلور الأناضول.


مقالات ذات صلة

مسرح المرأة... خشبةٌ تصرخ نيابةً عن النساء الصامتات

يوميات الشرق غالبية المسرحيات التي تُنتجها ميشيل فنيانوس تعالج قضايا المرأة وهواجسها (صور فنيانوس)

مسرح المرأة... خشبةٌ تصرخ نيابةً عن النساء الصامتات

في اليوم العالمي للمرأة، لقاء مع ميشيل فنيانوس التي تكرّس نشاطها الإنتاجي للأعمال المسرحية التي تُعنى بشؤون المرأة وحقوقها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق صورة تذكارية خلال المؤتمر الصحافي (الشركة المنتجة)

مسرحية استعراضية تروي سيرة «كوكب الشرق»

تجربة جديدة يترقبها المسرح المصري بالتحضير لعرض موسيقي ضخم يتناول سيرة «كوكب الشرق» أم كلثوم، ويستعرض مسيرتها بأسلوب ميوزيكال.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تُغيّب سابين السياسة والإيحاء المبتذل عن الكوميديا التي تقدّم (صور الفنانة)

اللبنانية سابين من لوس أنجليس: الكوميديا أبعدُ من ضحكة

تصوَّرت اللبنانية سابين نفسها على مسارح، أو أنّ اسمها سيترك وَقْعاً في شباب العمر. مع ذلك، تخصَّصت في تنظيم الأعراس، ونجحت في اعتمادها مهنتها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق ستحتضن أكاديمية الفنون عروضاً متنوعة في المهرجان (أكاديمية الفنون)

مهرجان «الفضاءات المسرحية» يراهن على اكتشاف المواهب بمصر

يراهن مهرجان «الفضاءات المسرحية» الذي تنظمه «أكاديمية الفنون» المصرية خلال شهر أبريل المقبل على اكتشاف المواهب الشابة

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر فيلم «أن تقرأ لوليتا في طهران»

نينا كافاني تقرأ «لوليتا» في طهران وتشوِّق الفرنسيين لمُشاهدة أشهر كتب آذر نفيسي

تقف نينا على المسرح منفردةً لتروي وقائع طفولتها ومراهقتها في بلد يحكُمه المتشدّدون. كما تحكي مسيرتها في بلد المنفى، ومعنى أن تنتقل من فضاء مُغلق لتصبح فنانة...

«الشرق الأوسط» (باريس)

الحرمان الاجتماعي والفقر يُسرِّعان الشيخوخة

للتغيرات في الوضع الاجتماعي تأثير ملموس في الشيخوخة (كلية لندن الجامعية)
للتغيرات في الوضع الاجتماعي تأثير ملموس في الشيخوخة (كلية لندن الجامعية)
TT

الحرمان الاجتماعي والفقر يُسرِّعان الشيخوخة

للتغيرات في الوضع الاجتماعي تأثير ملموس في الشيخوخة (كلية لندن الجامعية)
للتغيرات في الوضع الاجتماعي تأثير ملموس في الشيخوخة (كلية لندن الجامعية)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من كلية لندن الجامعية في المملكة المتحدة، أنّ الأشخاص الذين يتمتّعون بظروف اجتماعية واقتصادية ميسورة، مثل ارتفاع الدخل أو ارتفاع مستويات التعليم، يواجهون خطراً أقل للإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر، ويُظهرون علامات شيخوخة بيولوجية أقل، في المقابل قد يُسرّع الحرمان الاجتماعي والفقر الشيخوخة ويُفاقمان خطر الإصابة بالأمراض.

ووجدوا أدلة على أنّ التغيّرات في الوضع الاجتماعي قد يكون لها تأثير ملموس في الشيخوخة البيولوجية، إذ كشفت البيانات عن أنّ الأشخاص الذين انتقلوا من مستويات تعليمية منخفضة في وقت مبكر من حياتهم إلى وضع اجتماعي متوسط ​​أو مرتفع في مراحل لاحقة منها، كانت لديهم تركيزات بروتينية معينة أكثر ملاءمة مقارنةً بمَن لم تتحسَّن ظروفهم.

ووفق نتائج الدراسة التي نُشرت في دورية «نيتشر ميديسين»، يبدو أنّ للتفاوت الاجتماعي تأثيراً مباشراً على الشيخوخة البيولوجية التي يعدُّها الخبراء العمر الحقيقي للإنسان. إذ وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين يتمتّعون بمزايا اجتماعية أكبر، لديهم بروتينات أقل في دمائهم مرتبطة بالشيخوخة، بما في ذلك تلك المرتبطة بالالتهابات وكفاءة عمل الجهاز المناعي.

قال المؤلّف الرئيسي للدراسة من كلية علوم الدماغ بجامعة لندن، البروفيسور ميكا كيفيماكي: «تقدّم هذه الدراسة دليلاً بيولوجياً قوياً على أنّ الظروف الاجتماعية تؤثر في وتيرة الشيخوخة»، مضيفاً في بيان، الجمعة: «لعقود، كنا نعلم أنّ المزايا الاجتماعية مرتبطة بصحة أفضل، لكن نتائجنا تشير إلى أنها قد تُبطّئ أيضاً عملية الشيخوخة عينها».

واستندت الدراسة إلى نتائج 4 دراسات طولية واسعة النطاق تتبَّعت المشاركين فيها لسنوات، وشملت مجتمعةً أكثر من 800 ألف مشارك.

وتضمّنت مقاييس التميّز الاجتماعي التعليم والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأب، ومؤشرات مرحلة البلوغ مثل الحيّ السكني، والوضع المهني، أو دخل الأسرة. كما قيست مؤشرات الشيخوخة من خلال تشخيص الأمراض المعروفة بارتباطها بالشيخوخة، ومن خلال فحوص الدم التي تقيس بروتينات معيّنة منتشرة في بلازما الدم، في قياس يُسمى «تحليل البروتينات البلازمية المتقدّم».

في الدراسة الأخيرة، حُدِّدت نتائج الأمراض على مدى 10 سنوات وبعد أكثر من 20 عاماً، لمعرفة ما إذا كانت العوامل الاجتماعية في مرحلة مبكرة من العمر أو منتصفه تُسهم في الشيخوخة بعد سنوات.

ووجد الباحثون أنّ خطر الإصابة بـ66 مرضاً مرتبطاً بالعمر يتأثر في الميزات الاجتماعية. وبحساب متوسط ​​قائمة الأمراض، كان هناك خطر أعلى بنسبة 20 في المائة للإصابة بالمرض لدى الأشخاص ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، مقارنةً بالوضع الاجتماعي والاقتصادي المرتفع.

وبالنسبة إلى بعض الأمراض، بما فيها داء السكري من النوع الثاني، وأمراض الكبد، وأمراض القلب، وسرطان الرئة، والسكتة الدماغية، كان الخطر أعلى بأكثر من الضعف في المجموعة الأكثر حرماناً مقارنةً بالأكثر حظاً.

ووجد الباحثون أنّ مستويات 14 بروتيناً في البلازما تأثرت بالميزة الاجتماعية والاقتصادية، بما فيها البروتينات المعروفة بتنظيم الاستجابات الالتهابية والإجهاد الخليوي.

بدوره، أوضح البروفيسور توني ويس كوراي من جامعة ستانفورد الأميركية، والمؤلّف المشارك في الدراسة، أنّ «الشيخوخة تنعكس في تركيبة البروتينات بدمنا، والتي تشمل آلاف البروتينات المرتبطة بعمليات الشيخوخة البيولوجية في أجهزة عضوية متعدّدة. وتُعد هذه المؤشرات الحيوية مؤشرات على الصحة تُمكّننا من تقييم كيفية تأثير الاختلافات الاجتماعية في وتيرة الشيخوخة».